تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

هاجم النائب طارق عبد العزيز عضو مجلس الشيوخ، استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض الفيتو خلال مناقشة طلب فلسطين نيل العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، مساء أمس، مؤكدًا بأن النظام الدولى فقد مصداقيته، وما قامت به أمريكا فضيحة للمجتمع الدولي، وآن الأوان لتغيير قواعد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الذي أضاع على مدار تاريخه حقوق شعوب وبلدان وبات طعنة في ظهر الحقيقة والعدالة.

وأضاف عبد العزيز في تصريحات للمحررين البرلمانيين اليوم، أن العالم تغير بشكل كبير، وما زال مجلس الأمن يقوم بالوصاية الجائرة على حقوق الشعوب والدول، في عودة لأنظمة الاستعمار البالية التي ولت في عقود الظلام والجور، وعانت منها البشرية لعقود من الزمن، ولا بد من وقفة حقيقية حتى لا يستمر نهج مجلس الأمن الدولي في الكيل بمكيالين والازدواجية في المعايير.

وشدد عبد العزيز، على أن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني راسخة ومحفورة في سجلات التاريخ وسينالوا حقوقهم مهما طال أمد الظلم ومهما استقوى مجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية، وأن فجر العدل سيسطع مهما طال ليل الظلم وأعوانه.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد استخدمت أمس الخميس، حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي، ضد طلب فلسطين نيل العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، في خطوة منعت الهيئة الدولية من الاعتراف الفعلي بدولة فلسطينية.

وصوت لصالح مشروع هذا القرار الذي تقدمت به الجزائر نيابة عن المجموعة العربية، 12 عضوًا، فيما امتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية فلسطين النائب طارق عبد العزيز عبد العزیز مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

نيران الدبلوماسية الأمريكية الصديقة

اقتضت التحالفات السياسية دوما وقوف الطرفين الحليفين في مربع واحد والدفاع عن بعضهما البعض على أساس المصالح أو القواسم المشتركة. وكان للتحالفات الموسمية المحددة بمصلحة أو وقت محدد أو تلك الاستراتيجية ذات العمق الثقافي أو الحضاري عمر طويل وتقاليد راسخة. تستوي في ذلك دول الشرق ودول الغرب؛ كان هذا حتى أتت نسخة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في ولايته الثانية لتقلب ما كان مستقرا.

إن مشهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في البيت الأبيض أبعد من مجرد خلاف دبلوماسي بين طرفين، بل هو تطبيق حرفي للنيران الأمريكية الصديقة حين تقرر أن تصيب بعض حلفائها بشكل علني ومن دون شفقة أو رحمة. ففي التقاليد العسكرية حين تضرب بعض الآليات العسكرية جنودا أو قواعد حليفة لها يعتبر الأمر خطأ غير مقصود حتى ولو كان مقصودا، ويغطي ستار الخطأ والعفوية على الحادثة، أما اليوم فإن نيران الدبلوماسية الأمريكية تستهدف الأصدقاء علنا وبشكل مقصود.

من أهم الانتقادات التي توجه للمعسكر الغربي في الدبلوماسية أنها قائمة على تعريف ضيق للمصالح المباشرة وأن هذه المصالح متغيرة طوال الوقت. والولايات المتحدة تحديدا تعرف بأنها من الدول التي تعتمد على الدبلوماسية الخشنة في علاقتها الخارجية، تلك الدبلوماسية التي تعتمد على الانتشار والتمدد عن طريق القوة العسكرية وقوة الاقتصاد، وليس عن طريق الدبلوماسية الناعمة التي تعتمد على أساليب مثل الثقافة والفنون مثلا.

من غير المفهوم ولا المبرر أن توجه هذه القوة الخشنة والنيران الصديقة لأطراف حليفة مثل أوكرانيا مهما كانت حدة الخلافات بين واشنطن وكييف. ولا يفسر الأمر طمع ترامب في معادن البلاد أو فكرة طول الحرب، لأنه في خلفية المشهد هناك حليف تاريخي أو بالأحرى حديقة خلفية للولايات المتحدة هي دول أوروبا الغربية التي تشعر بتهديد عميق من الدب الروسي وترى في أوكرانيا حاجزا جغرافيا وسياسيا في مواجهته.

يتضح أن الدبلوماسية الأمريكية في العهد الترامبي الجديد تعاني من قصر نظر شديد، فكل تقييماتها للأمور متعلقة بمصالح آنية أو مباشرة أو على الأقل قريبة الأجل، ولا يهمها من قريب أو بعيد الأبعاد الاستراتيجية أو بعيدة المدى. فقد شهدت العقود الماضية سباقا أمريكيا محموما من أجل مد النفوذ الغربي نحو الحدود الروسية مع جمهوريات أوروبا الشرقية، تمثل ذلك في دعم ثورات وضم للاتحاد الأوروبي وغيرها من الإجراءات. وكانت دوافع هذا السباق معروفة، ما ليس معروفا الآن هو لماذا تضحي الولايات المتحدة بكل هذا الرصيد الآن وفي مقابل ماذا؟ فهل تحتاج الخزانة الأمريكية لهذا القدر من التوفير الذي يترتب عليه إعاقة عمل حلف النيتو في أوروبا مثلا وتقليص النفوذ العسكرية الغربي فيها؟

أقرب التفسيرات أن العقيدة الأمنية التي بني عليها النيتو ما بعد الحرب الباردة كانت عقيدة هشة لا تصلح لأن تحل محل العقيدة القديمة التي صممت لمواجهة الاتحاد السوفييتي السابق، ولهذا كانت حروبها في السنوات الأخيرة ضعيفة التبرير والأساس القتالي، وقد تجلى هذا فيما حدث للنيتو في أفغانستان.

أوكرانيا ليست قطعا هي أفغانستان، لكن مهمة حلف شمال الأطلسي تكاد تتشابه؛ غموض شديد اكتنف مهمة الحلف في جبال أفغانستان، فماذا يريد الحلف بالضبط هناك؟ وما تعريف النصر والهزيمة؟ ومتى تنتهي المهمة؟ نفس السؤال يتكرر في أوكرانيا، فهل يريد الحلف دفاعا في المطلق عن أوكرانيا؟ وهل فشلت كل الجهود الدبلوماسية حقا في حل النزاع أم أن هناك عشوائية في اتخاذ قرارات الحرب؟ أتصور أن الفشل في الإجابة على هذه الأسئلة هو الذي قاد إلى المشهد التاريخي الدرامي الذي شاهدناه في البيت الأبيض بين رئيسي الولايات المتحدة وأوكرانيا.

x.com/HanyBeshr

مقالات مشابهة

  • هل انسحاب أمريكا من صندوق النقد والبنك الدولي سيغير قواعد اللعبة؟
  • بعد الفوز بالأوسكار.. صناع لا أرض أخرى يدعون لوقف التطهير العرقي بفلسطين
  • بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكرانيا من أمريكا
  • 3 مشروعات بالقليوبية تمثل مصر بمعرض العلوم والهندسة الدولي في أمريكا
  • خلاف على «ذراع بلايستيشن».. حبس المتهم بقتل طالب طعنًا في بولاق الدكرور
  • الشرع يكلف لجنة من 7 أعضاء لصياغة مسودة إعلان دستوري 
  • نيران الدبلوماسية الأمريكية الصديقة
  • حرب جديدة على الأبواب: تفعيل جبهة الساحل الغربي
  • أمريكا تدفع بورقة طارق صالح في وجه صنعاء
  • الدنمارك تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي للشهر الجاري