حكم صلاة سنة الجمعة القبلية.. آراء الفقهاء وعدد الركعات
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه قد اتفق علماء الأمة سلفًا وخلفًا على أن سنة الجمعة القبلية مشروعةٌ مستحبةٌ، وقد ورد فعلها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجماعةٍ من الصحابة الكرام والسلف الصالح رضي الله عنهم، ولا وجه للقول بكراهتها فضلًا عن بدعيتها أو تحريمها، بل القول ببدعيتها هو البدعة المنكرة.
. المكان الأفضل لصلاة سنة الجمعة البعدية
وأضافت دار الإفتاء، في إجابتها على سؤال: ما حكم سنة الجمعة القبلية؟ أنه قد اتفق العلماء على مشروعية التنفل بعد صلاة الجمعة؛ على اختلاف بينهم في الأفضل؛ هل هو ركعتان أو أربع، أما النفل قبل الجمعة؛ فهو إما أن يكون نفلًا مطلقًا، أو سنةً راتبة.
فأما النفل المطلق: فلا خلاف في جوازه بين الفقهاء؛ فهو جائزٌ بل مستحبٌّ، ومن الأدلة عليه:
حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى» رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنِ اغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ» رواه مسلم.
أما السنة القبلية الراتبة للجمعة فقد اختلفوا فيها على قولين:
القول الأول: أن للجمعة سنةً قبليةً راتبةً، وهو قول الحنفية، وقول الشافعية في أظهر الوجهين، وقول الحنابلة في إحدى الروايتين، بل هو قول أكثر العلماء كما يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي.
فعند الحنفية: سنة الجمعة القبلية أربع، والبعدية أربع؛ قال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار" (1/ 452، ط. إحياء التراث): [وسُنَّ مُؤَكَّدًا أربعٌ قبلَ الظُّهر، وأربعٌ قبلَ الجمعة، وأربعٌ بعدَها بتسليمة] اهـ.
وقال الشافعية: أقل السُّنّة ركعتان قبلَها، وركعتان بعدَها؛ قال العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج على شرح منهاج الطالبين" (1/ 220، ط دار الفكر): [وبعد الجمعة أربع، وقبلها ما قبل الظهر؛ أي: ركعتان مؤكدتان وركعتان غير مؤكدتين] اهـ.
القول الثاني: أنه ليس للجمعة راتبة قبلية، مع مشروعية التنفل المطلق بالصلاة قبل الجمعة، وهو قول المالكية، وأحد قولي الحنابلة.
أما المالكية: فليس عندهم مع الصلوات المكتوبات رواتب محدودات، مع جواز التنفل المطلق؛ قال العلامة ابن شاس المالكي في "عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة" (1/ 133، دار الغرب الإسلامي): [الفصل الأول: في الرواتب، وهي المفعولة تبعًا للفرائض، كركعتي الفجر، وركعة الوتر. وعد القاضي أبو محمد، من ذلك الركوع قبل العصر، وبعد المغرب. وقال في الكتاب: قلت: هل كان مالك يؤقت قبل الظهر من النافلة ركعات معلومات أو بعد الظهر، أو قبل العصر، أو بعد المغرب، فيما بين المغرب والعشاء، أو بعد العشاء؟ قال: لا، وإنما يؤقت في هذا أهل العراق] اهـ.
وأما الحنابلة: فهم متفقون على استحباب الصلاة قبل الجمعة؛ ثم منهم من يجعل ذلك سُنّةً راتبةً، ومنهم من يجعلها نفلًا مطلقًا؛ قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "فتح الباري" (8/ 333-334، ط. مكتبة الغرباء): [وقد اختلف في الصلاة قبل الجمعة: هل هي من السنن الرواتب كسنة الظهر قبلَها، أم هي مستحبة مرغَّبٌ فيها كالصلاة قبل العصر؟ وأكثر العلماء على أنها سُنَّةٌ راتبةٌ، منهم: الأوزاعي، والثوري، وأبو حنيفة، وأصحابه، وهو ظاهر كلام أحمد، وقد ذكره القاضي أبو يعلى في "شرح المذهب" وابن عقيل، وهو الصحيح عند أصحاب الشافعي. وقال كثير من متأخري أصحابنا: ليست سنةً راتبة، بل مستحبة] اهـ.
وعنه: أرْبَعٌ بسَلامٍ أو سلامين، قالَه في "الرعاية" أيضًا، قال الشَّيخُ تقيُّ الدين: هو قولُ طائفةٍ مِن أصحابِنا أيضًا، قال عَبْدُ اللَّهِ: رأيْتُ أبِي يصلِّي في المَسجِد إذا أذَّن المُؤَذِّنُ يومَ الجمعة ركعاتٍ، وقال: رأَيتُه يصلِّي ركعاتٍ قبلَ الخُطْبَةِ، فإذا قَرُبَ الأذانُ أو الخُطْبةُ تربَّع ونكَّس رأْسَه. وقال ابن هانئٍ: رأيتُه إذا أخَذ في الأَذانِ قامَ فصلَّى ركْعَتَين أو أرْبعًا، قال: وقال: أخْتارُ قبلَها رَكْعَتَين وبعدَها سِتًّا، وصلاةُ أحمدَ تدُلُّ على الاسْتِحْبابِ] اهـ.
وقد رد العلماء على من يدعي بدعية الصلاة قبل الجمعة؛ فصنف الحافظ ابن رجب الحنبلي في هذه المسألة كتابين مستقلين أثبت فيهما مشروعية الصلاة قبل الجمعة، هما: "نفي البدعة عن الصلاة قبل الجمعة"، و"إزالة الشنعة عن الصلاة قبل الجمعة"، وبعده الحافظ ابن الملقن وقد سبق النقل عنه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سنة الجمعة القبلية سنة الجمعة حكم سنة الجمعة صلاة الجمعة دار الإفتاء الصلاة قبل الجمعة الحافظ ابن
إقرأ أيضاً:
عبارات عن أول جمعة من ذو القعدة
يعتبر يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وخاصة إذا كان في شهر ذو القعدة أحد الأشهر الحرم، يحظى بمكانة عظيمة عند المسلمين، ويهتم الكثير بالبحث على مواقع التواصل الاجتماعي عن أجمل العبارات عن يوم الجمعة في ذي القعدة، وفيما يلي أجمل عبارات عن أول جمعة في ذي القعدة 2025- 1446:
اقرأ ايضاًفيما يلي مجموعة من العبارات والكلمات الجميلة والمعبّرة عن أول جمعة من شهر ذو القعدة وهو أحد الأشهر الحرم:
نسألك يا رب يا الله في أول جمعة في ذو القعدة، أن تتقبّل منّا صيامنا وقيامنا وصالح عملنا، وأن تجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور دروبنا، اللّهمّ يا رب إعتق رقابنا عن النّار وأغفر لنا الذّنوب والخطابا.في أول جمعة من ذي القعدة 1446، اللهم اجعلها جمعة خير وفرج وبركة، واغسل قلوبنا من الهموم واملأها رضا.يا رب في أول جمعة من ذي القعدة 2025- 1446، افتح لنا أبواب رحمتك، وارزقنا من حيث لا نحتسب، وبلغنا ذو الحجة ونحن في أحسن حال.من عبارات عن أول جمعة في ذو القعدة ها قد أقبَلَ يوم الجمعة من شهر ذو القعدة وهو من الأشهر المحرمة ليبعث البهجة والفرحة والسعادة في قلوبنا، جاء ليشغلنا بالأذكار والعبادات والتسابيح، كما في نهاره ساعةٌ لا تردّ بها دعوة، جعلنا الله وإيّاكم ممن تُستجاب لهم الدّعوات وتحقق لهم الأمنيات.اللهم في هذه الجمعة المباركة والطيبة، اجعلنا من التائبين، ووفقنا في ذي القعدة لما تحب وترضى، واكتب لنا حج بيتك الحرام.بمناسبة أوّل جمعة في شهر ذو القعدة، أسأل الله أن يمتّعنا براحة البال، وصلاح الحال وقبول الأعمال، ونسألك يا الله دوام النّعمة وزوال النّقمة وكفايتنا عن شرّ الإنس والجان.أدعوك يا الله يا الله يا الله أن تجعل سعينا في ذو القعدة المبارك مشكورًا، وذنبنا فيه مغفورًا، وصيامنا فيه مقبولًا.في أول أيام ذي القعدة نسأل الله أن تكون بدايتها نور، ووسطها سرور، ونهايتها بشرى وخير.من أول جمعة في ذي القعدة 1446، لنبدأ عهدًا جديدًا مع الله… بالصلاة، والصيام، والنية الصادقة.في أول جمعة من ذي القعدة وهو فرصة جديدة للذكر، والدعاء، والتوبة، فاغتنمها بقلبٍ خاشع ونفسٍ مطمئنة.شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم، وأول جمعة فيه نفحة ربانية… فاغتنموا النفحات، وأكثروا من الاستغفار والدعاء.جمعة مُباركة للجميع.عبارات عن يوم الجمعة المباركةفيما يلي مجموعة من العبارات عن يوم الجمعة المباركة:
اللهم في يوم الجمعة، ارزقنا من الطمأنينة بقدر ما تمنيناه، ومن الفرح ما ظنناه بعيدًا.الجمعة هو نورٌ للقلوب وراحةٌ للصدور، وفرصة لتجديد العهد مع الله، جمعة مباركة.جمعة الخير، وجمعة النور، وجمعة الدعاء المستجاب.أسأل الله أن يرزقكم فيها من كل خير.في يوم الجمعة المبارك والدعاء فيه مستجاب، اللهم اجعلنا ممن عفوت عنهم، ورضيت عنهم، وغفرت لهم، وحرّمت عليهم النار.يوم الجمعة فيها ساعة لا يُرد فيها الدعاء، فلا تضيّعها.يوم الجمعة هو سكينة تنزل على القلوب، ودعوات ترتفع إلى السماء، فاغتنموها بذكرٍ ودعاء. كلمات دالة:عبارات عن أول جمعة من ذو القعدةيوم الجمعة تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن