دار جدل كثيف حول كتيبة البراء وصارت انشودة براؤون، تريند كاسح يتغنى بها حتى في الأعراس وخارج الحدود. مما أثار حفيظة قحت/تقدم و مؤيدوها. وبغرض مهاجمتها و التشكيك فيها فقد بادروا بطرح تساؤلات حول أصل وجودها، وكثافة إعلامها ومشاركتها في العمليات الحربية إضافة الى الظهور اللافت لقائدها. يحاول هذا المقال فك شفرة العداء بين كتيبة البراء ومجموعة قحت/تقدم.

*عداء قحت/تقدم لكتيبة البراء:*
العداء في أصله هو عداء بين مشروعين نقيضين يتصارعان حول قيم المجتمع وموارده.
*يدعو أحدهما إلى التفكيك بينما يدعو الآخر إلى الإبقاء* يستعين أحدهما بالرافعة الخارجية، بينما يتجذر الآخر في المجتمع وينطلق من قيم ثابتة للحفاظ على السيادة الوطنية.
المشروع الاول تمثله قحت/تقدم، بينما الثاني رأس رمحه لتثبيته والدفاع عنه هو الجيش وما كتيبة البراء إلا مؤسسة صغيرة في منظومة وطنية متكاملة ويشكل العداء لها والتربص بها وتصيد أخطائها جزءا من حملة العداء الكبرى للمؤسساﭢ الوطنية، (يتربع على قمتها الجيش).

*العداء للجيش:*
والعداء للجيش لم يبدأ بالحرب الحالية ولم تكن أولى محطاته.
ولكنه بدأ قبل ذلك بكثير وبطيف واسع ومنتظم من المعارك المتنوعة، نذكر منها:
1/ الحملة الإعلامية الشرسة ضد الجيش تحت شعار معليش معليش ما عندنا جيش، والتي استخدم فيها خطاب الكراهية لمؤسسة الجيش نفسها بأعلى الدرجات.

2/ حملة الإهانة المعنوية القاسية ضد ضباط الجيش ومن أمام بوابة قيادته، إبان الاعتصام، بمنع الضباط من الدخول الى مقر قيادتهم وإخضاعهم الى تفتيش مذل، وما يمثله ذلك من إظهار السيطرة على المكان، إمتد إلى محاولة السيطرة على الجيش نفسه وذلك بفرض قيادة جديدة إختاروها من الصفوف الخلفية في سلم الترتيب العسكري وإحالة كل القيادات الأعلى إلى المعاش الإجباري.

3/ محاولة إحداث شرخ داخل مجتمع الجيش، بخلق جسم مغاير تحت مسمى شرفاء الجيش، والترويج لبعض الضباط الذين انحازوا لهذه الحملة ضد قادتهم وتصويرهم وكأنهم نواة الجسم الجديد والقيادة البديلة. خرق بعض الضباط نظام الضبط والربط الصارم واصدروا بيانات وشاركوا في الاعتصام وقاموا بأدوار فردية.

4/ الدعوة التي أطلقها وتبناها قادة قحت، بالطعن في مهنية وقومية الجيش والدعوة إلى تفكيكه و بناء جيش جديد نواته الحركات المسلحة التي تمردت على الجيش وحاربته لسنين عددا، وبدلوا اسمها من حركات التمرد إلى حركات الكفاح المسلح.

5/ الحملة الإعلامية الشرسة ضد منشاءات الجيش المهنية و الاقتصادية(خاصة مصانع وشركات التصنيع الحربي). والترويج الكاذب بأنها تستحوذ على 80% من جملة الاقتصاد السوداني. ثم جاء الاتهام الكاذب من صلاح مناع ضد شركة زادنا الزراعية بأنها تعمل في تجارة العملة وغسيل الأموال مما إضطر الشركة لفتح بلاغ ضده.

6/ البدء العملي في تفكيك الجيش بحل هيئة العمليات والمطالبة بحل جهاز الأمن نفسه ونجاحهم في تغيير قانونه وتقليص صلاحياته واستبدال قيادته و محاولة تكوين جهاز اخر منفصل يتبع لوزارة الداخلية وبالتالي مجلس الوزراء بعيدا عن مجلس السيادة.

7/ البدء العملي في إعداد الجيش البديل وذلك بتمويل حملات تجنيد الاف الجنود لصالح الدعم السريع وتمويل حفلات تخرجهم من وزارة المالية وحضور رئيس الوزراء وكل طاقم وزارته لهذه الإحتفالات.

8/ غزل الحكومة والشهادة الكاذبة لوزارة ماليتها في تمجيد شركات الدعم السريع ووصفها بأنها شركات وطنية تدعم الاقتصاد الوطني وتدفع ماعليها من ضرائب ولا تتبع للأفراد. و تعيين حميدتي كممثل للدولة في عدد من اللجان التنفيذية منها اللجنة الاقتصادية.

9/ الضغط عبر السفارات الأجنبية وآليات أخرى، لإنزال آلاف الضباط والجنود إلى المعاش، من الجيش والشرطة والأمن، و اعلان اسمائهم في قوائم متعددة وفي فترات زمنية مختلفة. وإصدار قرارات فعلية تحيلهم إلى المعاش.

10/ توقيع الشراكة السياسية مع قيادة الجيش التي اختاروها و فرضوها، للإستمرار في الحكم معا، خلال الفترة الانتقالية مفتوحة و استبعاد إقامة انتخابات، والضغط من أجل تنفيذ برنامج الحكم الذي حددوه وهو (تفكيك الخدمة المدنية +تفكيك الجيش +تفكيك الشرطة +تفكيك جهاز الأمن+ تفكيك مؤسسة القضاء والنيابة+ تفكيك المؤسسات الدينية في المجتمع+ تغيير القوانيين+ تغيير المناهج التعليميه+ إحداث تغيير اجتماعي عبر تعيين مستشارية النوع الجنسي، … الخ).

11/ ايجاد سند سياسي دولي يدعم بقائهم في الحكم مقابل تحقيق مصالح ذلك السند الدولي. وذلك من خلال عدة آليات منها:
✔️استجلاب بعثة للوصاية الدولية برئاسة الألماني فولكر بيرتس.
✔️استجلاب خبراء أجانب من معاهد ومنظمات ومخابرات دولية لكتابة مسعودة دستور الحكم فيما عرف بدستور نقابة المحامين.

✔️تحكم السفارات الأجنبية في أعمال الحكومة وأجندتها ودولاب عملها وتعيين موظفيها حسب الاعترافات الموثقة، والتصريحات والتحركات المكشوفة التي كان يقوم بها السفراء أنفسهم.
✔️التمويل الخارجي الذي تقدمه الحكومات والسفارات لكل أنشطة قحت/تقدم والمؤسسات التابعة لها.

✔️ دفع الحكومات والمؤسسات الأجنبية للمرتبات الشهرية لعدد من الموظفين وعلى رأسهم رئيس الوزراء وكل طاقم مكتبه.

12/ تصريح قادة قحت/تقدم، بضرورة وجود الدعم السريع كقوة موازية للجيش و ذلك لإنهاء احتكار الجيش للقوة العسكرية، مع بقاء التنافس والعداء بينهما دون أن يتغلب أو ينتصر أحدهما على الآخر حتى لا يتمكن من فرض سيطرته وأجندته.

13/ مطالبة قحت/تقدم، بأن تبقى هذه الإزدوجية في الدولة بين الجيش والدعم السريع لمدة عشرة سنين وأن يتم تقنينها في الإتفاق السياسي الإطاري مع كامل الاستقلالية والصلاحيات للدعم السريع في التسليح والتجنيد والتمويل والعلاقات الخارجية. مما يشكل سندا واضحا لصالح الدعم السريع وانحيازا كاملا له وقد تبدى ذلك جليا بعد اندلاع الحرب، بالتشكيك في مقدرة الجيش والترويج لهزائمه مقابل انتصار الدعم السريع وضرورة استسلام الجيش أو دخوله في مفاوضات سياسية تضمن شرعية الدعم السريع وبقاءه كقوة موازية عسكرية وسياسية و الترويج لصالحه عالميا ومحاولة التغطية الإعلامية والسياسية على جرائمه.

*كتيبة البراء بن مالك:*
1/ تشكيل مقاتل من ضمن عدد من التشكيلات الأخرى، تكونت بمشاركة فاعلة من كل الطيف السياسي والفكري والمهني للمجتمع، وليست حكرا أو حصرا على أي فئة.

2/جاءت مساهمة من المجتمع المدني في الحرب استجابة لنداء القائد العام والى ضرورة ملحة فرضتها جرائم الجنجويد واجتياحهم للمدن واستباحتهم لها.

3/يظهر على أدائها الإعلامي و اناشيدها ومخاطبات قائدها، التوجهات الاسلامية والدينية.
4/ تعمل تحت إدارة وإمرة وضبط وقانون الجيش.
5/ لم تنفصل ولم تقوم بأي عمل عسكري منفردة.

خلال سرد الحقائق أعلاه، يتضح أن العداء لكيبة البراء هو مجرد قطرة في بحر من الأمواج المتلاطمة من العداء للجيش نفسه والمشروع الوطني الذي يحرسه. ولكن تأتي أهمية هذا العداء، ليس في ذاته، ولكن باعتباره عنوانا للعداء إلى الجيش من ناحية أخرى، والى خصم سياسي هو فصيل الإسلاميين الوطنيين.

*خاتمة*
✔️المشروع الاساسي هو الهيمنة على السودان واحداث تغيير فيه ب(فرض أجنده محددة اجتماعية وايدلوجية وسياسية، مع تحكم الدول الخارجية صاحبة المشروع في مقدرات السودان الاقتصادية وتوجهاته السياسية).

✔️لتنفيذ هذا المشروع يلزم محاربة كل من يقف في وجهه ولو أدت تلك المواجهة إلى ما يحدث الآن من حرب وجرائم حرب.

✔️ العقبة الأساسية أمام هذا المشروع هي عامة الشعب والجيش وطيف وطني عريض من كل الشرائح الاجتماعية والسياسية والفكرية. وما العداء لكتيبة البراء إلا مجهود جزئي، ضمن خطة كبيرة.

د. محمد عثمان عوض الله
بقلم د. محمد عثمان عوض الله

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: کتیبة البراء الدعم السریع قحت تقدم

إقرأ أيضاً:

مسيرات تستهدف مدينة بولاية نهر النيل وتجدد المعارك بين الجيش والدعم السريع لليوم السادس على التوالي

متابعات – تاق برس – وكالات – تجددت المواجهات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم لليوم السادس على التوالي.

و‏تصاعدت أعمدة دخان كثيفة من عدة اتجاهات، شملت محيط سلاح الإشارة في مدينة بحري، ومنطقة المقرن الاستراتيجية قرب جسري السلاح الطبي والفتيحاب، إلى جانب منطقة السوق العربي بمركز العاصمة، إضافة إلى أحياء الصحافة وجبرة في محيط سلاح المدرعات التابع للجيش جنوبي الخرطوم.

كما شهد ‏محيط سلاح المدرعات معارك عنيفة هذا الصباح.

 

 

في الاثناء، استهدفت عدد من المسيرات الانتحارية مدينة شندي بولاية نهر النيل، شمال العاصمة الخرطوم، في وقت مبكر من صباح اليوم. وأطلقت المضادات الأرضية من الفرقة الثالثة مشاة التابعة للجيش القذائف لاعتراض مسار هذه الطائرات الصغيرة.

تحولت المناطق الواقعة بين نهر النيل والخرطوم بحري إلى ساحة قتال عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع
في حرب السودان، تستخدم مسيرات صغيرة متوسطة الكفاءة، بعضها صُنع في الصين. والأسبوع الماضي، ذكرت

صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن الإمارات زودت قوات الدعم السريع بطائرات مسيرة صينية من نوع “يونغ لونج”.

يأتي “تصعيد المسيرات” في نهر النيل عقب ازدياد وتيرة المعارك العسكرية في المناطق الواقعة بين الخرطوم بحري ونهر النيل شمال البلاد، حيث توجد منشآت مصفاة الجيلي للنفط، التي تحاول القوات المسلحة استعادتها من قوات الدعم السريع، بالتزامن مع إعادة سيطرتها على جسر الحلفايا والسيطرة على منطقتين على الأقل في الخرطوم بحري الأسبوع الماضي.

وشن الجيش هجومًا مساء السبت على محيط مصفاة الجيلي، الواقعة شمال الخرطوم بحري، على بعد (70) كيلومترًا. ويحرز الجيش تقدمًا بطيئًا بين الحين والآخر بسبب تحصينات الدعم السريع حول المنشأة النفطية الأكبر في البلاد.

وسمع السكان في مدينة شندي في وقت مبكر من صباح اليوم أصوات المضادات الأرضية من الفرقة الثالثة مشاة التابعة للجيش، وهي ترد على مسيرات حلقت فوق المنطقة العسكرية.

وتجاور ولاية نهر النيل الخرطوم بحري، المدينة التي تشكل مثلث العاصمة السودانية من الناحية الشمالية، ويفصل بينها وبين الخرطوم نهر النيل الأزرق. ويسعى الجيش إلى السيطرة الكاملة على بحري وصولًا إلى مصفاة الجيلي، خاصة مع التهديدات التي صدرت من جنود الدعم السريع وبعض القيادات الميدانية بشن هجوم على نهر النيل.

ويربط طريق الإمداد بين بورتسودان وولاية نهر النيل وصولًا إلى أم درمان، وإذا ما تمكن الجيش من استعادة الخرطوم بحري بالكامل؛ فمن المحتمل أن يحصل على خطي إمداد بين الموانئ الرئيسية شرق البلاد وبين أكبر منطقتين في العاصمة الخرطوم، وهما أم درمان والخرطوم بحري.

وكان الجيش قد أكد حسم الحرب عسكريًا، حسب تصريحات والي الخرطوم، في احتفال أقيم على شرف وداع مسؤول الأمن في أم درمان أحمد الطيب، عقب تعيينه مديرًا للدائرة السياسية بجهاز المخابرات.

 

مسيراتمصفاة الجيليولاية نهر النيل

مقالات مشابهة

  • وحدة خطاب (تقدم) و (مليشيا الدعم السريع) : اكذوبة إعدامات خارج القانون فى الحلفايا
  • الخارجية السودانية تقدم توضيحات جديدة بالصور عن إستهداف مقر سفير الإمارات بالخرطوم وتفاصيل تصفية مواطن على يد الدعم السريع
  • مسيرات تستهدف مدينة بولاية نهر النيل وتجدد المعارك بين الجيش والدعم السريع لليوم السادس على التوالي
  • بيان جديد للخارجية السودانية حول اتهام الجيش باستهداف مقر سفير الإمارات بالخرطوم
  • تصفية عشرات المدنيين على يد الجيش السوداني و«كتائب البراء»
  • الحديث ان حرب الدعم السريع هي ضد المواطن وليس ضد الجيش امر لايمكن مغالطته
  • الجيش السوداني ينفي استهداف منزل السفير الإماراتي ويتهم الدعم السريع
  • الجيش السوداني ينفي قصف مقر سفير الإمارات بالخرطوم.. ويتهم قوات الدعم السريع
  • مقتل عشرات السودانيين خلال معارك بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم
  • معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع بشمال الخرطوم