ألقي خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، ودار موضوعها حول "حديث القرآن عن الأمة الإسلامية "وقال إن الله عزّ وجلَّ فضل الأمة الإسلامية علي جميع الأمم فأرسل إليها خير رسله، وأنزل فيها خير كتبه، وجعلها خاتمة الأمم، قال النبي ﷺ: (نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَاخْتَلَفُوا، فَهَدَانَا اللهُ لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، هَدَانَا اللهُ لَهُ - قَالَ: يَوْمُ الْجُمُعَةِ - فَالْيَوْمَ لَنَا، وَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى)، كما ميز الله عزّ وجلَّ هذه الأمة بوسطية الفكر والعقل والمنهج والسلوك، قال تعالي{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾، أي خيارًا عُدولًا، لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول ﷺ شهيدًا عليكم.

وأضاف خطيب الجامع الأزهر أن الله سبحانه وتعالي أعطى لهذه الأمة من المنح والمزايا ما كان يمنح للأنبياء قبل ذلك، كان الله إذا بعث نبيًا قال له: "وما جعل عليك في الدين من حرج"، وقال لهذه الأمة: "وما جُعِلَ عليكم في الدين من حرج". كان الله إذا بعث نبيًا قال له: "ادعني أستجب لك"، وقال لهذه الأمة: "ادعوني أستجب لكم"، وكان الله إذا بعث نبيًا جعله شهيدًا علي قومه، وجعل هذه الأمة شهيدة علي جميع الأمم، فأمة الإسلام أكرمها الله عزّ وجلَّ بمزايا ومنح وعطايا إلهية؛ فهي الأمة الوحيدة التي تحفظ كتابها المعظم عن ظهر قلب، وهي الأمة الوحيدة التي أكرمها الله سبحانه وتعالي بصحة الإسناد ومتانة الأنساب، فمن يحفظ القرآن الكريم علي شيخ له سند، فسنده يتصل إلي الله عزّ وجلَّ. ونسبه في كتاب الله يصل إلي صاحب الكتاب نفسه وهذه مزية لا توجد في غيرها من الأمم.

وبين د. ربيع الغفير، أن الأمة الإسلامية قد عصمها الله عزّ وجلَّ من عذاب الإستئصال الذي كانت تعذب به الأمم السابقة. قال تعالي: ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾، ورغم أن صدر هذه الأمة قد كفروا بشرع الله، وحاربوا رسولهم وكذبوه؛ بل وآذووه، وما تركوا مسلكًا من مسالك العذاب إلا وسلكوه، وأمعنوا في الجهالة فقالوا: إِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾. لكن الجواب جاء: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. لا تعذب أمة أرسل إليها رسول الله. فهي أمة مفضلة جعلها الله خير الأمم. قال تعالي: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه﴾ وكان هنا تدل علي الإستمرارية والأبدية، أي أنتم خير أمة أخرجت للناس. فكونوا علي مقدار هذا الإجتباء والإصطفاء الإلهي.

وأوضح الغفير أن الأمة الإسلامية قد تضعف لكنها لا تموت لأنها أمة الحق، والحق هو ميزان الله في الأرض، ويجب علينا أن نقيمه بالعدل والقسط، لأن من مقامات الخيرية التي اتصفت بها هذه الأمة، الإعتصام بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ونبذ الفرقة والإختلاف، والحفاظ علي شرع الله عزّ وجلَّ، هذه هي مقومات الخيرية قال تعالي: ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس﴾.

وشدد خطيب الجامع الأزهر على ضرورة أن تعود الأمةلمنابع قوتها، الموجودة في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ حتي يرفع الله شأنها وقدرها وتسطيع التغلب على عدوها، كما أن عليها العمل على نبذ الفرقة الداخلية والإختلاف، التي فككتها، وجعلتها أمة متناحرة، قال تعالي: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، وقال ﷺ: (والذي نفسي بيدِه لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا أولا أدلُّكم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحاببتُم أفشوا السَّلامَ بينَكم).

وحث أستاذ اللغويات المسلمين علي الصبر علي الإبتلاءات والفتن فهذه أقدار الله عزّ وجلَّ لهذه الأمة أن تكون مبتلاة بالفتن، وتسلط الصغار والضعاف وذلك حين تنخذل الأمة وتتخلي عن مواطن قوتها الحقيقية وريادتها التاريخية. وظهور الفتن من علامات الساعة. والذي يعصم الأمة الإسلامية من الفتن عند نزولها داخليًا أو خارجيًا هو الإعتصام بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، والتآلف والتحاب، والتراحم فيما بينا، والتعوذ من الفتن صباح مساء كما كان النبي ﷺ يتعوذ منها صباح مساء ما ظهر منها وما بطن.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بالجامع الأزهر خطبة الجمعة اليوم خطيب الجامع الأزهر الأمة الإسلامية أسباب النصر الأمة الإسلامیة لهذه الأمة هذه الأمة قال تعالی الله عز ا الله ان الل

إقرأ أيضاً:

الصرخة في وجه المستكبرين.. سلاح فاعل ضد أعداء الامة

في مطلع العام 2002م، كانت الأُمَّــة العربية والإسلامية تعيش واقعًا مزريًا، مع تحديات كبيرة تعصف بها في بيئة تسيطر عليها حالة التيه، وزمن أخرست فيه الألسن وأُصمت فيه الآذان وأُبكمت فيه البصائر، حَيثُ نجح الأعداء في حرف مسارِ الأُمَّــة وقرارها وثقافتها.

حينها، ظهر موقف مختلف وصوت حر يُطرق أبواب الأُمَّــة، حَيثُ أطلق السيد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) مشروعه القرآني، والذي قاده بالصرخة في وجه المستكبرين، وبالدعوة إلى البراء من أعداء الله وبالتمسك بالهُــوِيَّة الإسلامية المحمدية الأصيلة، واستطاع أن يحدّد للأُمَّـة هُــوِيَّة الأعداء (أمريكا وإسرائيل) ودورهما الشيطاني في المنطقة، لتبرز بذلك دورة الإيمان والجهاد ضد أعداء الله، والتي صارت رمزاً للثورة اليمنية ومنطلقا للحق في قلب الأُمَّــة.
لقد كان ولا يزال ذلك المشروع القرآني، المرتبط بمعاني الإسلام الأصيلة وبالهُــوِيَّة الإيمانية وقيمها هو الدافع الذي يدفع اليمنيين لتحقيق النصر على أعدائهم، واليوم نرى الشعب اليمني وهو متمسك بالأهداف التي رسمها الشهيد القائد، يمضي قدماً بالتعاون والتضامن مع جميع أحرار الأُمَّــة العربية والإسلامية في هذه الرحلة الطويلة من طريق المواجهة الفعلية مع أعداء الله.
في ذلك الوقت، في زمن التيه، والصمت والخذلان، لم يملك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) سوى قلبه وروحه، لكنه بحكمته وصوته النابض بالحق وبهديه ودروسه ومحاضراته وملازمه، وعلى الرغم من الحرب التي تعرض لها والحصار والتنكيل ومحاولات وأد مشروعه القرآني بالمهد، إلا أن الله أبى إلا ليتم نوره ولو كره الكافرون.
لا شك أن السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- يُعتبر منذ صغره مدرسةً في ثقته بالله وبالإيمان، حَيثُ حافظ على ارتباط وثيق بالله العزيز، وسعى دائماً لتوعية مجتمعه بكتاب الله الكريم، وبفضل هذا الارتباط الوثيق، تمكّن من تجسيد الإيمان والتفاني في حياته اليومية، سواء من خلال أخلاقه الحسنة أَو من خلال قيمه المستقاة من القرآن الكريم، ولهذا أصبح رافداً أَسَاسياً للعلم والمعرفة، يتقاطر إليه الناس من قرى صعدة وما حولها لحضور دروسه والاستماع لهديه رضوان الله عليه، وكما برزت نماذج كثيرة منه تأثر بها الأشخاص المحيطين به، وكانت كلماته دائماً مفعمة بالروحانية والرحمة والإحساس بالأمّة، وهو ما يدلل على عمق دينه وأعلميته وتقواه بشكل عام.
إن الشهيد القائد هو مهدي وهادي الأُمَّــة، وشجرة رفيعة تظلل إلى اليوم الأُمَّــة بأغصانها الطيبة، لذلك فَـــإِنَّه حتى بعد رحيله سيظل حاضراً في قلوبنا، فهو نهج نبيل بيننا، وروح تجسد لنا معاني الدين، الوطن والحرية والكرامة.
حقيقية، لم تك نظرة الشهيد القائد لشعار الصرخة في وجه المستكبرين محصورة في ذلك المجلس الذي احتضن أول صوت هتف بشعار البراءة من أعداء الله، إنما نظرة عالمية تحقّقت اليوم وشملت أرجاء المعمورة، وقد سبق أن أعرب -رضوان الله عليه- عن ثقته بتأثيرها العظيم، الذي سيتحَرّك بها المؤمنون، مستمدين منها العزم والقوة لمواجهة أعداء الله والأمّة في جميع توجّـهات الحياة بوعي ثاقب لا يقبل بالمساومة حتى بتوجيه واحد من توجيهات الله تعالى.
اليوم تمثل الصرخةَ في وجه المستكبرين بما تحمله من مضامين توجيهية مستمدة من القرآن الكريم لتحقيق البراءة من أعداء الله اليهود والنصارى وتحديد هُــوِيَّة الأعداء (أمريكا وإسرائيل) وإعلان العِداء لهم، منهجًا ومحطة لتهيئة الناس، حَيثُ تعبر عن موقف إيماني وسلاح رباني يكشف مخطّطات المستكبرين ويعري المنافقين
شعار الصرخة رسم مسار التحرر من هيمنة القوى الخارجية
يمثل شعار الصرخة امتدادا للمشروع القرآني الذي بدأه الشهيد القائد لإخراج الأمة من واقعها المزري إلى موقف عملي يناهض الاستعمار الجديد الذي يسعى لنهب مقدرات الشعوب، بقيادة أمريكا وإسرائيل.
تحرك الشهيد القائد من أجل أن يكون للناس موقف عملي، وفقا للنهج القرآني، لكي تصحو الأمة من غفلتها وتعود إلى مواقع العزة والكرامة التي أرادها الله لها، فانطلق ليرسم معالم المشروع من عظيم القرآني، بدءا بتقديم محاضرات توعوية ليشد الناس نحو الله تعالى، فلا يخافون شيئا سواه سبحانه وتعالى.

الشعار منبعه القرآن الكريم:

بدأ السيد حسين بترجمة تلك التربية الإيمانية إلى واقع ومشروع عملي، فأطلق شعار الصرخة في وجه المستكبرين، والتي منبعها من القرآن الكريم ومضامينه، وليست شعارا حزبيا أو دعائيا ولا عنوانا طائفيا كما يحاول البعض تصويرها.

جاء ذلك بعدما أدرك الشهيد القائد خطورة المخطط الأمريكي الذي بدأ منذ أحداث الـ 11 من سبتمبر، والذي اتخذت واشنطن من هذه الأحداث ذريعة لتصعيد حربها على الإسلام والمسلمين معلنة عن تحالف عالمي ضد ما سمي بالإرهاب من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين.

حينها خفتت كل الأصوات بل وسارعت الكثير من الأنظمة الحاكمة في المنطقة والعالم لتبارك لأمريكا هذه الحرب التي استهدفت الإسلام وتعاليمه وسعت بكل الطرق لتشويهه وإلصاق التهم والجرائم به.

لم يجرؤ أحد على اتخاذ موقف شجاع في وجه المؤامرة الأمريكية سوى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، والذي كان الصوت الوحيد الذي تحرك عندما صمت الجميع، استشعارا منه للمسؤولية، وانطلاقا من واقع هذه الأمة وثقافة القرآن وضرورة أن يكون للإنسان موقف، مع أعداء الله نصرة لدينه.

أمريكا وإسرائيل أئمة الكفر:

عرف السيد حسين بدر الدين الحوثي مبكرا أن أمريكا وإسرائيل هم أئمة الكفر الذين يقودون الحرب على الإسلام والمسلمين، ما يستدعي اتخاذ موقف عملي تجاههم، وهذا ما جسده من خلال إطلاق شعار الصرخة في العام 2002م، ليعبر عن الخروج من حالة السكوت والخوف والخضوع لأعداء الأمة، ورسم مسار التحرر والرفض للهيمنة والقوى الخارجية.

أطلق الشهيد القائد صرخة الحق والعزة والكرامة في وجه المستكبرين من الأمريكان والصهاينة ومن سار في فلكهم من المطبعين والمنبطحين العرب، بالتوازي مع تزايد الانتشار الأمريكي في المنطقة، وتزايد التشبيكات الأمنية العربية مع الأمريكان للمشاركة في ما يسمى بمحاربة الإرهاب.

ساهم الشعار كثيرا في إفشال المشروع الأمريكي في اليمن، ولولاه لكان اليمن في قطار المطبعين مع العدو الصهيوني، فالصرخة هي حصانة من مؤامرات أعداء الله، خاصة في ظل ما يشهده العالم من سعي حثيث لتعميم النموذج الأمريكي بثقافته وتوجهاته على العالم.

كثيرة هي الدلالات والمعاني العظيمة التي يحملها، شعار الصرخة وما يجسده من عزة وكرامة وحرية للأمة، فضلا عن دوره وفاعليته في إفشال مساعي وأهداف أمريكا للهيمنة على اليمن وإخضاعه لإملاءاتها كما هو حال الكثير من الأنظمة العميلة.

الصرخة شعار جامع:
ليست الصرخة شعارا حزبيا أو طائفيا أو مذهبيا، ولا لتمييز مكون عن غيره، بل هي جامعة وموحدة يمكن لها أن تكون شعارا لكل الأمة الإسلامية للخروج من مأزقها، خصوصا إذا ما تم استشعار مضامينها ودلالتها، باعتبارها ثقافة عامة للأمة وتحصينا لها من الاختراق.

وعليه فإن الصرخة تمثل شعارا جامعا لكل المسلمين ولا تخص مكونا أو فصيلا بعينه كونها الضمانة الحقيقية لإخراج الأمة من واقعها المزري إلى آفاق الحرية والكرامة واستقلال القرار.

ولأنه مستوحى من كتاب الله لم يتوقف الشعار لحظة واحدة منذ أطلقه الشهيد القائد قبل اثنين وعشرين عاما رغم التحديات والحروب التي تعرض لها كجزء من المشروع القرآني الذي كان له الأثر الكبير في جعل اليمن من الدول الرائدة في محور المقاومة ضد المشاريع الصهيونية والأمريكية في المنطقة.

دلالات إحياء سنوية الصرخة:

تكمن أهمية إحياء الذكرى السنوية لشعار الصرخة الذي اقترنت به كل معاني العزة والكرامة والحرية، أنه مثّل منطلقا لإخراج الأمة من الواقع الذي أراد لها الأعداء أن تعيش فيه بمستنقع التبعية والوصاية والارتهان والتسلط، وأن يكون أبناؤها جنودا مجندين يتحركون كيفما يشاء الأعداء وفي خدمة أجنداتهم.

كما أن إحياء الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين له دلالات عظيمة كموقف وسلاح معنوي لإلحاق الهزيمة النفسية بالأعداء، وهز كيانهم وكسر جرأتهم على شعوب الأمة.

ومن النتائج العظيمة التي حققها الشعار على صعيد الحياة السياسية في اليمن، هي التحول من حالة التبعية إلى حالة التمكين واستقلال القرار، والتحرر من الوصاية الأمريكية والصهيونية، وصولا إلى امتلاك البلد القدرة على مواجهة قوى الشر والطغيان والإجرام وانخراطه في مواجهة مباشرة معهم.

الشعار سلاح وموقف:

لا يعد الشعار مجرد كلمات فضفاضة بل هو سلاح وموقف ترتب عليه الكثير من الإنجازات على كافة الصعد والتي كان من أبرزها التحرر من الهيمنة الأمريكية بعد أن كان السفير الأمريكي هو المتحكم بكل مجريات الأمور في البلد.

فالصرخة تعني العزة والكرامة والتطلع للمستقبل، وتحقيق وعود الله تعالى لعباده المستضعفين، والتي بدأت تتحقق من خلال ما يشهده الوطن من عزة وحرية في ظل المشروع القرآني.

الشعار يثمر مواقف بطولية:

استطاع الشهيد القائد الذي تحرك من واقع بسيط ومستضعف أن يجعل ممن حوله قوة تواجه الاستكبار الأمريكي، ويحسب لها أعداء الأمة اليوم ألف حساب، ولعل ما يسطره الشعب اليمني من مواقف بطولية في الدفاع عن القضية الفلسطينية والوقوف في وجه العربدة الأمريكية البريطانية الإسرائيلية لأكبر شاهد على عظمة المشروع القرآني وما حققته من ثمار ونتائج عظيمة.

وبعد 23 عاما من إطلاقها أصبحت الصرخة اليوم بمثابة صمام أمان وسلاح فاعل يعزز وعي الأمة ويستثيرها لمعاداة عدوها الحقيقي لتشكل له عامل قلق كبير وإحباط وعجز عن استهداف واستغلال هذه المجتمعات الواعية.

الدول العربية والإسلامية اليوم يحملونه ويصدحون به لأنه يعبر تعبيرا حقيقيا عن العداء لأمريكا وإسرائيل، خصوصا بعدما استشعر الجميع حقيقة أن الصهاينة والأمريكان هم الأعداء الأشد خطورة ليس فقط على الإسلام والمسلمين بل على الإنسانية جمعاء.

عاما بعد آخر تأتي الذكرى السنوية للصرخة والشعب اليمني أكثر تمكينا وأعظم شأنا وأشد قوة وبأسا، بفضل تمسكه بالنهج الإيماني الصحيح، وتسلحه بهذا الشعار الخالد، والتفافه حول قيادته الصادقة، التي أعادت لليمن هيبته، وفرضت احترامه على الجميع.

مقالات مشابهة

  • ما هو فضل شهر ذي القعدة؟ الأزهر للفتوى يوضح
  • النتنياهو: نريد إعادة الأسرى لكن هدف الحرب هو الانتصار على أعدائنا
  • ميدو يدافع عن رونالدو بعد هزيمة النصر: مش مصدق نفسه
  • الصرخة مشروع تحرر وجهاد
  • الصرخة في وجه المستكبرين.. سلاح فاعل ضد أعداء الامة
  • توقف الأنشطة في الجامع الأزهر بسبب سوء الأحوال الجوية .. اليوم وغدًا
  • ندوة بالأزهر توضح دور الأمهات في دعم الأطفال ذوي الهمم
  • فارس الخوري.. المسيحي خطيب الأموي ووزير الأوقاف الإسلامية
  • السيد عبدالملك ومشروع استنهاض الأمّة في زمن الغفلة
  • البحوث الإسلامية: الأزهر لديه وعي كبير بقضايا الأمة وقادر على مواجهة التحديات الفكرية