إيمان كمال تكتب.. «شيرين سيف النصر» الجميلة التي توهجت في دراما التسعينات
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
لم تحقق رغبتها الأخيرة في العودة وتمنت المشاركة في "الاختيار" على عكس النجومية والوهج الذي حققته شيرين سيف النصر خلال مشوارها الفني الذي امتد لما يقرب من 17 عاما، اختارت أن يكون رحيلها بهدوء، بعد أن أعلن شقيقها شريف سيف النصر خبر رحيلها مشيرا إلى أن وصيتها أن لا يتم الإعلان عن الوفاة إلا بعد الجنازة والدفن الذي تم في مقابر عائلتها، وأوضح أنها أيضا طلبت عدم إقامة عزاء.
اختارت شيرين سيف النصر طبقا لوصيتها الرحيل الهادئ، كما عاشت خلال فترة ابتعادها عن الوسط الفني منذ عام 2007 بعد أن قدمت آخر أعمالها "أصعب قرار" مع المخرج عمرو عابدين، فاقتصر ظهورها من ذلك الوقت على بعض اللقاءات الصحفية التي تحدثت خلالها عن الوسط الفني بمحبة وحنين ورغبة في العودة بشرط أن تجد العمل الذي يناسب ما قدمته خلال رحلتها الفنية، فكانت تشيد بالأعمال الفنية ومنها "الاختيار" الذي كانت تتمنى أن تكون أحد بطلاته، وأشادت أيضا بالعديد من المسلسلات مثل "بطلوع الروح" للمخرجة كاملة أبو ذكري.
شيرين سيف النصر التي اكتشفها يوسف فرنسيس أثناء تواجدها في فرنسا حيث عاشت هناك لعدة سنوات، لتشارك بدور صغير للغاية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي في "ألف ليلة وليلة".
لكن احتراف التمثيل جاء في التسعينات حين منحها المخرج أحمد صقر فرصة البطولة في فيلم "الأستاذ" عام 1990، وهو مخرج مسلسلها الأشهر "ومن الذي لا يحب فاطمة" الذي قدمت خلاله شخصية "فاطمة" أو مارجريتا" وحقق لها المسلسل شعبية جارفة.
جمالها الآخاذ وملامحها الشقراء صاحبها ذكاء في الاختيار، إلى جانب كونها كانت أكثر بنات جيلها حظا في الوقوف في أكثر من عمل فني مع عادل إمام في أفلام "النوم في العسل" مع المخرج شريف عرفة، و"السفارة في العمارة" مع رامي إمام"، إلى جانب مشاركتها مع الزعيم في مسرحية "بودي جارد".
كانت شيرين سيف نصر أيضا بطلة أمام أحمد زكي في فيلم "سواق الهانم" مع المخرج حسن إبراهيم وبطولة سناء جميل وعادل أدهم وعبلة كامل.
سينمائيا، قدمت شيرين سيف النصر عدة تجارب أخرى مثل " البلدوزر" و"البحث عن طريق آخر" و"سفينة الحب والعذاب".
وفي الدراما قدمت نحو 6 مسلسلات، و3 سهرات أشهرها مشاركتها في الجزء الثاني من مسلسل "المال والبنون" مع أحمد عبد العزيز، الذي كونت معه دويتو فني وقدما سويا فيلم "كلهم في جهنم" من إخراج ياسين إسماعيل ياسين، والمسلسل الأشهر "ومن الذي لا يحب فاطمة".
دويتو آخر جمعها بالفنان شريف منير في مسلسلات "على باب الوزير" و"اللص الذي أحبه "و "غاضبون وغاضبات".
ومن مسلسلاتها أيضا "العرضحالجي" إخراج رائد لبيب و"سنوات الغضب" و"النوارس والصقور" و"المتهم برئ"، وسهرة "لقاء الحب" و"حكاية سها" و"اللقاء المستحيل".
وعلى المسرح شاركت في "خد بالك من عيالك" و"لعبة الحب والجنان" و"بودي جارد" مع الفنان عادل إمام وقد اعتذرت عن المسرحية التي تم تصويرها بالفنانة رغدة لاحقا، بعد أن شاركت فيها شيرين سيف النصر لمدة خمس سنوات، التي قالت عن تلك الفترة: "أجمل أيام حياتي قضيتها في عرض مسرحية بودي جارد مع الفنان القدير عادل إمام حيث عرضنا المسرحية في العديد من البلدان حول العالم، وكانت الكواليس مليئة بالمواقف الطريفة وكذلك وقت تصوير "أميرالظلام" حين وجد عادل إمام ثعبانا وظل يجري به ورائي وكنت في شدة الخوف".
النجاح الذي حالف شيرين سيف النصر على الشاشة لم يكن من فراغ، فأعمالها حملت توقيع وبصمة الكبار ليس فقط الفنانين لكن على مستوى الكتابة قدمت أعمال عن قصص لأنيس منصورويوسف إدريس وكبار كتاب السيناريو في فترة التسعينات.
مع بداية الألفية ابتعدت شيرين سيف النصر عن الساحة الفنية برغبتها فلم تخفت نجوميتها كما يحدث للبعض فيضطرون إلى الإنسحاب بهدوء، لكنها اختارت العزلة وهى لا تزال في وهج النجومية والنجاح، إلا أن حياتها الشخصية ورحيل والدتها أصابها بالاكتئاب والحزن فابتعدت في صمت وهدوء
.
بعد أن تركت بصمة بأعمال لم تتعدى 30 عملا فنيا، مسلسلات وسينما ومسرح وتجربة في الفوازير "احنا فين"، هى بصمة وحالة حققتها الجميلة الشقراء فكانت تتنقل بين الشخصيات بخفة ظل بين الدراما والكوميديا، شخصيات لا تزال عالقة مع الجمهور الذي أحب شيرين وهو ما جعلها تصرح في السنوات الأخيرة وتؤكد على حيرتها في العودة لأن الجمهور الذي منحها الحب والنجاح والاهتمام حتى في سنوات الغياب يستحق أن تعود بعمل يليق بهذا الحب ويحترم عقل المشاهد، لترحل قبل أن تحقق رغبتها في العودة لكنها نالت حب واحترام الجمهور الذي حزن لرحيلها المفاجئ.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حول العالم التسعينات شيرين سيف النصر المسلسلات الوسط الفني خمس سنوات صاحبها الاعلان عن مشوارها الفني شريف سيف النصر
إقرأ أيضاً:
هند عصام تكتب: الملك زوسر
فى محاولة منا للتواصل مع قصص وحكايات ملوك وملكات مصر الفرعونية القديمة، نكتشف أن هناك ملوكا حكاما في غاية الأهمية لم نتحدث عنهم بعد، ومن هنا نعلم ونعلم القارئ أننا نمتلك أعظم وأقدم حضارة فى العالم لم ولن تندثر أبدا، وهنا جاء الملك زوسر والذي يعرف أيضا باسم نيت جيريخت وتوسورثروس وسيسورثوس.
كان هذا الفرعون المصري القديم من الأسرة الثالثة خلال المملكة القديمة ومؤسس هذه الأسرة.
وكان ابن الملك خع سخموي والملكة نيماعت حاب، ولكن ما زال من غير الواضح ما إذا كان الوريث المباشر للعرش.
وأغلب قوائم الملك رمسيس الثاني تضع اسم الملك نبكا قبله في الترتيب الزمني، ولكن نظرًا لأنه لا تزال هناك صعوبات في ربط اسم نبكا بأسماء حورس المعاصرة، فإن بعض علماء المصريات لا زالوا يشككون في التسلسل الزمني لملوك الأسرة الثالثة.
وذكر اسم هذا الملك في بردية تورين باللون الأحمر تمييزا له عن باقي ملوك الدولة القديمة.
ويعدّ الهرم المدرج الذي أمر زوسر المهندس إمحتب ببنائه أول بناء حجري ضخم عرفه التاريخ.
كما ذكر المؤرخ الفرعوني مانيتون أن زوسر حكم لمدة 29 سنة (2640ق.م - 2611ق.م)، بينما تذكر بردية تورين أن فترة حكمه امتدت فقط 19 عام (2630 ق.م - 2611 ق.م). إلا أن الكثير من المؤرخين الحاليين يرجحون أن فترة حكمة امتدت لمدة 29 عام بسبب ضخامة أعماله الإنشائية التي قام بها.
وعليه فإن فارق السنوات بين الرقمين قد يعني أن زوسر هو نفسه الفرعون الأول في الأسرة الثالثة.
وكان الملك زوسر نقش في أحد جزر أسوان، يسرد أحداث المجاعة التي حدثت في عهده بسبب نقص فيضان النيل، حيث قدم زوسر القرابين لخنوم معبود الشلال. وذكر فيه اسم زوسر وبعض الكلمات وهي
"قلبي كان في ضيق مؤلم، لأن النيل لم يفض لسبع سنوات. الحبوب لم تكن وفيرة، البذور جفت، كل شيء كان يملكه الفرد ليأكله كان بكميات مثيرة للشفقة، كل شخص حرم حصاده. لا يمكن لأي شخص أن يمشي أكثر؛ قلوب كبار السنّ كانت حزينة وسيقانهم انحنت متى جلسوا على الأرض، وأيديهم أخفت بعيدا.
حتى خدم المعابد كانوا يذهبون، المعابد أغلقت والملاجئ غطّيت بالغبار. باختصار، كلّ شيء في الوجود أصيب زوسر
ويأتي الرد من خنوم حسب النقش:
زوسر أنا سأجعل النيل يرتفع لك. لن يكون هناك سنوات أكثر عندما يخفق الغمر في تغطية أي منطقة من الأرض. الزهور ستورق، وتنحني جذوعها تحت وزن غبار الطلع .
زوسر
ويعدّ الملك زوسر من أقوى الملوك الذين حكموا مصر ولقب المهندس المعماري إمحتب الذي شيد له الهرم بعدة القاب منها: ناظر القصر وتيتي خرن سو، وكان أول طبيب كبير يعرفه المصريون واعتبروه إله الطب والشفاء نظرا لقوة معرفته في الطب.
واتخذ الملك زوسر منف عاصمة له وقام باستخراج النحاس والتركواز من سيناء مما أمن له ثروة ضخمة مكنته من القيام بأعمال إنشائية ضخمة.
وسع دولته جنوبا بعد أن بسط نفوذه على النوبيين ومد حدود البلاد إلى ما بعد الشلال الأول.
حملاته
كان زوسر أول فرعون يرسل حملات إلى وادي المغارة في سيناء لاستخراج النحاس والفيروز. وتوجد لوحة منقوشة لزوسر في هذا الوادي تبينه يضرب أحد الأعداء في الصورة المعروفة للملك مينا والتي داوم عليها قدماء المصريين ورسموها لكل ملك على المعابد على مر العصور.
وفي لوحة زوسر تظهر إلهة وخلفها يظهر شخص يميزه كتابة هيروغليفية بأنه «عنخ إن - إيتي»، أي «مدير الصحراء» ورئيس البعثة.
ومع أن التاريخ يذكر بعثات مصرية قديمة ونشاطات إلى سيناء من عصر ما قبل الأسرات، إلا أنه يبدو أنه في عصر الأسرتين الثانية والثالثة أصبحت هناك إدارة خاصة لتلك المناطق في البلاط الملكي.
وبدأ اللقب الذهبي خلال حكم الفرعون زوسر وحظيت عبادة الشمس باهتمام كبير تماشت مع المنزلة العالية المقترنة بالفرعون.
فمنذ عهد الأسرة الأولى على الأقل ظهر وصف فرعون بأنه حورس الحي «تحت الشمس»، مقترنا بتعبير «نبو» أي الذهب. ولكن في عهد الفرعون زوسر أصبح اللقب الملكي «حورس الحي على الأرض»، أي جعل الملك في مرتبة الشمس.
كما تظهر تلك المقارنة أيضا في بناء الأهرامات التي كبرت أحجامها في عهد زوسر.
ويبين بناء هرم زوسر المدرج الفلسفة الجديدة، وهي تصميم جديد كبير يبقى أزليًا ويرفع الملك إلى منزلة أبدية مثل الشمس. وقام زوسر بإنشاء مقبرته داخل الهرم مستغنيًا بذلك عن مقبرته التي كان من المفروض بنائها في أبيدوس (في جنوب مصر) مثل أسلافه، وأصبحت مقبرته في سقارة.
وكان الملك زوسر يدعم أيضا انتشار عبادة الشمس وبدأ بناء بهو المقبرة بأعمدة من الحجر بدلا من بنائها من الخشب والمعدن. فقد اتخذت مقبرة الملك مساحة هائلة تضم الهرم والعديد من بهوات الأعمدة والسراديب وإحاطتها بسور حجري.
ويقرن العديد من علماء الآثار، مثل«يوخيم كال» و«ستيفن كرك» و«ولف جانج هيلك» إلى اقتران ذلك بإدخال اللقب الذهبي من زوسر الذي يرفعه إلى منزلة إلهية تساويه بإله الشمس.
أما عن تماثيل الملك زوسر فهناك تمثال كامل للملك زوسر عثر عليه في حجرة ضيقة والتي تعرف باسم السرداب، وتقع شمال الهرم المدرج للملك زوسر بسقارة. وهذا التمثال أقدم ما عرف من التماثيل بالحجم الطبيعي في مصر، وهو يمثل الملك زوسر جالسا على العرش، وقد غطى جسده رداء احتفالي وكان التمثال بأسره مكسوا بطبقة من ملاط أبيض ثم لون. أما العينان الغائرتان فكانتا يومًا ما مرصعتين. ويتخذ الملك شعرا مستعارا أسودا يعلوه لباس الرأس الملكي المعروف باسم «النمس»، فضلًا عن اللحية المستعارة الشعائرية. وقد نقش السطح الأمامي من القاعدة بنص هيروغليفي دقيق ينطق عن أسماء وألقاب ملك مصر العليا والسفلى نيثر خت.
ويعتقد كل من كال وكيرك أن اتخاذ لقب حورس الذهبي غير من الفكر الديني أيام زوسر وطوره عبر العصور التالية، مما جعل جميع الفراعنة الذين أتوا بعد زوسر يتخذوا لقب حورس الذهبي من بعده.
بنى زوسر هرم سقارة المدرج على مسافة ميل من جرف سقارة ليبتعد عن باقي المقابر، وأشرف على البناء وزيره امحتب، يتكون الهرم من ست مصاطب غير متساوية وبارتفاع يبلغ 63 متر ومكسو بحجر جيري أبيض.
أما من الداخل فيتكون من شبكة ممرات ودهاليز. أما غرفة دفن الملك فبنيت من الجرانيت والرخام.