اختفى من على ظهر الدنيا يزور والديه في حلم يراودهما عندما يغفون تعبا من البكاء على فراقه، وها هي سيدة جفت عينيا من الدموع، لم يتبقَ لها من ابنها غير ذكريات ورائحته في ملابس ملطخة بالدماء، وبها ثقب في منطقة الصدر، كان يرتديها عندما قــتل في العيد.

 

ضمت "نوال سيد عرفان" سيدة تبلغ من العمر 45 عاما، ملابس نجلها، إلى صدرها، تشم رائحته، وأدخلت إصبعها في ثقب "التيشرت" وردتت "مُوتتك غدر يا بوجي"، ودارت ببصرها لتحدق في مجموعة صور، لفقيدها ونعتها بعبارات ابرزها، "عريس الطالبية مات".

 

 عيد غير سعيد

 أبت الأيام أن تمرّ بخير على أسرة صغيرة في شارع الإيمان بمنطقة الطالبية - محافظة الجيزة، ففرحتهم بالعيد أفلت على يد بائعة الجرجير، غرزت سكينا في قلب نجلهم، واستأصلت روحه ليسقط قتيلا  في وضح النهار.

بوجي مات

تقول الأم المكلومة، لـ "الوفد" نجلي "خالد محمد"، 23 سنة، شهرته "بوجي"، له شقيقته التوأم تدعى "رضوى"، شهرتها "طمطم"، تيمنًا بأسماء شخصيات الكرتون القديم، تعلق الصغيرين ببعضهما، لا يفرقهما شيء، يعاتبها إن تأخرت عن الصلاة رغم زواجها.

بوجي الضحية حلمه يكون عريس

يعمل "بوجي" في مجال المقاولات، بمكتب تشطيبات في التجمع الخامس، يجتهد في عمله، فقد أوشكت شقته أن تكون جاهزة لاستقبال عروسه، اتفق مع والدته عن رغبته في بناء أسرة، "عايز أجوز يا ماما".

والدة الضحية تروي تفاصيل الجريمة المأساويةطمطم: بوجي نصف روحي

 يدخر"خالد بوجي" أمواله لدى شقيقته، وتلقط توأمه "طمطم "، طرف الحديث وتكمل، كان يناديي يا نصف روحي، فأنا كاتمة سره، وأشاركه فرحه وحزنه، لم أعلم يوما أنه سيفارقني.

الضحية هو العيد والعيدية

وتابعت "طمطم"، قبل العيد ألححت عليه أنا ووالدته أن يحصل على إجازة من عمله، "عايزينه يعيد معانا" فهو العيد والعيدية، استجاب وجاء وسلم وحضن، وصل ما قد أسماني على هاتفه "بنت روحي"، وصمتت رضوى تلمم شتات نفس تقطعت حزنا على الأخ الرفيق.

 

وعلى مقربة منها، جالسة الأم شاردت الذهن، شريط من الزكريات والخيالات تروادها، خلطت الحلم بالواقع، لتقول يزورني خالد عندما أضع رأسي على الفراش، حتى أظن وفاته ليس إلا كابوس، وأنه مازال على قيد الحياة.

 

تفيق الأم من نومها فتجد الكابوس هو الواقع، خلطت بين الحلم واليقظة من هول الصدمة، وتعود بالحديث ليوم الجريمة، في ثالث أيام العيد خرج بوجي برفقة أصدقائه لزيارة السيدة زينب، هاتفته على الساعة العاشرة صباحًا، أجابني "أنا في ميدان العروبة وجاي على طول".

طعنة في القلب

دقائق ورن هاتفي، "إلحقي خالد بوجي اتعور في بطنه"، هرولت إلى مكان الواقعة، أخبرني أهالي المنطقة أن أصدقائه نقلوه إلى مستشفى أم المصريين، دقائق كنت أمام غرفة الطوارئ أسأل عن ضنايا، "ولدي فين؟"

لحظة إنهاء حياة بوجي في الطالبية 

نقلوه إلى ثلاجة المستشفى بعدما تيقنوا من وفاته، حاولوا إخفاء الخبر عنها، لكنها رأت في أعينهم ما امتنع لسانهم عن قوله، لتخبرهم عايزة أشوف ولدي".

بقلق دخلت أم بوجي ثلاجة حفظ الموتى، أخبرها الطبيب، جثمان ابنك أهو يا حجة، كشفته فإذ بجسده سليم باستثناء ثقب غائر في منطقة القلب، أطلقت من الصرخات ما أعياها، وفقد زوجها الوعي من هول المشهد.

وأخبرها يوسف صديق نجلها أن فتاة تدعى هند. ر.ج"، وشهرتها  "هند جرجير" اشتبكت مع بوجي، بسبب أولوية ركوب التو توك، وضربته بـ "شبشب"وأكالت له من الشتائم أقبحها، قبل ما ينجح الأهالي من فض المشاجرة، لتتبعه بائعة الجرجير، وتسدد له طعنة في القلب وترديه قتيلا.

وطالبت والدة المجني عليه وأشقائه بالقصاص من المتهمة بإزهاق روح "بوجي"، قائلة " لن تبرد نار قلبي حتى أراها معلقة من رقبتها في حبل المشنقة.

القبض على بائعة الجرجير 

وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهمة واقتيادها إلى قسم شرطة الطالبية، والتحفظ على أداة الجريمة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.

واستعجلت النيابة العامة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة وظروفها وملابساتها لبيان قصد المتهمة من ارتكاب الواقعة وبيان عما إذا كانت السلاح المضبوط، بحوزة المتهمة، هو المستخدم في إحداث إصابة الضحية.

كما أمرت إرسال حرز السلاح إلى الطبيب الشرعي القائم بمناظرة جثمان المتوفي، والمسؤول عن إجراء الصفة التشريحية عليه، والتصريح بالدفن .

وجدد قاضي المعراضات حبس المتهمة 15 يوما على ذمة التحقيقات

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بائعة الجرجير

إقرأ أيضاً:

حبس المتهمين بإنهاء حياة تاجر ملابس وإصابة آخر في حفل زفاف بطهطا بسوهاج

قررت النيابة العامة حبس المتهمين الثلاثة في واقعة مصرع تاجر ملابس بطلق ناري خلال حفل زفاف بمدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، 4 أيام على ذمة التحقيقات.

وذلك عقب ضبطهم واعترفاتهم بارتكاب الجريمة؛ بسبب خلافات سابقة.

إصابة شاب بطلق ناري في مشاجرة مسلحة بدار السلام في سوهاجهدوء غير معتاد.. شوارع سوهاج خالية في شم النسيمتكليف سكرتير عام محافظة سوهاج برئاسة لجنة استرداد أراضي أملاك الدولةاحتفالًا بعيد القيامة وشم النسيم.. أهالي سوهاج يتوافدون على الحدائق والمتنزهاتتفاصيل الواقعة

وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور قسم شرطة طهطا، يفيد بوصول كل من: جلال ح. ع. خ (25 عامًا، تاجر ملابس)، مصابًا بطلق ناري بالساق اليسرى.

ومحمد ف. م. ج (27 عامًا، تاجر ملابس)، مصابًا بطلق ناري أعلى الإلية من الناحية اليسرى، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى طهطا العام متأثرًا بإصابته.

وبسؤال المصاب الأول، أفاد أنهما كانا أمام أحد الكوافيرات للمشاركة في حفل زفاف نجل عمومتهما محمد ع. خ. ح (27 عامًا، تاجر مفروشات).

وذلك عندما حضر شخصان، أحدهما يحمل سلاحًا ناريًا، ووقع شجار بينهم وبين نجل عمومتهما، ما أسفر عن إطلاق أعيرة نارية تسببت في إصابتهما.

واتهم نجل عمومتهما، المدعو محمد ع. خ. ح، كلًا من سيد ع. ف. خ وآخر بارتكاب الواقعة، مرجعًا السبب إلى خلافات مالية سابقة في تجارة المفروشات.

وأسفرت تحريات فريق البحث الجنائي عن أن مرتكبي الواقعة هم: حسن خ. ا. ا (29 عامًا، عامل)، وحسن ع. ر. ع (36 عامًا، عامل)، ومحمد ض. ح. م (35 عامًا، سائق).

توجهوا لمكان الواقعة بسيارة مملوكة للمتهم الثالث، واعتدى أحدهم بالضرب على نجل عمومة المجني عليهما، فيما أطلق الثاني أعيرة نارية من سلاح ناري، مما أدى لإصابة المجني عليهما ووفاة أحدهما.

وبإرشاد المتهم الثاني، تم ضبط السلاح المستخدم، كما أيدت التحقيقات وشهادة نجل عمومة المجني عليهما تفاصيل الواقعة، وتم تحرير المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيقات، والتي أمرت بما تقدم.

مقالات مشابهة

  • سامراء والناصرية.. صعقة تنهي حياة أستاذ وانتحار شاب بظروف غامضة
  • ماكينة حصاد تنهي حياة عامل زراعي في البحيرة
  • حبس المتهمين بإنهاء حياة تاجر ملابس وإصابة آخر في حفل زفاف بطهطا بسوهاج
  • سكتة قلبية تنهي حياة شاب خلال سيره في الشارع بالدقهلية
  • تفاصيل إنهاء زوج حياة زوجته وشروعه بقتل شقيقه في سوهاج
  • كهربائي ينهي حياة زوجته لخلافات أسرية في جزيرة محروس بسوهاج
  • رصاصة طائشة تنهي حياة حفيد شيخ عشيرة عراقية
  • "بسبب كلب".. عاطل ينهي حياة شاب طعنا بسكين إثر مشاجره بينهما في البحيرة
  • بسبب كلب.. عاطل ينهي حياة شاب بقرية البيضا في البحيرة
  • كانت رايحة المدرسة.. سيارة مسرعة تنهي حياة طفلة في الدقي