رفع 1050طن قمامة و اتربة بشوارع وميادين المنصورة
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
تابع الدكتور ايمن مختار محافظ الدقهلية اعمال الحملة المكبرة للنظافة ورفع القمامة والاتربة والتجميل والتشجير والتجميل بالمنطقة المركزية بمشاركة معدات وعمال جهاز نظافة وتجميل المنصورة وضواحيها وذلك بالتنسيق مع رئيس مركز ومدينة المنصورة واحياء شرق وغرب المدينة، هذا وقد اوضح"مختار"انه تم رفع 570طن قمامه و 300طن اتربه وناتج تقليم أشجار بحمله النظافه من الشوارع الداخلية والمداخل والمخارج وعلي الطرق بالمنطقه المركزية لتحسين الصورة البصرية للمواطنين وتوفير بيئة صحية وآمنه لهم.
ومن جانبه اوضح ،محمد حمص رئيس جهاز نظافة وتجميل مدينة المنصورة وضواحيها انه بمشاركة احمد حمدي وكيل جهاز النظافة والتجميل بالمنصورة والمهندس خالد جلال مدير عام المركبات والمهندس فهمي علام مدير المتابعة بالجهاز و اكرم السقا ومحمد فارس بجهاز النظافه حيث تم غسيل ارصفه شوارع الجيش وقناه السويس وترميم الجزر الوسطي بشوارع فخر الدين خالد و صيانة كراسي استراحات ميدان ام كلثوم و درج السلم للجزر بشارع سعد زغلول وكورنيش ممشي أهل الدقهليه وتم رفع كفاءه النظافه العامه بالجزر المفتوحه بشوارع الجيش وحديقه شجره الدر بانوراما و تشجير ميدان شارع احمد ماهر و ٦ اكتوبر وشارع المشايه والجمهورية وعبد السلام عارف و احمد ماهر وجيهان وحي الجامعه و شارع بوابه توشكي وتقسيم الزعفران وابن زيد و شارع الجلاء و محمد فتحي وسوق ستوته و سكه سندوب ومنطقه سندوب والمجزر والترعه وشارع كلية اداب وشارع العبور و ميدان الطميهي و الشيخ حسانين وبورسعيد والسكه الجديده والسكه القديمه و مشعل و النخله وشوارع الثانويه والمدير و البداله و الدراسات و عبده معروف وقناه السويس وسعد زغلول وشارع مساكن الميناء وشوارع فخر الدين خالد و سعد الشربيني ومساكن الشناوي وكفر البدماص و عزبه عقل وعزبه الشال والثلاجه و أسفل كوبري سندوب واسفل كوبري الجامعه و محمود شاهين و شارع الخلطه الاسفلتيه والسيد سليم..
وقد اكد "المحافظ "علي المتابعة المستمرة لرفع الاتربة والقمامة من الشوارع والصيانة المستمرة للحدائق العامة وتطهير اماكن تجميع الاتربة والقمامه بعد رفعها أولا بأول.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخلطة الاسفلتية الحملة المكبرة للنظافة رئيس مركز ومدينة المتابعة المستمرة قناة السويس مدينة المنصورة
إقرأ أيضاً:
عزيزة وشارع الأعشى.. حين تصطدم الحرية المؤجلة بواقع مغلق
فـي السياق الخليجي المحافظ، قلّما يُطرح مفهوم «الصدمة الثقافـية» باعتباره جزءًا من تاريخ التحوّل الاجتماعي. غالبًا ما تُفهم مفاهيم مثل الحداثة والانفتاح على أنها قادمة من الغرب، فـي حين تُستبعد المدن العربية الكبرى من هذا التصوّر. لكن واقع الحال أن مدنًا كالقاهرة وبيروت وبغداد ودمشق شكّلت منذ الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، فضاءات حاضنة للخليجيين المهاجرين أو المتعلمين أو الهاربين من ضيق الأفق الاجتماعي، فأحدثت تحوّلات غير مرئية فـي الوعي، ما زلنا نحاول قراءتها اليوم.
هذه المدن ساهمت فـي تعرّف المجتمعات الخليجية على أنماط جديدة من العيش والفكر: الفنون، والموسيقى، والسينما، والمسرح، والحريات الفردية، وضع المرأة، والعلاقة مع الآخر المختلف. كان لهذه المعرفة الجديدة أن تخلق فجوة، بل وصدمة ثقافـية، بين ما يُعاش فـي الحواضر العربية، وما يُتوقع اجتماعيًا فـي المجتمعات الخليجية المحافظة. ومن بين أبرز أدوات هذا التحول: المجلات الفنية والثقافـية، التي نقلت صور الفنانين، وحكاياتهم، وحياتهم اليومية، فتسربت إلى الخيال المحلي، لا بوصفها ترفًا، بل كنافذة للحرية.
وقد أشار الدكتور حسن مدن فـي كتابه (حداثة ظهرها إلى الجدار: قراءات فـي التّحولات الثقافـيّة فـي مجتمعات الخليج والجزيرة العربية) إلى دور هذه الحواضر بقوله: «لا يمكن الحديث عن تاريخ الحداثة العربية دون الوقوف على الدور التنويري المهم الذي مدّته الحواضر/ المدن العربية العريقة كالقاهرة وبيروت ودمشق وبغداد فـي صنع ميراث الحداثة، حيث كان لمناخ الانفتاح وحرية النشر دورهما فـي تعميم المؤلفات والكتب الحاملة لأفكار الحداثة، وإصدار الدوريات التي كانت رافعة للمدارس الحديثة فـي الشعر والنقد وفـي الفكر- ص 27».
تُعدّ الدوريات الثقافـية والمجلات الفنية من بين العناصر المهمة التي تسهم فـي خلق مجتمعات ثقافـية متنوعة وخلق أفراد يتمتعون بطاقة إيجابية منفتحة قادرة على التفكير الحر وتكوين الرأي. ففـي مجتمعات الخليج التي لم تعرف المجلات الفنية المختصة بحياة الفنانين النجوم فـي وقت مبكر كغيرها من دول الوطن العربي كمصر ولبنان على سبيل المثال، يصعب فـي الواقع تصور وجود وضع اجتماعي وثقافـي ينتعش فـيه الإقبال على هضم مفردات الفن الدرامي كالتمثيل أو قبول استخدام لفظة السينما دون استهجان. فهذه الألفاظ يجري استقبالها فـي مجتمعات ذات تكوينات سكانية متعددة، وانتشار كبير للجامعات والمعاهد، إضافة إلى وجود حركة دؤوبة للصحافة والنشر ومطابع لا تتوقف على طباعة كتاب فقط، بل يتوفر فـيها طباعة عناوين مختلفة من الإصدارات الأدبية والتاريخية والسياسية التي تؤدي دورها فـي نهضة الدول. فـي المقابل فإن التعرّف على المجلات الفنية الوازنة والثقافـية الرفـيعة، تخلق مع مرور الزمن أفرادا وباحثين مستنيرين لكونها فـي مجتمعات مغلقة ذات ظروف سياسية معينة تجد نفسها تخوض صراعا يتعلق بالقيم الموروثة مع قوى الإنتاج النامية. فتصطدم البنيات الثقافـية والمفاهيم التقليدية مع الجديد كله الذي تعتقد أنه يعوق استقرارها وثباتها.
قليلة مجلات الفنون التي كانت تفد إلى مجتمعات الخليج فـي أواخر ستينيات القرن المنصرم، ونهضت بتعريفها على فن التمثيل الوافد فـي السينما والتلفزيون والمسرح، وعرفتهم أيضا على مصطلحات الفنون اللازمة للتعبير عن درجة استيعابها كدخول التلفزيون إلى بيوتها وتحلّق أفراد الأسرة حوله سواء فـي مجلس البيت، أو على السطح، كما عرّفتهم بحياة الفنانين الخاصة وأدوات الزينة من مساحيق وعطور وأنواع الأزياء وتسريحات الشعر المبتكرة للفنانين من الجنسين.
إذا كانت نهضة الصحافة بدأت متأخرة فـي الخليج إذا ما قورنت بنشأتها فـي الوطن العربي، يمكن الاطمئنان إلى الاعتقاد أن معرفة الخليج للمجلات الفنية انتشرت فـيها إلى حد بعيد بعد عام 1980م، أما فـي الستينيات كانت مجلات مثل (الموعد اللبنانية) و(الكواكب المصرية) من أوائل المجلات الفنية الموزعة فـي دول الخليج.
وسط هذه الخلفـية الثقافـية، يمكننا قراءة الشخصية الدرامية «عزيزة» من مسلسل شارع الأعشى، المقتبس عن رواية غراميات شارع الأعشى للكاتبة السعودية بدرية البشر، والذي عُرض فـي رمضان، ونال إشادات نقدية واسعة. تدور القصة فـي الرياض خلال عقد السبعينيات، وهو عقد مهم من حيث التحولات الاجتماعية والدينية والسياسية التي عرفتها مجتمعات الخليج.
عزيزة فتاة صغيرة، لكنها مفعمة بالحيوية والطموح. تنشأ فـي شارع الأعشى، فـي بيت تقليدي، ضمن أسرة مكونة من أب (حمد بن إبراهيم)، وأم، وأخوين الأكبر يدرس فـي مصر، وأخت تُدعى عواطف. يُظهر والدها انفتاحًا نسبيًا؛ فهو يشتري تلفزيونًا ملونًا، ويسمح لابنتيه بالتعلّم، ويشجع عزيزة على تعلّم اللغة الإنجليزية، بل ويرغب فـي إرسالها إلى الجامعة. لكن، كما ستُظهر الأحداث، فإن هذه الحرية ليست مطلقة، بل مشروطة، مرتبطة بالطاعة والصورة الاجتماعية المنتظرة.
منذ الحلقة الأولى، تظهر عزيزة مغرمة بالفنانة المصرية سعاد حسني، وتردد كلمات أغنية شهيرة لها وهي ترقص فوق سطح البيت: «منتش قد الحب يا قلبي ولا قد حكايته». هذا التماهي مع صورة سعاد حسني ليس سطحيًا، بل يُعبّر عن حلم داخلي بالحياة خارج القالب، خارج الإملاء الأسري، وخارج المعايير السائدة للأنوثة والطاعة.
عزيزة تعيش سلسلة من الإخفاقات العاطفـية. تُحب شابًا يعمل فـي متجر أقمشة، ثم تُفتن بطبيب مصري عالجها ذات مرة، وتحلم بالهروب معه إلى القاهرة، لكنه يرفضها ويصفها بالفتاة غير الناضجة. ثم تتورط عاطفـيًا مع جزاع، رجل خارج على القانون، مختبئ فـي سرداب بيتهم، مصاب بطلقة نارية، وآواه والدها مجاملةً لجارته. لم تكن عزيزة تعالجه فقط بدافع الإنسانية، بل لأنها انجذبت إلى هذه الصورة المتمردة، والغريبة، والخطرة، التي تمثل بالنسبة لها عالمًا آخر. فـي لحظة فارقة، تقرر الهرب مع جزاع. وفـي يوم زفاف بشارع الأعشى، تهرب وتركب الحافلة، حيث يُقتل على يد الشرطة. وهكذا تنتهي رحلة الهروب قبل أن تبدأ.
يُمكن أن يُنظر إلى هذه القصة من زاويتين متضادتين: الأولى ترى أن عزيزة لم تكن تعرف ما تريد، وأنها أهدرت الفرص التي أتيحت لها وسط أسرة محبة، وأب متفهم، وبيئة كانت - نسبيًا - أقل قسوة مما قد تواجهه غيرها. والثانية ترى أن كل ما منح لها من حرية، كان مشروطًا بطاعة صامتة، وأن خيباتها المتكررة كانت نتاج تناقض حاد بين ما تتلقاه من رسائل خارجية (فـي المجلات والأغاني والدراما)، وما تُجبر على عيشه داخل بيتها ومجتمعها.
العبارة التي قالتها والدتها لها: «خرّبتك هالخرابيط» تقصد المجلات والأغاني، تختزل النظرة المحافظة التي ترى أن الإعلام والفن هما سبب الانحراف، لا مرآة لحاجة مكبوتة. وفـي المقابل، تُجسد أختها عواطف الامتثال: زواج تقليدي، لا حب فـيه، لا مغامرة، لكنه آمن اجتماعيًا. وعندما تقول لعزيزة: «ألم تخافـي أن تخسري عمرك فـي مغامرة غير محسوبة؟»، تطرح سؤالًا وجوديًا يُعبر عن الصراع بين البقاء فـي الدائرة المرسومة، أو خوض الحياة كما نراها نحن، لا كما يرسمها الآخرون.
بيت العائلة يعلّم القيم، نعم، لكنه لا يُعلّم كيف نعيشها عندما تصطدم بالواقع أو بالرغبة أو بالعاطفة. البيت يضمن السلامة، لكنه لا يعلّم كيف نواجه الفقد، أو نعيش الفرح. وعزيزة، فـي نهاية المطاف، ليست ضحية تمرّد لحظي، بل ضحية صراع طويل الأمد بين تعليم تلقّته، وواقع لم يُفسح له أن يُزهر. لقد فتحت لها المجلة آفاقا جديدة، فاشتهت عالمًا آخر، رقصت على سطح البيت، فنسيت أن الأرض تحتها مليئة بالحفر. هكذا تنتهي قصة عزيزة: ليس بانتصار ولا بهزيمة، بل بإعلان وجود أنثى فـي زمن تغيّر قبل أن يستعد المجتمع لتقبّله. إنها شاهدة على لحظة انتقال خليجية، لحظة مضطربة، تتأرجح بين الصرامة والانفتاح، بين الرقابة والحلم، بين شارع الأعشى والعالم الذي أمامه.
آمنة الربيع باحثة أكاديمية متخصصة فـي شؤون المسرح