منع ايصال المساعدات الإنسانية في السودان جريمة حرب
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
أن يموت أحدهم اصبح مجرد رقم يضاف الي دفاتر القتلي ،الذين حصدتهم الات الموت الجماعي ،امام الرصاص الطائش و الدانات و الطائرات. تتعدد الاسباب والغدر واحد فلكل منا رواياته الخاصه لما شاهده وسمعه من الفاريين من جحيم الحرب فهل تعلم أن عدد القتلي المعترف به من حرب السودان فقط + ١٥٠٠٠ ؟ ولكن عدد الذين فارقوا الحياة لشح الدواء والغذاء أضعاف مضاعفة .
لاتوجد احصاءات دقيقه ،لعدد من قتلتهم فظائع الحرب وانتهاكاتها وادوات الموت الجماعي التي تحصد الأرواح (عساكر ومدنيين) ،فمن لم يمت بالسلاح مات بغيره من انعدام الخدمات العلاجيه ,والانسانيه ،خاصة في مناطق الحروب بعد أن دمرت الحرب المستشفيات فهناك تقارير تتحدث عن خروج الكثير من المستشفيات عن الخدمه لانعدام الامن فبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في فبراير 2024 عن السودان (٥٦ هجوم علي دور الرعاية الصحية بالإضافة إلي أن ٧٠% من العيادات الطبيه خارج الخدمه مما ادي الي تفشي الاوبئة والامراض- WHO).
هناك ارقام مفزعة عن حجم المعاناة والعنت الذي الم ببني وطني وثمة من يتحدثون عن منع المساعدات الإنسانية .
المعارك الاعلاميه بشأن فتح مسارات المساعدات كانت الاكثر ضجيجا بين المؤيدين والمعارضين تؤكد حقيقة واحده وهي حق الناس في الحياة ؛ فهو حق أصيل منحته كافة التشريعات السماويه والقوانين الانسانيه.
مهما عمل مروجو الحروب الي ضحد الحقيقة الوجوديه للإنسان ،فلا قيمة للحرب وشعاراتها وانتصاراتها ؛ التي يضحدها الواقع الإنساني المأزوم
فعدد من نزحوا ومن لجئو ، يؤكد ان الحرب كذبة إعلامية كبري لم تحقق غايتها زهاء عام كامل فلن ولم تحقق انتصارا واحدا الا في الاعلام.
انهزمنا نحن اصحاب الرايات البيض ،من عمال اغاثه وأطباء وممرضين ....الخ ،انها هزيمة الذات الإنسانية السوية أمام تجليات الأزمة وانعكاساتها أمام الرأي العام المحلي والعالمي .
يعترف العالم اخيرا أنها اكبر أزمة إنسانية منسية في العالم .
٢٥ مليون سوداني باتو بحاجه الي المساعدات الانسانيه ،هناك اطفال يموتون كل ساعة ،٢٠ نازح كل يوم ،....الخ ،انها لغة الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل .
أن بؤس هذه الحرب امتد ليشمل العمل الانساني فقد تحولت كل العمليات الانسانيه الي ساحة حرب ؛ فقد أوقفت المنظمات التي تعمل في الحقل الطبي كمنظمة اطباء بلا حدود من العمل بولاية الخرطوم بقرار من مفوضية العون الإنساني الاتحاديه .
كما تعرضت المركبات التي تنقل الموتي للنهب ،فقد نهبت ٨ عربات للجنه الدوليه للصليب الأحمر تنقل الموتي للنهب من قبل الدعم السريع ،في تحدي لكل النظم والقيم الانسانيه .
ليس ذلك وحسب بل تعرض عمال الإغاثة للقتل والتشريد والتنكيل والاتهامات المباشره بأنهم ينتمون إلي طرف من أطراف الحرب.
المعركة الآن معركة تصحيح مفاهيم ،في أنه حتي في ساعات الحرب يجب احترام حقوق الإنسان ،حسب القانون الدولي الإنساني .
في كل الحروب يجب احترام حقوق الإنسان والسودان ليس استثنائيا وليس بجزيره معزوله عن العالم.
في اوكرانيا ..أوقفت الحرب لفتح ممرات انسانيه.
وفي فلسطين كذلك تحرك العالم بأسره من أجل إيصال المساعدات ..
ومازال للسودانيين هم إنساني كبير بحجم معاناتهم فقد نالت منهم المصائب الثقال ..وهل ثمة مصيبة اكبر من الحرب ونتائجها الكارثية .
وفي الاخر ..تذكير
أن الحياة هبة من الله ..وليست منحة من أحد لتمنع أو تعيق تدفق المعونة والإغاثة الإنسانية ،ومنع المساعدات الانسانيه يعد جريمه تضاف الي جرائم الحرب .
amiouse149@gmail.com
سامي محمد علي يونس
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
فريق الخبراء يرصد 400 حادثة لإعاقة وصول المساعدات خلال 6 أشهر ويؤكد أن ممارسات الحوثيين قوضت الخدمات الإنسانية
أكد فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، أن الوضع الإنساني في اليمن يبعث على القلق الشديد مع وجود عوامل عدة تقوض وصول المساعدات الإنسانية وتوزيعها في مختلف أنحاء البلاد الغارقة بالحرب منذ عشر سنوات.
ورصد تقرير فريق الخبراء الأممي، الذي حصل "الموقع بوست" على نسخة منه، قرابة 400 حادثة خلال ستة أشهر من العام الجاري، أثرت على وصول المساعدات الإنسانية وتوزيعها، أغلبها في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
وذكر التقرير، أن مقدمي الخدمات الإنسانية أبلغوا الفريق الأممي بوقوع 260 حادثة أثرت على وصول المساعدات في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بـ 140 حادثة وقعت في الربع الأول من العام الحالي، مشيرا إلى أن معظمها تركز على تأخيرات إدارية في الموافقة على تصاريح العمل للمنظمات الإنسانية.
وأوضح التقرير، أن ما يتعرض له العاملون في المجال الإنساني من عمليات احتجاز تعسفي وإختفاء قسري على يد الحوثيين أدى لتقويض الخدمات الإنسانية، مؤكدا أن العاملين في المجال الإنساني أبلغوا فريق الخبراء أنهم يتجنبون العمل في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، نتيجة المخاطر التي يلاقونها.
وتطرق التقرير، إلى إجبار الحوثيين مختطفين من العاملين في المجال الإنساني على الإدلاء بإعترافات تدين زملائهم وتروج لما تزعم به جماعة الحوثي أنهم يعملون "جواسيس"، بالإضافة إلى التهديد بأحكام الإعدام وتجميد الحسابات المصرفية للعاملين في المجال الإنساني، الأمر الذي دفع العاملين في المجال الإنساني والإغاثي للمغادرة.
وتحدث التقرير، عن سيطرة الحوثيين على مكتب مفوضية حقوق الإنسان في أغسطس 2024م، والإستيلاء على الممتلكات والوثائق، الأمر الذي يقوض قدرات المنظمات وجهودها للوصول إلى المتضررين والمستحقين، فضلا عن تقويض الجهود السياسية للأمم المتحدة من أجل تحقيق السلام والأمن الدوليين.
وأشار التقرير، لإلزام جماعة الحوثي، المنظمات الدولية الحصول على الموافقة قبل تعيين موظفين وتقديم هيكل تنظيمي مفصل يضم المسميات الوظيفية للموظفين، مؤكدا أن هذا الإجراء يُمكّن الحوثيين من ممارسة سيطرة أكبر على الجهات الفاعلة في المجال الإنساني، بما في ذلك ما يتعلق بالمستفيدين من المساعدات الإنسانية.
وبين التقرير، أن جماعة الحوثي تخلق القيود المتعددة على حرية تنقل المرأة ما يزيد من العوائق في تقديم الخدمات المرتبطة بالمرأة مثل رعاية ما قبل الولادة، مشيرا إلى أن العاملات في المجال الإنساني قللن من أعمالهن الميدانية.
وأفاد فريق الخبراء، أن القصف الإسرائيلي على ميناء الحديدة في يوليو الماضي، دمر إمدادات الوقود للجهات الفاعلة في المجال الإنساني والتي كان جزء منها مخصص للمرافق الطبية، مشيرا إلى استمرار تقييم تأثير الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة، حيث أكد أن الميناء له أهمية بالغة في منع مزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية خصوصا في مناطق سيطرة الحوثيين.
وأكد التقرير أن الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر أدت لزيادة أسعار السلع وتأخير وصول المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن الهجمات الحوثية على خطوط النقل الأساسية أدت أيضا لزيادة إعاقة وصول المساعدات لليمنيين.