«قدر» مارتينيز ومهمة «الريدز» المستحيلة و«ثلاثية» ليفركوزن!
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
«المهمة الإيطالية كانت ثقيلة وصعبة على ليفربول»، هكذا خرج غلاف صحيفة «إكسبريس» البريطانية، تعليقاً على إقصاء «الريدز» على يد أتالانتا الإيطالي، بعدما فشل الفريق الإنجليزي في تعويض نتيجة الذهاب «الثقيلة»، مكتفياً بفوز «شرفي» بهدف وحيد في الإياب، أما «الجارديان»، وقالت عبر غلافها إن ليفربول ووستهام غادرا «يوروبا ليج» رغم تسجيلهما مبكراً، في حين كتبت «ميرور» أن النجم المصري محمد صلاح أخفق مرة أخرى في إنقاذ مدربه كلوب، الذي عانى من أسوأ إقصاء له في البطولات الأوروبية مع ليفربول، ولم يتمكن من تحقيق «المهمة المُستحيلة»، ليخسر فرصة المنافسة على ثاني بطولات الموسم، ولم يبقَ له سوى 6 مباريات فقط تحت قيادة «الألماني»، أملاً في خطف لقب «البريميرليج» من بين «أنياب» مانشستر سيتي.
أخبار ذات صلة كلوب: «وداع المصلحة»! «البريميرليج».. لا وقت لعلاج الجراح!
ورغم الإخفاق الإنجليزي الجديد في بطولة الدوري الأوروبي، إلا أن أغلب الصحف المحلية أشادت بالحارس الأرجنتيني، إيميليانو مارتينيز، بطل العالم، بعدما قاد أستون فيلا إلى نصف نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، للمرة الأولى في تاريخه القاري خلال أكثر من 40 عاماً، ووصفته أغلب الصحف بـ«البطل»، وهو ما عنونت به «تيليجراف» و«ديلي ميل» غلافيهما، وقالتا إن «قدر مارتينيز» يبدو مرتبطاً دائماً بـ«تحطيم قلوب الفرنسيين»، بعدما أنقذ «الأسود» أمام ليل في عقر داره عبر ركلات الترجيح «بالتخصص»، في حين تحدثت «ستار سبورت» و«تيليجراف» و«آي سبورت» عن «خدعة البطاقات» التي أفلت منها الحارس الأرجنتيني، بعد حصوله على بطاقتين صفراوين، إحداهما خلال تنفيذ ركلات الترجيح بعد استفزاز معتاد للفرنسيين، وحسب القانون، فإن تلك الركلات تخرج عن إطار المباراة نفسها، ولهذا لم يحصل «إيمي» على بطاقة حمراء، ليُسكت الجماهير الفرنسية حسب تعبير الصحف الإنجليزية.
على الجانب الآخر، كانت الصحف الإيطالية في قمة سعادتها بعد النتائج الرائعة التي حققتها فرقها في «يوروبا ليج» و«الكونفرانس ليج» القاريين، حيث وصفت «لاجازيتا» أتالانتا بـ«الفريق العظيم»، بعد تخطيه عقبة ليفربول، كما كتبت «روما يصعد إلى القمة وميلان يهبط إلى القاع»، بعد تأهل «الذئاب» إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي على حساب «الشياطين»، وأشادت بنجاح فيورنتينا في دوري المؤتمر بعد تخطي عقبة فيكتوريا بلزن، إلا أنها حذرت من صعوبة مواجهة كلوب بروج المقبلة في نصف النهائي، أما «كورييري ديللو سبورت» فعنونت غلافها بقولها «الأبطال»، إشارة إلى نجاح روما المبهر أمام ميلان، ووصفت أتالانتا بـ«العملي» بعدما حصل ما يريده من ليفربول من دون عناء، كما بدت متفائلة بفيورنتينا الذي قالت إنه يرى «أثينا» من الآن، وهي العاصمة التي تستضيف المباراة النهائية في دوري المؤتمر الأوروبي.
صحيفة «ميرور» الإنجليزية عادت ووصفت باير ليفركوزن بـ«المخيف»، بعدما حافظ على سجله خالياً من الهزائم بإدراكه التعادل المتأخر أمام وست هام، ليتأهل إلى نصف نهائي «يوروبا ليج»، وكتبت «بيلد» الألمانية أن ألونسو أنقذ «حلم الثلاثية» لفريقه رغم القلق الذي انتاب الجميع خلال مواجهة وست هام في إنجلترا، وقالت إن أداء «كتيبة ألونسو» كان باهتاً في الشوط الأول نظراً لصعوبة وتعقيد المباراة، إلا أن تماسك الفريق وصموده ساعداه على عدم استقبال الهدف الثاني، ومن ثم العودة إلى امتلاك الكرة والتعامل بقوة مع الثنائيات في الشوط الثاني، ليتعادل البطل الألماني ويواصل مسيرته المبهرة هذا الموسم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الأوروبي ليفربول محمد صلاح أتالانتا
إقرأ أيضاً:
بين الموت والنفاق والمجهول.. ثلاثية يوسف السباعي تلخص أزمات الإنسان الفلسفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق «أرض النفاق».. ينتقد الأخلاق المزدوجة فى المجتمع منذ 74 عامًا75 عامًا على «نائب عزرائيل».. يطرح الموت برؤية فكاهية فلسفية
دائماً ما وجدت في أعمال يوسف السباعي عالماً خاصاً يأسر القارئ بين طياته، حيث يمزج ببراعة بين الخيال العميق والفكر الفلسفي، بأسلوب يجمع بين الفكاهة والتأمل.. قراءتي لرواياته وقصصه، تجعلني أغوص في أبعاد جديدة للحياة والإنسان، وأعيش مع شخصياته التي تبدو حقيقية رغم غرابة أحداثها.
ومن بين أبرز الأعمال التى تركت أثرًا عميقًا فى نفسي، رواية "نائب عزرائيل" التى حملتنى إلى عالم الموت وما وراءه برؤية فريدة ومبتكرة، و"أرض النفاق" التى كشفت لى عن أزماتنا الأخلاقية والاجتماعية بأسلوب نقدى ساخر لا يخلو من العمق.
أما المجموعة القصصية "من العالم المجهول"، فقد أضافت بعدًا رمزيًا وفلسفيًا لرؤية السباعى للعالم، حيث استثمر الغموض والرعب لطرح تساؤلات إنسانية عميقة.
وخلال السطور التالية، سنتعرف على تفاصيل هذه الأعمال الثلاثة وما يجعل كلا منها رحلة أدبية مميزة تستحق القراءة والتأمل.
نائب عزرائيل.. التأمل فى مغزى الموترواية "نائب عزرائيل"، صدرت فى ١٩٤٧، وهى إحدى تلك الأعمال التى تتميز بتقديم رؤية فلسفية عن الموت والحياة من خلال قالب فكاهى وساخر.
تدور أحداث الرواية حول شخصية يوسف، الذى يُقبض على روحه عن طريق الخطأ من قبل ملاك الموت، عزرائيل.
يدخل يوسف إلى عالم ما وراء الموت، حيث يجد نفسه فى مواجهة مع عزرائيل الذى يصرح له بأن مهمته قد فشلت فى قبض روحه فى الوقت المحدد.
من هنا، يعرض عزرائيل على يوسف أن يصبح نائبه فى مهمته، لكن يوسف يرفض الفكرة، متخذاً قرارًا بالمغامرة فى عالم الأرواح والسعى لاكتشاف أسرار هذا العالم المجهول
الرواية لا تقتصر على مجرد تسلسل للأحداث بل تتعمق فى الأسئلة الفلسفية المتعلقة بالوجود والموت.
يظهر عزرائيل فى الرواية ليس كملاك مخيف بل كشخصية محبطة ومحبطة أيضًا، ما يعكس فكرة السباعى حول انعدام القداسة فى بعض المفاهيم التقليدية، مثل الموت.
تقديم هذه الشخصية بشكل ساخر، يجعل من القارئ يتساءل عن مغزى الموت ودوره فى حياة الإنسان
إحدى السمات الفريدة للرواية هى مزجها بين الفكاهة العميقة والرمزية القوية، فمن خلال هذا المزج، يستطيع السباعى أن يعكس مأساة الإنسان الوجودية بطريقة مسلية، ولكنها تعكس أيضًا حقيقة أن الإنسان يظل مشدودًا إلى حياته رغم اقتراب الموت.
القارئ فى النهاية، يجد نفسه يتأمل فى مفاهيم الموت والحياة من زاوية أخرى، حيث يتجلى الموت ليس كنهاية ولكن كبداية لأسئلة لا تنتهي.
أرض النفاق.. نقد اجتماعى واستهزاء بالأخلاقفى رواية "أرض النفاق"، التى صدرت فى ١٩٤٩، يقدم يوسف السباعى صورة نقدية لواقع اجتماعى يتسم بالتناقضات الأخلاقية والنفاق الاجتماعي.
القصة تروى عن بطل الرواية الذى يكتشف دكانًا غريبًا لبيع "أقراص الأخلاق"، وهى أقراص غريبة تمنح الشخص المتناول لها القدرة على تغيير شخصيته ومواقفه وسلوكه.
يعكف البطل على تجربة هذه الأقراص، ليشهد تغييرات جذرية فى طباعه وسلوكه، وبالتالى يعرض لنا السباعى مزيجًا من الكوميديا والفلسفة الاجتماعية التى تسلط الضوء على الأزمات الأخلاقية فى المجتمع المصري.
رواية "أرض النفاق" تتعامل مع قضايا اجتماعية وسياسية مهمة، حيث تظهر كيف أن المجتمع مليء بالنفاق، وأن الكثير من القيم التى نعتقد أنها تمثل أساسيات المجتمع هى مجرد أفكار مفروضة علينا دون أى وعى أو قناعة حقيقية.
من خلال تناول البطل لتلك الأقراص، يكشف السباعى كيف يمكن للإنسان أن يغير من طباعه وفقًا لمتطلبات البيئة من حوله، وكيف أن المجتمع نفسه هو الذى يصنع هوياتنا، بعيدًا عن مبادئنا الحقيقية.
السباعى فى هذه الرواية لا يتخذ من النفاق موضوعًا للسخرية فحسب، بل هو يسلط الضوء على تأثيراته المدمرة على النسيج الاجتماعي، حيث تتحول العلاقات الإنسانية إلى مجرد مصالح شخصية يتبادلها الناس دون أى اعتبار حقيقى للقيم الإنسانية.
الرواية تحث القارئ على التأمل فى مدى تمسكه بالقيم الأخلاقية، وتدعوه للتساؤل: هل نحن فعلاً نعيش وفقًا لهذه القيم، أم أنها مجرد قناع نرتديه لتلبية رغبات المجتمع؟
فى النهاية، يوضح السباعى أن أزمة الأخلاق ليست مجرد أزمة فردية، بل هى أزمة متأصلة فى المجتمع نفسه، حيث يتحول الجميع إلى منافقين يعيشون فى "أرض النفاق".
من العالم المجهول.. الرعب فى فهم النفس البشريةإلى جانب رواياته الطويلة، لا يمكننا إغفال مجموعة القصص القصيرة التى قدمها يوسف السباعى فى مجموعته "من العالم المجهول" التى تصدرت فى الخمسينيات، حيث يتناول السباعى فى هذه المجموعة موضوعات غريبة ومثيرة مثل الجن، الأشباح، والعفاريت، لكنه لا يفعل ذلك من باب الإثارة أو الرعب، بل يسعى لاستخدام هذه العناصر لاستكشاف أغوار النفس البشرية.
تأتى القصص فى هذه المجموعة، لتكون بمثابة مغامرات عقلية أكثر منها مواقف واقعية، فهى لا تقدم الرعب كهدف رئيسي، بل تسعى إلى دفع القارئ للتفكير فى الوجود الإنسانى والعلاقة بين ما هو مادى وما هو روحي.
استخدام الرمزية فى هذه القصص يعكس قدرة السباعى على استخدام الأدب كوسيلة لفهم المجهول، حيث إن الغموض والخوف اللذين يتسللان إلى نفوس شخصياته يعكسان قلق الإنسان من المجهول والموت والغياب.
من خلال هذه المجموعة، يعرض السباعى رؤية عميقة لفكرة الخوف والتردد، مما يعكس من جديد اهتمامه بأسئلة الوجود وما يتعدى المحسوس والمادي.
يوسف السباعى لم يكن مجرد كاتب قصص وروايات، بل كان صاحب رؤية نقدية وفلسفية تسعى إلى فتح أبواب التفكير النقدى حول القضايا الإنسانية الكبرى.. سواء كان ذلك من خلال الفكاهة العميقة فى "نائب عزرائيل"، أو النقد الاجتماعى الجاد فى "أرض النفاق"، أو من خلال استكشاف الرمزية فى "من العالم المجهول"، فإن السباعى كان دائمًا فى قلب الأزمات الفلسفية والاجتماعية، ساعيًا لفهم أعمق للواقع البشري.
ما يميز أعمال “يوسف السباعي” هو قدرتها على الجمع بين الجوانب الأدبية الممتعة والفكر العميق الذى يدفع القارئ للتساؤل عن حياته، قيمه، وأخلاقه.
رغم مرور الزمن، تظل رواياته محط اهتمام وإلهام للكثير من القراء الذين يتطلعون لفهم أعمق للإنسان ومجتمعه.