شبكة انباء العراق:
2025-01-31@07:44:44 GMT

[ السياسة عهر …. والسياسي عاهر ]

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

بقلم : حسن المياح – البصرة ..

{{ السياسي لا عدو له دائم ، ولا صديق له يدوم …. لما هي السياسة ، مزاج وسلوك مصلحة ، وهو عبدها المطيعها ….. ولذلك نقول ونؤكد ، من وجهة نظر فلسفية ، أن السياسي الذي يفكر فقط ب ( المقتضي ) ، ولا يفكر أبدٱ ، ولا يهتم دومٱ ، ب ( المانع ) …… فهو لا علاقة له بالقيم الخلقية السليمة النبيلة المستقيمة ، ولا هو المتخلقها ، ولا هو الذي يؤمل منه أن يتخلقها ……

وعلى أساس هذا ، فإن السياسي هو عاهر ، ويسلك طريق العهر ، والإنحراف ، والسفول ، والإنحدار ، والإنحطاط ….

. لما هي السياسة مجرد [{( مصلحة ومنفعة ترد من نجاسة وعفونة وسفالة حوض الإستئثار الذاتي …. بلا وازع أخلاقي نبيل مستقيم ]}) ….. }}

لما السياسة هي التوافق والإتفاق على تبادل المصالح ….. فإن الجامع الحقيقي فيها ، والذي عليه تتأسس وترتكز وتعتمد ، هو المصلحة والمنفعة ….. ولأجل تحقيق المصلحة المكيافيلية ، والمنفعة البراجماتية ….. فإن السياسي هو على إستعداد بالتنازل عن كل شيء مقابل تحقيق مصلحته وضمان منفعته ….. ومن هنا تنعت السياسة بالعهر ….. والسياسي بالعاهر ….. لأنه لا يرتكز على أسس أخلاقية نبيلة تمنعه من سلوك هذا المسلك المنفلت الذي يحقق مصالحه . ومن هنا فهو لا يلتزم بالحلال … ، والخلقي … ، لما هي مصلحته التي يجب أن تقدم ….. وهو المستعد لإرتكاب المحرم ، وعمل كل ما هو لا خلقي ….

والعهر هو إنحراف لا أخلاقي ، ولا هو بالخلقي المهذب الموزون ……

لذلك يختلف القاموس السياسي كإجتماع مفردات سياسية وسياسة ، عن القاموس الأخلاقي السلوكي الجامع الذي يميز بين الخلق واللاخلق ، وبين العهر والصحة ، وبين الإنحراف والإستقامة ، وبين الحلال والحرام ….. وما الى ذلك من متقابلات ، ومتضادات ، ومتناقضات …..

ولذلك السياسي هو دنيوي … ، ٱني النفع سريعه …… ، لا مفكر بما هو أبعد وأصلح وأسعد وأدوم وأخلد … وعلى أساس هذا ، فأنه لا يحسب للٱخرة حسابها ؛ وإنه ربما هو يؤمن بها ويعتقدها ؛ ولكنه لا يلتزم تهذيب سلوكه بحسبانها …..

وعليه … ، فالسياسي لو فتشته ، لا تجد فيه خصلة الحق ، ولا كلمه كلمة الصدق ، ولا سلوك إستقامة على طريق خير الشعب والأمة والإجتماع ، لأنه يغلب مصالحه الذاتية ، ومنافعه الشخصية ، على مصالح ومنافع الٱخرين ، لما هو المفكر بالأنانية ، واللابس النرجسية ، والهامل لكل ما هو إيثار ، والعامل على كل ما هو إستئثار ……. ؟؟؟ !!!

فالسياسي ليس بثقة لأنه نزوي متقلب متحورب كما هو حيوان الحرباء المتقمص طبيعة البيئة التي يعيشها ، والمتقولبها صبغ وجود محتال مستفيد ، لا صبغة فرض وجود حقيقي عيش ثابت سليم ….. ، لذلك ترى السياسي هو المتقلب المتحول ، المنتحل السلوك المتغير المتبدل ، وأنه الأسير الذليل ، السفيه العميل ، لما تفرضه عليه رغبات النفس الأمارة بالسوء التي هو عليها ، والمريدها ، والعبد العابد المستعبد لها ….. !!!

والسياسي منافق متقلب الٱراء والمواقف والميول والأهواء تبعٱ لمتطلبات مصلحته الأنانية المتقوقعة على الذات ، والمتشرنقة داخل خيوط نسيجها الطارد للغير الغريب عنها ، ومنفعته الذاتية الداعية لحب الأنا فقط ، وهو المتنرجس الذي يميل ويؤكد التفرد ، ليتفرعن ويصبح الدكتاتور ، الذي يدنو الى مرحلة {{ أنا ربكم الأعلى }} بصعود درجة واحدة ، وأنه المحقق هذه الدرجة ، لما يتبلطج ، ويظلم ، ويحتقر ، ويقتل ، ويغدر ، وينهب ، ويسرق ، ويتمتع ، ويقرفش ، وينتفخ ، ويتورم ، وينفش ، ويهنأ ، ويمنع ، ويجوع ، ويعطش ، ويملق ، ويفقر ، ويحوج ، ويبعد ، ويقرب ، ويهجر ، ويدعي ، ويزعم ، ويكذب ، ويدجل ، …… وما الى ذلك من رذائل وموبقات وإنحرافات وسيئات ….. ليثبت للرعية التي يحكمها ، ويقسو عليها ، ويؤلمها ، ويعذبها …. أنه مستعبدها …..

ليخلو له الجو …. ليطلق كلمته المخبئها الضامها الساترها صارخٱ ، والتي تحلو له وهو المتقمصها ويهواها … ، ويتمناها … ، ويريدها ….

{{ أنا ربكم الأعلى …… ، فأعبدوني ، ولا تعبدوا غيري }} …..

حسن المياح

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات السیاسی هو

إقرأ أيضاً:

العقوبات الأمريكية على الإمارات: لعبة الشطرنج السياسي والدبلوماسي في السودان

كتب الدكتور عزيز سليمان – أستاذ السياسة والسياسات العامة

في عالم السياسة، حيث تتقاطع المصالح مع المبادئ، وتتلاقى الأخلاق مع البراغماتية، تبرز قضية العقوبات الأمريكية المحتملة على الإمارات العربية المتحدة كواحدة من أكثر الألغاز تعقيدًا في الشرق الأوسط وأفريقيا. فهل ستنجح الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس ترامب، في فرض قيود صارمة على دولة الإمارات بسبب دعمها لقوات الدعم السريع في السودان؟ أم أن أبو ظبي، بدهائها السياسي المعروف، ستجد طريقة للالتفاف على هذه العقوبات باستخدام حلفائها وعلاقاتها الدولية المتشعبة؟

الإمارات: بين المطرقة الأمريكية والسندان السوداني المُتعب

دولة الإمارات، التي تُعتبر واحدة من أكثر الدول نفوذًا في المنطقة، ليست غريبة عن فنون التحايل السياسي. ففي الوقت الذي تُهدد فيه واشنطن بفرض عقوبات على أي دولة تُقدم الدعم العسكري لقوات الدعم السريع في السودان، تبدو الإمارات وكأنها تلعب لعبة شطرنج دبلوماسية معقدة. فهل ستلجأ إلى استخدام الدول الصديقة كواجهة لتجنب العقوبات؟ وهل ستستخدم أموالها النفطية لدفع الرشاوى أو تقديم "هدايا دبلوماسية" لتليين المواقف الدولية؟

في عالم السياسة، حيث تُعتبر الرشاوى أحيانًا "تكاليف عمل"، قد تكون الإمارات قادرة على تجنب العقوبات الأمريكية، خاصة إذا ما استخدمت علاقاتها الوثيقة مع دول مثل الكيان والسعودية ومصر، أو حتى مع بعض الحلفاء الأوروبيين الذين يرون في أبو ظبي شريكًا استراتيجيًا لا يمكن الاستغناء عنه. ولكن السؤال الأكبر هنا: هل ستستمر الإمارات في مواصلة دعم قوات الدعم السريع، أم أنها ستُعيد حساباتها في ضوء الضغوط الأمريكية المتزايدة؟

السودان: بين المظلومية والدبلوماسية الذكية

أما السودان، الذي يُعتبر حلقة الوصل بين الشرق الأوسط وأفريقيا، فلديه دور محوري في هذه المعادلة. فبدلاً من الاكتفاء بدور الضحية، يمكن للسودان أن يلعب دورًا دبلوماسيًا أكثر فاعلية من خلال تشكيل فريق دبلوماسي محنك لإدارة هذا الصراع الدولي. هذا الفريق يمكنه تقديم شكاوى رسمية ضد رئيس دولة الإمارات في مجلس الأمن، بل ورفع دعاوى ضد دول مثل تشاد وجنوب السودان وأوغندا وكينيا وإثيوبيا، متهمًا إياها بالتواطؤ مع الإمارات ضد السودان.

هذه الخطوة، وإن كانت جريئة، قد تُعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة. فالسودان، بموقعه الاستراتيجي وثرواته الطبيعية، يمكن أن يصبح لاعبًا رئيسيًا في المنطقة إذا ما استخدم أدواته الدبلوماسية بحكمة. فهل سيتمكن السودان من تحويل مظلوميته إلى قوة دبلوماسية تُحاسب الدول المتورطة في دعم قوات الدعم السريع؟

السياسية: بين الأخلاق والمصلحة

في خضم هذه الأحداث، تبرز قضية أخلاقية عميقة: هل يمكن للدول أن تبرر دعمها للجماعات المسلحة في دول أخرى تحت ذريعة المصالح الاستراتيجية؟ وهل يمكن للدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة، أن تفرض عقوبات على دول أخرى بينما هي نفسها متورطة في صراعات مماثلة في مناطق أخرى من العالم؟

هذه الأسئلة تدفعنا إلى التفكير في طبيعة السياسة الدولية، حيث تُعتبر المصلحة هي القاعدة الذهبية، والأخلاق مجرد ترف فكري. ولكن في النهاية، فإن التاريخ يُذكرنا بأن الدول التي تعتمد على القوة العسكرية والرشاوى الدبلوماسية قد تُحقق انتصارات قصيرة الأمد، ولكنها نادرًا ما تُحقق سلامًا دائمًا.

الخاتمة: لعبة القوى الكبرى وصغارها

في النهاية، فإن قضية العقوبات الأمريكية على الإمارات ودور السودان في هذه المعادلة ليست مجرد صراع سياسي عابر، بل هي انعكاس لصراع أكبر بين القوى الكبرى والصغرى في عالم يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم. فهل ستنجح الإمارات في الالتفاف على العقوبات الأمريكية؟ وهل سيتمكن السودان من تحويل مظلوميته إلى قوة دبلوماسية؟

الإجابة على هذه الأسئلة قد تُحدد مستقبل القرن الأفريقي والشرق الأوسط لعقود قادمة. ولكن الشيء الوحيد المؤكد هو أن السياسة، مثل الشطرنج، هي لعبة لا تنتهي أبدًا
.

 

quincysjones@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الدرقاش: الذكاء الاصطناعي يمارس السياسة على “مفاصلها”
  • لتوثيق 12 عامًا من العمل الشبابي والسياسي.. كيان شباب مصر يُصدر "الحكاية"
  • وزير الخارجية السوري يكشف ملامح السياسة الخارجية الفترة المقبلة
  • كتاب الحكاية يوثق 12 عامًا من العمل السياسي
  • الدوبرداني: جهات خارجية تتحكم بنينوى وتهيمن على قرارها الإداري والسياسي
  • العقوبات الأمريكية على الإمارات: لعبة الشطرنج السياسي والدبلوماسي في السودان
  • نائبان يطوّرا تحركهما السياسي والبرلماني
  • وزير الشؤون النيابية: التعددية الحزبية أحد الأعمدة الرئيسية للتنوع الفكري والسياسي في البلاد
  • القاعدة الأولى في السياسة: لا تعبث مع غزة
  • جنبلاط دعا حزب الله الى العمل السياسي: للإسراع في تأليف الحكومة