علق أستاذ المناخ في جامعة الملك سعود الدكتور علي الغامدي على الحالة المطرية التي شهدتها دولة الإمارات مؤخرا، قائلا، في حوار مع صحيفة «عاجل»، إنها تعود إلى تضافر عاملي الزمان والمكان اللذين ساهما في تطرفها.

وإلى نص الحوار:

كيف ساهم عاملا الزمان والمكان في الحالة المطرية الأخيرة بالإمارات؟

زمنياً، حدثت الحالة المطرية في موسم يشهد فيه الغلاف الجوي ارتفاعًا في درجات الحرارة لتأثير ظاهرة النينو أو الإنسو (El Niño/ENSO) ، مما اعطى الهواء قدرة على حمل كمية أكبر من بخار الماء.

يأتي ذلك، فيما يشهد بحر العرب ومعظم الخليج العربي حالة من الاحترار، الأمر الذي ساهم في زيادة كميات بخار الماء في الأجواء. في التوقيت نفسه كان هناك ازدياد في سرعات الرياح القادمة من الربع الخالي، مما سمح في نقل كميات عالية من ذرات الغبار إلى مسار العاصفة، وأدى إلى نشاط عمليات تكاثف بخار الماء وتكون السحب.

مكانيا؟

هذ الوضع الجوي توافق مع الطبيعية الجغرافية لموقع منطقة الحدث والتي تقع (1) بين مسطحين مائيين دافئين و(2) بين نظامين جويين أحدمها كمنخفض جوي على الخليج العربي يجمع كميات ضخمة من بخار الماء ويتحرك شرقاً وآخر كمرتفع جوي على بحر العرب يدفع بكميات ضخمة من الرطوبة نحو المنطقة.

هذا الدفع الرطوبي قابله مستويات عالية من ذرات الغبار التي ساهمت في نشاط عمليات التكاثف العلوي، ومن ثم تحول هذه المحتوى الرطوبي إلى مجموعة من السحب الرعدية التي شكلت مجتمعة عاصفة مطرية ضخمة متطرفة.

هل كان هناك دور للاستمطار الاصطناعي في تلك الحالة المتطرفة؟

يدخل الاستمطار الاصطناعي ضمن مفهوم عام يسمى بـ "تعديل الطقس" (weather modification) والذي يعرف بأنه تدخل بشري يتم بقصد إحداث تغييرات مصطنعة في تكوين الغلاف الجوي أو سلوكه أو ديناميكيته للحصول على منفعة ما كزيادة كميات الأمطار أو لتخفيف حدة تساقط البَرَد.

لهذا التدخل البشري عدة صور منها ما يعرف بـ "البذر السحابي" (cloud seeding) وهو ما يتم لزيادة فرص الأمطار "الاستمطار الاصطناعي" (artificial rain) عبر النشر الجوي أو الأرضي لجسيمات دقيقة في السحب الموجودة، ابتداءً عندما تكون ظروف الرطوبة والعوالق الجوية (كالغبار) غير كافية لتساقط الأمطار.

ورغم أن دولة الإمارات تمتلك برنامجا ضخما لبحوث علوم الاستمطار، لكن التصريحات الصادرة تفيد بعدم إجراء أي عملية بذر سحابي في يوم العاصفة، ما يتفق مع جميع التوقعات الجوية منذ نهاية الأسبوع الماضي التي كانت تشير الى حدوث عاصفة مطرية شديدة، نظراً للوضع الجوي الذي ذكرنا سابقاً.

لماذا من المستحيل إجراء عملية استمطار في ذلك التوقيت؟

بالنظر الى التوقعات الجوية المسبقة بهطول أمطار غزيرة وإلى آلية عمل الاستمطار؛ فمن غير المنطقي من الناحية الفنية أن يتم إجراء عمليات بذر سحابي، لأن جميع الظروف مهيئة لحالة متطرفة.

كما أنه من المعلوم أن عمليات تعديل الطقس هي عمليات تتم بحذر شديد، فقد ينطوي عليها أخطار طبيعية (انهيارات أرضية، وبشرية ووفيات...) إضافة إلى مخاطر اقتصادية (خسائر المحاصيل الزراعية والممتلكات وتعطل الأعمال).

إن عملية البذر بالطائرات محفوفة بطبيعتها بمخاطر طيران، خاصةً عند التعامل مع ظروف جوية متطرفة. حتى وإن افترضنا حدوث عملية استمطار، فالمساهمة قد تتراوح ما بين 10 إلى 25% في أفضل أحوال النجاح.

هل الحالة المطرية المتطرفة التي ضربت الإمارات جديدة على المنطقة؟

هذه الحالة الجوية ليست ظاهرة جديدة على المنطقة استناداً إلى السجلات المناخية، فهذه الحالة تتكرر من فترة إلى أخرى خلال شهري مارس وإبريل؛ فمثلاً في شهر إبريل من عام 2019 أدت حالة جوية مشابهة إلى كميات أمطار بلغت (247 ملم) في وادي شحة في رأس الخيمة. كذلك في شهر مارس من عام 2016 تجاوزت كميات الأمطار (240 ملم) في دبي مع سرعات رياح عالية.

ومن المنظور المناخي، فإن كمية الأمطار المسجلة في خطم الشكلة (254.8 ملم) تعتبر كمية تاريخية، لكن السبق في حالة هذا العام يلاحظ في مساحة الانتشار مع تركز الأمطار الغزيرة على المناطق السكنية في ساعات قصيرة.

ما أسباب زيادة الحوادث المناخية المتطرفة في الآونة الأخيرة؟

خلال السنوات الأخيرة تشير الدراسات إلى ازدياد في حدوث مثل هذه الظواهر مع ازدياد واضح في شدتها المطرية (زيادة كمية الهاطل المطري) نظراً لعدد من العوامل؛ أهمها الاحترار العالمي.

إن ارتفاع درجات الحرارة الذي نلاحظه اليوم يساهم في رفع كميات التبخر من المسطحات المائية وكذلك يجعل الغلاف الجوي أكثر قدرة على حمل كميات عالية جداً من بخار الماء مما يجعل العواصف المطرية أكثر غزارةً وحدة.

وفي الواقع، فإن معظم دول المنطقة تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة يفوق ضعف متوسط الاحترار العالمي وفي اتجاه موازٍ تشهد كذلك المسطحات المائية المجاورة كبحر العرب ارتفاعا حراريا، ما يفسر ما نشهده من ارتفاع الحالات المطرية الغزيرة المتطرفة.

هل من سبل لتحييد أو لتقليل آثار الظواهر المناخية المتطرفة؟

في ظل مناخ أكثر احترارًا، يمكن أن تصبح هذه الأحداث المطرية الغزيرة أشد تطرفاً وبتبعات أكثر ضرراً مما يحتم المزيد من الجهود في مجال تخفيف التبعات، وتعزيز قدرات الصمود عبر منهجيات التأقلم والصمود المناخي كبرامج المراقبة الجوية المعززة بالذكاء الاصطناعي، والتحذير المبكر محلي النطاق، وخطط الطوارئ والتلافي الطبيعية والبشرية، وتحسين البنى التحتية، وتكييف الأعمال، والتوعية.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: أهم الآخبار أمطار الإمارات الحالة المطریة بخار الماء

إقرأ أيضاً:

أستاذ هندسة طاقة: استئناف عمليات الحفر في حقل ظهر خطوة مهمة لتعزيز إنتاج الغاز

كتب- حسن مرسي:

علق الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، عن إعلان الحكومة عن بدء أعمال الحفر في حقل ظهر بهدف زيادة إنتاج الغاز.

خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "خلاصة الكلام" الذي يُبث على فضائية "النهار"، أشار القليوبي إلى أن وصول حفار شركة إيني لاستئناف عمليات الحفر في حقل ظهر آواخر يناير الجاري، يُعتبر خطوة مهمة لتعزيز إنتاج الغاز.

وأضاف الدكتور القليوبي أنه من المتوقع أن تبدأ عمليات البحث والاستكشاف في منطقة البحر الأحمر، التي تُعتبر واعدة، في الربع الأخير من العام.

وأوضح أن مصر تُوجه استثمارات البحث والتنقيب نحو البحر المتوسط والدلتا والصحراء الغربية، مما يعكس استراتيجيتها لتعزيز احتياطيات الغاز.

اقرأ أيضا:

صور.. تدشين مبادرة المليون كتاب ضمن فعالية معرض الكتاب 2025

بتكلفة مليار جنيه.. دخول مستشفى بولاق الدكرور الجديدة الخدمة خلال شهرين

الدكتور جمال القليوبي حقل ظهر إنتاج الغاز وصول حفار شركة إيني مصر

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الحكومة تكشف موعد وصول حفار إيني لاستئناف عمليات الحفر في حقل ظهر أخبار شروط جديدة لتأشيرات للسفر للسعودية - فيديو أخبار السيسي يتلقى اتصالًا من بوتين.. ماذا دار بشأن أزمات الإقليم والمشروعات أخبار رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقية اللجنة الاقتصادية المشتركة بين مصر وسويسرا أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

أستاذ هندسة طاقة: استئناف عمليات الحفر في حقل ظهر خطوة مهمة لتعزيز إنتاج الغاز

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك شبورة مائية واضطراب بالملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الجمعة بدرجات الحرارة 21

القاهرة - مصر

21 14 الرطوبة: 46% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • تحذيرات الأرصاد الجوية التركية: أمطار غزيرة، ثلوج، وانهيارات ثلجية في 11محافظة
  • استشاري يكشف أسباب الاضطراب العاطفي الموسمي وطرق علاجه.. فيديو
  • أستاذ تاريخ: الصراع ضد الجماعات المتطرفة فكري وأيديولوجي
  • تعرف على كميات الأمطار المسجلة خلال حالة عدم الاستقرار الجوي
  • الأرصاد الجوية التركية: تحذير هام للمدن بما فيها إسطنبول٬ أمطار غزيرة وثلوج قادمة
  • أستاذ هندسة طاقة: استئناف عمليات الحفر في حقل ظهر خطوة مهمة لتعزيز إنتاج الغاز
  • أستاذ هندسة البترول: بدء عمليات البحث عن الغاز في منطقة البحر الأحمر
  • أستاذ جراحة يحذر من خطورة «الباديكير» على القدم السكري في هذه الحالة
  • تفاصيل الحالة الجوية المتوقعة للأيام الثلاثة القادمة
  • يلماز: سعداء بعودة التواصل الجوي والتمكن من احتضان إخواننا السوريين عبر هذه الرحلات، والخطوط الجوية التركية ستعيد ربط دمشق بالعالم بأسره