حملة جديدة يخوضها أهالي كسروان لإنقاذ أحد أهمّ وأجمل المعالم البيئية المصنّفة سياحياً وتراثياً في منطقتهم.. مرّة جديدة يجد هؤلاء أنفسهم بوجه المستثمرين والسماسرة يرفعون الصوت عالياً: أنقذوا جسر الحجر الطبيعي! فهذا المعلم المنصنّف منذ العام 1939 والذي أدرجته منظمة اليونيسكو ضمن لائحة الجرد العام العالمي، يشهد تعديات صارخة بغطاء "رسمي"، ما استدعى تحرّكاً عاجلاً أدى الى تنشيط القضاء واستحصال قرار بوقف الأعمال عنده.


 
تاريخ مع التعديات
ليست المرّة الأولى التي يعاني منها جسر الحجر ونبع اللبن في كفردبيان من التعديات، بل سبق أن مرّا "بقطوع" عامي 2008 و2014، حيث حاول أحدهم بناء منزل ومدرّج بالقرب من الجسر ودخل في حرب قضائية ضد وزير البيئة آنذاك، غير أن "تحريك الماء العكر" لم ينفع وأقفلت القضية بإفلات المعلم من براثن خبث الاستثمار.
 
الواقعة القديمة لم تلّقن السماسرة على ما يبدو دراساً في القانون، فمحاولة التطاول على الجسر عادت بموافقة دائرة التنظيم المدني في كسروان بالاضافةالى بلدية كفردبيان نفسها، اذ استند أصحاب المشروع السكني الى تراخيص وكشوفات صادرة عن دائرة التنظيم المدني للبدء بأعمال الحفر وسحب الرمال.
 
عضو مجلس بلدية كفردبيان، الناشطة الاجتماعية جوزفين زغيب، توضح لـ"لبنان 24" أن "الترخيص صدر أولاً عن مديرية التنظيم المدني، وهي جهة موثوقة بالنسبة لنا وللبلدية، لذلك لم يتمّ التدقيق في موقع الإنشاءات ولم تتنبه البلدية إلى وقوعه في نقطة محميّة بيئياً".
 
وتضيف زغيب: "لدى مشاهدتنا أن أعمال البناء تجري ضمن شعاع الحماية لجسر الحجر المحدّد بثلاثمائة متر وضمن حرم موقع نهر الكلب الطبيعي المحمي من قبل وزارة البيئة بموجب القرار 1/97 الصادر في العام 1998، تقدمنا بالتنسيق مع الحركة البيئية وجمعية أرض لبنان، بشكوى إلى رئيس بلدية كفردبيان، د. بسّام سلامة، الذي تجاوب معنا وجمّد العمل في الموقع على الفور".
 
مساحة حساسة.. ماذا عن تقييم الأثر البيئي؟
المساحة التي تجري بها أعمال الحفر في كفردبيان "حساسة بيئياً"، هذا ما تؤكده زغيب لـ"لبنان 24"، مشيرة الى أن "الحفريات الحاصلة اليوم تأتي على مسافة قريبة من جسر الحجر وحرم موقع نهر الكلب الطبيعي، ما يعني أن هذا المشروع يجب أن يخضع على الفور لدراسة الأثر البيئي (EIA) ليتقرر بناء على نتائجها وجوب إعطاء بناء من عدمها".
 
زغيب التي تسعى اليوم للضغط باتجاه توسيع الشعاع المحمي للجسر ليضمّ طرف مجرى نبع اللبن، من المنبع مروراً بالشير ووصولاً إلى الشلال، تشدّد على ضرورة "اجراء دراسة أثر بيئي من قبل مكتب استشاري متخصص قبل تنفيذ أي مشروع يتمّ العمل به على مسافة أقلّ من 500 متر من أي موقع أثري".
 
الأمر هذا يفرضه القانون أيضاً، فوفقاً لأحكام الباب الرابع من القانون 444\2002 (حماية البيئة)، على الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص اجراء دراسات الفحص البيئي المبدئي أو تقييم الأثر البيئي للمشاريع التي قد تهدد البيئة، بسبب حجمها أو طبيعتها أو اثرها أو نشاطاتها، على أن تراجع وزارة البيئة هذه الدراسات وتوافق عليها بعد التأكد من ملاءمتها لشروط سلامة البيئة واستدامة الموارد الطبيعية.
 
اليوم، نجح الحراك المدني مجدداً بحماية تراثنا البيئي وأوقف المدعي العام البيئي القاضي فادي ملكون الأعمال عند جسر الحجر الطبيعي على أن يَصدُر قرار نهائي في وقت قريب بشأن سحب الترخيص من عدمه؛ لكن من يمنع مستقبلاً مثل هذه التعديات؟ متى تتوقف المعركة مع طمع أصحاب المشاريع؟ وهل يدرك اللبنانيون يوماً قيمة أرضهم وبخس "دنانير الفضة" التي يسعون اليها على حساب تاريخ بلدهم، تراثه وثقافته؟!
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

شاهد بالصور.. في موقف يُجسد الشرف والأمانة.. شرطي سوداني يعيد مبلغ 250 ألف دولار ومبالغ أخرى لصاحبها بعد تعرض سيارته التي يقودها لحادث سير بالطريق القومي

تصدرت واقعة بطلها الرقيب شرطة طه حسين النور، “الترند” على مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان, وحققت انتشار واسعة لدرجة تناولها على منصات عالمية.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد ضرب الرقيب شرطة طه, أروع الأمثال في موقف يُجسد الشرف والأمانة والنزاهة.

وكان الرقيب, المتحري بقطاع مسمار بولاية البحر الأحمر، قد أعاد مبالغ مالية ضخمة من العملتين الأجنبية والمحلية  لصاحبها.

ووفقاً لمتابعات محرر موقع النيلين, فإن الشرطي الخلوق, أعاد مبالغ بينها ما يُقدّر بـ250 ألف دولار أمريكي، إلى جانب مبالغ أخرى بالعملة المحلية، عقب حادث مروري على الطريق القومي.

ياسين الشيخ _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصور.. في موقف يُجسد الشرف والأمانة.. شرطي سوداني يعيد مبلغ 250 ألف دولار ومبالغ أخرى لصاحبها بعد تعرض سيارته التي يقودها لحادث سير بالطريق القومي
  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
  • موقع البيئة في فكر الثقافة العربية: قراءة في ملف العدد 435 من مجلة “أفكار”
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد
  • الأمن البيئي يستعرض تقنياته الحديثة في حماية البيئة وتنميتها خلال معرض “بيئتنا كنز” بتبوك
  • غزة تحت الحصار والقصف : معاناة إنسانية تتجدد بين الأنقاض
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مخالفين لنظام البيئة
  • شاهد بالصورة والفيديو.. شاعرة وصانعة محتوى سودانية: (الكرشة أو “التنة” التي أمتلكها تعتبر من علامات الجمال وتساعدني على ربط التوب)
  • مغردون: هجرة الموساد فخ أمني بغطاء إنساني لتهجير أهالي غزة
  • نداء إلى “وزارة البيئة” و “الأمن البيئي”.. “خريصه” و “المغرّه” بعيدة عن عين الرقيب..!!