سودانايل:
2025-02-23@13:50:39 GMT

هل البرهان صار ناظر عموم السودان ؟!

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

تم إعفاء وزير الخارجية ... وبعدين !!.. وتم إعفاء عدد من الولاة ليحل محلهم عسكريون !!.. هل البرهان صار ناظر عموم السودان ؟!

ونحن في المنافي نفرح لأية بارقة أمل بأن حلم العودة بدأ يلوح في الأفق مثل الوشم في باطن اليد وقبل أن نسرف في التفاؤل تنطلق الدانات من بحري علي احياء ام درمان التي بدأت تلملم أطرافها وقد عاد إليها بعض ساكنيها وهذه العودة يؤرق صمتها مدافع حميدتي وطائرات البرهان ويهتف المواطن المسكين بينه وبين نفسه ( لقد اتفق الطرفان المتقاتلان بأنه لا سلام ولا كلام بالعاصمة أو بالولايات وحيثما انطلق المدفع الجنجويدي يعقبه قصف جوي وكلاهما يعتقد في قرارة نفسه بأنه حامي حمي المواطن واكبر داعية للديمقراطية والحرية والكرامة وليس عنده من هدف غير كرامة المواطن والسعي لجعله يرفل في الرفاهية مثله مثل مواطن الخليج والدول الاسكندنافية !!.

.
نريد أن نهمس في اذن الجنرالين بأننا شبعنا من مواعيدكم العرقوبية ومن ايهامنا كلما طلعت الشمس بأن فجر الخلاص قد شع نوره وان التمرد قد اندحر وانتصرت إرادة الشعب والطرف الآخر يردد نفس الاسطوانة والذي يحيرنا ونحن نعرف كمية الزيف والكذب المرسل علي عواهنه أثناء الليل وأطراف النهار ولكن مصيبتنا أن البعض منا مازالوا يهتفون لهذا الطرف أو ذاك مما يفاقم من فتق ثوبنا المثقوب اصلا وكل يوم يمر يزداد الفتق علي الراتق وقد بانت عورتنا وصرنا نجد الرثاء من العدو أكثر مما نجد من الاصدقاء الذين اوصلونا الي درك أسفل بتنا فيه جوعي وشبعت الكلاب وباتت بيوتنا مقابر واحتضن النيل الابيض أخاه الأصغر النيل الازرق ليس فرحا ولكن أسي وحزنا علي ضياع الأمة السودانية التي باتت كل وثائقها الثبوتية مشكوك فيها ترتجف منها مطارات العالم وصارت عملتها لاتساوي الورق الذي طبعت به وقد نسينا المشافي والطبيب المداويا والخدمات المستحقة لبني الإنسان تقدمها له دولة محترمة بها حكومة منتخبة خادمة للشعب وليست سيدة عليه ولا تتذكره حتي بقليل تهنئه بمناسبة العيد السعيد ولاتترحم علي الموتي وتسترهم بما يليق بكرامتهم ولا تسأل عنهم ولا يهمها أن كان الفرد منا قد ابتلعته امواج المتوسط أو هلك في الصحراء من العطش أو حصدته رصاصات حرس الحدود أو تم سجنه في زنازين أشبه باقفاص الدجاج ولو نجا من الموت فليس من مفر أن يباع في سوق النخاسة لتطل بوجهها من جديد تجارة الرقيق التي اعتقدنا أن العالم قد تحرر بما فيه الكفاية وان هذه الممارسة قد اختفت الي الأبد ولم يعد لها وجود !!..
إن جرح السودان قد تفوق علي كل الجروح في هذا العالم وان الحرب فيه ليس لها مثيل إذ حولت بلدنا الجميل المضياف الشجاع الأبي الكريم الي قطعان هائمة علي وجوهها تسير خبط عشواء تحت جنح الظلام وقسوة حر النهار بلا زاد ولا أمل في العودة لأرض الأجداد التي احتلها صبية من دول الساحل والصحراء يقودهم نفر من ضباطنا الذين تم انتدابهم لمليشيا الدعم السريع واحسنوا تدريب هذه المليشيا حتي صارت صنوا للجيش بل إنها بدأت تحس بأنها الاكثر شوكة والجيش يراها تكبر أمام عينيه وممنوع علي كائن من كان أن يقول ( بغم ) ... وبعد ما ( حدس ماحدس ) ومالطة وسوبا قد عمهما الخراب صارت اسطوانة دعاة الحرب أن الحرية والتغيير هي سبب البلاء ولكن هيهات ... هيهات !!..
وشنوا حملات علي مؤتمر باريس وعلي الرجل المهذب المتواضع العالم الاقتصادي ابن البلد وطالبوا بإعدامه بتهمة تقويض النظام القائم ... مع أن زرقاء اليمامة يتعذر عليها رؤيه هذا النظام الذي البسوه ثوبا فضفاضا من الشرعية وحقيقة هو ثوب يشف عما تحته والذي يرتديه هو عريان لامحالة مهما أسهب في الحديث وأكثر من الدعاية الفارغة حول نفسه التي هو أول من يعرف حقيقتها وأن الأمر كله هو مسرح للعبث واللامعقول وصمويل بيكيت ويوجين يونسكو وخليط من حكاياتنا مايو والرقص في الساحة الخضراء !!..
الشعب عاني من اهوال تدخله في قائمة جينيس للارقام القياسية ولكن المؤلم حقا أن الجنرالين مازالا يتحدثان عن الشعب ونهضته وأنهما من يضطلع بذلك... ويالها من مأساة تصل لمرحلة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي واستخدام الاغتصاب كوسيلة حرب للاجهاز الكامل لكل من تسول له نفسه أن ينادي بشعار ( الجيش للثكنات والجنجويد ينحل ) أو من يهتف ب ( تسقط وبس ) !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

السودان: الأمل الضائع في مواجهة الأزمات المستمرة والحروب المتجددة

بقلم: د. إبراهيم عمر(صاروخ)
منذ الاستقلال، واجه السودان سلسلة من الأزمات السياسية المتلاحقة والحروب الداخلية المستمرة، مما أعاق قدراته على تحقيق الاستقرار والنمو والتنمية. شهدت الأوضاع السياسية والأمنية تقلبات كبيرة، ما بين انقلابات عسكرية وثورات شعبية وحروب أهلية وقبلية. أدت هذه الأزمات والمشكلات إلى استمرار حالة دائمة من التشظي السياسي، وتفتيت النسيج الاجتماعي، والاستقطاب الإثني والجهوي، مما حال دون تحقيق الوحدة القومية والتكامل السياسي.
رغم الجهود المضنية والمتكررة للوصول إلى تسوية سياسية سلمية، وجد السودان نفسه في دوامة جديدة من الحروب الدموية والصراعات المميتة والفوضى العارمة. وفي ظل الأحداث المأساوية والمتسارعة، تزايدت المخاوف لدى السودانيين من مستقبل قاتم وغير آمن. يتجلى ذلك بشكل خاص مع إصرار مليشيا الدعم السريع والأطراف المتحالفة معها على تشكيل حكومة موازية. في المقابل، تصر القيادة العسكرية والمجموعات المتحالفة معها على أن لا مجال لوقف الحرب أو إجراء أي حوار بشأن الأزمة الجارية إلا بتحقيق النصر على الخصم أو الاستسلام.
هذا التموضع والتمترس يشيران إلى أن هدف طرفي الحرب هو تحقيق مكاسب خاصة بعيداً عن مصلحة الوطن والمواطن، مما يزيد من معاناة الشعب السوداني ويهدد وحدة البلاد ومصيرها. إن الإصرار على استمرار الحرب بلا هوادة يطرح تساؤلات ملحة حول كيفية الخروج من هذه الأزمة المركبة والنفق المظلم. فمن الواضح أن استمرار هذه الحرب الكارثية سيهدد مستقبل كيان الدولة السودانية وشعبه.
تحت وطأة هذا التعنت واللامبالاة، يتعرض المواطنون يومياً لانتهاكات جسيمة في حقوقهم بالنهب والسلب، بما في ذلك القتل الممنهج والدمار الشامل. للخروج من هذه الورطة، يتطلب الوضع تفكيراً جاداً مدعوماً بإرادة وطنية حقيقية لإيجاد حلول جذرية ودائمة للأزمة القائمة. إن العمل من أجل إنهاء الحرب يحتاج إلى أكثر من مجرد اتفاقات وتحالفات مرحلية وسطحية غير المجدية؛ بل يستوجب الأمر تقديم تنازلات من أجل مصلحة البلاد وشعبها.
من حق الشعب السوداني أن يعيش حياة مطمئنة وآمنة وكريمة، خالية من العنف والتنكيل والقتل والدمار. لتحقيق هذا الهدف، يجب على جميع فئات الشعب على مختلف توجهاتهم أن تتكاتف وتضع مصلحة الوطن فوق أي مصالح شخصية، حزبية، طائفية، قبلية وجهوية. إن الوضع الراهن لا يحتمل التأخير، بل يتطلب تحركاً عاجلاً وعملاً دؤوبا وجاداً للوصول إلى سلام شامل ومستدام ينهي مسلسل الحروب ومعاناتها.
رغم الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة الماثلة أمام الجميع، يبقى الأمل قائماً في الوصول إلى السلام الشامل المستدام. ولكن هذا الأمل يتطلب دفع جهوداً مشتركة وتنازلات وحواراً مستمراً لتجاوز هذه المراحل الحرجة من تاريخ بلادنا الحبيبة. إن المستقبل الأفضل الذي يتمناه الجميع يتطلب من الجميع تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والوطنية والإنسانية والمساهمة الفعالة من أجل أن يكون السودان حراً، مستقراً، مزدهراً وموحداً أرضاً وشعباً.

ibrahimsarokh@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الراعي: في اللحظة التاريخية التي نمر بها استطعنا أن نصمد ونقاوم ولتعد المحبة إلى نفوس المسئولين
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • لؤي ناظر يغني فرحا بفوز الاتحاد على الهلال .. فيديو
  • نحن مع التغيير العادل، ولكن ضد التفريط في وحدة السودان
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم
  • السودان: الأمل الضائع في مواجهة الأزمات المستمرة والحروب المتجددة
  • جائحة مؤامرونا التي تجتاح السودانيين
  • دراسة: كمية المياه التي تفقدها الأنهار الجليدية تعادل ما يستهلكه سكان العالم في 3 عقود
  • الجزيرة نت تكشف التعديلات الدستورية التي أجازتها حكومة السودان
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)