عاجل: بعد رحيل عمدة الدراما المصرية صلاح السعدني..تعرف على حياته وأهم أعماله
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
لفظ الفنان الكبير صلاح السعدني، صباح اليوم الجمعة 19 أبريل 2024، أنفاسه الأخيرة عن عمر يناهز 81 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا حفر اسمه بأحرف من ذهب في سجل الدراما المصرية والعربية.
عاجل: بعد رحيل عمدة الدراما المصرية صلاح السعدني..تعرف على حياة وأعمال الفنان صلاح السعدني بداياتهولد صلاح الدين عثمان إبراهيم السعدني في عام 1943، ونشأ في أسرة فنية عريقة، فكان شقيقه الأكبر هو الكاتب الساخر الراحل محمود السعدني.
انطلق صلاح السعدني في رحلته الفنية الاحترافية في ستينيات القرن الماضي، حيث شارك في العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية. تميز أداؤه بالتنوع والقدرة على تجسيد مختلف الشخصيات ببراعة، من الكوميديا إلى الدراما والرومانسية.
أهم أعماله
قدم صلاح السعدني خلال مسيرته الفنية أكثر من 200 عمل فني، تنوعت بين المسرح والسينما والتلفزيون. ومن أشهر أعماله:
في المسرح: مسرحية "ثورة الموتى" و"الناصر صلاح الدين ".في السينما: أفلام "الأرض" و"مدرستي الحسناء" و"الرصاصة لا تزال في جيبي".في التلفزيون: مسلسلات "ليالي الحلمية" و"أرابيسك" و"الحلم الجنوبي" و"الأصدقاء" و"عمارة يعقوبيان".لقب عمدة الدراما
أطلق لقب "عمدة الدراما المصرية" على صلاح السعدني تكريمًا لمسيرته الفنية الحافلة بإنجازات عظيمة. فقد تميزت أعماله الدرامية بالعمق والمضمون، ونالت إعجاب الجماهير العربية على اختلاف أجيالها.
حياتهتزوج صلاح السعدني مرتين، الأولى من الفنانة سميرة أحمد، والثانية من السيدة زينب عبد الوهاب.
و نال العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الفنية، منها جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1985، وجائزة الدولة التقديرية للفنون من مصر عام 2007.
برحيل صلاح السعدني، فقدت مصر والعالم العربي أحد أهم رواد الفن والتمثيل. لقد ترك لنا إرثًا فنيًا خالدًا سيظل محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: صلاح صلاح السعدني وفاة صلاح السعدني أعمال صلاح السعدني الدراما المصریة صلاح السعدنی عمدة الدراما
إقرأ أيضاً:
الدراما التلفزيونية السورية المنتظرة وتجسيد ثقافة المواطنة
تُعد الدراما التلفزيونية من أكثر الفنون تأثيراً في نفوس المشاهدين. فهي لا تقتصر على التسلية فقط، بل تُسهم بشكل كبير في رفع وعيهم من خلال عرض التحديات الاجتماعية والأفكار المتوارثة التي تعيق تقدم المجتمع.
كما توجه سلوكهم نحو تحسينه، ضمن سياق درامي يتسم بالجاذبية ويحتوي على المقومات الفكرية والفنية اللازمة لإثارة اهتمامهم.
نأي عن تمجيد الفردلكن، هل يختلف دور الدراما التلفزيونية السورية في ظل المستجدات الحالية، كما حدث بعد سقوط نظام آل الأسد؟
بالتأكيد، فإن المطلوب من الدراما الآن يتجاوز ما كانت تلتزم به سابقاً تحت تأثير الرقابة السياسية، إذ أصبح من الضروري أن تبتعد عن تقديم الأعمال التي تشكل تهديداً لوعي المشاهدين، خاصة تلك التي تعتمد على السير الشعبية التي لا تعزز أية قيمة سوى قيمة الفرد المخلص، مثل مسلسل "الزند".
والأمر نفسه ينطبق على المسلسلات التي تروج لخارجين عن القانون في مختلف المجالات، مثل السرقة أو التهريب أو تجارة المخدرات، والتي تتضمن غالباً مشاهد قتل دون أي اعتبار لوجود السلطات الأمنية، التي تكون مغيبة تماماً في تلك الأعمال، كما في مسلسلات "هوا أصفر"، "على صفيح ساخن"، "مع وقف التنفيذ"، و"ولاد بديعة" للكاتبين علي وجيه ويامن الحجلي، أو مثل مسلسل "الهيبة" بجزئه الثالث للكاتب هوزان عكو.
كما ينبغي الابتعاد عن المسلسلات "البيئة الشامية" التي كانت تقدم خطاباً رجعياً يحاول إحياء تقاليد وقيم بالية تحت ذريعة مقاومة المستعمرين الفرنسيين أو العثمانيين، على نحو ساذج وغير مكلف إنتاجياً، مما جعل شركات الإنتاج تستثمر الأزياء والديكورات في أكثر من جزء، مقدمة صورة مشوهة عن تاريخ دمشق تحت ذريعة "الدراما المتخيلة" وليست التاريخية، ما يتناقض مع مقومات المكان وأزيائه وعاداته.
تحت سقف القانونأما ما نحتاجه من الدراما للمساهمة في بناء الحياة الجديدة، حتى إذا استعدنا بعض السير الشعبية، فهو أن تكون على غرار ما قدمه الكاتب الراحل ممدوح عدوان في مسلسله المميز "الزير سالم".
ففي هذا المسلسل، استعاد عدوان السيرة الشعبية ولكن بأسلوب يتسم بالمسؤولية، حيث تجسد شخصية "كُليب" ليس كرمز للاستبداد أو الثأرية، بل كمثال على ضرورة وجود "نظام سياسي" يحترم القانون، ويجب على الجميع الالتزام به، حتى وإن كانوا من أقرب الناس.
ولم تشفع قرابة "البسوس" له عندما خالفت القانون، ففرض عقوبتها عليها.
وهذا هو جوهر الخطاب الفكري في "الزير سالم"، أي فرض سيادة القانون على الجميع، وتجاوز العصبية القبلية وقرابة الدم.
إذا تأملنا المجتمعات المستقرة التي تحقق الإنجاز والتطور وتحترم حقوق الإنسان، سنجد أنها المجتمعات التي تضع القانون فوق الجميع من دون وساطات أو تحيزات.
لكن في الوقت نفسه، سلط ممدوح عدوان الضوء على استبداد "كليب" الذي أفضى إلى طيش "جساس" وثأرية "الزير سالم"، مما أدى إلى فوضى أو حرب أهلية.
من خلال هذا الضوء، حذر عدوان من خطورة التفرد بالسلطة وإصدار القوانين من دون مراعاة المصلحة العامة.
لا يمكن إغفال ما قدمه هذا المسلسل الهام، إلى جانب أعمال أخرى، من خطاب درامي يركز على تعزيز قيم مؤسسات الدولة واحترامها.
هذا النهج تجسد في بعض المسلسلات التي قدمها الثنائي الراحل حسن سامي يوسف ونجيب نصير، ومسلسل "المفتاح" للراحل خالد خليفة، ومسلسل "رياح الخماسين" لأسامة إبراهيم. كلها أكدت، بأشكال مختلفة، ضرورة احترام المؤسسات والقوانين، رغم ما تعرضت له هذه المؤسسات من ترهل وفساد، كما ألمحت إلى ذلك بعض الأعمال الكوميدية مثل مسلسل "سعادة الوزير وحرمه" للكاتب محمود الجعفوري، وبعض لوحات "مرايا" و"بقعة ضوء"، التي طرحت ضرورة خضوع المجتمع بأفراده وشرائحه، بما في ذلك قياداته، للقانون.
المشاهدون السوريون اليوم بحاجة إلى خطاب درامي مشابه لما قدمته هذه المسلسلات، وأعمال أخرى تعزز ثقافة المواطنة بين أفراد المجتمع، وهي ثقافة تنبذ التمييز على أساس قومي أو ديني أو طائفي أو حزبي أو قبلي أو عائلي أو جنسي، وتعتبر الفرد مواطناً سيداً حراً، مساوياً لغيره أمام القانون. دراما تعزز مثل هذه الثقافة تسهم في تجاوز جراح الماضي وتحفز مشاعر التعاون لبناء مجتمع جديد. فالفنون هي اليد التي تقود الناس إلى إنسانيتهم نحو تمجيد "الثالوث الأقدس" الحق والخير والجمال.