لبنان ٢٤:
2025-03-31@14:28:35 GMT
مخالفات بغطاء رسمي.. المعارك تتجدد لحماية جسر الحجر
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
حملة جديدة يخوضها أهالي كسروان لإنقاذ أحد أهمّ وأجمل المعالم البيئية المصنّفة سياحياً وتراثياً في منطقتهم.. مرّة جديدة يجد هؤلاء أنفسهم بوجه المستثمرين والسماسرة يرفعون الصوت عالياً: أنقذوا جسر الحجر الطبيعي! فهذا المعلم المنصنّف منذ العام 1939 والذي أدرجته منظمة اليونيسكو ضمن لائحة الجرد العام العالمي، يشهد تعديات صارخة بغطاء "رسمي"، ما استدعى تحرّكاً عاجلاً أدى الى تنشيط القضاء واستحصال قرار بوقف الأعمال عنده.
تاريخ مع التعديات
ليست المرّة الأولى التي يعاني منها جسر الحجر ونبع اللبن في كفردبيان من التعديات، بل سبق أن مرّا "بقطوع" عامي 2008 و2014، حيث حاول أحدهم بناء منزل ومدرّج بالقرب من الجسر ودخل في حرب قضائية ضد وزير البيئة آنذاك، غير أن "تحريك الماء العكر" لم ينفع وأقفلت القضية بإفلات المعلم من براثن خبث الاستثمار.
الواقعة القديمة لم تلّقن السماسرة على ما يبدو دراساً في القانون، فمحاولة التطاول على الجسر عادت بموافقة دائرة التنظيم المدني في كسروان بالاضافةالى بلدية كفردبيان نفسها، اذ استند أصحاب المشروع السكني الى تراخيص وكشوفات صادرة عن دائرة التنظيم المدني للبدء بأعمال الحفر وسحب الرمال.
عضو مجلس بلدية كفردبيان، الناشطة الاجتماعية جوزفين زغيب، توضح لـ"لبنان 24" أن "الترخيص صدر أولاً عن مديرية التنظيم المدني، وهي جهة موثوقة بالنسبة لنا وللبلدية، لذلك لم يتمّ التدقيق في موقع الإنشاءات ولم تتنبه البلدية إلى وقوعه في نقطة محميّة بيئياً".
وتضيف زغيب: "لدى مشاهدتنا أن أعمال البناء تجري ضمن شعاع الحماية لجسر الحجر المحدّد بثلاثمائة متر وضمن حرم موقع نهر الكلب الطبيعي المحمي من قبل وزارة البيئة بموجب القرار 1/97 الصادر في العام 1998، تقدمنا بالتنسيق مع الحركة البيئية وجمعية أرض لبنان، بشكوى إلى رئيس بلدية كفردبيان، د. بسّام سلامة، الذي تجاوب معنا وجمّد العمل في الموقع على الفور".
مساحة حساسة.. ماذا عن تقييم الأثر البيئي؟
المساحة التي تجري بها أعمال الحفر في كفردبيان "حساسة بيئياً"، هذا ما تؤكده زغيب لـ"لبنان 24"، مشيرة الى أن "الحفريات الحاصلة اليوم تأتي على مسافة قريبة من جسر الحجر وحرم موقع نهر الكلب الطبيعي، ما يعني أن هذا المشروع يجب أن يخضع على الفور لدراسة الأثر البيئي (EIA) ليتقرر بناء على نتائجها وجوب إعطاء بناء من عدمها".
زغيب التي تسعى اليوم للضغط باتجاه توسيع الشعاع المحمي للجسر ليضمّ طرف مجرى نبع اللبن، من المنبع مروراً بالشير ووصولاً إلى الشلال، تشدّد على ضرورة "اجراء دراسة أثر بيئي من قبل مكتب استشاري متخصص قبل تنفيذ أي مشروع يتمّ العمل به على مسافة أقلّ من 500 متر من أي موقع أثري".
الأمر هذا يفرضه القانون أيضاً، فوفقاً لأحكام الباب الرابع من القانون 444\2002 (حماية البيئة)، على الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص اجراء دراسات الفحص البيئي المبدئي أو تقييم الأثر البيئي للمشاريع التي قد تهدد البيئة، بسبب حجمها أو طبيعتها أو اثرها أو نشاطاتها، على أن تراجع وزارة البيئة هذه الدراسات وتوافق عليها بعد التأكد من ملاءمتها لشروط سلامة البيئة واستدامة الموارد الطبيعية.
اليوم، نجح الحراك المدني مجدداً بحماية تراثنا البيئي وأوقف المدعي العام البيئي القاضي فادي ملكون الأعمال عند جسر الحجر الطبيعي على أن يَصدُر قرار نهائي في وقت قريب بشأن سحب الترخيص من عدمه؛ لكن من يمنع مستقبلاً مثل هذه التعديات؟ متى تتوقف المعركة مع طمع أصحاب المشاريع؟ وهل يدرك اللبنانيون يوماً قيمة أرضهم وبخس "دنانير الفضة" التي يسعون اليها على حساب تاريخ بلدهم، تراثه وثقافته؟!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
في بيروت.. جولة لوزير الثقافة والسفير الإيطالي في موقع التل الأثري
جال وزير الثقافة غسان سلامة والسفير الإيطالي فابريتسيو مارتشيللي، في أرجاء موقع التل الأثري وسط بيروت، بحضور محافظ بيروت القاضي مروان عبود، المدير العام للآثار المهندس سركيس الخوري، والباحثة الأثرية لور سلوم، وذلك في إطار متابعة موضوع تنظيف وتأهيل ورفع ثلاثي الأبعاد للموقع من قبل الفريق الأثري الإيطالي -اللبناني، للسنة الثانية على التوالي وبمتابعة مباشرة من وزارة الثقافة - المديرية العامة للآثار، وبالتنسيق الكامل مع محافظة بيروت.وشدد وزير الثقافة على "أهمية تضافر جهود كل الأطراف المعنية في وسط بيروت من أجل حماية موقع التل الاثري وتأهيله، لا سيما محافظة مدينة بيروت وشركة سوليدير، إضافة إلى دور المديرية العامة للآثار، في تحضير الملفات اللازمة للعمل على ادراج الموقع على لائحة التراث العالمي، والعمل على اعادة تفعيل مشروع متحف بيروت".
إلى ذلك، قالت وزارة الثقافة في بيان: "كان لوقع الاكتشافات الأثرية لموقع التل أهمية قصوى خلال بداية إعمار وسط مدينة بيروت، حيث حمل تاريخ المدينة إلى العالمية، وكان للحفريات الأولية التي قام بها فريق الجامعة الأميركية وفريق متحف الأميركية وفريق ثالث من الجامعة اللبنانية دور مهم في هذا الاكتشاف، في دلالة واضحة عن تطور مدني في الحقبات التاريخية القديمة ما بين البرونزي الوسيط والحديث، إضافة الى فترة الحديدي. وحاليا، تستكمل الجامعة اللبنانية وجامعة بولونيا الحفريات على التل الأثري. ورغم الفترة القصيرة التي لا تتجاوز العشرة أيام من العمل المتواصل، فالنتائج مبهرة".
وأشارت إلى أن "المشروع يهدف إلى الإضاءة على أهمية التعاون بين الجهات العلمية للوصول إلى حقائق أثرية وأهمية استعمال التكنولوجيا الحديثة في العمل الأثري"، وقالت: "كما هو معلوم، فإن هناك مشروع قيد المتابعة، على أمل التنفيذ في القريب العاجل، وهو إنشاء متحف تاريخ بيروت حيث يتناغم مشروع المتحف مع المكتشفات المنقب عنها في التل الأثري وعرضها ضمن "حديقة أثرية في الهواء الطلق". مواضيع ذات صلة وزير الثقافة تفقد المواقع الأثرية في صور المتضررة من العدوان الإسرائيلي Lebanon 24 وزير الثقافة تفقد المواقع الأثرية في صور المتضررة من العدوان الإسرائيلي