موقع النيلين:
2025-01-24@18:17:24 GMT

مواسم الرويبضة والهلافيت: من باريس إلى جنيف!

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT


سلوك القوى السياسية، في إرتماء أفكارها للخارج، هو الذي يجعل بأن لا حل لهذه الأزمة إلا فهوات البنادق، ما الذي يجمع القوى السياسية (شخصيات من كل الأطراف : الحرية و التغيير / الكتلة الديمقراطية / الحركات المسلحة ) و بعض منظمات المجتمع المدني، في جنيف؟!
سوى أن هؤلاء الرويبضة، يعجلون من تدويل الأزمة السودانية، و يقطعون ما بيننا وبين أي سيادة وطنية على مصائرنا، و يفرضون تصورات وشروط خارجية على مسارات يمكن أن يشارك الناس في صنعها.

ما يقوم به هؤلاء الباعة في جنيف وقبلها في باريس ما هو إلا سذاجة ستجعل من هذه الحرب تستمر لعقود، إن كان هؤلاء البيض (الأوروبيين) حريصون على المسألة السودانية، كان يمكن أن يتضح للناس منذ اليوم الأول في الفترة الإنتقالية، عموما سلوك هؤلاء الساسة أشبه بالنخاسة، يريدون بيع رقابنا بثمن بخس.

لذلك لن يجد المواطن المغلوب على امره، قابض الجمر و المصاب بالفواجع سوى فوهات البنادق حلا لمصيره الذي يباع في سوح المؤتمرات من أجل اعتراف سياسي يقوم به رويبضة من الناس لا اخلاق لهم ولا ذمة، يجب أن يتعلم الذين اجتمعوا في جنيف وقبلها في باريس أنهم بذلك يكتبون تاريخ العار، وسنوفر لهم الرد المناسب، سواء من قال أنه مع الجيش أو مع أي موقف آخر.

فنحن لن نمنح مدعي الوقوف مع الجيش صكوك مفتوحة من أجل مناقشة سياسية خارجية لم يقدموا فعل محترم داخل السودان، و من ثم أن الوقوف مع الدولة و الجيش ليس بلقاء شخصيات عسكرية أو بالحج إلى ام درمان، وإنما هي مواقف سياسية من داخل الشروط السياسية و الخطاب السياسي و الممارسة السياسية.

ما معنى أن تقول بأنك تقف مع الجيش من أجل تمثيل في الحكومة أو بعض الملايين التي يجب أن تذهب لصالح العاملين بالدولة بدلا من بطونكم التي تربت على المال الفاسد، عموما كما قلت إن هذا الطريق طويل ولن يحصد غرسه الا الصادقين في مواقفهم.

حسان الناصر

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

“كتّاب التدخل السريع: عباقرة الانحدار الأكاديمي”

“كتّاب التدخل السريع: عباقرة #الانحدار_الأكاديمي”
بقلم: أ.د. #عزام_عنانزة

في كل حقبة زمنية، يظهر نوع جديد من العباقرة الذين يعيدون تعريف معاني الانحدار الأخلاقي. أحدث هؤلاء “المبتكرين” هم ما يمكن وصفهم بـ”كتّاب التدخل السريع”، أولئك الذين باعوا أقلامهم بثمن بخس لا يكاد يكفي لشراء احترام الذات. هذه الظاهرة التي بدأت تغزو الوسط الأكاديمي هي تجسيد حيّ لما يمكن أن يصل إليه البعض من انحطاط، في سبيل التقرب إلى المسؤولين أو لتغطية أخطائهم وخطاياهم. بل والأكثر إثارة للشفقة، أنهم أحياناً يصبحون عيون الإدارة في كل زاوية، وألسنتها في كل مجلس، مقابل مكاسب صغيرة أشبه بفتات الموائد.

هذه الفئة مكشوفة للجميع، وكما يقول المثل الشعبي: “معروف ثمنه”. لا أحد يأخذهم على محمل الجد، لا في الوسط الأكاديمي ولا في المجتمع عموماً. تأثيرهم؟ معدوم تماماً، لأنهم ببساطة استُهلكوا واحترقوا في عيون الجميع. وكيف لا يحترقون وهم ينقلبون على أعقابهم بين ليلة وضحاها، يتغنون بإنجازات الإدارة الحالية ورؤيتها العميقة، ثم يشتمون الإدارات السابقة باعتبارها سبب كل الأزمات والمصائب.

لكن المأساة الأخلاقية الحقيقية تتجلى في أن هؤلاء الكتّاب لم يبيعوا أقلامهم فحسب، بل وصل الأمر بهم إلى بيع ضمائرهم. فقد تحوّلوا إلى شهود زور في كل قضية، يلوون الحقائق وينقلبون على المبادئ ليخدموا أجندات المسؤولين، ضاربين بعرض الحائط أمانة الكلمة وشرف الموقف. لقد أصبحوا رموزاً للنفاق والرياء، يبيعون ضمائرهم في سوق المصالح الضيقة بلا تردد.

مقالات ذات صلة معلمو مخيمات اللاجئين السوريين يلوحون بالاضراب 2025/01/23

هؤلاء الكتّاب ذاتهم كانوا بالأمس القريب يتغنون بأمجاد الإدارة السابقة، يصفونها بأنها قائدة التغيير وصانعة المستقبل. ثم، وبقدرة قادر، تنسى هذه الأقلام “المستأجرة” أن ذاكرة الناس ليست بهذا القصر. تناقضاتهم مكشوفة، ومواقفهم تتبدل بسرعة تعجز عنها حتى عقارب الساعة، لتثبت أن لا ولاء لهم إلا لمصالحهم الضيقة.

هؤلاء الكتّاب لا يمثلون فقط حالة فردية من التلون والنفاق، بل هم خطر على المجتمع بأسره. فهم يكرسون نموذجاً منحرفاً من السلوك الأكاديمي، حيث يصبح النفاق وسيلة للارتقاء، والتكسب هو العنوان الأبرز. ومع ذلك، فإن المصير الحتمي لأي إدارة تعتمد على دعم هذا النوع من الكتّاب معروف: الانهيار والفشل.

عندما ترحل الإدارة التي دعموها (وربما ساهموا في تعجيل سقوطها)، يتحولون فجأة إلى أول من يهاجمها ويلقي اللوم عليها في كل صغيرة وكبيرة. في مشهد هزلي لا ينقصه سوى موسيقى تصويرية ساخرة، يبدأ هؤلاء الكتّاب في التغني بالإدارة الجديدة، يملأون الدنيا صخباً بوعودها البراقة التي ستغير واقع الجامعة بـ”لمسة قلم” أو “رمشة عين”.

نحن لا نحسد هؤلاء، بل نشفق عليهم. نشفق على الرحلة التي يقومون بها بين أحضان الإدارات المتعاقبة، يجلسون عند أبوابها مستجدين رضاها، بينما تمتد أيديهم بلهفة لالتقاط أي فتات يُلقى لهم. هؤلاء الكتّاب ليسوا فقط عاراً على الوسط الأكاديمي، بل هم وصمة سوداء تذكرنا بما يمكن أن يحدث عندما يصبح القلم أداة للبيع، والرأي سلعة تخضع للعرض والطلب.

في النهاية، نرجو لهم التوفيق… في إيجاد مرافق جديدة يجلسون عند أعتابها، وإدارات جديدة يبيعون لها ولاءهم، في انتظار الفرصة القادمة للتلون والنفاق.

مقالات مشابهة

  • التحالف الوطني يشيد بالمشاركة الدولية بالاستعراض الدوري لملف حقوق الإنسان في جنيف
  • وزيرة التضامن تستعرض تقرير مصر أمام جلسة مراجعة حقوق الإنسان في جنيف
  • وزيرة التضامن تتوجه إلى جنيف لمناقشة تقرير مصر أمام جلسة المراجعة الدورية لحقوق الإنسان
  • “كتّاب التدخل السريع: عباقرة الانحدار الأكاديمي”
  • أحمد مجاهد: الثقافة مجموع خبرات تتحكم في سلوك الإنسان
  • جامعاتنا.. منابر حرية أم أبواق خرساء؟
  • سبع صنايع آخرها صانع محتوى
  • خبراء أمميون يناشدون تايلند عدم ترحيل 48 إيغوريا إلى الصين
  • معاريف: كرة الثلج بدأت تتدحرج في الجيش.. هؤلاء القادة سيستقيلون
  • مستشارة: من يمارس سلوك الاستغباء يعتقد أنها مهارة أو ذكاء ..فيديو