سفير روسي يروي تفاصيل مثيرة لقصة القبض على صدام ولقائه مع السيد الصدر
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
السومرية نيوز – دوليات
روى سفير روسيا في العراق بين 2005-2008، فلاديمير جاموف، رواية القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، مؤكدا أن الأخير كان مقتنعا بأن الحرب على العراق واقعة لا محالة. وفي حديث لبرنامج "قصارى القول" عبر RT عربية، ضمن سلسلة البرامج المكرسة لذكرى غزو واحتلال العراق في التاسع من أبريل 2003، لفت جاموف إلى أن القيادة العراقية وتحديدا صدام حسين ووزير الخارجية طارق عزيز "فهموا المعادلة وحاولوا بذل ما يمكن لدرئها لكن واقعيا، لم يكن لديهم القدرة على وقفها لأنه تم اتخاذ القرار بإطاحة النظام وإضعاف العراق وإخراجه من المعادلة في الشرق الأوسط".
وكشف أن "روسيا بذلت محاولات لإقناع صدام حسين بالاستقالة. ومعروفة المحاولة الأخيرة التي بذلها يفغيني بريماكوف مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين في زيارته الشهيرة إلى بغداد"، مبينا أن "موسكو كانت على دراية تامة وعلى جميع المستويات بأنه من الضروري تجنب هذه الحرب، أو على الأقل تأجيلها".
ورأى أن المهمة الروسية في بغداد كانت محاولة أخيرة من موسكو لمنع الحرب، موضحا أنه "في مارس عام 2003، وصل إلى بغداد يفغيني بريماكوف. الشخص الذي كان يعتبر مرجعية للدبلوماسيين الروس العاملين في الشرق الأوسط، يحمل رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين وحسب ما أعلم، كان يحمل فكرة تنحي صدام عن السلطة وتشكيل ما يمكن تسميته مجلس دولة أو لجنة إدارية، بحيث تضم ابنه الأصغر قصي الذي كان محبوبا ومحترما في العراق، على خلاف الأخ الأكبر عدي".
وذكر أن "اللقاء كان قصيرا، استغرق حوالي أربعين دقيقة، قدم خلاله الاقتراح الروسي، وإذ كان قد دعم هذه الفكرة عدد من الدول الأخرى"، كاشفا أن "صدام حسين ضحك وربت على كتف بريماكوف وقال "سنتحدث عن هذا الموضوع لاحقا" وعندما خرج، صرح طارق عزيز قائلا لبريماكوف "سترون بعد عشر سنوات كم كان قائدنا محقا".
ونوه جاموف إلى أن "طارق عزيز كان محللا بارعا وكان يمتلك خبرة جيدة في الشؤون الدولية. أظن أن عبارته تلك قالها للاستهلاك المحلي فقط. فقد كان بريماكوف والجميع يدركون أن صدام لن يوافق على الاقتراح".
وحول إلقاء القبض على صدام حسين ومحاكمته ومن ثم إعدامه قال السفير الروسي:
"عملية القبض على صدام وما تم بثه عبر التلفاز، أثارت الدهشة لدي ولدى البعثة الدبلوماسية لان الصور لم تكن تتوافق مع شخصية وطبيعة صدام حسين المعروفة وظهرت صور إخراجه من الحفرة بطريقة مهينة.. أما من ناحية الوقت فقد أشار الأمريكيون إلى أن ذلك حدث في شهر أكتوبر، بينما ظهرت نخلة تحمل رطبا جنيا وهذا مخالف لنظام الطبيعة في العراق لذا، لم تجد هذه الفرضية قبولا لدينا، وقد أثارت الانقسام في دائرتنا الدبلوماسية حيث توصلنا إلى فرضية أخرى مفادها أن صدام حسين لم يتم القبض عليه بمساعدة الأمريكيين، بل تم القبض عليه بمساعدة الأجهزة الأمنية في كردستان العراق بقيادة مسعود بارزاني".
وكشف أن المعلومات "تفيد بأنهم قاموا ببيعه وأن الأمريكيين اشتروه بثلاثين مليون دولار. فإذا كانوا قد دفعوا خمسة وعشرين مليون دولار للضباط الذين سلموا بغداد دون قتال، كما قيل فإن الحديث عن ثلاثين مليون دولار لشراء صدام لا يعد أمرا مثيرا للدهشة"، مضيفا: "هذه مجرد إشاعات ولكن الإشاعات في الشرق ليست عابرة ولا توجد نار بدون دخان. وما يزيد الأمر أهمية أن هذه المعلومات كانت تتداول في مقاهي بغداد التي أثق بها وبالأخص".
وتحدث جاموف عن ظروف وتفاصيل اللقاء مع الزعيم الشيعي السيد مقتدى الصدر في يونيو عام 2005، قائلا: "كان مقتدى الصدر في مقره بالنجف، والتي تبعد عن بغداد مسافة 160 كيلومترا، ولم تكن الطرقات آمنة. مساء يوم الجمعة، جاءني شخص وقال: "أنا من وزارة الداخلية وإلى حزب مقتدى الصدر". واستفسر مني عن رغبتي في لقاء مقتدى الصدر، فأجبته بالإيجاب قائلا: "لماذا لا؟"، فرد قائلا: "إذن، يلزم السفر إلى هناك".
وتابع: "على خلاف مسؤولياتنا الدبلوماسية، لم أخطر قيادتي في موسكو. اخترت السفر يوم السبت، لأن الانتظار للحصول على رد من موسكو كان سيستغرق وقتا طويلا. لذا، قررت التحرك على مسؤوليتي الخاصة صباحا بثلاث سيارات إحداها تابعة للسفارة واثنتان من وزارة الداخلية. وصلنا إلى النجف دون أي معوقات، لكنني كنت متفاجئا من الدمار الذي شهدته في كل مكان نتيجة للمعارك".
وأضاف: "التقيت بمقتدى، وجرى بيننا حديث مفيد. كان شابا في مقتبل العمر، درس الإسلام في إيران، وكان لافتا للنظر أنه الناجي الوحيد من سلالة الصدر، إذ قتل صدام حسين حتى والدته وخالته في نفس السجن الذي شنق فيه صدام حسين، هذا أولا. أما ثانيا، فكان هو الشخص الوحيد الذي قاوم الأمريكيين، إلى درجة أن هناك معارك دارت بالقرب من النجف وضريح الخليفة علي بن أبي طالب. بشكل عام، تحدثت معه، وبعدها كان المطلوب العودة إلى بغداد".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: مقتدى الصدر صدام حسین القبض على
إقرأ أيضاً:
صحفي يمني يروي تفاصيل ثمان سنوات من التعذيب في سجن الحوثيين
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
أبدى الصحفي اليمني عبد الخالق عمران، الذي قضى ثماني سنوات في سجن الحوثيين، تفاصيل التعذيب الذي تعرض له، مشيراً إلى أنهم وصفوه بأعداء الله.
وأوضح عمران، في حديثه لصحيفة “ذا ناشيونال”، أن الحوثيين استخدموا التعذيب النفسي والجسدي لتحقيق أهدافهم الأيديولوجية، موضحاً أنهم كانوا يضربونهم ويجلدونهم ويضعونهم في الحبس الانفرادي.
كما تحدث عمران عن محاولات غسيل الدماغ التي تعرض لها، حيث كان رجال الدين الحوثيين يصفون المعتقلين بالمنافقين والمرتدين.
ويرى عمران أن وصف الحكم عليه وعلى زملائه بـ”حكم إعدام” يضفي عليه شرعية ويغير من معناه، مشددا على أن ذلك ليس سوى “فتوى دينية” حوثية.
ومن الأمراض التي عانى منها عمران وزملائه الصحفيين أمراض القلب، وتضخم الكبد، والتهابات الكلى والمفاصل، وانزلاق غضروفي، والتهابات الجهاز التنفسي، وآلام الأعصاب، وهي بعض الأمراض التي يخفيها عمران تحت مظهره الأنيق، لكن الألم يظهر على وجهه كلما تحدث عن قصته أو حرّك جسده.
ويتابع عمران: “وضعوني في الحبس الانفرادي، في زنزانة لا تتجاوز مساحتها متراً في متر. كانت قذرة وباردة وكئيبة. عندما كانوا يخرجوننا، كانوا يعلقوننا على الحائط ويجلدوننا حتى ننزف، ثم يرفضون تقديم العلاج لنا”.
ويضيف عمران: “لم يكونوا يضربوننا للحصول على معلومات منا. كانوا يمتلكون كل بياناتنا على هواتفنا وأجهزتنا. كانوا يضربوننا لأننا كنا نُمثّل تهديداً وجودياً لهم”.
وأضاف أن نقل المعتقلين من مكان إلى آخر كان يشكل خطراً على حياتهم أحياناً، لافتاً إلى أنه كان يتم نقله وزملائه إلى مواقع يتوقع تعرضها للقصف في أي لحظة من قبل القوات التي تقاتل الحوثيين.
وتابع “كانوا يستخدموننا كدروع بشرية عندما يضعوننا في مستودعات الأسلحة”. وتابع “كانت عمليا نقلنا (إلى مواقع عسكرية) بمثابة الانتقال من الجحيم إلى الهاوية”.
ويقول عمران إن من وسائل التعذيب التي لا يُعرف عنها إلا القليل، والتي والذي يتعرض له المعتقلون في سجن الحوثي، هي التعذيب النفسي.
وأضاف “كانوا يشغلون لنا تسجيلات لساعات طويلة، من غروب الشمس حتى منتصف الليل، لرجال دين حوثيين يدعو علناً إلى هلاكنا وزوالنا. كانوا يصفوننا ليس وفقط بأعداء الدولة، بل بأعداء الله”.
وتابع: “خلال محاولات غسيل الدماغ، كان رجال الدين الحوثيين يصفون المعتقلين بالمنافقين والمرتدين”.
ويبحث عمران وزملاؤه المفرج عنهم عن العدالة، حيث يهدفون إلى تقديم دعوى قضائية أمام القضاء اليمني ضد قادة ميليشيات الحوثي الذين ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحقهم.
وبعد استيلائهم على السلطة، شن الحوثيون حملة قمع ضد الإعلام، متهمين إياه بتقويض قضيتهم الأيديولوجية وإيمانهم بأنهم القادة الشرعيين لليمن.