بين الاتفاق الإطاري ومؤتمر باريس الثاني
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
د. أحمد جمعة صديق
كان "الاتفاق الإطاري" سيتم توقيعه بين الشق العسكري في مجلس السيادة وقوى إعلان الحرية والتغيير (ق ح ت) يهدف إلى حل الأزمة السياسية في السودان وإعادة الحكم المدني. وقد احتوى أطراً هي المبادئ العامة التي تضمنت ترسيخ مبدأ العدالة والمحاسبة وآليات العدالة الانتقالية لوضع حد لظاهرة الافلات من العقاب.
وتطرق الاتفاق الى هياكل السلطة الانتقالية حيث تضمن مستوى سيادي مدني محدود يمثل رأس الدولة ورمز السيادة. كما شمل مستوى تنفيذي يرأسه رئيس وزراء مدني يتم اختياره من قبل قوى الثورة الموقعة على الاتفاق.وتضمن مجلساً تشريعياً وآخر للأمن والدفاع.
كما حدد الاتفاق الفترة الانتقالية بمدة عامين منذ تعيين رئيس الوزراء ويتم اختيار رئيس وزراء انتقالي من قبل قوى الثورة الموقعة على الاتفاق.وتشمل الإصلاحات المطلوبة إطلاق عملية شاملة لصناعة الدستور.وتنظيم عملية انتخابية شاملة بنهاية الفترة الانتقالية وإصلاح الأجهزة النظامية وتحديد مهامها.
بالاضافة الى إزالة تمكين نظام المعزول واسترداد الأموال والأصول المتحصل عليها بطرق غير مشروعة. كما اطر الاتفاق الى إصلاح القانون والأجهزة العدلية وبهذا فان هذا الاتفاق كان سيمهد لإنهاء الأزمة السودانية وتحقيق الاستقرار والديمقراطية في السودان وتكوين الدولة المدنية .
واتفاق بهذه البنود البسيطة والواضحة هو الذي دعى أحد الاطراف المتصارعة وهو الدعم السريع أن يبادر بالتوقيع على الاتفاق فوراً. وكان المتوقع ان يلحق الجيش بالتوقيع على البرتكول والذي لا نشك في انه مولود سوداني المولد والملامح. ولكن نكث الجيش على عهده. وتكشف تماماً – لحظتها - أن الجيش لا يملك ارادة وادارة امره تماماً وان الكيزان يسيطرون تماماً على مفاصل الجيش.
والاتفاق الاطاري وثيقة في رأي المتواضع قد قننت واصلّت العلاقة المستقبلية بين الجيش والدولة، وبالتالي بين الجيش والشعب. وفي رأي ان الأتفاق الاطاري لو سار على ما كان مخطط له لمهد لاعمال مصالحات ومعالجات كثيرة ربما كانت ستؤدي الى تفريغ الاحتقان والغبن الذي ملأ نفوس الناس من مؤسساته العسكرية والعدلية.
والسؤال لماذا بادر الكيزان لافساد هذا الاتفاق؟ الاجابة ببساطة انه كان نقطة مضيئة في نجاح الدبلوماسية السودانية الشعبية المدنية ان تثبت ان السودانيين قادرون على تفصيل وانتاج ما يناسب طقسهم من (ملابس) صيفية أو شتوية. والحقيقية الثانية أن الكيزان قد ادركوا با هذا الاتفاق سيكون لحظة فاصلة في تاريخ السودان الحديث اذ سيؤرخ لميلاد الدولة المدنية السودانية المختطفة منذ الاستقلال وهزيمة المشروع الكيزاني للأبد. اذن لا غرابة ان يصرح قادتهم بان توقيع هذا الاتفاق لن يتم الا على جثثهم. وهي صراحة هي اقصى درجات الوقاحة. والنتيجة افتعال المعركة بمهاجمة الدعم السريع للقضاء عليه كما كانوا يتوهمون في ايام معدودة، ثم يتفرغوا لتصفية الكادر المدني والعودة الى السلطة.
الاتفاق الاطاري في راي هو (الماجنا كارتا) السودانية وقد كان كفيل بوضع الاساس للسياسة السودانية كخارطة طريق واضحة المعالم لارساء قواعد الدولة المدنية التي رفع الشعب شعاراتها في المليونيات التي كانت تغطي وجه الشمس.
والآن تتكرر الهجمة الشرسة نفسها على نتائج مؤتمر باريس. والمؤتمر كما يعلم الجميع كان مؤتمراً مطلبياً لطلب إغاثات عاجلة لشعب السودان ولم يكن مؤتمراً سياسياً ليستدعى هذا العداء الرسمي من حكومة الامر الواقع في السودان.
كان المؤتمر ببساطة يسعى لجمع تبرعات لانقاذ الشعب السوداني من هلاك وجيز وهو أمر كانت الدولة السودانية نفسها أولى بالقيام به. وهو مشروع فشلت فيه تماماً كفشل الجيش في القيام بمهامه الدستورية في حماية الارض والعرض. وانطبق المثل ( لا بجدع ولا بجيب الحجار) وسيكون حال دولتنا مثل حال من (جو يساعدوه في دفن ابوه، دس المحافير).
لقد كان مؤتمر باريس أيضاً علامة أخرى مضيئة في نجاح الدبلوماسية الشعبية السودانية في تجاوز كل العراقيل التي تضعها حكومة الامر الواقع، لتستطيع مخاطبة العالم وعكس قضايا شعبنا الموتور.
التحية لكل من وضع لبنة من أجل البناء والتحية ل(تقدم وقحت) والتحية لرئيس الوزراء عبد اله حمدوك- الذي تدرع المهمة من غير من على بلده واهله.
كسره،،،
• لم لا يباشر (حمدوك) اعماله كرئيس للوزراء فهو لا زال الرئيس الشرعي في السودان؟؟؟
• لم لا يستدعى (حمدوك) مجلس وزرائه وتكوين حكومة (منفى) تخاطب العالم باسم السودان؟
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذا الاتفاق فی السودان
إقرأ أيضاً:
باريس تطالب بإعادة توحيد المؤسسات الأمنية لوضع حد لهيمنة الميليشيات في ليبيا
ليبيا – فرنسا تدعو لتشكيل حكومة موحدة وتنظيم الانتخابات في أقرب الآجالأكدت مندوبة فرنسا لدى مجلس الأمن الدولي، إليزابيث ماير، على ضرورة تشكيل حكومة ليبية موحدة تكون قادرة على تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في أقرب وقت ممكن، وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
الدعوة لكسر الجمود السياسيوفي كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن حول الأوضاع في ليبيا، التي نقلت تفاصيلها وكالة الأنباء الليبية “وال”، شددت المندوبة الفرنسية على أن تجديد العملية السياسية في ليبيا بدعم من الأمم المتحدة أمر لا غنى عنه لاستعادة البلاد وحدتها واستقرارها وسيادتها.
ودعت الأطراف الليبية والدولية إلى التعاون مع الممثلة الأممية الخاصة الجديدة، هانا تيتيه، للخروج من حالة الجمود السياسي، معتبرة أن تشكيل لجنة استشارية تحت رعاية البعثة الأممية لصياغة توصيات تحرك العملية السياسية في ليبيا خطوة إيجابية.
انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقةوطالبت المندوبة الفرنسية بضرورة تنفيذ انسحاب كافة القوات الأجنبية والمقاتلين المرتزقة من ليبيا، وفقًا لخطة الانسحاب التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2021.
وأكدت أنه يجب مواصلة الجهود لإعادة توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية في ليبيا، لضمان السيادة وإنهاء هيمنة المليشيات على مؤسسات الدولة.
تحسين الشفافية والمساءلة الماليةكما شددت على أهمية تعزيز الشفافية والحوكمة والمساءلة في إدارة أموال ليبيا، مطالبة باعتماد ميزانية موحدة لضمان استفادة الشعب الليبي من ثرواته.
إدانة لمحاولة اغتيال وزير الدولةوأدانت المندوبة الفرنسية محاولة الاغتيال التي تعرض لها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، عادل جمعة، مشددة على ضرورة تقديم الجناة إلى العدالة.
مخاوف من انتهاكات حقوق الإنسانوأعربت عن قلق بلادها إزاء تزايد الانتهاكات لحقوق الإنسان في ليبيا، مشيرة إلى عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفي واكتشاف المقابر الجماعية، مؤكدة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.