???? كتيبة البراء بن مالك: مشكلة ام✔️ حل للمشكلة السودانية؟
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
دار جدل كثيف حول كتيبة البراء وصارت انشودة براؤون، تريند كاسح يتغنى بها حتى في الأعراس وخارج الحدود. مما أثار حفيظة قحت/تقدم و مؤيدوها. وبغرض مهاجمتها و التشكيك فيها فقد بادروا بطرح تساؤلات حول أصل وجودها، وكثافة إعلامها ومشاركتها في العمليات الحربية إضافة الى الظهور اللافت لقائدها. يحاول هذا المقال فك شفرة العداء بين كتيبة البراء ومجموعة قحت/تقدم.
*عداء قحت/تقدم لكتيبة البراء:*
العداء في أصله هو عداء بين مشروعين نقيضين يتصارعان حول قيم المجتمع وموارده.
*يدعو أحدهما إلى التفكيك بينما يدعو الآخر إلى الإبقاء* يستعين أحدهما بالرافعة الخارجية، بينما يتجذر الآخر في المجتمع وينطلق من قيم ثابتة للحفاظ على السيادة الوطنية.
المشروع الاول تمثله قحت/تقدم، بينما الثاني رأس رمحه لتثبيته والدفاع عنه هو الجيش وما كتيبة البراء إلا مؤسسة صغيرة في منظومة وطنية متكاملة ويشكل العداء لها والتربص بها وتصيد أخطائها جزءا من حملة العداء الكبرى للمؤسساﭢ الوطنية، (يتربع على قمتها الجيش).
*العداء للجيش:*
والعداء للجيش لم يبدأ بالحرب الحالية ولم تكن أولى محطاته.
ولكنه بدأ قبل ذلك بكثير وبطيف واسع ومنتظم من المعارك المتنوعة، نذكر منها:
1/ الحملة الإعلامية الشرسة ضد الجيش تحت شعار معليش معليش ما عندنا جيش، والتي استخدم فيها خطاب الكراهية لمؤسسة الجيش نفسها بأعلى الدرجات.
2/ حملة الإهانة المعنوية القاسية ضد ضباط الجيش ومن أمام بوابة قيادته، إبان الاعتصام، بمنع الضباط من الدخول الى مقر قيادتهم وإخضاعهم الى تفتيش مذل، وما يمثله ذلك من إظهار السيطرة على المكان، إمتد إلى محاولة السيطرة على الجيش نفسه وذلك بفرض قيادة جديدة إختاروها من الصفوف الخلفية في سلم الترتيب العسكري وإحالة كل القيادات الأعلى إلى المعاش الإجباري.
3/ محاولة إحداث شرخ داخل مجتمع الجيش، بخلق جسم مغاير تحت مسمى شرفاء الجيش، والترويج لبعض الضباط الذين انحازوا لهذه الحملة ضد قادتهم وتصويرهم وكأنهم نواة الجسم الجديد والقيادة البديلة. خرق بعض الضباط نظام الضبط والربط الصارم واصدروا بيانات وشاركوا في الاعتصام وقاموا بأدوار فردية.
4/ الدعوة التي أطلقها وتبناها قادة قحت، بالطعن في مهنية وقومية الجيش والدعوة إلى تفكيكه و بناء جيش جديد نواته الحركات المسلحة التي تمردت على الجيش وحاربته لسنين عددا، وبدلوا اسمها من حركات التمرد إلى حركات الكفاح المسلح.
5/ الحملة الإعلامية الشرسة ضد منشاءات الجيش المهنية و الاقتصادية(خاصة مصانع وشركات التصنيع الحربي). والترويج الكاذب بأنها تستحوذ على 80% من جملة الاقتصاد السوداني. ثم جاء الاتهام الكاذب من صلاح مناع ضد شركة زادنا الزراعية بأنها تعمل في تجارة العملة وغسيل الأموال مما إضطر الشركة لفتح بلاغ ضده.
6/ البدء العملي في تفكيك الجيش بحل هيئة العمليات والمطالبة بحل جهاز الأمن نفسه ونجاحهم في تغيير قانونه وتقليص صلاحياته واستبدال قيادته و محاولة تكوين جهاز اخر منفصل يتبع لوزارة الداخلية وبالتالي مجلس الوزراء بعيدا عن مجلس السيادة.
7/ البدء العملي في إعداد الجيش البديل وذلك بتمويل حملات تجنيد الاف الجنود لصالح الدعم السريع وتمويل حفلات تخرجهم من وزارة المالية وحضور رئيس الوزراء وكل طاقم وزارته لهذه الإحتفالات.
8/ غزل الحكومة والشهادة الكاذبة لوزارة ماليتها في تمجيد شركات الدعم السريع ووصفها بأنها شركات وطنية تدعم الاقتصاد الوطني وتدفع ماعليها من ضرائب ولا تتبع للأفراد. و تعيين حميدتي كممثل للدولة في عدد من اللجان التنفيذية منها اللجنة الاقتصادية.
9/ الضغط عبر السفارات الأجنبية وآليات أخرى، لإنزال آلاف الضباط والجنود إلى المعاش، من الجيش والشرطة والأمن، و اعلان اسمائهم في قوائم متعددة وفي فترات زمنية مختلفة. وإصدار قرارات فعلية تحيلهم إلى المعاش.
10/ توقيع الشراكة السياسية مع قيادة الجيش التي اختاروها و فرضوها، للإستمرار في الحكم معا، خلال الفترة الانتقالية مفتوحة و استبعاد إقامة انتخابات، والضغط من أجل تنفيذ برنامج الحكم الذي حددوه وهو (تفكيك الخدمة المدنية +تفكيك الجيش +تفكيك الشرطة +تفكيك جهاز الأمن+ تفكيك مؤسسة القضاء والنيابة+ تفكيك المؤسسات الدينية في المجتمع+ تغيير القوانيين+ تغيير المناهج التعليميه+ إحداث تغيير اجتماعي عبر تعيين مستشارية النوع الجنسي، … الخ).
11/ ايجاد سند سياسي دولي يدعم بقائهم في الحكم مقابل تحقيق مصالح ذلك السند الدولي. وذلك من خلال عدة آليات منها:
✔️استجلاب بعثة للوصاية الدولية برئاسة الألماني فولكر بيرتس.
✔️استجلاب خبراء أجانب من معاهد ومنظمات ومخابرات دولية لكتابة مسعودة دستور الحكم فيما عرف بدستور نقابة المحامين.
✔️تحكم السفارات الأجنبية في أعمال الحكومة وأجندتها ودولاب عملها وتعيين موظفيها حسب الاعترافات الموثقة، والتصريحات والتحركات المكشوفة التي كان يقوم بها السفراء أنفسهم.
✔️التمويل الخارجي الذي تقدمه الحكومات والسفارات لكل أنشطة قحت/تقدم والمؤسسات التابعة لها.
✔️ دفع الحكومات والمؤسسات الأجنبية للمرتبات الشهرية لعدد من الموظفين وعلى رأسهم رئيس الوزراء وكل طاقم مكتبه.
12/ تصريح قادة قحت/تقدم، بضرورة وجود الدعم السريع كقوة موازية للجيش و ذلك لإنهاء احتكار الجيش للقوة العسكرية، مع بقاء التنافس والعداء بينهما دون أن يتغلب أو ينتصر أحدهما على الآخر حتى لا يتمكن من فرض سيطرته وأجندته.
13/ مطالبة قحت/تقدم، بأن تبقى هذه الإزدوجية في الدولة بين الجيش والدعم السريع لمدة عشرة سنين وأن يتم تقنينها في الإتفاق السياسي الإطاري مع كامل الاستقلالية والصلاحيات للدعم السريع في التسليح والتجنيد والتمويل والعلاقات الخارجية. مما يشكل سندا واضحا لصالح الدعم السريع وانحيازا كاملا له وقد تبدى ذلك جليا بعد اندلاع الحرب، بالتشكيك في مقدرة الجيش والترويج لهزائمه مقابل انتصار الدعم السريع وضرورة استسلام الجيش أو دخوله في مفاوضات سياسية تضمن شرعية الدعم السريع وبقاءه كقوة موازية عسكرية وسياسية و الترويج لصالحه عالميا ومحاولة التغطية الإعلامية والسياسية على جرائمه.
*كتيبة البراء بن مالك:*
1/ تشكيل مقاتل من ضمن عدد من التشكيلات الأخرى، تكونت بمشاركة فاعلة من كل الطيف السياسي والفكري والمهني للمجتمع، وليست حكرا أو حصرا على أي فئة.
2/جاءت مساهمة من المجتمع المدني في الحرب استجابة لنداء القائد العام والى ضرورة ملحة فرضتها جرائم الجنجويد واجتياحهم للمدن واستباحتهم لها.
3/يظهر على أدائها الإعلامي و اناشيدها ومخاطبات قائدها، التوجهات الاسلامية والدينية.
4/ تعمل تحت إدارة وإمرة وضبط وقانون الجيش.
5/ لم تنفصل ولم تقوم بأي عمل عسكري منفردة.
خلال سرد الحقائق أعلاه، يتضح أن العداء لكيبة البراء هو مجرد قطرة في بحر من الأمواج المتلاطمة من العداء للجيش نفسه والمشروع الوطني الذي يحرسه. ولكن تأتي أهمية هذا العداء، ليس في ذاته، ولكن باعتباره عنوانا للعداء إلى الجيش من ناحية أخرى، والى خصم سياسي هو فصيل الإسلاميين الوطنيين.
*خاتمة*
✔️المشروع الاساسي هو الهيمنة على السودان واحداث تغيير فيه ب(فرض أجنده محددة اجتماعية وايدلوجية وسياسية، مع تحكم الدول الخارجية صاحبة المشروع في مقدرات السودان الاقتصادية وتوجهاته السياسية).
✔️لتنفيذ هذا المشروع يلزم محاربة كل من يقف في وجهه ولو أدت تلك المواجهة إلى ما يحدث الآن من حرب وجرائم حرب.
✔️ العقبة الأساسية أمام هذا المشروع هي عامة الشعب والجيش وطيف وطني عريض من كل الشرائح الاجتماعية والسياسية والفكرية. وما العداء لكتيبة البراء إلا مجهود جزئي، ضمن خطة كبيرة.
د. محمد عثمان عوض اللهبقلم د. محمد عثمان عوض الله
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: کتیبة البراء قحت تقدم
إقرأ أيضاً:
معارك ضارية وقصف بالطيران الحربي وجريمة متكاملة الأركان.. الجيش السوداني يوضح تفاصيل استعادة مدينة من الدعم السريع
الجيش السوداني يقول، على لسان الناطق الرسمي، بأن قواته استعادت السيطرة على الموقف في مدينة #النهود عاصمة ولاية غرب كردفان. في وقت سابق، أفادت تقارير اعلامية أن مليشيا الدعم السريع استطاعت السيطرة-جزئيا- على المدينة وشنت حملة انتهاكات مروعة فيها.
متابعات ــ تاق برس – شهدت مدينة النهود شمال كردفان، معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث بدأت قوات الدعم الهجوم من محورين على المدينة بمعاونة متعاونين مسلحين مع قوات الدعم من داخل النهود، مما اسهم فى سقوطها.
أكّد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبد الله، في تصريح حسب “المحقق”، أن الجيش السوداني تصدى بكل قوة لهجوم قوات الدعم السريع على مدينة النهود بولاية غرب كردفان، مؤكدًا أن القوات المسلحة تسيطر حاليًا على الوضع العسكري في المدينة بشكل كامل.
وصف العميد نبيل عبد الله قوات الدعم السريع التي هاجمت النهود بـ”الأوباش”، في تعبير شديد اللهجة، وقال إن ما قامت به هذه القوات من هجوم على المدنيين واقتحام الأحياء السكنية “لن يمر مرور الكرام”، مؤكدًا أن الرد كان حاسمًا من قبل القوات المسلحة التي تصدت للهجوم ببسالة.
وأضاف: “القوات المسلحة السودانية قامت بواجبها في الدفاع عن الأرض والعرض، والعدو تكبد خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات”، مشيرًا إلى أن محاولة الدعم السريع للسيطرة على المدينة فشلت بسبب الجاهزية العالية والرد القوي من القوات العسكرية المنتشرة في محيط اللواء 18 مشاة.
وأكد الناطق باسم الجيش أن الوضع الأمني في مدينة النهود الآن تحت السيطرة الكاملة، داعيًا المواطنين إلى التزام منازلهم وعدم الانجرار وراء الشائعات التي تُبث عبر بعض المنصات الإعلامية المرتبطة بما سماها بـ”الجماعات المتمردة”.
كما أشار إلى أن القوات المسلحة تتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين وتأمين المدينة من أي اعتداءات محتملة مستقبلًا، مشددًا على أن الجيش يتعامل وفق ضوابط واضحة تحفظ كرامة الإنسان وتحمي المرافق العامة.
وبعث العميد نبيل عبد الله برسالة طمأنة إلى الشعب السوداني، قائلاً: “قواتكم المسلحة تقف صامدة في وجه المعتدين، وتعمل بكل إخلاص لحماية الوطن والمواطن. النهود صامدة، والجيش باقٍ في مواقعه ولن يسمح بتمدد الفوضى أو تغول المليشيات”.
ويأتي هذا التصريح بعد ساعات من بيان شديد اللهجة أصدرته لجان مقاومة النهود، أدانت فيه الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين، ووصفتها بـ”الجريمة المتكاملة الأركان”، مما يعكس حالة الغليان والغضب الشعبي مما يحدث في المدينة.
وكان شهود عيان قالوا لـ (تاق برس)، ان الاشتباكات جرت خارج المدينة في الاتجاه الشمالي الغربي. واشاروا الى سماع اصوات إشتباكات متقطعة بالاسلحة المختلفة، تجاه بوابات مدينة غبيش ـ شمال كردفان،من الناحية الجنوبية الغربية لمدينة النهود.
واضافوا، ان الجيش السوداني تمكن ايضا من صد هجوم اخر بالاتجاه الشرقي تجاه جبل حيدوب علي طريق الأبيض عاصمة شمال كردفان.
ونوهوا الى ان الطيران الحربي تدخل بقوة وقصف القوة للمهاجمة لقوات الدعم السريع على مدينة النهود لكن وجود متعاونين وخلايا نائمة لقوات الدعم داخل احياء المدينة سهل عملية سيطرتهم عليها لساعات ،قبل استعادة الجيش لها واضافوا ان قوة الجيش السوداني والمقاتلين معه انسحبوا الى قيادة اللواء التابع لجيش السوداني شرق المدينة.