في يومهم العالمي.. التضامن تحتفل بالأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
شهدت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، احتفالية الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد باليوم العالمي للتوعية بالتوحد تحت شعار «الانتقال من المعاناة إلى الازدهار».
أكدت مها هلالي رئيسة الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد أن اضطراب طيف التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي؛ كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك، ويُشير مصطلح "الطيف" في عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة، ويبدأ اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة ويتسبب في نهاية المطاف في حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعي في المدرسة والعمل.
وأضافت هلالي أن الغرض من الاحتفال العالمي بالتوعية باضطراب طيف التوحد، هو الاعتراف بحقوق وكرامة المصابين بالتوحد ، وتعزيز مشاركتهم الكاملة وإدماجهم في المجتمع ، وتسليط الضوء على مساهماتهم وإمكاناتهم في مختلف مجالات المسعى البشري، ويهدف الاحتفال العالمي أيضا إلى زيادة فهم وقبول التوحد بين عامة الناس وتعزيز بيئة أكثر شمولا وداعمة للأشخاص المصابين بالتوحد وأسرهم، في حين أن رفع مستوى الوعي لا يزال أمرا بالغ الأهمية ، ويهدف وعد 2024 إلى تجاوز مجرد الاعتراف بوجود التوحد، ويعكس موضوع هذا العام ، "الوعي والقبول والتقدير: الانتقال من البقاء على قيد الحياة إلى الازدهار" ، الرحلة التحويلية لمجتمع التوحد. ويؤكد على الحاجة إلى مجتمع داعم وشامل حيث يمكن للأفراد المصابين بالتوحد أن يزدهروا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طیف التوحد
إقرأ أيضاً:
الصورة التي بناها العمانيون في مرآة يومهم الوطني
يمكن تشبيه احتفالات سلطنة عُمان هذا العام بيومها الوطني بمرآة عكست فيها صورتها العميقة للعالم، الصورة التي تريدها عُمان أن تصل للجميع وتكرس في الذهن الإقليمي والعالمي. واستطاعت تلك المرآة وخاصة عبر الخطاب الإعلامي الذي فهم بشكل عميق جوهر المناسبة وقيمتها ودلالاتها، استطاعت تلك المرآة أن تعكس للعالم في وقت قصير تأريخ عُمان العريق، تاريخها الجيولوجي، وتاريخها السياسي، والثقافي، الاقتصادي، وتاريخها البحري.. وتاريخها العسكري أيضا.
عكست المرآة دولة متماسكة، وهادئة في خطابها، وواثقة في خطّ سيرها، تعرف كيف تنظّم قوتها الصلبة في العرض العسكري، وقوتها البحرية في استعراض الأسطول، وقوتها الناعمة في الثقافة والفنون والوجدان العام الذي ملأ الشوارع والميادين. كما تعرف كيف ترسل رسائلها الرمزية وتجعل الخطاب المسكوت عنه ينطق بنفسه.
نجحت عُمان كثيرا في تنظيم احتفالاتها مستفيدة من تراكمات خبرة طويلة امتدت لعقود من تنظيم الاحتفالات وبشكل خاص الاستعراضات العسكرية. ورسمت الصورة التي كانت تريد رسمها، ومن يطلع على ما كتب في الصحف وفي وسائل التواصل الاجتماعي يستطيع أن يعي أن الرسائل كانت واضحة. لكن هل ينتهي الأمر عند هذه النقطة؟ السؤال الأهم الآن هو كيف نحافظ على هذه الصورة التي تم رسمها عن عُمان وعن تاريخها ودورها الحضاري وعن أئمتها وسلاطينها وعن الكيان السياسي المتماسك منذ أكثر من 1400 سنة وعن مجتمعها واستقرارها. هذه المعطيات كلها معطيات قوة ولا بد أن يتم تكريسها في الوعي الداخلي وتصل بشكل جيد للعالم.
لقد لخص ما حدث في عُمان خلال الأيام الماضية من خطاب سياسي وخطاب إعلامي ولحمة وطنية كبيرة فكرة الدولة وما تتمتع به من انضباط، واحترام للقانون، وطمأنينة في العلاقة بين السلطان والمجتمع، وذاكرة تاريخية طويلة تحضر في التفاصيل الصغيرة قبل الشعارات الكبيرة. هذه الصورة لا بد أن تبقى رصيدا أخلاقيا ومعنويا يدفع الجميع إلى الأمام وتساهم في بناء الهوية الوطنية وتعزيزها وتعزيز فكرة المواطنة والانتماء إلى الثقافة الرصينة بكل ما تحمله من قيم ومبادئ.
وإذا كان العالم يعيش مرحلة تحولات وبناء ثقافة عالمية تقوض الثقافات المحلية والوطنية فإن أهم ما يمكن فعله في مواجهة هذا المد هو أن نكون أمناء على صورتنا الداخلية الصورة النموذجية التي نتحدث عنها في المناسبات الوطنية والتي نستدعيها من تاريخنا ونتحدث عنها في صورة الآباء والأجداد، نحتاج أن نحافظ عليها في ذاتنا وتنتقل إلى سلوكنا ووعينا.
من هنا تأتي مسؤولية النخب الثقافية والإعلامية والتربوية؛ أن تحمي هذه الصورة من التسطيح، ومن تحويلها إلى مجرد «دعاية وطنية» بلا مضمون. المطلوب تعميق الوعي بأن ما عشناه في الأيام الماضية هو نحن على الدوام وكل يوم وأن نتحرك في اتجاه المستقبل بنفس هذا الوعي وبنفس هذا الامتداد التاريخي والحضاري.
نحتاج ونحن ما زلنا في غمرة اليوم الوطني أن نبقي عُمان في وعينا كما ظهرت في مرآتها الكبرى؛ دولة تعرف قدرها، وتعرف في الوقت نفسه أن الصورة الحقيقية تُبنى كل يوم في تفاصيل العمل، وفي نزاهة القرار، وفي الإيمان بأن المستقبل سلوك يومي يحفظ لهذه الصورة صدقها وعمقها.