الري: وضع رؤية مستقبلية لتعزيز قدرات العاملين في تحلية ومعالجة ونوعية المياه
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
كتب- محمد فتحي:
عقدت اللجنة الدائمة العليا للسياسات" بوزارة الموارد المائية والري، برئاسة الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، وأعضاء اللجنة.
قال الدكتور سويلم، إنه تم خلال الاجتماع مناقشة السياسات العامة للوزارة خاصة ما يتعلق بتخطيط وتنمية الموارد المائية ورفع كفاءة استخدامها وتحسين أداء منظومة الري والصرف، وتعزيز التنسيق بين أجهزة الوزارة المختلفة.
وتم استعراض الموقف التنفيذي للمشروعات الكبرى التي تنفذها الوزارة، والتنسيق مع مختلف جهات الدولة بشأن هذه المشروعات، إذ تم خلال الاجتماع استعراض الموقف التنفيذي لمشروع إنشاء المسار الناقل لمياه الصرف الزراعي لمحطة الحمام بطاقة ٧.٥٠ مليون م٣/يوم، الذي تصل نسبة التنفيذ الحالية به لـ٧٠%، ويتكون المشروع من ١٢ محطة رفع ومسار ناقل بطول ١٧٤ كم "عبارة عن مسار مكشوف بطول ٩٢ كم ومسار مواسير بطول ٢٢ كم" بالإضافة لإعادة تأهيل مجاري مائية قائمة بطول ٦٠ كيلومتر.
وأوضح أن هذا المشروع يهدف لاستصلاح مساحات جديدة من الأراضي الزراعية اعتمادًا على مياه الصرف الزراعي المعالجة، كمثال للإدارة الرشيدة للمياه في مصر وإعادة تدوير المياه عدة مرات.
وأشار إلى أن مشروع المسار الناقل لمحطة الحمام سيضيف ٢.٤٠ مليار متر مكعب سنويا من مياه الصرف الزراعي المعالج إلى منظومة الري في مصر.
وتم خلال الاجتماع مناقشة مقترحات بإنشاء وحدة بالوزارة لتعزيز تطبيق مفهوم "الترابط بين المياه والطاقة والغذاء" Nexus في أنشطة الوزارة.
وأشار الدكتور سويلم لأهمية مفهوم "الترابط بين المياه والطاقة والغذاء" خاصة أن ٧٥% من المياه تستخدم في الزراعة وإنتاج الغذاء.
وأكد على ضرورة وضع رؤية مستقبلية شاملة لتعزيز قدرات العاملين بالوزارة في مجالات تحلية المياه للإنتاج الكثيف للغذاء، والمعالجة البيولوجية والكيميائية لمياه الصرف الزراعي وتحلية المياه المسوس "قليلة الملوحة"، ومراقبة وإدارة نوعية المياه وتطبيق مفهوم "الترابط بين المياه والطاقة والغذاء"، والتأكيد على الدور الهام لمركز التدريب الإقليمى للموارد المائية التابع للوزارة في رفع كفاءة العاملين بالوزارة في هذه المجالات ، مع أهمية الاستفادة من خبرات الدول الأخرى في مجال التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء مثل التجربة الناجحة لدولة المغرب الشقيقة في هذا المجال.
ووجه الدكتور سويلم بتشكيل مجموعة عمل مصغرة لدراسة تشكيل كيان خاص أو أكثر أو تعزيز بعض الإدارات القائمة حاليا، بحيث تكون هذه الكيانات معنية بموضوعات: تحلية المياه للإنتاج الكثيف للغذاء – معالجة مياه الصرف الزراعي – مراقبة وإدارة نوعية المياه - الترابط بين المياه والطاقة والغذاء.
وأكد سويلم على ضرورة إعداد جيل جديد من المهندسين قادر علي إدارة وصيانة محطات معالجه المياه الجديدة مثل محطات المحسمة وبحر البقر والحمام.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني التصالح في مخالفات البناء الطقس أسعار الذهب سعر الدولار سعر الفائدة رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان وزارة الموارد المائية الدكتور هاني سويلم منظومة الري والصرف الأراضي الزراعية طوفان الأقصى المزيد الترابط بین المیاه والطاقة والغذاء الصرف الزراعی
إقرأ أيضاً:
اتجاهات مستقبلية
echo adrotate_group(3);
اتجاهات مستقبلية
خطر الانفصالية “الإخوانية” على قيم التعايش في أوروبا
نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، هذا الأسبوع، حوارًا فكريًا مهمًا في قلب العاصمة الفرنسية، باريس، بالتعاون مع مجلس الشيوخ الفرنسي، بقاعة مونوري التاريخية في قصر لوكسمبورغ، بمشاركة نخبة من أعضاء مجلس الشيوخ والباحثين والخبراء من “تريندز” وفرنسا، وذلك في إطار جولته الأوروبية الأخيرة حول موضوع “تعارض الانفصالية الإخوانية مع قيم التعايش”، وهو الحوار الفكري الذي تمت مناقشة موضوعات فرعية عدة ضمن أعماله؛ مثل النزعة الانفصالية ومواقع نشر التطرف، وكيفية مكافحة النزعة الانفصالية في التجارب الراهنة، والصراع الإبستمولوجي ضد الإخوان المسلمين، والتسامح والتعايش ونموذج اتفاقية الألزاس- موزيل، وأخيرًا نفوذ الإخوان المسلمين في الجامعات. وقد تبادل المتحاورون مجموعة من الرؤى والمقترحات؛ لمواجهة خطر الانفصالية الإخوانية وحماية قيم التعايش.
تأتي أهمية الحوار وموضوعه من أن قضية التعايش والتطرف من القضايا الملحة، التي تشغل بال صنّاع القرار والمفكرين في مختلف أنحاء العالم، فضلًا عن أن مواجهة الفكر المتطرف، والتصدي للأيديولوجيات الهدَّامة عمل جماعي عالمي؛ وعليه فإن الحوار بين المؤسسات البحثية والمجتمعات الدولية يسعى إلى إيجاد فهم أعمق للتحديات التي يفرضها الفكر الانفصالي على المجتمعات المعاصرة، وتسليط الضوء على أهمية التعايش السلمي كركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والازدهار.
كذلك، تأتي أهمية عقد مثل هذا الحوار الفكري المهم في باريس، في ضوء ما تعبر عنه الجمهورية الفرنسية من قيم التعايش والانفتاح، وما تواجهه من تحديات بسبب الانعزال الاجتماعي، والتأثيرات الأيديولوجية المتطرفة لبعض التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم الإخوان. أيضًا، يُنظر لهذا النقاش بوصفه جزءًا أصيلًا للجهود المستمرة للتصدّي للانفصالية والتطرف الديني في أوروبا عامة، وفرنسا خاصة، بما يُعزّز قيم الجمهورية الفرنسية، وينال من محاولات التنظيمات المتطرفة والإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان، توسيعَ نفوذها الأيديولوجي في أوروبا عبر شبكات ومنظمات متعددة. ولعل ملف التمويل الخارجي للجمعيات الدينية، وتعزيز الرقابة على التعليم الخاص والتجمعات الدينية إحدى أدوات مكافحة القيم الانفصالية في أوروبا.
إعمالًا لذلك؛ تنتهج فرنسا استراتيجية متعددة الأبعاد لمكافحة الانفصالية وتعزيز قيم الجمهورية، تتضمن بُعدًا تشريعيًا، وآخرَ رقابيًا، وثالثًا تعليميًا، ورابعًا توعويًا. فتشريعيًا، أصدرت فرنسا، عام 2021، قانونَ “تعزيز مبادئ الجمهورية”، الذي يشمل تدابير تهدف إلى محاربة الأيديولوجيات الانفصالية. يفرض القانون رقابة مشددة على الجمعيات الدينية؛ لضمان التزامها بالقيم الجمهورية، ومنع تأثير الأفكار المتطرفة في المجتمع. ورقابيًا، تسعى السلطات الفرنسية إلى منع التدفق غير المشروع للتمويل الأجنبي إلى الجمعيات الدينية والمؤسسات الثقافية، بما يهدف إلى تقليل التأثير الخارجي، الذي قد يعزز التطرف أو الانعزالية في المجتمع الفرنسي. وتعليميًا، وضعت فرنسا قيودًا على التعليم المنزلي؛ لضمان تلقِّي جميع الأطفال تعليمًا متماشيًا مع القيم العلمانية للجمهورية، وهو الإجراء الذي يستهدف المدارس أو المراكز التعليمية غير الرسمية، التي قد تنشر أيديولوجيات متطرفة. أما توعويًا، فيأتي عبر التركيز على منع استخدام الأماكن العامة؛ لترويج الأفكار الانفصالية، أو الأيديولوجيات التي تتعارض مع مبادئ الجمهورية، ويشمل ذلك مراقبة الخطابات الدينية والأنشطة داخل المساجد أو التجمعات المجتمعية.
لقد أوضحت النقاشات في مجلس الشيوخ الفرنسي القلق بشأن أيديولوجية الإخوان المسلمين وخطرها الفكري والسلوكي على قيم التعايش في فرنسا وعبر العالم، وأكدت ضرورة كشف خطورة هذه الأفكار والممارسات، والتصدّي لها، بما يضمن الحفاظ على قيم التعايش الإنساني التي تتعرض للتهديد من هذا الفكر والسلوك الإخواني.