لجريدة عمان:
2025-03-29@18:21:49 GMT

عودة جائزة الصين الكبرى بعد غياب 5 سنوات

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

عودة جائزة الصين الكبرى بعد غياب 5 سنوات

شنغهاي (أ ف ب) - تعود بطولة العالم للفورمولا واحد إلى الصين للمرة الأولى منذ خمس سنوات حيث تقام الجولة الخامسة على حلبة شنغهاي وتشهد برنامجاً مزدحماً يشمل سباق السبرينت ، لكن بعض السائقين أعربوا عن خيبتهم من الوقت المحدود المتاح أمامهم للقيام ببعض التجارب على الحلبة التي أعيد تعبيد طرقاتها.

كان متصدر البطولة سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن ونظيره في فيراري الإسباني كارلوس ساينس من بين أولئك الذين أعربوا عن شكوكهم بشأن الوقت المحدد للقيام بتدريبات على حلبة أعيد تعبيدها وغير معروفة للمواصفات الحالية لسيارات فورمولا واحد.

أدى إغلاق حدود الصين أثناء وباء كوفيد إلى عدم استضافة حلبة شنغهاي الدولية لسباق الجائزة الكبرى منذ أبريل 2019، عندما فاز بالسباق البريطاني لويس هاميلتون في سيارة مرسيدس وحلّ ثانياً زميله السابق الفنلندي فالتيري بوتاس.

تتضمن عطلة نهاية الأسبوع 60 دقيقة فقط من التجارب الحرة صباح الجمعة قبل التصفيات المؤهلة لسباق السرعة، مما يترك السائقين قلقين بشأن قلة الاستعداد.

وقال فيرستابن بطل العالم 3 مرات "أعتقد أن الأمر ليس رائعًا" في ما يتعلق اختيار فورمولا واحد للصين كأول مضمار لإقامة أول سباقات السبرينت الستة هذا الموسم.

وأضاف فيرستابن الذي لم يسبق له الفوز في الصين "عندما تكون بعيدًا عن المسار لفترة طويلة، فإنك لا تعرف أبدًا ما الذي ستختبره".

سيكون هناك سائق واحد على الأقل راضٍ عن الحلبة، وهو سائق ساوبر الصيني دجو غوانيو الذي سيقود سيارته أمام جماهيره للمرة الأولى في فورمولا 1.

وكان دجو المولود في شنغهاي يبلغ من العمر خمس سنوات متفرجاً في سباق الجائزة الكبرى الصيني الافتتاحي عام 2004.

وقال السائق الذي قاد سيارة فورمولا 2 لصالح رينو على الحلبة عام 2019 قبل أن يصعد إلى فورمولا واحد عام 2022 "لا يمكنني أن أكون أكثر حماساً للسباق أخيرًا على أرض الوطن في شنغهاي".

وتابع "أن أكون أول سائق صيني يتنافس في فورمولا 1 في الصين يعني الكثير بالنسبة لي. إنه يملأني بسعادة غامرة وفخر ومسؤولية، لقد حققت حلمي".

فاز فيرستابن بثلاثة من أصل أربعة سباقات هذا الموسم بينما فاز ساينس في جائزة أستراليا الكبرى.

وأعرب الإسباني عن مخاوفه أيضاً بشأن نهاية هذا الأسبوع وقال في هذا الصدد "أعتقد أنها ستكون عطلة نهاية أسبوع صعبة على الجميع. مع مدى صعوبة المطبات وتأثيرها على السيارة، أعتقد أنه ليس خيارًا جيدًا إجراء سباق السبرينت بعد غياب أربع أو خمس سنوات".

وأضاف "ربما يكون الأمر مثيرًا بالنسبة للأشخاص الذين يشاهدون السباق من المنزل، لكن بالنسبة للمهندسين والسائقين، فهو أمر، في رأيي، لا ينبغي لنا المخاطرة به والحصول على عطلة نهاية أسبوع عادية".

وكانت مرسيدس هي القوة المهيمنة في السابق على حلبة شنغهاي التي يبلغ طولها 5.451 كيلومتراً، وفازت بها ست مرات منذ عام 2012. لكن السهام الفضية عانت مرة أخرى هذا الموسم. فشل سائقاها هاميلتون ومواطنه جورج راسل في إنهاء السباق في ملبورن وفي السباق الأخير في اليابان، احتل راسل وهاميلتون المركزين السابع والتاسع على التوالي.

سيكون سائقا فيراري شارل لوكلير من موناكو وساينس على الأرجح أبرز المنافسين لفيرستابن وزميله في ريد بول المكسيكي سيرخيو بيريس على الحلبة الصينية.

وقال لوكلير إن المشكلة لا تكمن في سرعة فيراري في السباق، بل في التجارب التأهيلية التي يحتاجون إلى تحسينها. وقال ابن امارة موناكو "لقد واجهنا بعض الصعوبات في وضع الإطارات خلال اللفات التأهيلية. لذا علينا حقًا أن نركز على ذلك للتأكد من أننا نستطيع تجميع كل ذلك معًا في الصين".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فورمولا واحد

إقرأ أيضاً:

نهاية وهم السلطان: تركيا بين إرادة الشعب ومأزق الطاغية

في زمنٍ تتكاثف فيه مظاهر التشظي والهشاشة تحت وطأة أنظمةٍ تتقن فنون السيطرة، يبرز رجب طيب أردوغان ليس كحاكمٍ مستبدٍّ فحسب، بل كظاهرةٍ تُجسد انزياحات السلطة الحديثة، التي لم تعد ترتكز على القمع المباشر، بل على هندسة الطاعة وإنتاج الولاء عبر آلياتٍ مُركّبة. هذا الواقع المأزوم الذي تعيشه تركيا اليوم ليس وليد الصدفة، بل هو امتدادٌ لعقودٍ من التحولات البنيوية في علاقتها بالدولة، بالعسكر، بالمجتمع، وبالخارج.

وُلد أردوغان في 26 فبراير 1954 في إسطنبول، وتعود أصوله إلى ريزة، مدينة البحر الأسود التي كانت معقلًا للعائلات المحافظة ذات الارتباط العاطفي بالخلافة العثمانية. تخرّج في ثانوية الأئمة والخطباء عام 1973، ثم درس الاقتصاد في جامعة مرمرة، لكنه لم يكن اقتصاديًا بقدر ما كان لاعبًا بارعًا في المناورات السياسية. صعوده من بلدية إسطنبول عام 1994 إلى قمة هرم الدولة عام 2002 لم يكن مجرد انتصارٍ انتخابي، بل كان تحولًا في بنية الحكم نفسها، حيث أزاح العسكر بالتدريج، وخلق نظامًا يُعيد إنتاج نفسه عبر شبكاتٍ اقتصاديةٍ ودينيةٍ وإعلاميةٍ متداخلة.

لا يمكن فهم هذه الهيمنة دون العودة إلى إرث “الكمالية”، التي صنعت دولةً حديثةً ولكن على قاعدةٍ استبدادية، حيث ظل الجيش هو الحَكَم النهائي في الصراعات الداخلية.
حين جاء أردوغان، لم يسعَ إلى تفكيك هذا النموذج، بل إلى إعادة توجيهه لمصلحته. استخدم الديمقراطية كأداة عبور، وحين رسّخ سلطته، بدأ في تفريغها من محتواها، تمامًا كما فعلت الأنظمة السلطوية الأخرى، التي تتقن لعبة “الانتخابات بلا ديمقراطية”.

ما يميز مشروعه ليس فقط استبداده، بل قدرته على تطويع خصومه وإعادة تعريف “العدو” وفق الحاجة السياسية. في البداية، كان الجيش هو الخصم، وبعد تحييده، صار الأكراد هم العدو الداخلي، ثم جاء الدور على المعارضة العلمانية. الآن، ومع اقتراب زوال الهالة التي أحاط بها نفسه، يلوّح مجددًا بفزاعة “المؤامرة الخارجية”، متهمًا الغرب و”القوى غير المرئية” بمحاولة إسقاطه.

المواطن التركي اليوم يعيش حالةً من التشظي النفسي بين تطلعاته نحو الديمقراطية، والواقع القمعي الذي يرسّخه النظام. لم يعد الاستبداد يُمارَس عبر أدوات القهر المباشر فقط، بل عبر خلق واقعٍ زائف، تُعاد فيه صياغة الأحداث والتاريخ والرموز.
الإعلام الرسمي والموجه لا يكتفي بتبرير السياسات، بل يعمل على إنتاج “ذاكرة مشروطة”، تُعيد تعريف الوطنية، العدو، وحتى مفاهيم العدالة والحرية.

في هذا السياق، يمكن فهم التناقضات في الخطاب الشعبي التركي: كيف يمكن أن يكون أردوغان زعيمًا إسلاميًا، بينما ابنه متورطٌ في قضايا فسادٍ مرتبطةٍ بداعش؟ كيف يمكن أن يدّعي الاستقلال عن الغرب، بينما تركيا عضوٌ في الناتو وقواعده تنتشر على أراضيها؟ كيف يمكن أن يُنظّر ضد “الهيمنة الاقتصادية”، بينما الاقتصاد التركي رهينةٌ للبنوك الدولية؟ هذا ليس تناقضًا بالمعنى التقليدي، بل هو نتيجة “هسيس” طويل من التلاعب الإدراكي، حيث يصبح القمع غير مرئي، ويتحول الخضوع إلى قناعةٍ داخلية، بل وإلى جزءٍ من الهوية الوطنية نفسها.

لطالما كان الاقتصاد هو السلاح الأهم بيد أردوغان. في سنواته الأولى، روّج لنموذج “النهضة الاقتصادية”، حيث شهدت تركيا ارتفاعًا في معدلات النمو والاستثمار، لكن هذا الانتعاش لم يكن قائمًا على إنتاجٍ حقيقي، بل على تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية، والديون، والخصخصة العشوائية. مع تعاظم الأزمة الاقتصادية، بدأ المواطن التركي يواجه الوجيف الحقيقي للواقع: تراجع الليرة، ارتفاع معدلات البطالة، وتضخم لم يعد ممكنًا تغطيته بالشعارات. المفارقة أن الدولة، التي كانت تُسوَّق كنموذجٍ إسلاميٍّ ناجح، باتت اليوم مثالًا لانهيارٍ اقتصاديٍّ لا يختلف كثيرًا عما شهدته دولٌ أخرى تحكمها أنظمةٌ مشابهة.

لم يكن الفساد مجرد عرضٍ جانبيٍّ لحكم أردوغان، بل كان جزءًا من بنيته العميقة. تورّط نجله، بلال أردوغان، في شبكةٍ معقدةٍ من الفساد، حيث وُجهت له اتهاماتٌ بالتعامل مع داعش في بيع النفط، فضلًا عن استغلاله علاقات والده لعقد صفقاتٍ مشبوهة. هذه الفظاعات لم تكن استثناءً، بل كانت انعكاسًا لمنظومةٍ رأت في الدولة مشروعًا عائليًا. أما على المستوى الدولي، فقد كانت حادثة خاشقجي مثالًا حيًا على البراغماتية الأردوغانية. كان يمكن لتركيا أن تمنع الجريمة، لكنها لم تفعل، لأن الحدث كان كنزًا استراتيجيًا. سمحت بهدوءٍ، ثم استخدمته كورقة مساومة، وهذا يعكس عقليةً ترى السياسة كمزيجٍ من الاستغلال والمساومة لا أكثر.

ما يحدث اليوم في تركيا ليس مجرد أزمةٍ سياسيةٍ عابرة. منذ 19 مارس، والاحتجاجات تتصاعد، خاصةً بعد موجة الاعتقالات التي طالت أكثر من 100 شخص، بينهم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وهو المنافس الأبرز لأردوغان. هذه الاعتقالات، إلى جانب تصعيد الخطاب ضد “القوى الخارجية”، تكشف أن النظام بات في مأزقٍ وجودي، حيث لم تعد أدواته القديمة كافيةً لضبط الشارع. ما يزيد المشهد تعقيدًا هو الحراك الذي تقوده الأحزاب اليسارية، مثل الحزب الشيوعي التركي وحزب العمال، حيث لم تعد المعارضة مقتصرةً على النخب السياسية، بل باتت أكثر شعبيةً وتجذرًا.
هنا، يبرز السؤال الجوهري: هل بدأت الإمبراطورية تتداعى؟

ليست تركيا وحدها في هذا المأزق، بل هو جزءٌ من أزمةٍ أوسع، حيث تتهاوى مشاريع “الإسلام السياسي السلطوي” واحدًا تلو الآخر. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون السقوط وشيكًا، أم أن أردوغان سيجد طريقةً أخرى لإعادة إنتاج سلطته كما فعل مرارًا؟

المؤكد أن المشهد التركي لم يعد كما كان. هناك هسيسٌ جديدٌ في الأفق، وحسيسُ غضبٍ بدأ يتشكل في الشارع. في لحظاتٍ كهذه، لا تُصنع التحولات فقط عبر الصراعات السياسية، بل عبر وعيٍ جديدٍ ينشأ بين أنقاض الأكاذيب، التي طالما تم تسويقها كحقائق.

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • «إكسبو دبي» تستضيف «بوكاري للجري»
  • الفنان محمود فارس في حواره لـ"البوابة نيوز": "أدواري في السباق الرمضاني تحدٍ جديد.. "شمال إجباري" مغامرة من العيار الثقيل.. أعاني حتى الآن من دوري في "المداح".. "شمال إجباري"
  • الجري لمسافات طويلة قد “يأكل” دماغك!
  • وزير خارجية فرنسا يدعو الصين لـإقناع روسيا بالتفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
  • “أونروا”: استشهاد أكثر من 180 طفلا في غزة بيوم واحد جراء عودة الإبادة الإسرائيلية
  • الصين ترفض تنازلات ترامب الجمركية مقابل بيع "تيك توك"
  • ريد بول يضم رسميا تسونودا في فورمولا واحد
  • نهاية وهم السلطان: تركيا بين إرادة الشعب ومأزق الطاغية
  • «انشقت الارض وابتلعته».. نهاية مأساوية لـ” دراج ” كوري
  • ما قصة سحوبات الجوائز الكبرى التي هزت الكويت؟ وكيف علق مغردون؟