هل ينهي الهجوم المنسوب لإسرائيل على إيران المواجهة المباشرة بينهم؟
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
السومرية نيوز – دوليات
امتنعت إسرائيل عن التعليق رسميا على الهجوم المنسوب إليها في إيران، فجر الجمعة، رغم تأكيد وسائل إعلام أميركية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أن تل أبيب ردت عبر هذه الضربة على الهجوم الإيراني غير المسبوق قبل أيام. ورأى محللون ومسؤولون إسرائيليون سابقون أن الهجوم كان بمثابة رسالة إلى طهران تفيد بقدرة تل أبيب على مهاجمة إيران داخل أراضيها.
كما لم يستبعدوا إمكانية أن يكون الرد المحدود محاولة لطي الحادث، مع سعي الحكومة الإسرائيلية لإعطاء الأولوية لإبقاء الحرب في غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع.
وإذا ما صح الهجوم الإسرائيلي فإنه يأتي قبل أيام من حلول عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ الاثنين ويستمر أسبوعا.
وفي 13 أبريل/نيسان الجاري، أطلقت طهران نحو 350 صاروخا ومُسيرة وصلت إسرائيل فجر الأحد، في أول هجوم تشنه إيران من أراضيها على إسرائيل، ردا على هجوم صاروخي استهدف القسم القنصلي بسفارتها لدى دمشق مطلع الشهر نفسه.
وصرحت تل أبيب حينها بعزمها الرد على الضربات الجوية التي نفذتها إيران، مما تسبب في تصعيد التوتر بالمنطقة.
لا جولة جديدة
وفي هذا السياق، اعتبر المحلل العسكري في موقع "واي نت" الإخباري رون بن يشاي أنه أيا كان من نفذ الهجوم في إيران فقد فعل ذلك على موقع أو مواقع عسكرية تابعة لسلاح الجو في الحرس الثوري، وكان ينوي السماح للنظام في طهران باحتواء الحادث، دون الحاجة لجولة أخرى من تبادل الضربات مع إسرائيل.
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيال حولتا: مما لا شك فيه أن شيئا ما حدث في الساعات القليلة الماضية.
وأضاف لإذاعة الجيش الإسرائيلي: إيران لا تريد الاعتراف، إما أنه لم يحدث شيء كبير بالفعل أو أنها تريد تقليصه لأنها لا تريد الرد وتخشى أن يتم إلقاء اللوم عليها.
وتابع: من المهم لإيران أن تفهم أنه عندما تعمل ضدنا، لدينا القدرة على ضرب أي نقطة ويمكننا أن نحدث أضرارا جسيمة، لدينا قوة جوية ذات قدرات والولايات المتحدة تقف إلى جانبنا.
من جهته، قال المراسل والمعلق العسكري في موقع والا الإخباري أمير بوحبوط: بحسب المنشورات الأجنبية، هاجمت إسرائيل قاعدة عسكرية في أصفهان. وهذا حدث درامي. لو لم نكن في وضع حيث تقاتل إسرائيل على عدة جبهات، أعتقد أن السلوك تجاه إيران سيكون مختلفا.
وأضاف لإذاعة "103 إف إم": لقد قررت الحكومة أن قمة أولوياتها هي في قطاع غزة، وهناك 133 سبباً لكونها الساحة الرئيسية. وحاولت عملية الليلة إعادة المواجهة المباشرة التي سعى الإيرانيون لإخراجها إلى الظل.
خيارات إيران
قال آفي ماير، رئيس التحرير السابق لصحيفة جيروزاليم بوست، في منشور على منصة إكس: يبدو أن الرد الإسرائيلي اقتصر على عدد قليل من الأهداف العسكرية في عمق إيران.
وأضاف أن رسالة إسرائيل واضحة: إننا نرد بطريقة محسوبة، ولكن لا تخطئوا فنحن نستطيع أن نضربكم، وبشدة، ونستطيع أن نضربكم في أي مكان. لا تختبرونا مرة أخرى.
ورأى ماير أنه أمام النظام الإيراني عدة خيارات، فيمكنه أن يثرثر ولكنه يترك الرد الإسرائيلي يمر دون رد عسكري، مدركا أنه كان رداً مستهدفاً ومدروساً على العمل العدواني غير المسبوق الذي قامت به إيران تجاه إسرائيل السبت، وهذا من شأنه أن يؤدي لوقف التصعيد وسيكون الخيار الحكيم والأفضل للمنطقة.
وقال: بدلاً من ذلك، يمكنها (إيران) إرسال موجة ثانية، وربما أكبر، من الطائرات المسيرة والصواريخ نحو إسرائيل، مما يستدعي رداً إسرائيلياً مماثلاً نوعياً لما حدث اليوم حسبما أفادت التقارير، إن خطوة واحدة خاطئة أو سيئة التقدير ومثل هذا التبادل يمكن أن يتحول بسهولة إلى مواجهة أوسع.
وأضاف: أخيرا، يمكنها (إيران) تعبئة قواتها العسكرية، وتفعيل جيوشها الوكيلة بشكل كامل، وأبرزها حزب الله، الذي يمتلك ترسانة تبلغ 150 ألف صاروخ، وشن هجوم كامل على إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى حرب شاملة، وربما تشمل جهات فاعلة أخرى.
واعتبر ماير أن هذا الخيار الأخير ربما هو الأقل احتمالا، وسيكون، إلى حد بعيد، الأكثر تدميرا لكلا الطرفين والمنطقة.
وأكمل: يمكن لإيران أن توجه إلى إسرائيل ضربة قوية، لكن من المؤكد تقريباً أنها ستهزم في أي سيناريو معقول.
وزاد ماير: ما سيحدث بعد ذلك يعتمد كليًا على مسار العمل الذي يقرر النظام الإيراني اتباعه.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
وسام العباسي زعيم خلية سلوان الذي حاكمته إسرائيل بـ26 مؤبدا
وسام العباسي أسير مقدسي انضم عام 2001 إبان انتفاضة الأقصى إلى خلية سلوان التابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تحت قيادة وائل قاسم أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية في القدس أثناء الانتفاضة.
شارك في تنفيذ عمليات فدائية وتفجيرات عدة ألحقت أضرارا بشرية ومادية كبيرة بإسرائيل، اعتقل عام 2002 وحكمت عليه المحكمة المركزية في القدس بالسجن 26 مؤبدا و40 عاما، وهدمت سلطات الاحتلال بيته بعد 5 أشهر من اعتقاله، ثم سحبت منه الإقامة وبطاقة هويته المقدسية.
الولادة والنشأةوُلد وسام سعيد موسى العباسي في 24 مارس/آذار 1977 في بلدة سلوان بالقدس.
توفي والده وعمره لم يتجاوز 13 سنة، مما اضطره إلى مغادرة مقاعد الدراسة للمساهمة في إعالة عائلته المكونة من 6 أفراد.
كان عمره 15 عاما عندما اعتقل لأول مرة، وسجن 5 أشهر بتهمة التخطيط لإلقاء قنبلة.
تزوج عام 2001 ورزق بابنته الوحيدة إيمان، وكان يعمل في مصنع "شيروت" للزجاج بمنطقة "ريشون ليتسيون" في تل أبيب.
المسار الدراسي
تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة دار الأيتام، ثم انتقل بعدها إلى مدرسة راس العامود، ترك الدراسة في المرحلة الثانوية للعمل من أجل مساعدة عائلته.
تقدم بطلب استكمال دراسته في السجن، فدرس التوجيهي ثم التحق بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية والمهنية في غزة وحصل منها على دبلوم في الفقه، ثم اتجه لدراسة التاريخ في الجامعة نفسها.
التجربة النضاليةانضم إلى خلية سلوان القسامية عام 2001، ولم يتردد عندما عرض عليه وائل قسام أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية في القدس أثناء انتفاضة الأقصى الانضمام إلى مجموعة عسكرية بهدف تنفيذ عمليات داخل إسرائيل ووافق فورا.
إعلانأوكلت له مهمة اختيار أماكن تنفيذ العمليات والاستطلاع والاستكشاف، نظرا لمعرفته بالداخل المحتل بحكم سنوات عمله في أحد مصانع الزجاج بتل أبيب.
الأسير المقدسي وسام العباسي مع والدته (مواقع التواصل الاجتماعي)
كانت أول عملية شارك فيها هي تفجير "مقهى مومنت" في تل أبيب، والذي لم يكن يفصله سوى 75 مترا عن بيت رئيس وزراء إسرائيل حينها أرييل شارون.
كان دور وسام هو استكشاف مكان العملية والطريق المؤدي إليه، قبل أن يفجر الاستشهادي فؤاد الحواري نفسه داخل المقهى في 9 مارس/آذار 2002، مما أدى إلى مقتل 11 إسرائيليا وإصابة 65 آخرين.
بعدها اقترح وسام على مسؤول الخلية وائل قاسم تنفيذ عملية في أحد نوادي منطقة "ريشون ليتسيون" حيث كان يعمل، وشرع في رصد النادي واستطلاع محيطه برفقة الأسير علاء الدين العباسي، واستمر ذلك أياما عدة.
وفي 7 مايو/أيار 2002 نقل وسام منفذ العملية الاستشهادية محمد جميل معمر بسيارته إلى النادي وهناك فجّر نفسه، وأسفرت العملية عن مقتل 17 إسرائيليا وإصابة 60 آخرين.
بعد ذلك فكرت الخلية في تنفيذ عمليات تعتمد على التفجير عن بعد عوض التدخل البشري المباشر، وكان وائل قاسم قد طور في تلك الفترة تكنولوجيا للتفجير عن بعد بالهاتف المحمول.
نفذت المجموعة أول عملية بالمرحلة الجديدة في مايو/أيار 2002 عندما استهدفت صهاريج الوقود الإسرائيلية بالعبوات الناسفة وفجرتها عن بعد بهاتف محمول، وكان وسام العباسي ورفيقه محمد عودة مسؤولين عن تتبع هذه الصهاريج.
انتقلت الخلية بعدها إلى التخطيط لتفجير القطارات وسكة الحديد الإسرائيلية، وكان وسام يذهب مع أحد رفاقه إلى موقع السكة للاستطلاع وفحص مكان زرع العبوة، ثم يعطي الإشارة لتفجيرها عن بعد عند اقتراب القطار من مكان زرع العبوة.
وهكذا فجرت الخلية سكة الحديد في مدينة اللد في يونيو/حزيران 2002، وأسفرت العملية عن جرح 4 إسرائيليين وتخريب السكة والقطار، كما نفذت عملية مماثلة في منطقة "كفار غبيرون" الواقعة شمال بلدة "يبنا" جنوب الرملة في يوليو/تموز من العام نفسه.
إعلان الاعتقال والتبادلاعتقل وسام العباسي عند حاجز عسكري في بلدة بيت أكسا فيما كان في طريق عودته إلى منزله بالقدس في 18 أغسطس/آب 2002، وفي اليوم نفسه اعتقل أعضاء خليته وائل قاسم وعلاء الدين العباسي، وبعدها بيومين اعتقل محمد عودة، وتعرضوا أثناء التحقيق معهم في مركز المسكوبية لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.
وُجهت إلى وسام العباسي تهمة الضلوع في أعمال المقاومة بمدينة القدس المحتلة، والمشاركة في تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة، وبعد 5 أشهر من اعتقاله هدمت السلطات الإسرائيلية منزله في بلدة سلوان.
أصدرت المحكمة المركزية في القدس حكما في حقه بالسجن 26 مؤبدا و40 عاما، كما أصدرت سلطات الاحتلال في القدس قرارا بسحب إقامته وبطاقة هويته المقدسية.
تعرّض في السجن لوعكة صحية فماطلت سلطات الاحتلال في علاجه، قبل أن تنقله إلى مستشفى الرملة وتسمح له بإجراء عملية جراحية في عينه.
رفض الاحتلال الإسرائيلي إدراج اسمه وأسماء أفراد خليته في قائمة التبادل بصفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 حين بادل الجندي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرا فلسطينيا.
وبعد اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل بداية 2025 تم الإفراج عن وسام العباسي وأُبعد إلى خارج فلسطين.