لفهم طبيعة مليشيا الدعم السريع فإننا ننظر لها على مستويين، مستوى كلي ومستوى جزئي، في المستوى الكلي فهي حامل لأجندة الاستعمار والتدخل الخارجي والموالاة للإمارات والغرب وهنا فإنك لن تجد موقفا واحدا ينبع من إرادة خاصة بهذه المليشيا الخبيثة يحمل في طياته أجندة وطنية حول الاستقلال والكرامة، الملشيا موالية لمحور الإمارات/الصهاينة/الغرب وحليفهم الآخر ممثل في (جبهة تقدم) هي الذراع السياسي لهذا المشروع، هذا المستوى الكلي أدلته كثيرة بداية من التمويل والخطاب والدعم السياسي وبالتالي فإنه هو المستوى الأكثر تأثيرا وحضورا وفاعلية، ولكن لا يمكن فهم سياسات هذا المستوى الكلي دون المستوى الجزئي.
المستوى الجزئي أو المحلي هو الذي يمثل المادة الخام الناتجة من الواقع المحلي لتنفيذ أجندة وسياسات المستوى الكلي الكبير. فقضية مثل (دولة ٥٦ وقضية التهميش والوعي القبلي والاثني والمناطقي) كلها تمثل جزيئيات ثانوية تُركب مع بعضها البعض لتخدم المشروع الاستعماري، وهنا تكمن مأساة الجهل وغياب المعرفة وتفاهة المثقفين وعجزهم عن الصياغة الصحيحة للقضايا وترتيب الأولويات، بجانب الدعايا والإعلام والحقد الشخصي والغبن والعنصرية؛ فيكون الباب مفتوحا أمام توظيف واقع محلي معين ودفعه ليكون السبب في هدم الوطن كله.
القوى الخارجية تبتسم هناك في الركن ومعها وكلاؤها العملاء فصراعها ضد الدولة الوطنية والسودان الموحد وقواه الوطنية ستواجهه ليس بشكل مباشر بل بشكل غير مباشر من خلال حلفاء جهلاء برابرة. حلفاء تم توظيفهم من قبل في دعاية ضد الدولة بعد الصراع في ٢٠٠٣م وتجريمهم بشكل منفرد بشكل معزول عن السياق؛
ثم دارت الأيام وجاء الوقت الذي ارتكبوا فيه الجرائم بشكل موثق في سياق إجرامي وعدائي بحت، بداية من دارفور حتى الخرطوم لكنهم لم يجدوا التجريم الكافي!! فملاحظة بسيطة لما قامت به منظمة save darfur مثلا بعد ٢٠٠٤م وما لم تقم به الآن يكشف لك كيف يعمل المستوى الكلي الاستعماري مع المستوى الجزئي المحلي، يمكننا أن نقول أن مليشيا الدعم السريع وبنسبة ٩٩% تمثل أجندة خارجية واستعمارية
هنا فإن الدعم السريع ليس شيئا جديدا فهو يشبه تحديدا منظمات مسلحة مثل: (الكونترا) في نيكارغوا وحركة (يونيتا) في أنغولا و(رينامو) في موزمبيق، وما يجمع كل هذه المنظمات المسلحة والدعم السريع هو كونها حركات إرهابية منظمة مدعومة من الخارج ضد الدولة الوطنية تخدم من خلال حربها المسلحة العنيفة ضد الدول أجندة خارجية غربية وإقليمية، وهذا ما سمي ب(حرب الوكالة) وبالطبع يتم استغلال جوانب من الواقع المحلي في الخطاب والحشد.
باختصار مليشيا الدعم السريع إرهاب منظم يستند على البربرية والجهل ممولا بالدرهم والدولار خادما أجندة الاستعمار الجديد ضد الدولة الوطنية، لذلك فإن معركتنا هي معركة الكرامة والوطنية والاستقلال وهي تحدي نبيل وعظيم ضد برابرة القرن الحادي والعشرين وأسيادهم الاستعماريين.
والله أكبر والعزة للسودان.
هشام عثمان الشواني
الشواني
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع ضد الدولة
إقرأ أيضاً:
أدان جماعة قحت/ تقدم بشدة كل ما يدعم الجيش، وامتنعوا عن إدانة كل ما يدعم الدعم السريع
□□ من أجل التوثيق ( ١- ٢ )
□ إذا كان هناك من جماعة قحت/ تقدم، أو غيرهم، من لديه ملاحظات على هذا الرصد فليتكرم بها مشكوراً للاستفادة منها في التوثيق.
□ أدان جماعة قحت/ تقدم بشدة كل ما يدعم الجيش، وامتنعوا عن إدانة كل ما يدعم الدعم السريع:
□ أدانوا بيع السلاح للجيش، ولم يدينوا الدولة التي تمد الدعم السريع بالسلاح ولا الدول التي تساعد في توصيله.
□ طالبوا بحظر طيران الجيش، ولم يطالبوا بأي حظر لأي سلاح من أسلحة الدعم السريع.
□ أدانوا دعم بعض قادة القبائل للجيش، ولم يدينوا انضمام بعض قادة القبائل للدعم السريع.
□ حاولوا إلصاق تهمة قبلنة الصراع بالجيش وداعميه، ولم يوجهوا هذه التهمة للدعم السريع.
□ دعوا إلى عدم الاستجابة لاستنفار الجيش، وأدانوا المستجيبين، ولم يدعوا إلى عدم الاستجابة لاستنفار الدعم السريع، ولم يدينوا المستجيبين.
□ جرَّموا أي شكل من أشكال “التعاون” مع الجيش، ولم يدينوا “المتعاونين” مع الدعم السريع.
□ حاولوا إلصاق تهمة جلب المرتزقة بالجيش، ولم يدينوا استعانة الدعم السريع بالمرتزقة.
□ لم يدينوا استعانة الدعم السريع بالمساجين وحاولوا استخدامهم في تبرئة الدعم السريع من الجرائم ونسبتها إليهم.
□ جرَّموا الوقوف مع الجيش ودعمه معنوياً، ولم يجرِّموا الوقوف مع الدعم السريع ودعمه معنوياً.
□ أدانوا انضمام بعض الحركات المسلحة للجيش، ولم يدينوا انضمام بعض الحركات المسلحة للدعم السريع.
□ انتقدوا من دعموا الجيش من “غاضبون”، ولم ينتقدوا من دعموا الدعم السريع.
□ هاجموا الإعلاميين الذين يدعمون الجيش ، ولم يهاجموا الإعلاميين الذين يدعمون الدعم السريع.
□ جرَّموا مقاومة الدعم السريع عندما يعتدي على القرى، ولم يدينوا أي شكل من أشكال مواجهة الجيش.
□ لم يدافعوا عن الجيش بأي شكل، ودافعوا عن الدعم السريع كثيراً وبرؤوه من عدد من التهم.
□ هاجموا قيادات الجيش وسخروا منهم، وامتنعوا تماماً عن مهاجمة قيادة الدعم السريع والسخرية منها.
□ أطلقوا على الحكومة تسميات تنتقص منها مثل حكومة بورتسودان، واتفقوا مع الدعم السريع على تشكيل “الإدارة المدنية”، وساهموا في تشكيلها، ولم ينابزوها بالألقاب.
□ ساهموا في الحملات الإعلامية ضد الجيش التي نظمها الدعم السريع، وامتنعوا عن دعم الحملات ضد الدعم السريع.
□ سخروا من الجيش وداعميه وسموهم البلابسة، ولم يسخروا من الدعم السريع وداعميه بأي شكل، ولم يسموهم أي تسمية تنتقص منهم.
○ رصد/ إبراهيم عثمان