اعتقال طلاب بجامعة كولومبيا بسبب حرب غزة.. وانتقادات لرئيستها المصرية الأصل
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
في واقعة أثارت جدلا، أخلت شرطة نيويورك مخيم احتجاج مؤيدا للفلسطينيين في جامعة كولومبيا من أكثر من 100 متظاهر كانوا يحتجون على الحرب في غزة، وتم اعتقالهم ووجهت إليهم اتهامات بالتعدي على ممتلكات الغير، الخميس.
وجاءت الاعتقالات بعد يوم من تعهد رئيس الجامعة خلال جلسة استماع في الكونغرس حول معاداة السامية بالموازنة بين سلامة الطلاب وحقهم في حرية التعبير.
وواقعة استدعاء الشرطة، التي تعد الأولى من نوعها، تمت بناء على طلب من رئيسة جامعة كولومبيا، مينوش شفيق، التي وصفتها بأنها "خطوة غير عادية" للحفاظ على الحرم الجامعي آمنًا، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
ودخل ضباط شرطة نيويورك يرتدون معدات مكافحة الشغب واعتقلوا المتظاهرين بشكل منهجي، وقال العديد من الطلاب المشاركين في الاحتجاج إنهم تم فصلهم أيضًا من جامعة كولومبيا وكلية بارنارد، ومن بينهم إسراء هيرسي، ابنة عضوة الكونغرس عن ولاية مينيسوتا، الديمقراطية إلهان عمر، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وجاءت إزالة المخيم بعد يوم واحد من استجواب مينوش شفيق وغيرها من قادة جامعة كولومبيا في الكونغرس بشأن معاداة السامية في الحرم الجامعي، وذلك في الوقت الذي تكافح الجامعات في جميع أنحاء البلاد لتحقيق التوازن بين حرية التعبير والاحتجاج والحاجة إلى حرم جامعي آمن بعد ستة أشهر من الحرب بين إسرائيل وغزة، وفقا لـ"واشنطن بوست".
وقالت الشرطة إن 108 أشخاص، من بينهم هيرسي، اتُهموا بالتعدي على ممتلكات مؤسسة Ivy League الخاصة. كما اتُهم شخصان بعرقلة الإدارة الحكومية، وفقا لـ"أسوشيتد برس".
وقال عمدة نيويورك، إريك آدامز، إن مسؤولي الجامعة طلبوا كتابيًا من المدينة إزالة المخيم.
وأضاف آدامز: "للطلاب الحق في حرية التعبير، لكن ليس لديهم الحق في انتهاك سياسات الجامعة وتعطيل التعلم في الحرم الجامعي".
وكان الطلاب يحتجون في الحرم الجامعي، منذ وقت مبكر من الأربعاء، معارضين للعمل العسكري الإسرائيلي في غزة وطالبوا الجامعة بسحب الشركات التي يزعمون أنها "تستفيد من الفصل العنصري الإسرائيلي".
وأصدرت شفيق بيانا قالت فيه إن الجامعة حذرت المتظاهرين، الأربعاء، من أنها ستوقف الدراسة إذا لم تتم إزالة المعسكر. وقالت إن مسؤولي الجامعة اتخذوا قرارا، الخميس، باستدعاء الشرطة وإخلاء المتظاهرين.
وكتبت: "الأفراد الذين أقاموا المعسكر انتهكوا قائمة طويلة من القواعد والسياسات".
وقالت شفيق أيضًا إن الجامعة حاولت من خلال عدة قنوات "التعامل مع مخاوفهم وعرضت مواصلة المناقشات إذا وافقوا على إنهاء المعسكر".
وقالت الجامعة إنها لا تزال تحدد هوية الطلاب المشاركين في الاحتجاج، الخميس، وأضافت أنه سيتم فرض المزيد من عمليات الإيقاف في المستقبل، بحسب "أسوشيتد برس".
وتحركت الشرطة، في وقت مبكر من بعد ظهر الخميس، مستخدمة الأربطة المطاطية لاعتقال المتظاهرين ومرافقتهم إلى الحافلات المنتظرة قبل إزالة الخيام.
وقال مفوض الشرطة، إدوارد كابان، إن الاعتقالات كانت سلمية وأن المتظاهرين كانوا متعاونين، بحسب الوكالة.
وذكرت "واشنطن بوست" أن هذه هي المرة الأولى التي يستدعي فيها مسؤولو الجامعة الشرطة لتفريق احتجاج داخل الحرم الجامعي منذ أبريل 1987، عندما استدعى الرئيس مايكل سوفيرن الشرطة لإخراج مجموعة من "الطلاب السود المعنيين" من قاعة هاملتون، حيث أقاموا تظاهرة لحصار المكان، بحسب المتحدث باسم الجامعة.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلي أنه في أبريل 1968، في ذروة حرب فيتنام، استولى طلاب كولومبيا وبارنارد على خمسة مباني بالحرم الجامعي، واحتلوا مكتب الرئيس، وأغلقوا عمليات الجامعة.
وبعد أسبوع تحركت الشرطة لقمع الاحتجاج، ما أدى إلى اعتقال أكثر من 700 شخص. ودهس الضباط المتظاهرين، وضربوهم بالعصي، ولكموهم وركلوهم وجروهم إلى أسفل السلالم.
وساعد الغضب من الاعتقالات الطلاب على تجميع صفوفهم والتوحد لتحقيق مطالبهم، بما في ذلك قطع العلاقات مع البنتاغون بشأن أبحاث حرب فيتنام والحصول على عفو عن المتظاهرين.
عودة الخياموإذا تصور مسؤولو الجامعة أن التخلص من المعسكر، أو اعتقال أكثر من 100 متظاهر، من شأنه أن يقنع الطلاب بالاستسلام، فربما كانوا مخطئين للغاية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وأعاد المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين تنظيم أنفسهم وظهرت الخيام الجديدة مرة أخرى في الحرم الجامعي لكولومبيا، بعد وقت قصير من ظهر الخميس، وهم يهتفون "عار عليكم"، وفقا لـ"أسوشيتد برس"، وذلك في "أحد أشكال التحدي من قبل الناشطين الطلابيين الذين كانوا غاضبين من قرار الجامعة باستدعاء الشرطة لتفريقهم"، على حد تعبير "نيويورك تايمز".
وقال الائتلاف الاحتجاجي للطلاب في بيان له: "نطالب بالعفو الكامل عن جميع الطلاب الذين تم اعتقالهم بسبب مشاركتهم في المخيم أو حركة التحرير الفلسطينية"، بحسب "أسوشيتد برس".
ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أدت الحرب في غزة إلى انقسام الحرم الجامعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث كافحت الجامعات لتحقيق التوازن بين حقوق حرية التعبير وحماية الطلاب من المضايقات والتهديدات بالعنف. وواجهت جامعة كولومبيا، مثل العديد من الجامعات الكبرى الأخرى، ضغوطًا من بعض الطلاب والخريجين الذين يقولون إن الجامعة بحاجة إلى بذل جهد أفضل لحماية الطلاب اليهود من معاداة السامية.
وقال المدافعون عن الفلسطينيين إن جامعة كولومبيا عاملتهم بشكل غير عادل، بما في ذلك تعليق عضوية المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين. ويقول المدافعون عن الفلسطينيين إن الجامعات تقمع حقوقهم في التعبير بسبب غضبهم من تصرفات إسرائيل في غزة.
كما تسببت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في حدوث اضطرابات خارج الحرم الجامعي، الأسبوع الجاري، بحسب "واشنطن بوست".
وأغلق المتظاهرون، الاثنين، الطرق الرئيسية لساعات في مدن مثل نيويورك وسان فرانسيسكو لتسليط الضوء على الحرب الإسرائيلية في غزة. وفي سياتل وشيكاغو، أغلق المتظاهرون مداخل المطارات الدولية، ما أجبر الركاب وأفراد الطاقم على السير إلى محطاتهم أو المخاطرة بفقدان رحلاتهم. وفي سان فرانسيسكو، حبس المتظاهرون أنفسهم بالأنابيب، ما دفع الشرطة إلى استخدام معدات اللحام لتحريرهم.
انتقادات لمينوش شفيقوتصدرت أخبار وصور طلاب كولومبيا مواقع التواصل الاجتماعي. وظهر الفيلسوف والمرشح الرئاسي الأميركي، كورنيل ويست، يقفز عن حاجز في جامعة كولومبيا حتى ينضم للمعتصمين فيها تضامنا مع غزة.
المرشح الرئاسي استاذ الجامعة كورنيل وست يخطب في المتظاهرين في جامعة كولومبيا ويقول يا للعار على اختي رئيسة جامعتكم. على اساس انها افريقية مثله (مصرية) pic.twitter.com/Ga36myltT9
— Samar D Jarrah (@SamarDJarrah) April 19, 2024كما تداول رواد مواقع التواصل اسم رئيسة الجامعة، نعمت (مينوش) شفيق، الرئيس العشرين لجامعة كولومبيا والتي تولت المنصب في 1 يوليو 2023، وفقا للموقع الرسمي لموقع جامعة "كولومبيا".
الناشط السياسي الأمريكي كورنيل ويست ينضم إلى المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في الحديقة الغربية بجامعة كولومبيا لإظهار الدعم والتضامن مع الطلاب الذين تم اعتقالهم خلال مخيم التضامن في غزة.
pic.twitter.com/NW1a7U1Hds
وأشاروا إلى الأصول العربية لشفيق، إذ أنها مواليد الإسكندرية بمصر، وهاجرت إلى الولايات المتحدة في الرابعة من عمرها. وشفيق هي خبيرة اقتصادية متميزة شغلت لأكثر من ثلاثة عقود مناصب قيادية عليا في مجموعة من المؤسسات الدولية والأكاديمية البارزة. وتحمل حاليًا أيضًا لقب أستاذ الشؤون الدولية والعامة في كلية كولومبيا للشؤون الدولية والعامة.
الناشط السياسي الأمريكي كورنيل ويست ينضم إلى المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في الحديقة الغربية بجامعة كولومبيا لإظهار الدعم والتضامن مع الطلاب الذين تم اعتقالهم خلال مخيم التضامن في غزة.
pic.twitter.com/NW1a7U1Hds
وفي مقال نشر، الثلاثاء، في صحيفة "وول ستريت جورنال"، وصفت شفيق التحدي الذي واجهه مسؤولو الجامعة عند تحديد أنواع المظاهرات التي يجب السماح بها.
الناشط السياسي الأمريكي كورنيل ويست ينضم إلى المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في الحديقة الغربية بجامعة كولومبيا لإظهار الدعم والتضامن مع الطلاب الذين تم اعتقالهم خلال مخيم التضامن في غزة.
pic.twitter.com/NW1a7U1Hds
وقالت "من يستطيع التظاهر؟ أين؟ متى؟ ما الكلام المسموح به؟ ما هي القواعد التي تم انتهاكها؟ ما هي الإجراءات التأديبية اللازمة وما هي الإجراءات التي تتطلبها الظروف؟.
وأضافت شفيق "لم تكن الإجابات سهلة دائمًا، وفي بعض الأحيان كنا ننفذ سياسات جديدة ونعدل السياسات الحالية في نفس الوقت".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الحرم الجامعی بجامعة کولومبیا معاداة السامیة حریة التعبیر شرطة نیویورک أسوشیتد برس واشنطن بوست pic twitter com فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف خانت جامعة كولومبيا قسم الشرق الأوسط فيها؟
يشهد قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة كولومبيا (MESAAS) اضطرابات، بعد أن طمأنت الجامعة رواد هذا القسم خلف الكواليس، قبل أن تتخلى عنهم وتستسلم لمطالب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقابل إعادة 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي.
ويذكر موقع إنترسبت -في تقرير له عن الموضوع- أن طلاب القسم وأعضاء هيئة التدريس فيه أصيبوا بالذهول بعد أن تلقوا بعد يوم واحد من طمأنة الجامعة لهم أخبارا تفيد بأن جامعة كولومبيا أجرت تغييرات مفاجئة في سياستها اعتبرها كثيرون خيانة للحرية الأكاديمية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب أميركي: هكذا يمكن لقوة عظمى مارقة أن تعيد تشكيل النظام العالميlist 2 of 2صحف عالمية: ما يحدث في غزة قرار سياسي وليس فشلا إنسانياend of list
وأضاف أن الجامعة غيّرت مسارها بالموافقة على تغييرات في سياساتها فرضت إشرافا خارجيا على دراسات الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن ذلك يشمل تعيين نائب رئيس أول لمراجعة البرامج وضمان أن تكون المناهج "متوازنة"، وهي خطوة اعتبرها الطلاب وأعضاء هيئة التدريس تقويضا للحرية الأكاديمية واستهدافا للأبحاث النقدية حول فلسطين والاستعمار.
كما وافقت كولومبيا على إنشاء هيئة تدريس جديدة تكون مرتبطة بمعهد الدراسات الإسرائيلية واليهودية.
وعن تأثير هذه الخطوات على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، يقول إنترسبت -في تقرير لكاتبيه ميغناد بوس وساشا بيازو- إن القلق دب في نفوس الطلاب وشعروا بالخيانة والخوف وبتقييد حريتهم في التعبير، خاصة أولئك الذين يُجرون أبحاثا عن فلسطين.
إعلانوذكر الموقع أن بعض الطلاب يفكرون، نتيجة لما حدث، في ترك الدراسة بسبب ما يرون فيها من "مناخ عدائي"، كما يشعر أعضاء هيئة التدريس بالاستبعاد من عملية صنع القرار، ويخشون تنامي الرقابة وتآكل السيطرة الأكاديمية.
وهذا القسم الذي هو في قلب العاصفة يهتم بالدراسات في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا.
وثمة مخاوف أوسع نطاقا لدى الطلاب وهيئة التدريس في هذا القسم، إذ تُعتبر هذه التغييرات جزءا من حملة قمع أيديولوجي واسعة، تستهدف الدراسات الفلسطينية، ونظرية العرق النقدية، والمعارضة، ويقول الباحثون إن جامعة كولومبيا تُعطي الأولوية للتهدئة السياسية على حساب النزاهة الأكاديمية، ويذكرون أن حوادث مماثلة شهدتها هارفارد وجامعات أخرى، مما يُشير إلى وجود اتجاه وطني في هذه المسألة.
ويجادل منتقدو التدابير التي اتخذتها جامعة كولومبيا بأنها تعكس السعي وراء التوافق الأيديولوجي، وليس المخاوف بشأن الدقة الأكاديمية، كما تشكل تهديدا للتفكير النقدي والمعارضة العلمية.
وينقل الموقع عن طالب دكتوراه في هذا القسم -طلب عدم ذكر اسمه للحفاظ على تأشيرته- قوله: "بصراحة، لا أفهم معنى كل هذا. هذا غير منطقي. ما معنى ادعائهم أنهم سيتمكنون من رؤية مدى ’توازن‘ شيء ما؟ إنهم ليسوا خبراء في هذه المجالات".