نفايات طبية أم وجبة صحية.. ما حقيقة فوائد تناول المشيمة بعد الولادة؟
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
ظهر اتجاه واسع الانتشار بين الأمهات حديثات الولادة في السنوات الأخيرة، وهو تناول مشيمة الحمل بعد الولادة، سواء كانت مطبوخة أو نيئة أو مجففة على شكل كبسولات، ويعرف ذلك سريريا باسم "بلعمة المشيمة".
مشاهير تناولن مشيمة أطفالهنتتصدر أسماء المشاهير والممثلات الأميركيات قائمة الأمهات اللاتي أقبلن على هذه الممارسة، مثل: هيلاري داف، كريسي تيجن، كورتني كاردشيان، كيم كارديشيان، كاثرين هيجل، أليسيا سيلفرستون، جانيوري جونز، ومؤخرا انضمت إليهن المغنية والممثلة الأميركية ماندي مور، بما يعد دافعا لنشر الفكرة وإثارة فضول المزيد من الأمهات اللاتي يتسابقن لنشر تجاربهن الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
تفتقر الدراسات التي بحثت في تناول الأمهات البشرية للمشيمة إلى التجارب السريرية مزدوجة التعمية (وسيلة بحثية لمنع التحيز)، واستندت إلى روايات وتجارب الأمهات اللواتي أبلغن عنها ذاتيا.
وفي عام 2013 نشرت مجلة علم البيئة والتغذية دراسة استقصائية أجريت على ما يقارب من 200 امرأة، وأظهرت أن 95% من الأمهات الجدد اللاتي تناولن المشيمة اعتبرن التجربة "إيجابية" أو "إيجابية للغاية"، وأن 40% لاحظن أن تناولها أدى إلى تحسين الحالة المزاجية، وأفادت 26% أنها تعمل على زيادة الطاقة وتعزيز التعافي بعد الولادة، في حين قالت 15% إن تناول المشيمة عزز إدرار الحليب لتوفر هرمون الأوكسيتوسين في أنسجة المشيمة.
السبب الرئيسي للإقبال على تناول المشيمة هو الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة (شترستوك)ووجدت دراسة أميركية نشرتها المكتبة الوطنية للطب عام 2018 أن 30% من النساء اللاتي ولدن خارج المستشفى (في المنزل أو مراكز الولادة)، تناولن مشيمة أطفالهن، وأن السبب الرئيسي للإقبال على هذه الممارسة هو الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة، إذ يتركز هرمونا الإستروجين والبروجستيرون بمستويات عالية في أنسجة المشيمة، كما توصلت الدراسة إلى أن 85.3% تناولن المشيمة في شكل كبسولات مغلفة تساعد القابلات في تجفيفها وتجهيزها مقابل مبلغ من المال.
تأثير الدواء الوهميوفق موقع "مايو كلينك" فإن "تناول المشيمة يمكن أن يشكل ضررا لكل من الأم والرضيع"، ويحذر الأطباء من افتقار الدراسات إلى الدقة العلمية المنهجية لدعم التوصيات المتعلقة باستهلاك المشيمة.
وينقل موقع "واشنطن بوست" عن أستاذ علم النفس في جامعة بافالو الأميركية، دكتور مارك كريستال، أن أغلب الثدييات تستهلك مشيمتها بعد الولادة وهي حقيقة يستشهد بها أنصار هذه الممارسة، لكن هناك مجموعة من الفرضيات المختلفة تفسر تناول الحيوانات للمشيمة، أحد الأسباب الرئيسية هو إخفاء أثر ولادتها وتجنب جذب الحيوانات المفترسة، وأحيانا يكون الدافع تخفيف آلام المخاض وتحفيز إنتاج المواد الأفيونية في الدماغ أو الحصول على بعض الفوائد والعناصر الغذائية، ولاسيما أن المشيمة تحتوي على كمية كبيرة من المعادن والفيتامينات والهرمونات المفيدة للأم الجديدة.
وتابع كريستال أنه خلال دراسته ممارسات تناول المشيمة بين البشر والحيوانات أثناء سعيه للحصول على درجة الدكتوراه لم يعثر على أي ثقافات بشرية تنخرط بانتظام في تناول المشيمة، وأضاف أن أولئك الذين يدافعون عن تناول المشيمة يستشهدون كذلك بالنص الطبي الصيني الذي يوثق استخدامها بعد تجفيفها، إلا أن النساء الصينيات نادرا ما يتناولن المشيمة عقب الولادة، إذ تُستخدم في علاجات أخرى مثل السعال المزمن وسلس البول والالتهابات وأمراض الكبد والكلى والعجز الجنسي لدى الذكور.
الأطباء يحذرون من افتقار الدراسات إلى الدقة العلمية المنهجية لدعم التوصيات المتعلقة باستهلاك المشيمة (شترستوك)ويستنكر كريستال الإقبال المتزايد على هذه الممارسة، وأن لجوء الثدييات غير البشرية إليها ليس مبررا للسلوك البشري، فهناك الكثير من الأشياء التي تفعلها الحيوانات ولا ينبغي للبشر تقليدها، وأشار إلى أن النساء اللاتي يدعون وجود فوائد لتناول المشيمة، شعرن بذلك فقط لأنهن توقعن هذه الفوائد قبل تناولها.
وفي عام 2015، قام باحثون في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية بمراجعة 10 دراسات بحثية منشورة حول تناول المشيمة، ولم يجدوا أي دليل يدعم الادعاءات الشائعة بأن تناول المشيمة نيئة أو مطبوخة أو مغلفة يحمي الأمهات الجدد من اكتئاب ما بعد الولادة أو يحسن الطاقة، أو يزيد من إنتاج الحليب، أو يعزز الترابط بين الأم والرضيع، أو يجدد العناصر الغذائية مثل الحديد.
أضرار تناول المشيمةأفادت جمعية الحمل الأميركية بأن بعض النساء اللاتي تناولن مشيمتهن على شكل حبوب أبلغن عن أعراض مثل الدوخة والعصبية.
تحتوي المشيمة على أنواع فريدة من الميكروبيوم، كذلك فإن المشيمة ممكن أن تتأثر بالعوامل المعدية والبكتيريا والفيروسات التي قد لا تجعلها آمنة للغذاء.
يتم احتجاز أي مواد سامة أو ضارة في المشيمة لحماية الجنين، وليس هناك ما يثبت أن تسخينها أو إعدادها للاستهلاك يعد كافيا لقتل الفيروسات أو مسببات الأمراض المعدية.
تحتوي المشيمة على تركيزات عالية من الكادميوم والرصاص والزرنيخ (مواد ضارة بالصحة). أبلغت بعض الأمهات عن آثار جانبية سلبية مثل طعم أو رائحة كريهة وشعور بالغثيان والقيء وكذلك زيادة في تشنجات الرحم.
سجلت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها حالة تجرثم في الدم لدى أحد الأطفال حديثي الولادة عام 2017 وإصابته بعدوى المكورات العقدية من المجموعة "بي"، وأشار الأطباء إلى انتقال البكتيريا إلى المولود عن طريق الأم التي ابتلعت كبسولات مشيمة ملوثة، وحذرت مراكز السيطرة على الأمراض من إقبال الأمهات على تناول المشيمة، لنقص الأدلة العلمية التي تدعم الفوائد الجسدية والنفسية لاستهلاكها، كذلك نبهت من مخاطر عدم وجود معايير للمعالجة أو تنظيم من إدارة الغذاء والدواء أو أي إشراف آخر، مما يهدد سلامة الأم والرضيع.
ممارسات صحية بديلةتوجد إستراتيجات مضمونة وآمنة لتسريع عملية الشفاء بعد الولادة وتقليل التوتر ومنها:
الالتزام بالتغذية الجيدة بعد الولادة وتناول الأطعمة التي تعزز المزاج والطاقة. الحرص على تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية على النحو الذي يقترحه الطبيب. إجراء فحص اكتئاب ما بعد الولادة واستشارة الطبيب المختص. طلب المساعدة من الأصدقاء والعائلة وشريك الحياة. الحصول على قسط كاف من النوم والراحة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات اکتئاب ما بعد الولادة هذه الممارسة
إقرأ أيضاً:
فوائد مذهلة لبذور الرمان.. ما علاقتها بعلاج السرطان؟
يعد الرمان من الفواكه اللذيذة والمغذية لإحتوائه على العديد من الفيتامينات والمعادن ولكن تبقى مسألة مدى صلاحية تناول بذوره تثير قلق الكثيرين، وتشير الدكتورة مارغاريتا كوروليوفا خبيرة التغذية، إلى أن بذور الرمان تحتوي على الفيتامينات والأحماض الدهنية غير المشبعة الصحية، وبالتالي فهي ليست خطيرة، بل على العكس، من الضروري تناولها.
وتقول: "تحتوي بذور الرمان على حوالي 70 بالمئة من الأحماض الدهنية التي تخفض مستوى الالتهابات، ولها خصائص مضادة للأكسدة كما تحتوي القشرة الخارجية لبذور الرمان على مادة ماصة تساعد على تحسين ميكروبيوم الأمعاء".
ووفقا لها، تحتوي بذور الرمان على كمية كبيرة من مجموعة فيتامين В التي تدعم وتحسن عمل الجهاز العصبي وتساعد على النوم الهادئ والمري.
وتقول: "لبذور الرمان تأثير مضاد للطفيليات لأنها تحتوي على حمض البونيك والبونيسيك، ما يساعد حتى على تقليل نمو الورم. لذلك ليس من قبيل المصادفة استخدام بذور الرمان في علاج السرطان، بما في ذلك سرطان الدم"
فوائد أكل الرمانيحتوي الرمان على العديد من العناصر الغذائية المهمة للصحة، بما في ذلك:
مضادات الأكسدة: تساعد مضادات الأكسدة على حماية الخلايا من التلف، مما قد يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان.
الألياف: تساعد الألياف على تحسين الهضم ومنع الإمساك.
البوتاسيوم: يساعد البوتاسيوم على تنظيم ضغط الدم.
حمض الفوليك: يساعد حمض الفوليك على نمو وتطور الخلايا.
وتشمل فوائد أكل الرمان يومياً ما يلي:
تحسين صحة القلب: قد يساعد الرمان على خفض مستويات الكوليسترول الضار وزيادة مستويات الكوليسترول الجيد، مما قد يساعد على حماية القلب من الأمراض.
خفض خطر الإصابة بالسرطان: قد يساعد الرمان على منع نمو الخلايا السرطانية، وقد أظهرت بعض الدراسات أن الرمان قد يكون فعالاً في علاج بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي والقولون.
تحسين صحة الدماغ: قد يساعد الرمان على تحسين الذاكرة والتركيز، وقد يساعد أيضاً على حماية الدماغ من تلف الخلايا الناجم عن الشيخوخة.
تحسين صحة الجهاز الهضمي: قد يساعد الرمان على تحسين الهضم ومنع الإمساك.
تعزيز المناعة: قد يساعد الرمان على تعزيز جهاز المناعة ومقاومة العدوى.
ويساهم أكل الرمان في الوقاية من الإصابة بحصى الكلى لدوره في تثبيط أحد العمليات المسؤولة عن تشكل الحصى في الكلى، ولكن ينصح قبل استخدام الرمان للوقاية من حصى الكلى استشارة الطبيب، خصوصًا في حال استخدام أحد الأدوية.
فوائد الرمان للهضم
يعمل الرمان على تهدئة المعدة وعلاج اضطراباتها، مثل الإسهال. ومن الجدير بالذكر، أن جميع أجزاء شجرة الرمان تقدم مجموعة من فوائد الرمان للمعدة والجهاز الهضمي، وقد وجد أن شرب شاي ورق الرمان يساعد في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي ويحسن الهضم.
إن تناول الرمان بكثرة قد يتسبب بنوبات من الإمساك والإسهال، لذلك ينصح بتناول كميات معتدلة من الرمان لتجنب أضراره.
فوائد الرمان للإمساك
يحتوي الرمان، وبذور الرمان بشكل خاص، على نسبة عالية من الألياف، وقد وجد أن 50% من محتوى الألياف في الرمان يكون في البذور. من فوائد الرمان للإمساك أنه يساعد في علاجه إما بتناول الرمان النيء، أو من خلال تناول عصير الرمان الطازج.
في حال الإصابة بالإمساك الشديد والمزمن، ينصح بتجنب تناول الرمان لتجنب انسداد الأمعاء والقولون.