مدينة كرانيس الأثرية بالفيوم تقع  فى منطقة كوم أوشيم على طريق القاهرة – الفيوم عند الكيلو 70 وهى إحدى القرى اليونانية الرومانية التى أنشأها بطليموس الثانى فى القرن الثالث قبل الميلاد وكان الهدف من بناؤها ضمن سلسلة من القرى والمدن لتسكين الجنود اليونانيين، وتم منحهم هذه القرى والأراضى بإقليم الفيوم، واستمرت كرانيس فى حالة إزدهار حتى القرن الثالث الميلادى، ثم تدهورت نتيجة وجود مشكلات فى مياه الرى الواصلة إلى القرية، وانكمشت مياه الرى حتى اندثرت بشكل كامل.

و المنطقة كان مستعمرة زراعية للجنود الذين تم إنهاء خدمتهم وكان كل منهم يحصل على قطعة أرض مكافأة له وكانت أشهر الزراعات الزيتون والغلال وفى المتحف الزراعى يوجد بقايا الزيتون المعصور بمنطقة كرانيس.

يقول سيد عوض محمد شعيب كبير مفتشى الاثار فى الفيوم ان أولى أعمال الحفائر بهذه المدينة بدأت عام 1895 للعالم الأثرى هانت وبعد ذلك قامت بعثة جامعة "متشجن" الامريكية  بإجراء حفائر فى الفترة من 1924حتى 1935 وكانت بعثة من كلية الآداب بجامعة القاهرة قامت بعمليات حفر وتنقيب فى كرانيس سنة 1968، وعثرت البعثة فى المدينة على أعداد هائلة من التوابيت والمنازل من الحجر وأوانى فخارية من الطين المحروق وتماثيل لبعض الالهه وبعض تماثيل القيشانى الأزرق للإله المصرى "بس"  وبعض القطع البرونزية ورؤوس مغازل ومطاحن من الحجر والخشب وصحون من الفخار المصقول وأوانى منزلية وجرار لحفظ الغلال وقدور لحفظ المياه وأدوات من البرونز مثل المخارز و الإبر وآلات الثقب وعدد من القبور المزخرفة.

المعبد الجنوبى والشمالى

و تم العثور على حى قائم بذاته فى أقصى أطراف القرية من الشمال الغربى والجنوب الشرقى به مطحن ومخبز ومخزن للغلال، فضلا عن حمامين من العصر الرومانى و المدينة الآن عبارة عن أطلال للمنازل وهى مبنية من الطوب اللبن ولبعضها أساس من الحجر؛ وتتميز بأنها مكونة من طابقين ، وكل منزل مستقل عن الذى يليه ولا يوجد جدران مشتركة بين المنازل ومازالت تتميز الجدران بحفر رسومات لأوراق وعناقيد العنب وعدد من معاصر العنب وطواحين الغلال، كما يوجد الكثير من المعابد والتماثيل والمبانى الجديدة حيث يوجد المعبد الجنوبى أو معبد "بتسو خوس وبنيقروس وهو مشيد من الحجر الجيرى وتم تشييده فى عهد الإمبراطور نيرون، وأمام المعبد  بقايا حوض يبدو أنه كان مخصصا للتماثيل، والمعبد من الداخل به عدد من الحجرات يتوسطها مقصورة كان يوضع عليها "الإله"  "سوبك" والقرابين وفى حائط بجوار المقصورة يوجد مكان داخل الحائط يبدو من شكله وحجمه أنه كان مخصصاً لحفظ "الإله"  بعد أداء مراسم العبادة.

أما المعبد الشمالى فيقع فى الناحية الشمالية من المدينة ويبعد عن المعبد الجنوبى بحوالى مائتى متر وهو مبنى من الحجر الجيري؛ وطوله حوالى 33.5 متر وعرضه حوالى 10متر وكان مخصصا لمعبد الإقليم "سوخوس"، والمعابد بنيت من الحجر الجيرى على عكس مبانى المدينة والتى شيدت من الطوب اللبن.

ويؤكد "شعيب" انه  يوجد بالمكان الجبانة وتقع على تل مرتفع عن الأرض وتبعد حوالى 2 كيلو متر شمال (ام الاثل)، ومقابرها مقسمة إلى أنواع منها الحفر وهى مبنية من الطوب اللبن ونوع آخر منحوت فى الصخر وشكلها مستدير.

و عثر فى مدينة كرانيس على أفران كانت تستخدم لصناعة الفخار حيث وجد مجموعة من القلل والأطباق ما يدل على أن هذه الاطباق تم تصنيعها محليا وبأعداد كبيرة فى مدينة كرانيس فى العصرين اليونانى والرومانى، ووجدت هذه الأوعية والأدوات فى مجموعات ما يدل انها مكونات المنزل البطلمى والمطبخ وكانت عبارة عن اوعية دنيوية حمراء اللون فخارية.

والمنازل فى كوم اوشيم  كانت ذات متانة واضحة وتواضع يتناسب مع العائلات الريفية الذين تكاتفوا مع بعضهم البعض ليكفوا أنفسهم الحاجات الضرورية الأساسية للحياة.

ويؤكد كبير مفتشى اثار الفيوم ان  وجود مصادر للرى أدى إلى السماح بزراعة أشجار الجميز والنخل المستخدمتان فى إنشاء المنزل وأثاثاته، ففى كثير من المنازل كانت جزوع الأشجار تدخل فى الفواصل المتعددة بين لبنات الطوب ، وكانت الأسطح والأسقف المستوية تبنى من العوارض الخشبية الكبيرة المتقاطعة المصنوعة من الأغصان الكبيرة من الأشجار.

أما أسقف الحجرات فى المنازل فكانت عادة يتم قبوها وكان الخشب يستخدم فى صناعة الشبابيك والمداخل وخزانات الملابس وتقوية الجوانب خارج المنزل، بدلا من الحجر وكانت صناعة الشبابيك بسيطة جدا حيث كان يتم وضع الواح خشبية فى الحائط فى الأربع جهات المستطيلة المفتوحة أفقيا أو رأسيا كان يتم وضع ألواح متقاطعة حيث أنها كانت صغيرة جدا ومرتفعة للغاية من أجل إدخال الضوء والهواء.

و مدينة كرانيس ظلت مزدهرة عامرة بالسكان منذ نشأتها فى العصر اليونانى حتى العصر الرومانى و المسيحى ثم الإسلامى، حيث اكتشفت بعثة هيئة الآثار، فى يناير1990، وجود آثار إسلامية فى كرانيس وعثر على تمثال من الفخار يمثل حصانا عليه تفاصيل واضحة من النقوش الإسلامية تزين "ركابه"، ويرجع الى بداية العصر الإسلامى وميدالية من الزجاج الأزرق مازالت تحتفظ بلونها الطبيعى حتى الآن مرسوم عليها هلال وسط مجموعة من النجوم، كما عثرت البعثة على آثار بعض المنازل من الحجر الرملى ومجموعة من الاوانى الفخارية كبيرة الحجم كانت تستخدم فى حفظ الحبوب والغلال ومجموعة من المسارج البرونزية كما تم العثور على 100 مقبرة سطحية ترجع إلى العصرين الرومانى والقبطى.

 

 

 

3 87ac3900-6a58-4445-8f30-a15e70042e69 333 3222 3444

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفيوم كوم اوشيم الجنود مستعمرة زراعية الزراعات من الحجر

إقرأ أيضاً:

عمرو أديب: وسط القاهرة في الماضي كانت أجمل

أكد الإعلامي عمرو أديب، أنه “هل فيه مكان في العالم من 100 سنة أحلى من دلوقتي، وسط القاهرة في الماضي كان أجمل وكانت كأنه شايفين حتة من باريس أو نيويورك”.

وقال عمرو أديب، خلال تقديمه برنامج “الحكاية”، أن "مصر تحت ايديها ثروة ولكن لا بد من حسن إدارتها، مؤكدا أنه لا بد أن يتم بالعلم وبوجود لجنة استشارية بها اكبر مهندسين في مصر، وفتح المجال أمام المستثمرين.

وتابع مقدم برنامج “الحكاية”، أن منطقة وسط القاهرة بعد 2011 كانت تعاني من ظاهرة الباعة الجائلين، ولكن بفضل جهود الدولة، نجحت في فرض نوع من الإنضباط، وعودة أهمية تلك المنطقة.

مقالات مشابهة

  • خلاف على أرض زراعية ينتهي بمقتل مزارع بالشرقية
  • عمرو أديب: وسط القاهرة في الماضي كانت أجمل
  • سميرة عبد العزيز تكشف لصدى البلد عن طقوسها في رمضان |فيديو
  • 9 تحت الصفر.. درجات الحرارة الباردة تضرب أنحاء اليونان
  • ما يوجد في البئر.. يخرج مع الدلو
  • سقط في البئر.. مصرع طفل غرقًا أثناء لهوه بأرض زراعية في الفيوم
  • نائب: لا يوجد أي طلب رسمي بتعديل قانون الانتخابات
  • بالفيديو.. ظاهرة فلكية فريدة بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني
  • ضبط تابوت من الحجر الجيرى وإناءين فخارين بحوزة شخص فى سوهاج
  • محافظ أسوان يستقبل ضيوف مهرجان تعامد الشمس بمطار أبو سمبل الدولى