عذابات الدرويش ما بين متعة التصوف وكبد الحياة
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
(متعة العبادة في التصوف ,متعة عميقة تتجاوز كل المتع وفي رحاب التصوف نلتقي وبمعاني العبادة الأصيلة حقيقة نرتقي في سلم الروحانية ونجد في القرب من الله السبيل , التصوف متعة للقلب والباحث عن سكينة في زمن الفتن يجد فيه الروح مأوى ومرتعًا وبهجة العبادة في كل حين , في الذكر والفكر نعيش الحب , ونرى في كل ذرةٍ أسرار الوجود , التصوف دربٌ للمحبين , فيه القلب يعانق الخلود , فلنختم بالحب في كل كلمة , ونرفع الأيدي بدعاء صادق , التصوف متعة العبادة وفيه نلتمس السعادة والأنس الراقي )
سألت نفسي، هل للتصوف دور في حياتنا؟ لا أقول لك ولنفسي كما قال المتصوف ذو النون المصري عن المتصوف، فهو "عون للغريب، أب لليتيم، زوج للأرملة، حافي بأهل المسكنة، مرجو لكل كربة"، وهو في معاملته اليومية مع الناس هشاش بشاش.
في برهة بسيطة، قلت لنفسي المتصوفة ونحن أهل التصوف سواء بالحق، وبهذا السلوك الذي هو من صميم طبائع جل أهل السودان في التعامل مع الحياة والآخر. هذا ديدنهم بكل نقاء القلب وصفاء السريرة، وهذا أصيل ما بنفوسنا. هل تشاركوني الرأي فيما ذهبت إليه؟ ولا أظن أن التصوف هو انكفاء على الذات واستبطان للنفس وهروب من الواقع وفرار الفرد منا إلى عوالم الخيال التعلق الأرحب بالله. لقد استقرت في ذهني صورة سلبية عن التصوف قوامها جملة من الممارسات غير المقبولة التي تتجلى في تقديس الأولياء والتمسح بقبورهم والاعتقاد في قدراتهم الخارقة على تحقيق الكرامات ونيل الأمنيات والتقرب بهم إلى الله زلفى، سواء منهم الأحياء والأموات. فيكثر الالتجاء إليهم في الملمات وزيارتهم في المناسبات وتقام لهم الولائم والموالد أو الليالي الاحتفالية، ومن ذلك على سبيل المثال كتابة الأحجبة وعلاج المجنون. كلها كانت في نظري ممارسات ليست لها علاقة بالتصوف على الإطلاق، بالرغم من أني أحفظ الكثير من قصائد العشق الصوفي للمولى عز وجل وأقارن بين العقل الذي عشق بها الكم والولاء وهؤلاء الذين يسحقون قيمة التصوف في حياتنا بهذا العبث والسلوك الأعوج.
وشاع عن أهل الصوفية أنهم قوم قعدوا عن العمل والاحتراف وركنوا إلى التواكل والعيش من الصدقات والهبات واستمروا حياة الكسل والخمول، ولم يكتفوا بأن يكونوا عالة على المجتمع وهم ليس لديهم مصدر رزق غير عطايا المريدين والأنصار والزوار، بل أسهموا كذلك وبقوة في تخلف المجتمعات التي تعيش بالقرب من قبابهم بهذه السلوكيات. كانت نتاجًا لطغيان الدروشة والانجذاب وما يمكن أن نسميه بالتصوف الشاطح أو الدرويش أو العميق الذي ينداح فيه المتصوف خارجًا عن المألوف والمعقول لحد الجنون.
جعلت أقول إن الحاجة للتصوف إنسانية، وبالحق أن تجربة الصوفية قد تجاوزت في أبعادها الإنسانية فكرة القبول بالآخر والتعايش معه والتسامح مع اختلافه في الملة إلى محبته ورحمته والشفقة عليه والإحسان إليه ونفي أي شعور بالتفوق عليه. كيف لا وقد عدّ الصوفية المحبة روح الكون، ورأى مولانا جلال الدين الرومي أن "الطريق الصوفي كله مضمرًا في المحبة، وأن الروح التي ليس شعارها المحبة من الخير ألا توجد، ودعا إلى أن يكون المرء ثملا بالعشق لأن الوجود كله عشق". ويمكن أن نتخذ من ابن عربي مثالًا على ما بلغه البعد الإنساني في التصوف من سمو، ففضلا عن منزلة الإنسان في رؤية ابن عربي بوصفه كونًا جامعًا صغيرًا
التصوف يمثل مجالًا متنوعًا يجمع بين العبادة والروحانية والتفكير العميق. يمكن أن يكون للتصوف دور إيجابي في حياتنا إذا تم تطبيق قيمه الإنسانية بشكل صحيح ومتوازن.
التصوف هو مجال ديني داخل الإسلام يرتبط بالجانب الروحي والتجريبي. هناك العديد من المفاهيم الرئيسية في التصوف:
الزهد والتقرب من الله: ويعتبر التصوف اهتمامًا بالكمالات الأخلاقية والتقرب من الله. والصوفي يسعى للزهد في الدنيا والتركيز على الأمور الروحية.
التصوف كمسار روحي: ويعتبر التصوف مسارًا روحيًا يهدف إلى تحقيق الوحدة مع الله. ويشمل الصوفي الاشتغال بالصلاة والذكر والتفكير في الحقائق الإيمانية. والأركان الصوفية: هي أربعة أركان أساسية للطريق الصوفي: الجوع (قلة الطعام)، الصمت (قلة الكلام)، السهر (قلة النوم)، والعزلة (قلة مخالطة الأنام).
التجربة الروحية والتحقيق: ويعيش الصوفي تجربة داخلية تتعلق بالقرب من الله والتجربة الروحية. يسعى الصوفي لتحقيق الحقائق الإيمانية من خلال تجربته الشخصية.
التصوف يُعتبر الجانب الروحي العميق للإسلام، وهو المظهر الذي ينعكس على حياة الروحية الإسلامية. يُعتبر التصوف “ثورة روحية” في الإسلام، حيث يسعى الصوفيون إلى تجربة الله والوصول إلى الحقيقة الروحية. دعونا نلقي نظرة على كيفية تطور المعنى الروحاني في التصوف: الأصول الإسلامية: يستمد التصوف أصوله وبذوره من الإسلام نفسه، بما في ذلك القرآن والسنة. يُعتبر التصوف جزءًا من الدين الإسلامي، ويسعى لتجربة الله والوصول إلى الحقيقة.
التجربة الروحية: التصوف يركز على التجربة الروحية الشخصية. يُعتبر الصوفيون تجاربهم الروحية أساسًا لفهم الله والوصول إلى الحقيقة. هذه التجارب تتضمن الصلاة والتأمل والتصوف القلبي.
التفاعل مع العقل والفلسفة: بعض الفلاسفة كانوا متصوفين أيضًا، مما يشير إلى التفاعل بين العقل والتجربة الروحية. يُعتبر التصوف أحيانًا نتيجةً لتفاعل هؤلاء الفلاسفة مع الدين والتجربة الروحية.
التصوف والفلسفة: يُعتبر التصوف والفلسفة أسلوبين مختلفين للوصول إلى الحقيقة. التصوف يركز على التجربة الروحية، في حين تركز الفلسفة على البحث العقلي النظري. ، و التصوف يمثل طريقًا خاصًا للوصول إلى الله وتجربة الحقيقة الروحية. يُعتبر الصوفيون مرشدين للباحثين عن الروحانية والتجربة العميقة في الإسلام
يمكن للتصوف أن يكون مسارًا لتعميق العبادة والتقرب من الله ورسوله عسي ربي أن يجعله لي متعة العبادة يمنحني عميق التأمل فيمَا حولي . إليكم ما قلت بهذا المنثور تعبر عن عشق الله ورسوله: وهي تمثل حالتي الان
#عشق الروح
في حضرة الحب أقفُ خاشعًا
أرفعُ كفي بدعاءٍ ورجاء
يا من إليه القلوبُ تهفو
وفي محبته تجد السماء
يا رسول الله، يا خير هادٍ
فيكَ الأسوة والنورُ سرمد
أنت البدرُ في ليل الهدى
وبحبكَ يزهر القلبُ وينجد
يا ربِّ، في عشقكَ الروح تسمو
وبذكركَ تطمئنُ الأرواح
أنت العزيزُ الذي لا يُضام
وبجلالكَ تُزهر الأفراح
في السجودِ ألقى سكينةً
وبالتسبيحِ أغسلُ همي
يا من إليه المشتاقُ يرنو
أنت الملاذُ وأنت الأماني
يا ربِّ، في عشقكَ القلبُ يغرد
وبحبكَ ينسابُ الشعرُ رقراقا
أنت الحبيبُ الذي لا يُعادل
وفي ذكركَ تحلو الأوقاتُ دفاقا
اللهم صلي علي الحبيب المصطفي أرحمنا برحمتك أنك سميع مجيب .
زهير عثمان حمد
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إلى الحقیقة فی التصوف التصوف ی من الله أن یکون
إقرأ أيضاً:
بهجت العبيدي يدين الحادث الإرهابي المروع الذي وقع اليوم في ألمانيا
أدان الكاتب المصري المقيم بالنمسا، بهجت العبيدي، مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج، الحادث الإرهابي المروع الذي وقع اليوم في ألمانيا، وأسفر عن سقوط ضحايا أبرياء وإصابة العشرات.
وأكد “العبيدي” أن هذا العمل الإرهابي البشع لا يمت لأي دين أو أخلاق بصلة، مشيرًا إلى أن ألمانيا فتحت أبوابها لاستقبال المهاجرين المسلمين والعرب، ووفرت لهم الأمن والفرص والحياة الكريمة. وتساءل قائلًا: “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟”
وشدد العبيدي على أن مثل هذه الأعمال لا تمثل سوى أصحاب الفكر المتطرف، الذين يسعون لتشويه صورة الجاليات المسلمة وإحداث شرخ في نسيج المجتمعات المتعايشة.
كما دعا العبيدي إلى تكاتف دولي حقيقي لمواجهة الإرهاب من خلال التعاون الأمني وتجفيف منابع التطرف، مؤكدًا أهمية نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب.
وفي ختام تصريحه، أعرب العبيدي عن تضامنه الكامل مع الشعب الألماني الصديق وأسر الضحايا، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.
رحم الله الضحايا الأبرياء، وحفظ الله ألمانيا والعالم من شرور الإرهاب.