# دشنت سفارة السودان بجمهورية مصر العربية امس الاربعاء الموافق السابع عشر من ابريل 2024.. بوابة الخدمات الرقمية للمواطنين.. وهي خطوة تأخرت كثيرا في ظل التطور الرقمي والتقني الذي انتظم العالم منذ عشرات السنين.. بينما ظل مدخل السودان الى رحاب الدولة الالكترونية مرتبكا ومتعثرا.. ولكن يكفينا ان تأتي سفارتنا متأخرة، خيرا من ان لا تأتي.

# سعادة القائم بالاعمال.. السفير الدكتور محمد عبد الله التوم الذي اختار ان يُحسن (ختام الخدمة) انطبق عليه قول الشاعر مع اختلاف المناسبة والاتفاق على الرحيل: (حياته بالحب كانت تمازج خيرها.. يهب السعادة قومه.. منحوه او بخلو بها.. يكفيه فخرا انه ادى الرسالة وانتهى).. وهو المنتقل الى جنوب افريقيا، حيث تحدث عن التحول النوعي الذي سيكون مبتدأ وخبر العمل في جميع سفارات السودان بالخارج، محييا الفريق الذي اسهم في التنفيذ وتطرق لجميع الاسماء، عسجد ولميس ومحمد الحافظ وطارق وطاقم المتطوعين، وليد ومهند وامير، مهندسون اكفاء في عمر الرحيق والندى، تطوعوا على التواجد في صالة الخدمات لضمان ان يمضي هذا المشروع الى الامام.

# اعود واقول ان تدشين بوابة الخدمات الرقمية والهوية الجديدة، هي مجرد بداية لعمل كبير سوف تحكم له او عليه التجربة العملية التي ستحصل على شهادة جودتها من المواطن السوداني.. صاحب المصلحة الحقيقية ولن نحفل بشهادة الاجانب، بطبيعة الحال، لان العالم قد سبقنا بخطوات بعيدة نحو عولمة الخدمات.. ولكن ما يهم ان نؤكده للناس هنا هو ان المشروع استخدم اعلى درجات البرمجيات ووقف عليه مختصون وصلوا الى درجات مرجعية عليا في العمل التقني والتكنولوجي.

# نحن نقدم لهذا المشروع الحديث اليوم بحب كبير ونأمل ان ينجح في تبسيط الخدمات الطبية والثقافية واعمال الجوازات والسجل المدني وبقية الاعمال القنصلية اليومية.. والمهم ان ما تم اعلانه حتى اللحظة مبشر ويكفي ان مؤتمر التدشين رفع شعارا موحيا بالقول ان تقديم الخدمات سيتم بطريقة متحضرة ومريحة للمواطن لتقليل الازدحام بالسفارة ومحاربة الظواهر السالبة وبناء خارطة معلومات للسفارة.. والاستفادة من الكادر المختص في تقنية المعلومات فتمت استشارة جميع المتخصصين السودانيين في المجال في كل انحاء العالم.

# باختصار غير مخل نقول ان خدمات البوابة الجديدة هي شهادة قيد مدني عائلي للسفر وافادة ميلاد وموافقة لفتح بلاغ لدى الشرطة وموافقة زواج وافادة تجديد اقامة خاصة وافادة خدمة فتح الحساب البنكي وافادة خطاب المرور وافادة شهادات الوفاة واستخراج وثيقة السفر الاضطرارية وشهادة حسن السير والسلوك وشهادات الميلاد للكبار وعدم ممانعة قبول بالمدارس المصرية وطلب قبول للجامعات المصرية.. وغيرها من الخدمات.. علما بان الدخول للبوابة الالكترونية للمواطن او الاجنبي يتم عن طريق الرقم الوطني وصورة جواز السفر وصورة فوتوغرافية حديثة او رقم متسلسل للاجنبي وتستخدم كل هذه البيانات في جميع المعاملات..

# اخيرا اقول ان بوابة تقديم الخدمات الالكترونية فكرة خلاقة ومبدعة فقط نتمنى ان تراعى الرسوم المالية لظروف المواطن الحالية وللمواطن اي تحدي آخر في عناية الاستخدام.. وختاما يظل مبنى السفارة الحالي، غير المشرف، وغير المريح، عقبة كبيرة لكي يكمل البنيان يوما تمامه.. والسلام.

ايمن كبوش

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إيلان بابيه.. مؤرخ بدأ صهيونيا وانتهى معاديا لإسرائيل

إيلان بنيامين بابيه مؤرخ وناشط إسرائيلي وُلد عام 1954 في مدينة حيفا، التي احتلتها إسرائيل عام 1948، لعائلة يهودية هاجرت من ألمانيا. نشأ في بيئة تأثرت بالفكر الصهيوني، وخدم في الجيش الإسرائيلي بمرتفعات الجولان المحتل أثناء حرب أكتوبر 1973، لكنه لاحقا ناهض الصهيونية ووثّق المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في فلسطين.

أصبح من أبرز مؤرخي الجيل اليهودي الجديد المعروفين بـ"المؤرخين الجدد"، الذين أعادوا النظر في الرواية الرسمية التي بنت عليها إسرائيل سردية تاريخها.

ألّف العديد من الكتب أبرزها "التطهير العرقي في فلسطين"، ووصفه بأنه "أحد أكثر الكتب جرأة وأهمية في تحدي الرواية الإسرائيلية الرسمية".

اشتهر بآرائه الناقدة للسياسات الإسرائيلية ودعمه المقاطعة الثقافية لإسرائيل، ولذلك اتهمه بعض الأكاديميين الإسرائيليين بـ"تشويه التاريخ"، وواجه تهديدات بالقتل.

نتيجة للتضييق عليه في إسرائيل، هاجر إلى بريطانيا، حيث يعيش مغتربا، ويعمل أستاذا في جامعة إكستر، وكان من قبل أستاذا محاضرا في الجامعة العبرية.

المولد والنشأة

وُلد إيلان بنيامين بابيه في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1954 في مدينة حيفا، وهو ابن مُهاجِرَيْن من ألمانيا فرّا من اضطهاد النازية في ثلاثينيات القرن العشرين، وهاجرا إلى فلسطين في فترة الانتداب البريطاني.

كانت أسرة بابيه إحدى آلاف العائلات اليهودية التي هاجرت إلى فلسطين في تلك الفترة بتشجيع من الحركة الصهيونيّة تمهيدا لإقامة دولة يهودية، وانضم والداه لاحقا إلى المشروع الاستعماري الصهيونيّ، وكما قال بابيه، فقد "غضّا الطرف عن حقيقة أن إقامة الدولة اليهودية تمت عبر تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم".

إعلان

في ريف حيفا، على جبل الكرمل، أعاد والدَاه مع أصدقائهما تأسيس مجتمع ثقافي يهودي ألماني، وهو ما وصفه بابيه بأنه "عالم وهمي".

كان بابيه جزءا من جيل ما بعد قيام إسرائيل في عام 1948. وتمتع بامتيازات اجتماعية وسياسية باعتباره من اليهود الأشكناز القادمين من أوروبا.

ومع ذلك، وجد نفسه في عامي 2005 و2006 وسط عاصفة سياسية وفكرية أجبرته على مغادرة إسرائيل، والاكتفاء بحياة هادئة في بلد غربي. ومنذ عام 2007، يقيم مع زوجته وابنيه في المملكة المتحدة، حيث يعمل أستاذا في جامعة إكستر.

يذكر بابيه أن أحد الأسباب التي دفعته إلى مغادرة حيفا كان خوفه على سلامته، بينما كان السبب الآخر شعوره بـ"اختناق المثقف".  فقد واجه رفضا قاسيا من مجتمعه، ووُصف بأنه "مجنون" و"مرتزق من العرب والفلسطينيين". كما يقول إنه تلقى "رسائل كراهية وتهديدات بالقتل".

ويؤكد أن أخاه وأخته لا يشاركانه مواقفه السياسية، وأن بعض أفراد عائلته الموسعة قاطعوه بسبب آرائه. ومع ذلك يرى أنه ينتمي إلى مجتمع يرتكب انتهاكات جسيمة بحق الفلسطينيين، ويشعر بأن من واجبه الاعتراض، "ولو جعله ذلك منبوذا".

بعيدا عن السياسة، يهوى بابيه قراءة الروايات الإنجليزية، ويستمتع بمشاهدة الأفلام السينمائية، والاستماع للموسيقى الكلاسيكية. كما أنه من مشجعي نادي ليفربول الإنجليزي.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى بابيه تعليمه فيما قبل الجامعة وفق المنهج المعتمد في المدارس الإسرائيلية العامة بمدينة حيفا، حيث نشأ.

وفي عام 1972 التحق بالجامعة العبرية في القدس، وهي إحدى أبرز الجامعات في إسرائيل، وتأسست عام 1918 وافتُتحت رسميا عام 1925.

درس بابيه تاريخ الشرق الأوسط في الجامعة، مدفوعا بشغفه بالتاريخ، وهو المجال الذي تفوق فيه منذ سن مبكرة مقارنة ببقية المواد الأكاديمية.

في هذه الفترة من دراسته أبدى اهتماما خاصا بتاريخ فلسطين والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وهو ما شكل نقطة تحول رئيسية في مسيرته الأكاديمية والبحثية.

إعلان

حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ من الجامعة العبرية عام 1978، ثم ‏انتقل إلى جامعة أكسفورد في بريطانيا لاستكمال مسيرته الأكاديمية.

وفي كلية سانت أنتوني بأكسفورد، عمّق شغفه بالتاريخ ووسع دراساته حول الصهيونية وتاريخ فلسطين، مما ساهم في بلورة توجهاته النقدية.

في عام 1984 حصل بابيه على درجة الدكتوراه في التاريخ تحت إشراف ألبرت حوراني وروجر أوين، وهما من أبرز الباحثين في تاريخ الشرق الأوسط الحديث. وكان بابيه آخر طالب تتلمذ على يد حوراني في أكسفورد، وقد تأثر كثيرا بمنهجه البحثي.

ونجم عن بحثه الأكاديمي كتابه الأول "بريطانيا والصراع العربي الإسرائيلي"، وتناول فيه بشكل خاص حرب 1948، وهو الموضوع الذي أكد بابيه أنه كان يشغله منذ بداية مسيرته المهنية مؤرخا.

في رحلته العلمية والمعرفية، تأثر بابيه بتوجهات أكاديمية متنوعة ساعدت في تطوير أفكاره وصياغة منهجه التاريخي، وكان لتفاعلاته مع المثقفين الفلسطينيين، إلى جانب المناقشات المعمقة واستخدامه الأبحاث الأرشيفية، دور محوري في بلورة رؤيته التحليلية للأحداث.

وقال بابيه إنه "تعرف منهم على الرؤية الفلسطينية لما حدث عام 1948″، ثم بحث في الأرشيف لدعم هذه الرواية.

كما التقى المفكّر الفلسطيني-الأميركي إدوارد سعيد، وأكد أن منهجه الأكاديمي كان مصدر إلهام له في كتاباته عن فلسطين.

وإلى جانب ذلك تأثر بالدراسات الحديثة التي أنجزها أكاديميون إسرائيليون حول التاريخ، وقد أسس هؤلاء هيئة أبحاث تناولت تاريخ المنطقة منذ عام 1882.

يتقن بابيه العبرية، وهي لغته الأم المرتبطة بنشأته في إسرائيل، كما يجيد الإنجليزية، وهي اللغة الأساسية لمعظم أعماله الأكاديمية، ويُعتقد أنه يتحدث لغة "اليديش" المرتبطة بأصوله من اليهود الأشكناز، وهي خليط من الألمانية والعبرية وبعض اللغات السلافية.

إعلان

إضافة إلى ذلك، لديه إلمام باللغة العربية التي تعلمها في قسم "المستشرق" الخاص بالمدارس الإسرائيلية. وهو برنامج تعليمي يُعد الطلاب للعمل الاستخباري في الجيش الإسرائيلي.

كتاب "التطهير العرقي في فلسطين" من أبرز مؤلفات إيلان بابيه (الجزيرة) الحياة المهنية

عندما كان بابيه في التاسعة عشرة من عمره، أدى الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي ثلاث سنوات. وفي حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وجد نفسه في مرتفعات الجولان في مواجهة الجيش السوري، ويقول في ذلك "أتذكر أن الرقيب قال لنا إنه يجب علينا قتل العرب الصغار وإلا فسيكبرون ليقتلونا".

بعد حصوله على درجة الدكتوراه من أكسفورد، عاد إلى إسرائيل وحصل على منصب أكاديمي في جامعة حيفا، حيث عمل محاضرا أول في قسم تاريخ الشرق الأوسط وقسم العلوم السياسية بين عامي 1984 و2006.

وفي عام 1992 أسس وأدار المعهد الأكاديمي للسلام في جفعات حفيفا، وسعى من خلاله لتوفير منصة أكاديمية تعزز رؤية جديدة لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

ثم أصبح في عام 2000 رئيسا لمعهد إميل توما للدراسات الفلسطينية، وهو مركز بحثي متخصص في الدراسات المعمقة حول القضية الفلسطينية.

وفي الوقت الذي كان يأمل فيه التقدم في مسيرته الأكاديمية، واجه بابيه ضغوطا سياسية وأكاديمية، نتيجة دعمه للقضايا الفلسطينية وانتقاده السياسات الإسرائيلية.

حُرم لسنوات من الترقية إلى درجة الأستاذية (المشاركة أو الكاملة)، رغم أن له سجلا أكاديميا حافلا بالمنشورات. وقال إن ذلك كان بحجة أن كتابه "نشأة الصراع العربي الإسرائيلي" كان "سياسيا أكثر منه أكاديميا".

وأشار إلى أن كتبه لم تُترجم إلى العبرية، وهو ما اعتبره نوعا من المقاطعة المستمرة لأعماله في الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية.

برز عام 2000 بصفته أحد المدافعين عن حقيقة مذبحة الطنطورة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي عام 1948. وساند الطالب تيدي كاتز الذي كشف عن تفاصيلها في أطروحته لنيل درجة الماجستير في التاريخ.

إعلان

وتضمنت دراسة كاتز استنادا إلى شهادات فلسطينية، توثيقا لمذبحة قتل فيها نحو 200 مقاتل فلسطيني بعد استسلامهم في مايو/أيار 1948.

كتاب "أكبر سجن على كوكب الأرض: تاريخ غزة والأراضي المحتلة" نُشر عام 2016 وتُرجم إلى العربيّة عام 2020 (الجزيرة)

أثار دفاع بابيه عن كاتز استياء زملائه في الجامعة، حتى إن بعضهم اقترح طرده، ووصفوه بأنه "خائن"، وشبّهوه بـ"اللورد هاو هاو"، وهو اللقب الذي كان البريطانيون يطلقونه على وليام جيمس وعدد من زملائه المذيعين الذين كانوا يعملون في إذاعة ألمانية موجهة ضد بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية.

في مايو/أيار 2002، تعرض لمحاولة الطرد من الجامعة بداعي أن مواقفه تشكل تهديدا للتوجهات الأكاديمية في إسرائيل.

وفي عام 2005 وقع على دعوة دولية لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية، شملت وقف المشاريع الأكاديمية المشتركة وقطع تمويل البحوث.

أدان الكنيست الإسرائيلي موقفه، واستُدعي لاحقا إلى "جلسة استماع تأديبية" واتُّهِم بالترويج للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل.

جعلته هذه الاتهامات هدفا لهجوم واسع من الأوساط الأكاديمية والسياسية، ونتيجة لذلك، دعاه رئيس جامعة حيفا، آرون بن زئيف، إلى الاستقالة.

في عام 2007، غادر إسرائيل بعد 23 عاما من العمل في جامعة حيفا وانتقل إلى بريطانيا لمواصلة مسيرته الأكاديمية، حيث يعمل أستاذا للتاريخ في جامعة أكستر.

وفي عام 2009، أسس بابيه وزميلته غادة الكرمي، المركزالأوروبي للدراسات الفلسطينية في معهد الدراسات العربية والإسلامية التابع للجامعة.

ويُعد هذا المركز الوحيد في الجامعات الأوروبية الذي يقدم أبحاثا متعمقة حول تاريخ فلسطين والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

في عام 2010، عُين مديرا مشاركا في مركز إيكستر للدراسات الإثنية السياسية، وهو منصة أكاديمية تركز على دراسة القضايا الإثنية والسياسية في العالم.

إعلان

نشر بابيه أكثر من 20 كتابا عن إسرائيل وفلسطين، كما حرر مجموعة من المقالات التي تتناول الصراع العربي الإسرائيلي.

النشاط السياسي

بدأ بابيه نشاطه السياسي في فترة مبكرة، وانضم في عام 1960 إلى الحركة الشبابية التي كانت تنتمي إلى التيار اليساري الصهيونيّ.

وقد مثل هذا التيار حزب "المابام"، الذي كان يتبنى الدفاع عن حقوق "الأقلية العربية" (فلسطينيو 48) في إسرائيل وتحقيق العدالة الاجتماعية.

في فترة تحضيره للماجستير، كان يعمل مستشارا متطوعا لحزب "المابام" في الكنيست الإسرائيلي، يقدم المشورة لممثليه البرلمانيين في "الشؤون العربية"، وإضافة إلى ذلك كان منسقا لأنشطة "المابام" في الحرم الجامعي.

ومع مرور الوقت، أصبحت لديه رؤية نقدية لبعض سياسات الحزب، ثم غادره في عام 1965.

في فترة خدمته العسكرية كانت حرب أكتوبر 1973 حاسمة في تشكيل وعيه السياسي بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، وفي عام 1982 ساعد في تأسيس الفرع البريطاني لمنظمة "السلام الآن " اليسارية الإسرائيلية، وطرد منه بعد قبوله النقاش مع ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في مجلس العموم البريطاني.

وفي مرحلة لاحقة من حياته السياسية، انضم عام 1989 إلى حزب "حداش" اليساري (اختصار للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة).

في عامي 1996 و1999 ترشح في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية على قائمة الحزب، وفي عام 2003 غادره بسبب الاختلاف مع بعض مواقفه.

وفي عام 2008 أطلق المؤتمرالإسرائيلي لحق العودة، وكان الحدث يدعم حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم قسرا في سنة 1948.

في أغسطس/آب 2015، كان من الموقعين على رسالة تنتقد تقريرا لصحيفة "جويش كرونيكل" اتهم زعيم حزب العمال البريطاني آنذاك جيرمي كوربين بمناهضة السامية بسبب دعمه لفلسطين.

خارج معسكر الصهيونيّة

في طفولته كان بابيه منبهرا برواية ثيودور هرتزل "الأرض الجديدة القديمة"، التي صاغت الرؤية الصهيونيّة لإقامة دولة يهودية.

إعلان

وفي فترة دراسته العسكرية والجامعية، كان صهيونيا إسرائيليا يساريا، لكنه لاحقا بدأ في تفكيك رموزالانبهار بهذه الأيديولوجيا في رحلة قادته بعيدا عن الواقع الإسرائيلي الذي وُلِد وتعلّم وترعرع فيه.

نشأ هذا التحول من همسات زميلين فلسطينيين في سنوات دراسته الثانوية، حين تحدثا عن النكبة، لكنه لم يفهم معانيها بوضوح آنذاك، ومع مرور الوقت بدأ يسمع شهادات مباشرة عنها.

تجول في أرض فلسطين المحتلة واستعاد ذاكرتها، ووجد الآثار التي تكشف الجانب المظلم من الصهيونيّة، وتؤكد أن إسرائيل بُنيت على أنقاض فلسطين.

وعندما انتقل للدراسة في أوكسفورد خاض رحلة استعادة ذاكرة نكبة 1948 دون أن يدرك حينها حجم ما سيكتشفه. يقول "كنت أبحث، بصفتي مؤرخا مهتما بتاريخ بلدي، في الوثائق التي أصبحت متاحة آنذاك".

ولكن ما وجده في الأرشيف أرسله في رحلة بعيدة عن الصهيونيّة، فقال "كان الشر الكامن في أحداث عام 1948، هو الحاجز الذي لا يمكن عبوره أمام كل ما اعتبرته مقدسا ونقيا في طفولتي".

وانتهى به الأمر إلى اقتناع بأنه لم يعد يستطيع "الاشتراك في أيديولوجية جردت الفلسطينيين الأصليين من إنسانيتهم، وروّجت لسياسات نزع الملكية والتدمير". ووصف ما حدث في ذلك العام بأنه "تطهير عرقي ضد الفلسطينيين وليس مجرد نتيجة لحرب".

ويرى بابيه أن الصهيونيّة باعتبارها مشروعا استعماريا، هي ما دفعه إلى مواجهة مباشرة مع "دولته" ومجتمعه. وقد كافح للتخلي عنها بوصفها "فلسفة عنصرية وشريرة"، ويؤكد ذلك قائلا "لقد دفعتني أبحاثي إلى التغير، ولا أعتبر نفسي صهيونيا الآن".

كما قال إن رحلته خارج معسكر الصهيونيّة لم تكن مجرد تحول فكري وأيديولوجي وسياسي، بل كانت أيضا تجربة عاطفية مؤلمة أدت إلى جفاء اجتماعي مع بيئته.

ومع مرور السنين وكثافة البحث وزيادة فهمه للقضية الفلسطينية وعلاقاته مع الفلسطينيين، أصبح أكثر ثقة بمواقفه الأخلاقية اتجاه إسرائيل والصهيونيّة.

إعلان

ويعتقد المؤرّخ الإسرائيلي أن أكثر شيء يستمتع به "هو أن يكون الشخص الذي يحمل مرآة أمام مجتمعه، ويقول انظروا مدى قبحكم".

"اللوبي الصهيوني في ضفتي الأطلسي" من مؤلفات إيلان بابيه (الجزيرة) الكتب والمؤلفات

كتب المؤرخ الإسرائيلي إليان بابيه العديد من الكتب والمؤلفات، ومن أبرزها:

تاريخ موجز للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، نُشر عام 2025. عشر خرافات عن إسرائيل، نُشر عام 2017، وتم تحديثه بخاتمة جديدة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2023. أكبر سجن على كوكب الأرض: تاريخ غزة والأراضي المحتلة، نُشر عام 2016 وتُرجم إلى العربيّة عام 2020. وحصل على جائزة فلسطين للكتاب. ستنجح المقاطعة: وجهة نظر إسرائيلية، نُشر عام 2012. الفلسطينيون المنسيون: تاريخ الفلسطينيين في إسرائيل، نُشر عام 2011. خارج الإطار: النضال من أجل الحرية الأكاديمية في إسرائيل، نُشر عام 2010. التطهير العرقي في فلسطين، نشر عام 2006. بريطانيا والصراع العربي الإسرائيلي 1948-1950، نُشر عام 1988، وقال بابيه إنه فضح فيه "الأسطورة الإسرائيلية التأسيسية القائلة إنه في عام 1948 كانت بريطانيا عدوا للصهيونيّة وإسرائيل".

مقالات مشابهة

  • أحمد عمر هاشم: سيدنا محمد يشفع في جميع الخلائق يوم القيامة
  • حسام موافي: من يشمئز من ذكر الله والرسول عليه مراجعة نفسه
  • دعاء يوم 11 رمضان للرزق والفرج والتوفيق.. داوم عليه طوال اليوم
  • إيلان بابيه.. مؤرخ بدأ صهيونيا وانتهى معاديا لإسرائيل
  • بيلاروسيا تدخل على الخط لإصلاح مشروع الجزيرة
  • محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين
  • طرح مناقصة الخدمات الاستشارية لإنشاء تجمّع اقتصادي لسلاسل التبريد بالدقم
  • حكايات المؤسسين (4): حكاية جيش التأسيس – الحلم الذي اقترب من أن يصبح حقيقة
  • مجلس النوب يناقش قانون العمل الجديد.. المستشار محمود فوزي: المشروع المقدم من الحكومة وضع رؤية جديدة لحقوق العمال وأصحاب الأعمال دون الإخلال بمبدأ التوازن بين جميع الأطراف
  • هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!