دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لم يكن ترك الولايات المتحدة والانتقال للعيش بالقرب من جبال البيرينيه الفرنسية جزءًا من خطة حياة الفنانة الأمريكية الستينية، تايلور بارنز.

ولكن مع ارتفاع تكاليف المعيشة في الولايات المتحدة، وكفاحها للعثور على مساحة ميسورة التكلفة حيث يمكنها دعم فنانين آخرين، بدأت بارنز، وهي من مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، تفكر في حياة جديدة خارج البلاد.

وفي عام 2021، انتقلت بارنز، وهي مطلقة، وأم لابنة واحدة، إلى قرية "سايساك" التي تعود للقرون الوسطى في منطقة أودي بفرنسا.

"ملهمة بصريًا" في عام 2021، انتقلت الفنانة تايلور بارنز إلى قرية فرنسية تعود إلى القرون الوسطى. Credit: Taylor Barnes

وقالت بارنز لـCNN: "إلى جانب أشياء أخرى، فكرت في المكان الذي أود أن أعيش فيه الربع الأخير من حياتي"، ومن ثم أضافت: "شعرت أنّ القرية كانت ملهمة بصريًا، إذ تُحيط بها غابات من أشجار البلوط، والصنوبر، والعديد من أنواع الطيور البرية التي لا أستطيع حصرها، بالإضافة إلى نهرين يجريان عبر الوديان على جانبي القلعة".

شعرت الفنانة أنّ القرية مُلهِمة من الناحية البصرية. Credit: Taylor Barnes

ونادرًا ما يكون الانتقال إلى بلد آخر أمرًا بسيطًا، ولكن شعرت بارنز أن هذه البقعة النائية في جنوب فرنسا ستشكل مكانًا مثاليًا لتنظيم برامج الإقامة الفنية، ما يوفر للفنانين مكانًا للازدهار والشعور بالإلهام.

وأوضحت الفنانة: "في الولايات المتحدة، العقارات وتكاليف المعيشة جعلت إمكانية وجود برنامج ميسور التكلفة أمرًا مستحيلًا بشكلٍ متسارع".

في عام 2019، اشترت بارنز مطعمًا مهجورًا وحوّلته إلى مكان لاستضافة برامج الإقامة الفنية. Credit: Taylor Barnes

وبُنيت قرية "سايساك"على نتوء من صخر الجرانيت، حيث يوفر المكان مناظر خلابة لجبال البيرينيه التي تقسم بين فرنسا وإسبانيا، والوادي الموجود بالأسفل.

وتربط قلعة قديمة من العصور الوسطى القرية بالجبل، بشكلٍ يجعلها تبدو وكأنّها خرجت من قصة خيالية

ملاذ دافئ أُعيد ترميم المبنى بطريقة توفر أقصى قدر من الخصوصية للضيوف. Credit: Taylor Barnes

في عام 2019، اشترت بارنز مطعمًا مهجورًا وحوّلته إلى مكان لاستضافة برامج الإقامة الفنية يُدعى "3.1 Art Sassaic"، حيث يمكن للفنانين المكوث ومشاركة الأفكار.

وأُعيد ترميم المبنى، الذي يعود تاريخه إلى القرن العشرين، بطريقة توفر أقصى قدر من الخصوصية للضيوف، مع وجود مساحة لإقامة حفلات العشاء والمناسبات الحميمة.

ويمكن للفنانين الزائرين استخدام استوديو كبير مطل على مضيق نهر "فيرناسون"، وتُحيط به أشجار البلوط البرية، والطيور.

وكان على الفنانة الالتزام بالقواعد الصارمة التي فرضتها سلطات التراث الفني الفرنسية أثناء عملية التجديد. ولحسن الحظ، ساعدها مهندس مختص بالترميم في اجتياز الإجراءات.

وتحتوي منطقة المعيشة الرئيسية على مدفأة كبيرة مفتوحة، ومساحة لتناول الطعام، مع مكتبة للتجمعات الشتوية.

وفي الماضي، كانت القرية وجهة شهيرة للرسامين الانطباعيين.

نمط حياة بطيئة هناك مساحات مخصصة لاستضافة المناسبات الثقافية أيضًا. Credit: Taylor Barnes

شهدت الفعاليات الثقافية التي استضافتها بارنز حضور عدد لا بأس منه من السكان المحليين، والمغتربين، وخاصةً أشخاص من إنجلترا، وأيرلندا، وهولندا.

ومنذ انتقالها إلى سايساك، أشارت بارنز إلى أنّها تبنَّت وبسعادة أسلوب حياة أبطأ.

وشرحت: "شَهِدَت طريقتي في إدارة وقتي تحولاً لصالح الوتيرة المريحة التي يُنظر إليها كيوم فرنسي نموذجي، وينطوي ذلك على وجبات غداء مدتها ساعتين، والعمل لـ5 أيام في الأسبوع، وتقديس العطلات على مدار العام، وعطلات نهاية الأسبوع".

يتمتع الفنانون باستوديو ضخم مطل على الطبيعة الخلابة. Credit: Taylor Barnes

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: فی عام

إقرأ أيضاً:

التحديات الإيرانية في المفاوضات النووية مع أمريكا

 

 

أمينة سليماني **

عاد في الآونة الأخيرة، موضوع المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة إلى الواجهة من جديد؛ حيث تتنوع الآراء بشأنه داخل إيران. بدايةً، نجد أنَّ تصريحات قائد الثورة الإسلامية، آية الله خامنئي، قد حددت موقفًا حازمًا من هذه المفاوضات. فأكّد أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يحل أي مشكلة لإيران؛ بل هو جزء من مخطط لخداع الرأي العام وعزل إيران على الصعيد الدولي.

في هذا السياق، يرى خامنئي أن الأمريكيين يسعون منذ انتصار الثورة الإسلامية إلى تدميرها، وبالتالي فإنَّ التفاوض تحت هذه الظروف يعني قبول سياسة الهيمنة والقوة.

من جانبه، شدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة ليست أمرًا جديدًا، إذ قد جرت عدة مرات في التاريخ بين دول كانت ترفض التحدث بشكل مباشر مع بعضها البعض. وفي هذا الصدد، قال عراقجي: "إذا كانت هناك إرادة للتفاوض، يُمكن إجراء مفاوضات غير مباشرة دون مشكلة كبيرة".

ولكن، لا تقتصر الآراء حول المفاوضات على المسؤولين الرسميين فقط. فقد عبّر محسني ايجه اي رئيس السلطة القضائية في إيران عن استيائه من فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الوعود الأمريكية كاذبة ومزيفة، وأن التفاوض مع أمريكا يتناقض مع العقل السليم. وأكد على أنَّ أمريكا ليست شريكًا موثوقًا في المفاوضات، وأن الحديث مع حكومة متغطرسة لا يُمكن أن يكون مفيدًا.

وفي المقابل، توجد آراء أخرى أكثر تفاؤلًا، مثل تلك التي عبر عنها الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني؛ ففي تصريحاته الأخيرة، أكد روحاني أن قائد الثورة الإسلامية لا يعارض المفاوضات من حيث المبدأ؛ بل هو معارض للمفاوضات في الظروف الحالية التي يتم فيها فرض شروط غير متساوية. من وجهة نظره، يمكن لإيران أن تفتح أبواب المفاوضات في حال كانت الظروف ملائمة، ولكن بشرط أن تكون تلك المفاوضات قائمة على الاحترام المتبادل وعدم فرض الشروط المسبقة.

في هذا السياق، يرى بعض المراقبين السياسيين أن المفاوضات مع الولايات المتحدة في هذه اللحظة قد تؤدي إلى نتائج سلبية، لا سيما إذا كانت تقتصر على تبادل التصريحات دون أن تتمكن من تحقيق أي تغيير جوهري. وفي تحليل مثير، يعتقد أحد المصادر الأمنية البارزة في إيران أن المفاوضات مع أمريكا، في حال استمرت على نفس المنوال، قد تفضي إلى تكرار الأخطاء التاريخية التي ارتكبها قادة مثل معمر القذافي وصدام حسين، اللذين كانت محاولاتهما للمصالحة مع الغرب سببًا في نهايتهما المأساوية. هذه التجارب، كما يراها بعض المحللين، تبرز خطورة الانسياق وراء الوعود الأمريكية، التي قد تؤدي إلى تقويض القوة الإقليمية الإيرانية.

ويضيف المصدر أن إيران ستظل حذرة في تعاطيها مع أي مفاوضات قد تشمل الولايات المتحدة، خاصة وأن بعض المحللين الأمريكيين والإقليميين يرون أن الوضع الحالي، بعد استشهاد حسن نصرالله وعدد من قادة المقاومة في المنطقة، هو وقت مُناسب لتوجيه ضغوط أكبر على إيران بهدف إضعافها واستسلامها.

ومع ذلك، يرى البعض أن المفاوضات مع الولايات المتحدة قد تكون خطوة ضرورية إذا كانت الشروط متساوية وإذا كانت إيران قادرة على حماية مصالحها الاستراتيجية، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها. في هذا الصدد، يرى هؤلاء أن سياسة "تقليل التكاليف" التي تحدث عنها عباس عراقجي قد تكون بمثابة فرصة لتقليص التوترات، ولكن بشرط أن تكون المفاوضات غير مرتبطة بشروط مُسبقة تضر بسيادة إيران ومواقفها السياسية.

يبدو أن المفاوضات مع الولايات المتحدة ستكون مسألة معقدة للغاية بالنسبة لإيران، خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحالية. ولكن من الواضح أن القيادة الإيرانية تظل ثابتة على موقفها الرافض لأي نوع من المساومة على مبادئها، وعلى ضرورة الحفاظ على المقاومة كجزء من استراتيجية الأمن القومي الإيراني.

** باحثة إيرانية، يُنشر بالتعاون مع مركز الدراسات الآسيوية والصينية في لبنان

مقالات مشابهة

  • رمضان فرصة للعيش إلى جانب بعض
  • صحيفة فرنسية: غزة على حافة الهاوية بعد استئناف الحرب
  • كاريكاتير.. برعاية أمريكا ..كيان الاحتلال الإسرائيلي يفجر الأمم المتحدة وقوانينها
  • فنانة لبنانية شهير ضحية برنامج رامز إيلون مصر.. اليوم
  • ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟
  • الولايات المتحدة: الطبيبة التي تم ترحيلها إلى لبنان لديها صور للتعاطف مع حزب الله
  • التحديات الإيرانية في المفاوضات النووية مع أمريكا
  • مسافر يوثق ومضات البرق والأعاصير التي ضربت أمريكا‬⁩ من نافذة الطائرة .. فيديو
  • قرية الغجر: كيف أشعل خط على الخريطة نيران الصراع في الشرق الأوسط؟
  • مقامرة ترامب التي ستضع الدولار في خطر