عربي21:
2025-01-30@13:04:17 GMT

الاحتفاء الإسرائيلي والحرج الأردني

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

احتفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالنصر الذي حققته على طهران، بعد زعمها إسقاط 99 في المئة من المسيرات والصواريخ البالستية والمجنحة التي أطلقتها طهران ليلة السبت الموافق الرابع عشر من نيسان/ أبريل الحالي وبلغ تعدادها 320؛ انتقاما من العدوان على قنصليتها في دمشق مطلع نيسان/ أبريل الحالي.

وسائل الإعلام العبرية احتفت بغرفة عمليات مزعومة كشف عنها مسؤول إسرائيلي لموقع "زمان يسرائيل" العبري التابع لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، تضم الأردن ومصر والسعودية وأبو ظبي وقطر وأمريكا وبريطانيا وفرنسا، وشاركت في التصدي للهجوم الإيراني عبر قواعدها ومنظومات الرادر التي تشرف عليها في هذه البلدان.



النصر وغرفة العمليات المزعومة برزت كمدخلات في عملية رسم ملامح الرد الإسرائيلي على العملية الإيرانية التي استندت فيها طهران للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، إذ تعطي الحق للدول في الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لعدوان، وفي الحالة الإيرانية كان تعرض القنصلية الإيرانية في دمشق للعدوان الإسرائيلي مبررا لتفعيلها.

يصعب تفكيك ما حدث في الرابع عشر من نيسان/ أبريل دون النظر إلى تداعياته على الدول العربية، وخصوصا الأردن الذي قدم روايته لما حدث باعتباره دفاع عن سيادته، ورفضه لأن يكون ساحة للمواجهة بين إيران والكيان الإسرائيلي. فالحدث اختُزل إسرائيليا بالمشاركة الأردنية التي احتفت بها الصحافة العبرية والمسؤولون الصهاينة على نحو محرج لعمّان؛ ليقدم للجمهور الإسرائيلي باعتباره نصرا سياسيا وإنجازا عسكريا كبيرا
لم يتوقف النقاش داخل الكيان حول آلية الرد وكيفيته بشكل لا يلحق ضررا بالتحالف المزعوم؛ الذي بدونه لم يكن للكيان أن يتصدى لهذا الكم من الصواريخ والمسيرات، فالدول ذاتها وعلى رأسها الأردن تبدو مطالَبة في حال انتهاك مجالها الجوي من الكيان الإسرائيلي بالتصدي للطائرات والصواريخ الإسرائيلية لوحدها هذه المرة، إذ لن تستجيب أمريكا وبريطانيا وفرنسا لنداءات الأردن للدفاع عن أجوائه في حال كان المعتدي الكيان الإسرائيلي هذه المرة، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ضمنا خلال لقائه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في برلين الثلاثاء الفائت، بإشارته إلى المعايير المزدوجة التي يتعامل فيها الغرب مع القانون الدولي ومفاهيم الحق والعدل.

يصعب تفكيك ما حدث في الرابع عشر من نيسان/ أبريل دون النظر إلى تداعياته على الدول العربية، وخصوصا الأردن الذي قدم روايته لما حدث باعتباره دفاع عن سيادته، ورفضه لأن يكون ساحة للمواجهة بين إيران والكيان الإسرائيلي. فالحدث اختُزل إسرائيليا بالمشاركة الأردنية التي احتفت بها الصحافة العبرية والمسؤولون الصهاينة على نحو محرج لعمّان؛ ليقدم للجمهور الإسرائيلي باعتباره نصرا سياسيا وإنجازا عسكريا كبيرا، وزاد من حرج الموقف الأردني تعرضه لحملة إيرانية وانتقادات محلية وعربية واسعة لا يمكن تجاهلها.

ضغط مضاعف ومتعدد الاتجاهات يحتم على الأردن التصدي لأي محاولة إسرائيلية لاختراق أجوائه في إطار ردها الكيان على إيران، الأمر الذي يجهد الأردن على تأكيده للجمهور الأردني والعربي بالتصريحات وعبر تكثيف الطلعات الجوية لسلاح الجو الأردني، فيما يمكن وصفة بصخب السماء والأرض الذي لا يكاد ينقطع في سماء العاصمة عمّان وفضاءاتها الإعلامية.

ما هي الخيارات الأمثل التي كان على الأردن أن يتبعها؟ وهل كان قرار المشاركة في التصدي للمسيرات الإيرانية القرار الأمثل والحكيم، أم أنها ورطة تتحمل مسؤوليتها أمريكا وبريطانيا ومن خلفهما فرنسا
بعض وسائل الإعلام العبرية تنبهت لهذه الحقيقة، دافعة بعض المحلليين للدعوة لضرورة الحذر من التفاؤل المفرط المتولد عن المشاركة الأردنية، فالتوتر على الجانب الأردني يعقد الحسابات الإسرائيلية ويضيق هامش الحركة والرد الإسرائيلي، خصوصا بعد أن أعلنت أمريكا عدم مشاركتها بأي رد انتقامي إسرائيلي ضد طهران، وهو بمثابة فيتو أمريكي ضمني يمنع "إسرائيل" من استخدم الأجواء الأردنية، فهل يلتزم قادة الكيان؟ أم أن قدر الأردن أن يتورط في هذه المواجهة باعتباره الحلقة الأضعف وتضغط عليه الأطراف كلها وتتحدث بلسانه في لعبة باتت أشبه ما تكون بشد الحبل؟

ختاما.. السؤال الأخير الذي سيبقى مفتوحا لفترة ليست بالوجيزة أردنيا وعربيا: ما هي الخيارات الأمثل التي كان على الأردن أن يتبعها؟ وهل كان قرار المشاركة في التصدي للمسيرات الإيرانية القرار الأمثل والحكيم، أم أنها ورطة تتحمل مسؤوليتها أمريكا وبريطانيا ومن خلفهما فرنسا التي أكد رئيسها في بث إذاعي (بودكاست) عبر راديو "RMC" الفرنسي أن الأردن هو من طلب من فرنسا التصدي للمسيرات الإيرانية؟ وزاد إيمانويل ماكرون الأمر سوءا بقوله: إن ذلك جاء لحماية إسرائيل"، وبذلك يكون ماكرون قد انضم للعبة شد الحبل على الجانب الإسرائيلي لا الأردني.

twitter.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية الإيراني إيران الاردن إسرائيل هجمات الدفاع الجوي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الإسرائیلی أمریکا وبریطانیا ما حدث

إقرأ أيضاً:

وزير المالية الإسرائيلي: يجب احتلال غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة

أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أنه يجب احتلال قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة وسنعد خطة مع نتنياهو لتشجيع هجرة السكان، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

نقيب الأشراف يعلن رفضه واستنكاره لمحاولات تهجير سكان غزة هيئة فلسطينية: نواجه تحديًا كبيرًا في شمال غزة بعد تضرر المنازل

وفي إطار آخر، الت وزارة الخارجية الألمانية اليوم الاثنين، إنه من الضروري بقاء السكان الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك تعقيبًا على تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب شأن القطاع.

 

في وقت سابق، دعا ترامب إلى أن تستقبل كل من الأردن ومصر مزيداً من الفلسطينيين، وهو ما أثار ردود فعل واسعة من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية.

 

في أعقاب التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي اقترح فيها إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، علقت الصحف والسياسيون الإيطاليون على هذه الخطة، واصفين إياها بأنها "مثيرة للجدل" وقد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة.  

وكان ترامب قد صرح خلال مؤتمر صحفي على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" يوم السبت 25 يناير 2025، قائلًا: "نحن نتحدث عن مليون ونصف المليون شخص، ونحن بحاجة إلى تنظيف المنطقة وإعادة بنائها". وأضاف أن هذه الخطوة يمكن أن تكون "مؤقتة أو دائمة"، مشيرًا إلى أن الأردن ومصر يمكن أن تلعبا دورًا رئيسيًا في استضافة الفلسطينيين.  

ردود الفعل الإيطالية:
غطت الصحف الإيطالية، مثل "يورونيوز" و"أنسا"، هذه التصريحات بشكل واسع، حيث أشارت إلى أن خطة ترامب تهدف إلى "تنظيف غزة" من خلال نقل سكانها إلى دول عربية مجاورة. ونقلت الصحف عن ترامب قوله إن غزة "أصبحت موقعًا للدمار"، مؤكدة أن هذه الخطة قد تثير موجة جديدة من الجدل في المنطقة والعالم.  

كما علق بعض السياسيين الإيطاليين على الخطة، معربين عن قلقهم من تداعياتها على استقرار المنطقة. وأكدوا أن أي حل لأزمة غزة يجب أن يحترم حقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، وأن يتم عبر مفاوضات سلام تضمن حقوق جميع الأطراف.  

خلفية الأزمة:
تأتي تصريحات ترامب في ظل هدنة هشة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي توقفت خلالها العمليات العسكرية بعد أسابيع من القتال العنيف الذي خلف دمارًا هائلًا في غزة. وأكد ترامب أنه قام بإلغاء حظر إرسال القنابل الكبيرة إلى إسرائيل، والتي كانت قد أوقفتها إدارة بايدن السابقة في محاولة للحد من الخسائر المدنية.  

مقالات مشابهة

  • عاجل. الشرطة السويدية: مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا الذي أحرق القرآن بالرصاص
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • رداً على ترامب..العاهل الأردني: لابد من تثبيت الفلسطينيين على أرضهم
  • 16 طائرة مساعدات جديدة تقلع إلى غزة ضمن الجسر الجوي الأردني
  • النواب الأردني: صلابة موقف مصر والأردن وصمود شعب فلسطين سيفشل مٌخططات التهجير
  • البرلمان الأردني يتعهد باتخاذ خطوات لتعزيز موقف المملكة الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • اتصال هاتفي بين العاهل الأردني ووزير الخارجية الأميركي
  • الأمير ويليام يلتقي ولي العهد الأردني الحسين بن عبدالله الثاني والأخير يصفه بـ صديقي العزيز
  • نائب أركان الجيش الأردني السابق: عَمان لديها ثوابت تجاه القضية الفلسطينية
  • وزير المالية الإسرائيلي: يجب احتلال غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة