منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر تفشي (H5N1) بين البشر
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
عواصم - الوكالات
أعربت منظمة الصحة العالمية عن "قلقها البالغ" إزاء انتشار إنفلونزا الطيور (H5N1)، المرض الناتج عن النوع "أ" من فيروسات الإنفلونزا، بين البشر بعد تفشي المرض مرة أخرى بين الحيوانات.
وبدأ تفشي إنفلونزا الطيور الحالي في عام 2020، وأدى إلى نفوق عشرات الملايين من الدواجن، كما أصيبت الطيور البرية وكذلك الثدييات البرية والبحرية.
وحقق الفيروس قفزة مثيرة للقلق إلى أنواع حية جديدة، مثل الأبقار والقطط والفقمات خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو تطور مفاجئ للخبراء لأنه لم يكن من المتوقع أن هذه الحيوانات عرضة لهذا النوع من الإنفلونزا. والآن يتم تسجيل انتقال الفيروس إلى البشر، ما يزيد من احتمالية أن يصبح أكثر قابلية للانتشار.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال حدوث "معدلات وفيات مرتفعة بشكل غير عادي" إذا خرج المرض عن السيطرة.
وقال جيريمي فارار، كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية، للصحفيين في جنيف، يوم الخميس 18 أبريل: "سلالة الإنفلونزا أ (H5N1) أصبحت جائحة حيوانية عالمية. والقلق الأكبر بالطبع هو أنه عند إصابة البط والدجاج ومن ثم الثدييات بشكل متزايد، يتطور هذا الفيروس الآن ويطور القدرة على إصابة البشر ومن ثم القدرة على الانتقال من إنسان إلى آخر".
وفي حين لا يوجد حتى الآن أي دليل على أن عدوى فيروس الإنفلونزا أ (H5N1) تنتقل من إنسان إلى آخر، حذر العلماء من أنه سيكون أكثر فتكا من "كوفيد-19".
وأشار فارار إلى أنه في مئات الحالات التي أصيب فيها البشر بالعدوى عن طريق الاتصال بالحيوانات، فإن "معدل الوفيات مرتفع بشكل غير عادي".
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سجلت منذ بداية عام 2023 وحتى الأول من أبريل هذا العام 463 حالة وفاة من بين 889 حالة إصابة بشرية في 23 دولة، ما رفع معدل الوفيات إلى 52%.
وفي تطور مثير للقلق، قالت السلطات الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر إن شخصا في تكساس يتعافى من إنفلونزا الطيور بعد تعرضه لألبان الماشية.
وهذه هي الحالة الثانية فقط التي تظهر فيها نتيجة اختبار بشرية إيجابية لإنفلونزا الطيور في البلاد، وجاءت بعد أن أصاب الفيروس قطعانا تعرضت على ما يبدو لطيور برية في تكساس وكانساس وولايات أخرى.
وأضافت منظمة الصحة العالمية أنه يبدو أيضا أن هذه هي أول إصابة بشرية بسلالة فيروس الأنفلونزا أ (H5N1) من خلال الاتصال بحيوان ثديي مصاب.
وقال فارار: "عندما تنضم إلى مجموعة الثدييات، فإنك تقترب من البشر". محذرا من أن "هذا الفيروس يبحث فقط عن مضيفين جدد. إنه مصدر قلق حقيقي".
ودعا فارار إلى تعزيز المراقبة، مشددا على أنه "من المهم للغاية فهم عدد الإصابات البشرية التي تحدث، لأن هذا هو المكان الذي سيحدث فيه التكيف مع الفيروس".
وأكد أن الجهود جارية لتطوير اللقاحات والعلاجات لفيروس H5N1، وشدد على الحاجة إلى ضمان أن تتمتع السلطات الصحية الإقليمية والوطنية في جميع أنحاء العالم بالقدرة على تشخيص الفيروس.
موضحا أن ذلك يتم حتى "إذا وصل فيروس H5N1 إلى البشر وانتقل من إنسان إلى آخر"، فإن العالم سيكون "في وضع يسمح له بالاستجابة الفورية". وحث على الوصول العادل إلى اللقاحات والعلاجات ووسائل التشخيص.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة
إقرأ أيضاً:
انطلاق أعمال القمة العالمية للابتكار بمجال الصحة ويش في الدوحة
بعنوان رئيسي "إضفاء الطابع الإنساني على الصحة"، انطلقت النسخة السابعة من القمة العالمية للابتكار في مجال الصحة "ويش" في العاصمة القطرية الدوحة اليوم وسط مشاركة عدد من المنظمات والخبراء الدوليين في مجال التكنولوجيا الطبية.
ويركز مؤتمر ويش الذي شهدت جلسته الافتتاحية الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، على المساواة والمرونة في مجال الصحة، ويتضمن ذلك مسارات متعددة أهمها الابتكار والتغيير على مستوى النظام، والمشاركة التي يقودها المجتمع، وصحة الفئات الضعيفة والأقليات، والسكان وحماية الصحة في النزاعات المسلحة.
وتمثل النسخة السابعة من هذا المؤتمر العالمي لقاء حيويا يجمع قادة وخبراء ملتزمين بتحسين نتائج الصحة على الصعيد العالمي، ويشارك في القمة أكثر من 200 خبير في مجال الصحة، لمناقشة أفكار وممارسات قائمة على الأدلة في الابتكار الصحي لمعالجة أكثر التحديات الصحية إلحاحا في العالم.
جانب من المشاركين في الجلسة الافتتاحية لقمة ويش (الجزيرة) المدن الصحية
وفي الجلسة الافتتاحية للقمة قال الرئيس التنفيذي لقمة "ويش" البروفيسور اللورد دارزي إن النظام الصحي في دولة قطر حقق نجاحات متعددة، متوقعا أن تستمر الابتكارات ويتواصل التحسن والتقدم والنجاح على المستوى العالمي في مجال الصحة.
وأوضح اللورد دارزي أن الأنظمة الصحية في العالم المتقدم بإمكانها أن تتعلم الكثير من قطر، خاصة بعد أن وسعت شبكة المنشآت الصحية بها وطبقت منظومة المدن الصحية في جميع أنحاء البلاد وعملت على التحسين والاحتفاظ بسجلات المرضى.
وأشار إلى أن ما يشهده العالم من مآسٍ خاصة الحرب في غزة ولبنان، والنزاعات في السودان وفي المنطقة بأكملها؛ يفاقم المعاناة التي يتكبدها السكان ويؤدي إلى كوارث صحية لا يمكن تخيلها.
وشدد على أنه لا يمكن تبرير استهداف الكوادر الطبية، أو حتى البنى التحتية الصحية، بل يجب التنديد بها، معبرا في الوقت ذاته عن امتنانه لكل الطواقم الصحية، وكل الموظفين في مجال الرعاية الصحية الذين كرسوا حياتهم لتقديم الرعاية الصحية، خلال هذه الأزمات.
وأضاف الرئيس التنفيذي لقمة ويش أن القمة تركز خلال هذا العام، على تعزيز العلاقات ما بين الكوادر الصحية والمرضى، وتحسين صحة المرأة من خلال التركيز على الوقاية من السرطان، ومكافحة السل في صفوف اللاجئين والمهاجرين، وبالإضافة إلى ذلك، تحسين تقديم الرعاية الصحية للمسنين.
وأوضح المتحدث ذاته أن حماية التقدم المحرز في المجال الصحي على مدى القرن الماضي، وحماية مستقبل الصحة العامة، تتطلبان إعطاء الأولوية للتمويل، وزيادة الوعي، وضمان الوصول العادل، والدعوة إلى الاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية.
ودعا إلى ضرورة تطوير السياسات وتعزيز التواصل، واستخدام كل القدرات الممكنة لتحسين الخدمات الصحية وتشجيع الابتكارات لبناء عالم أفضل وأكثر صحة.
القمة تدعو إلى توفير الحماية للعاملين في المجال الصحي (الجزيرة) استهداف المسعفينمن جانبه تحدث رئيس منظمة أطباء بلا حدود الدكتور كريستوس كريستو عن التحديات التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي في مناطق النزاع، مشيرا إلى وفاة 8 من موظفي المنظمة وأكثر من ألف مقدم رعاية صحية خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضاف أن أقل من نصف المستشفيات في غزة تعمل جزئيا في ظل غياب شبه تام لأدوات التخدير والحقن والأدوية والمضادات ومختلف الأدوات الإسعافية بما يؤكد أنه لا مكان آمنا في القطاع وأن الجميع مستهدف.
وأعرب عن قلقه من تعمد استهداف الطواقم الطبية وفقدان أعداد كبيرة منهم أثناء القصف وهي ظاهرة أصبحت "مؤخرا" قاعدة جديدة يجب العمل على إنهائها بحماية هؤلاء الموظفين من خلال تفعيل القوانين الدولية والإنسانية وقواعد الاشتباك، داعيا إلى تضامن الجميع لتحقيق هذا الهدف خاصة أن استهداف مقدمي الرعاية الصحية يؤثر بشكل كبير على حياة الناس.
ولفت كريستوس كريستو إلى أن المنظمة تضم أكثر من 16 ألف موظف صحي يحتاجون إلى ضمان تأمينهم وتسهيل وصولهم إلى المصابين من قبل جميع الأطراف خاصة أنهم يوفرون العلاج للجميع من دون تمييز، منبها إلى أن ما يحدث في قطاع غزة يفوق الخيال فالمستلزمات الأساسية معدومة والوضع يتفاقم يوما بعد الآخر وهناك أهوال حدثت وتحدث.
وأشار رئيس منظمة أطباء بلا حدود إلى أنه رغم سوداوية الوضع في قطاع غزة، "إلا أنه يجب التحلي بالأمل ومواصلة رفع أصوات المستضعفين ونقل شهادات المصابين واحترام المبادئ الإنسانية والعمل باستقلالية وتقديم الخدمات بلا تمييز".
ووجه رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أنه في ظل التحديات الآنية والمستقبلية يجب علينا الدفاع عن الأطر والقوانين والتمسك بالمبادئ والقيم الإنسانية والعمل الجماعي والحفاظ على التماسك والشراكات لتقديم المساعدات المطلوبة.
كان هذا العام دامياً على القطاع الصحي الذي يتعرّض للاستهداف في مناطق الحروب والنزاعات أكثر من أي وقت مضى، ويأتي انعقاد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” لتسليط الضوء على أثر هذا الاستهداف على القطاع الصحي والعاملين فيه وكيفية الحدّ من تداعياته.
This year has… pic.twitter.com/FHhrQditJ4
— موزا بنت ناصر Moza bint Nasser (@mozabintnasser) November 13, 2024
نقاش وتنوعوبدأت أولى النقاشات الرئيسة لليوم بتقرير مشترك بين ويش ومنظمة الصحة العالمية لعام 2024 بعنوان "في مرمى النار: استهداف الأنظمة الصحية في النزاعات المسلحة"، حيث ترأس الجلسة مدير الطوارئ الإقليمي للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية ريتشارد برينان، وشارك فيها رئيس جمعية الهلال الأحمر القطري يوسف الخاطر، ومنسق الأمم المتحدة الأول للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ.
وتبع هذه الجلسة نقاش مهم حول مقاومة المضادات الحيوية، استنادا إلى تقرير "مواجهة مقاومة المضادات الحيوية: كيفية الحفاظ على فاعلية المضادات الحيوية للقرن القادم"، حيث ترأست الجلسة المبعوثة الخاصة لمقاومة المضادات الحيوية في المملكة المتحدة، البروفيسورة دام سالي ديفيز، وشاركتها الجلسة سفيرة الصحة العالمية من السويد الدكتورة كارين تيغمارك ويسيل والمدير الإقليمي للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية الدكتورة حنان بلخي.
واختتمت نقاشات اليوم بتقرير "الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات الرعاية الصحية في الخليج: منظور إسلامي حول المسؤولية الطبية"، الذي تطرق إلى أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية. وترأس الجلسة أستاذ الإسلام والأخلاقيات البيولوجية في مركز التشريع الإسلامي والأخلاق بجامعة حمد بن خليفة الدكتور محمد غالي، وشارك فيها عدد من الخبراء.
الرئيس التنفيذي لـ"ويش": الأنظمة الصحية في العالم المتقدم بإمكانها أن تتعلم الكثير من دولة #قطر#قناhttps://t.co/e1HOUOsqg9 pic.twitter.com/Ww2rK4Ehfw
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) November 13, 2024
وإلى جانب المناقشات الرئيسة المستندة إلى تقارير ويش، عُقدت جلسات إضافية تناولت موضوعات متنوعة مثل سرطان المرأة، والرعاية التلطيفية، وحرب السودان المنسية.
"قمة الابتكار" (WISH)، هي مبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، تعقد مرة كل سنتين مخصصة لالتقاط ونشر أفضل الأفكار والممارسات القائمة على الأدلة لمعالجة التحديات الصحية العالمية الأكثر إلحاحا في العالم.