بعد وفاته.. مشوار حافل لـ "صلاح السعدني" مع الفن
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
توفي اليوم الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا، وذلك حسبما أعلن نقيب الفنانين المصريين، أشرف ذكي، عبر حسابه في موقع "انستجرام". ستُقام الجنازة في مسجد الشرطة بمنطقة الشيخ زايد في القاهرة، ومن المقرر أن تقام في وقت متأخر من عصر اليوم الجمعة.
حياة صلاح السعدني
صلاح السعدني، الممثل المصري الشهير، وُلد في 10 مايو 1943 في مدينة المنيا في مصر.
شارك في العديد من الأعمال الفنية على مدار مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من خمسة عقود، حيث قدم أدوارًا متنوعة تراوحت بين الكوميديا والدراما والأكشن. تألق السعدني في السينما والتلفزيون بأدواره المميزة التي تركت بصمة في قلوب الجمهور.
رغم تميزه في الفن، إلا أنه كان يفضل الابتعاد عن الأضواء والحفاظ على حياته الشخصية بعيدًا عن الضوضاء الإعلامية. استطاع أن يبقى وفيًا لمبادئه وقيمه الأخلاقية طوال مسيرته الفنية.
صلاح السعدني ومشوار التمثيل
بدأ السعدني مهنته التمثيلية في منتصف الستينيات، حيث قام بدور صغير في مسرحية "لوكاندة الفردوس" التي لعب بطولتها عبد المنعم مدبولي وأمين الهنيدي. حقق العديد من الأدوار في المسرح والسينما والتلفزيون، قبل أن يتاح له الفرصة لإثبات موهبته والظهور في أعمال أكبر خلال فترة السبعينيات.
خلال فترة السبعينيات من القرن العشرين، قدم الفنان صلاح السعدني مساهمات استثنائية في صناعة السينما المصرية، حيث أبدع في عدد من الأفلام البارزة التي تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الفن العربي. بين هذه الأعمال، نجد "الأرض"، "أغنية على الممر"، "الرصاصة لا تزال في جيبي"، و"العمر لحظة"، إضافةً إلى دوره اللاحق في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا" بجانب الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، الذي ساهم في اكتشاف موهبته.
وصل السعدني إلى ذروة نجاحه بعد اعتذار الفنان سعيد صالح عن تجسيد شخصية "العمدة سليمان غانم" في مسلسل "ليالي الحلمية"، حيث تولى الدور بتميز واستطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا برفقة يحيى الفخراني، وبتعاونه مع المؤلف أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبد الحافظ، أصبح المسلسل واحدًا من أبرز الإنجازات في تاريخ الدراما العربية.
على الرغم من الشهرة والنجاح، اختار صلاح السعدني الابتعاد عن عالم التمثيل في صمت تام قبل عشر سنوات، وذلك تزامنًا مع احتفاله بعيد ميلاده السبعين. قراره هذا لم يكن مجرد إنهاء لمسيرة فنية، بل كان تعبيرًا عن احترامه لذاته وللفن الذي خدمه طوال حياته المهنية.
توفي السعدني في 19 أبريل 2024 عن عمر يناهز 81 عامًا، تاركًا وراءه إرثا فنيًا لا يُنسى وذكريات جميلة في قلوب محبيه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفنان صلاح السعدني أشرف ذكي وفاة صلاح السعدني جنازة صلاح السعدني صلاح السعدنی
إقرأ أيضاً:
"قضايا الفن التشكيلي المصري" مائدة مستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، استضافت قاعة المؤسسات، اليوم السبت، المائدة المستديرة السادسة تحت عنوان “إشكاليات الفن التشكيلي المصري”. حضر الجلسة نخبة من الفنانين المصريين لمناقشة قضايا الفن التشكيلي وعلاقته بالمجتمع.
افتتح الناقد الفني الدكتور خالد البغدادي الجلسة بكلمة ترحيبية، توجه فيها بالشكر للجنة المنظمة للمعرض، مشيدًا بمكانة معرض القاهرة الدولي للكتاب كثاني أهم معرض دولي بعد معرض فرانكفورت، وبالإقبال الجماهيري الكبير الذي يشهده من مختلف دول العالم.
وأكد البغدادي على الدور الريادي لمصر في الفنون التشكيلية، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك مؤسسات فنية رسمية منذ 190 عامًا، في حين أن 99% من الدول العربية تفتقر إلى كليات متخصصة في الفنون، أو تمتلك كليات تقتصر على تخصصات دون غيرها. وأضاف أن مصر تمتلك منظومة متكاملة تضم كليات الفنون الجميلة، وكليات التربية الفنية، وغيرها من المؤسسات التي تساهم في تعليم وإنتاج الفن.
تناولت الجلسة عدة تساؤلات جوهرية حول دور الفنان التشكيلي في المجتمع المصري، ومدى تأثيره، وما إذا كانت هناك قضايا تشغل الفنانين المصريين. وأكد البغدادي أن جوهر الإشكالية المطروحة هو: كيف يمكن للفن أن يُحدث تغييرًا حقيقيًا في المجتمع؟، مشيرًا إلى أن “الفن وحده قادر على إنقاذ العالم”.
وخلال الجلسة، استعرض البغدادي مجموعة من الأعمال التشكيلية لكبار الفنانين، تضمنت: تمثال الفلاحة المصرية وتمثال الفلاح المصري للفنان محمود مختار، مؤسس الحركة التشكيلية المعاصرة، ولوحة بناء السد العالي للفنان عبد الهادي الجزار، وهي لوحة مفقودة منذ أواخر الستينيات، وفن الأرض عن أرواح شهداء الانتفاضة الفلسطينية للفنان أحمد نوار، الذي جسد الشهداء في أعمال فنية تعبر عن تضحياتهم.
وكذلك تناول عمل “السلام” للفنان أحمد نوار، الذي استخدم بقايا المدافع والأسلحة لصنع أعمال فنية تعكس إمكانية تحويل العنف إلى إبداع.
تحدث الفنان أحمد الجنايني عن التحديات التي تواجه الفن التشكيلي المصري، موضحًا أنه لو كانت الحركة التشكيلية بخير، لما كانت هناك إشكالية من الأساس. وأكد أن المشكلة تكمن في غياب لغة بصرية يتحدث بها المجتمع، مما يجعل الصلة بين الفنان والمجتمع شبه منقطعة.
وأشار الجنايني إلى أن الاقتصاد الأمريكي يعتمد بشكل أساسي على الصناعات الثقافية، التي تأتي في المرتبة الأولى قبل أي قطاع آخر، مشددًا على أهمية إعادة دمج الفن في الحياة اليومية، لأن ابتعاد المجتمع عن اللغة البصرية أدى إلى فقدان قيمتها، مما جعل الفنان يعيش في عزلة عن محيطه.
كما لفت إلى أن الفنون بمختلف أشكالها مترابطة، فلا يمكن لفنان تشكيلي أن ينتج أعمالًا متميزة دون ارتباطه بالمسرح والشعر والفنون الأخرى، مؤكدًا أن غياب المشروع الثقافي المتكامل هو التحدي الحقيقي الذي يواجه المجتمع والفن معًا.
وشارك الفنان مصطفى غنيم تجربته الشخصية، مؤكدًا على تأثير الفن في حياته، حيث انتقل من كونه طيارًا مدنيًا إلى دراسة الفنون الجميلة، وأسس مؤسسة للفنون الجميلة بالشرقية، بالإضافة إلى مركز للموهوبين تابع لوزارة التربية والتعليم في الزقازيق ومنيا القمح. وقامت المؤسسة بتنظيم ورش عمل فنية في شوارع الزقازيق، بمشاركة فنانين من القاهرة، في خطوة لتعزيز التواصل بين الفن والمجتمع.