بطعنة فى القلب.. بائعة الخضار قتلت «بوجى»
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
والدة الضحية: كان بيجهز شقته عشان يتجوز.. وشقيقته التوأم: "نصى التانى مات"
فى صفحة «وراء الجريمة» الأسبوعية، منهج جديد لمتابعات الجرائم بشكل تحقيقى.. نعرض اعترافات وأقوال الجانى والمجنى عليه، وشهود العيان وأسر الضحايا، واستكمالا وبحثا من جريدة «الوفد» عن الحقيقة، نفتش ونبحث وراء الجرائم والوقائع الشائكة، بالتواصل مع طرفى كل قضية وحادثة اينما كانوا، للاستماع إلى وجهتى النظر، المتهم والضحية، نضع أقوال الطرفين أمام القارئ والحكم له فى النهاية.
الملف هذا الأسبوع سيدور حول واقعتين بمحافظة الجيزة، الأولى فى الطالبية، والثانية فى الوراق، المجنى عليه فى كليهما شاب والجانى سيدة وعاطل، والدافع وراء الجريمتين الانتقام الأعمى.
حقق فى الجريمة: أحمد بعزق
قبل صلاة الجمعة ثالث أيام عيد الفطر المبارك، بينما الجميع يستعدون لأداء الصلاة، لا سيما وأننا فى أيام مباركة، كان سكان شارع العروبة فى منطقة الطالبية، على موعد مع واقعة بشعة كانت بطلتها بائعة خضار وشاب، جمعتهما الظروف إلى الشجار على ركوب «توك توك» حتى انتهت حكايتهما بجريمة قتل.
كانت الأمور تسير بصورة طبيعية فى شارع العروبة بالطالبية، لا شيء يعكر صفو احتفالات الأهالى بعيد الفطر المبارك، ومع اقتراب مؤشرات ضبط الوقت من العاشرة صباحا، انقلبت الأحداث رأسا على عقب، وساد المنطقة حالة من الهرج والمرج، تبعها قدوم قوة أمنية لفرض السيطرة الأمنية.
فى الساعة العاشرة صباحا كانت «هند» الشهيرة ب «هند جرجير» تواصل عملها فى بيع الخضار على عربة صغيرة لتكسب قوت يومها من جهدها وعرقها، وفى ذات الوقت كان «خالد» صاحب الـ21 عاما فى طريق العودة إلى منزله، لكن شجارا جمع بين «هند وخالد» على أولوية ركوب «التوك توك» كل منهما يريد أن يستقله أولًا ليصل إلى منزله، وتعديا على بعضهما بالسب والشتم والضرب.
فى لحظة غضب سيطرت على «هند» بعد أن ركلها «خالد» بقدمه، هرولت إلى عربة الخضار ملكها واستلت سكينا تستعين به فى تنظيف الخضار وغرزته فى صدر خالد لتنهى الخلاف لصالحها وتغادر المنطقة متوجهة إلى منزلها، معتقدة بأن الأمر قد انتهى، ولم يكن فى بالها بأن الحكاية مازالت فى سطورها الأولى بعد وفاة الضحية.
انتقلت «الوفد» إلى مكان الواقعة والتقت اسرة الضحية، التى تعانى من فقدان ابنهم، حيث ضمت « نوال سيد عرفان» 45 عاما، ملابس نجلها، إلى صدرها، لتشم رائحته، وأدخلت اصبعها فى ثقب «التيشرت» ورددت «مُوتتك غدر يا حبيبي»، ودارت ببصرها لتحدق فى مجموعة صور، لفقيدها ونعتتها بعبارات أبرزها، «عريس الطالبية مات».
تقول الأم المكلومة، لـ «الوفد» إن ابنها «خالد محمد»، 23 سنة، شهرته «بوجى»، له شقيقته التوأم تدعى «رضوى»، شهرتها «طمطم»، تيمنًا بأسماء شخصيات الكرتون القديم، وتعلق الصغيرين ببعضهما، لا يفرقهما شىء أبدا، حتى أنه كان يعاتبها إن تأخرت عن الصلاة رغم زواجها.
وتواصل الأم: يعمل «بوجى» فى مجال المقاولات، بمكتب تشطيبات فى التجمع الخامس، يجتهد فى عمله ليل نهار، فقد أوشكت شقته أن تكون جاهزة لاستقبال عروسه.
عن الابن الفقيد تقول الأم: يدخر «خالد بوجى» أمواله لدى شقيقته التوأم فهما ستر وغطاء لبعضهما منذ نعومة أظافرهما.
وواصلت شقيقة الضحية حديثها بأنه، قبل العيد ألححت عليه هى ووالدته أن يحصل على إجازة من عمله، «عايزينك تعيد معانا»، استجاب لرغبتهما وحضر لتهنئتهم بالعيد.
وتعود بالحديث ليوم الجريمة قائلة، فى ثالث أيام العيد خرج بوجى برفقة أصدقائه لزيارة السيدة زينب، فاتصلت به على الساعة العاشرة صباحًا، أجابنى «أنا فى ميدان العروبة وجاى على طول».
دقائق ورن هاتفى، «الحقى خالد اتعور فى بطنه»، هرولت إلى مكان الواقعة، أخبرنى أهالى المنطقة أن أصدقاءه نقلوه إلى مستشفى أم المصريين، دقائق كنت أمام غرفة الطوارئ أسأل عنه، «ابنى فين؟»، ليخبروها بأنهم نقلوه إلى ثلاجة المستشفى بعدما تيقنوا من وفاته، وحاولوا إخفاء الخبر عنها، لكنها رأت فى أعينهم ما امتنع لسانهم عن قوله، لتخبرهم عايزة أشوف ابني».
بقلق دخلت أم بوجى ثلاجة حفظ الموتى، أخبرها الطبيب، جثمان ابنك أهو يا حاجة، كشفته فإذ بجسده سليم باستثناء ثقب غائر فى منطقة القلب، أطلقت من الصرخات ما أعياها، وفقد زوجها الوعى من هول المشهد.
وأخبرها يوسف صديق نجلها أن فتاة تدعى هند»، وشهرتها «هند جرجير» اشتبكت مع «بوجى»، بسبب أولوية ركوب «التوك توك»، وضربته بـ«شبشب» وأكالت له من الشتائم أقبحها، قبل أن ينجح الأهالى من فض المشاجرة، لتتبعه بائعة الجرجير، وتسدد له طعنة فى القلب وترديه قتيلا.
وطالبت والدة المجنى عليه وأشقاؤه بالقصاص من المتهمة بإزهاق روح «بوجى»، قائلة «لن تبرد نار قلبى حتى أراها معلقة من رقبتها فى حبل المشنقة.
ومثلت هند بائعة الجرجير الجريمة أمام جهات التحقيق، وبمواجهتها بجريمة قتل خالد بوجى، قالت: إنها تعمل على عربة كارو لبيع الخضار بشارع العروبة، وقبيل صلاة ظهر جمعة اليوم الثالث من عيد الفطر، وجدت «توك توك» واقفا أمامى، أشرت للسائق أن يأتى حتى أعود إلى بيتى لتغيير ملابسي.
وذكرت فى اعترافاتها، وجدت شابين دخلا التوك التوك، وأخبرا السائق أن يوصلهما إلى وجهتهما، ليرد عليهما السائق أنا «معايا ناس»، فعلق أحدهما على قوله بلفظ بذىء، فرديت له الشتيمة، فضربنى بقدمه.
وتابعت: قلعت الشبشب، وكنت عايزة أضربه به على وشه، فأخذه منى وضربنى به على رأسى، وسائق التوك التوك يحاول فض المشاجرة.
وأردفت توجهت إلى فرشة الخضار، وأحضرت سكينة صغيرة أستخدمها فى قطع الخضار وعدت إليه مرة أخرة، وبعد اقترابى منه أخرج هو مطواة من جيبه، «قعدنا نهوش على بعضنا، كنا بنخوف بعض، والأهالى تحاول فض المشاجرة».
وأوضحت المتهمة، ضربته بالسكينة فى قلبه وسحبتها سريعا، وجريت بسرعة، حاول اللحاق بى لكنه سقط أرضًا وأخذه صديقه فى «توك توك» وذهبا، وبعدها عدت إلى فرشتى ومنها إلى بيتى ليخبرنى الأهالى أن رجال المباحث يبحثون عنى، فتوجهت إلى قسم شرطة الطالبية وسلمت نفسي.
وقال «يوسف جمعة» صديق المجنى عليه أمام جهات التحقيق، لعبنا بلاي ستيشن أنا وصاحبى» بوجى» يوم الجريمة واتمشينا شوية، وركبنا توك توك، تفاجأنا بسيدة تبيع الخضار، تنادى على السائق، فذهب إليها، تكلما سويا وعاد إلينا ليخبرنا، «انزلوا من التوك التوك» صاحبته قالت موصلكمش.
كان ردنا عليه، هندفع فلوس عادى زى أى حد، فإذ ببائعة الجرجير، تهاجمنا « انتوا مبرشمين ولا إيه» قلنا لها انت تعرفينا يا ست عشان تكلمينا كده.
قلعت الشبشب اللى فى رجلها وعايزة تضرب خالد بوجى، فأخذه منها وضربها به، وبعدها ذهبت إلى فرشتها وأحضرت سكينة، وطعنت بها صديقى فى صدره، سقط أرضا حملته فى مركبة «توك توك» إلى مستشفى أم المصريين ليصدمونى بـ«بوجى مات».
تفاصيل تلك الواقعة كشفها بلاغ تلقاه المقدم أحمد فاروق رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها، نشوب مشاجرة بدائرة القسم ووجود قتيل، على الفور انتقلت قوة أمنية مدعومة بسيارة إسعاف إلى محال البلاغ، وبالفحص تبين وجود جثة شاب مصاب بطعنات نافذة أودت بحياته، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة سيدة تعمل بائعة خضار قامت بقتل الشاب باستخدام سلاح أبيض «سكين» بسبب مشاجرة نشبت بينها وبين المتوفى على أولوية استقلال «التوك توك»، وتم ضبط السيدة واقتيادها إلى ديوان القسم وبمواجهتها أقرت بارتكابها الجريمة على النحو المشار إليه.
وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال الواقعة، وأخطر اللواء هشام أبوالنصر مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، فيما تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لتباشر التحقيقات.
أمرت النيابة العامة بحبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات فى الاتهامات الموجه إليها، وكلفت باستدعاء الشهود لسماع أقوالهم حول ملابسات الجريمة وتفريغ الكاميرات فى محيط المنطقة.
استعجلت النيابة العامة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة وظروفها وملابساتها لبيان قصد المتهمة من ارتكاب الواقعة وبيان عما إذا كان السلاح المضبوط، بحوزة المتهمة، هو المستخدم فى إحداث إصابة الضحية.
كما أمرت بإرسال حرز السلاح إلى الطبيب الشرعى القائم بمناظرة جثمان المتوفى، والمسؤول عن إجراء الصفة التشريحية عليه، والتصريح بالدفن.
وجدد قاضى المعارضات حبس المتهمة 15 يوما على ذمة التحقيقات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بائعة الخضار الحقيقة فين المجنى عليه فى مواجهة الجانى الحقيقة فين المجنى عليه فى مواجهة الجانى النیابة العامة توک توک
إقرأ أيضاً:
الشهيد القائد مظلومية قتلت الروح الانهزامية وانارت دروب الأحرار
في الذكرى السنوية للشهيد القائد نتذكر ما سطر من مواقف خالدة أمام إمبراطورية الإرهاب “أمريكا” إحياء المناسبة محطة نستلهم فيها الدروس والعبر من سيرة الشهيد
إن إحياء هذه المناسبة سنويا يعكس استشعار اليمنيين بواجبهم الإلهي العظيم الذي بدأه الشهيد القائد رضوان الله عليه، وهو المشروع القرآني الذي أعاد للشعب اليمني كرامته وعزته وقوته ضد دول الاستكبار.. مشروع القضية العادلة التي حملها الشهيد لاستنهاض الأمة من غفلتها، والارتباط الوثيق بالقرآن.. إلى التفاصيل:
الثورة / أمل الجندي
سميه الذاري – ناشطة ثقافية : في ذكرى استشهاد الشهيد القائد مؤسس المسيرة القرآنية السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه، فإننا نستذكره باعتباره شهيداً لمبادئ الحق ، واستهدافه كان استهدافاً لمبادئ الحق التي آمن بها وحملها وبلّغها وناصرها وتحرك على أساسها ، وهو شهيد القضية العادلة ، المتمثلة في استنهاض الأمة لتقف في وجه الطاغوت والطغيان الذي يستهدفها في دينها وأرضها ومقدساتها ووجودها الحضاري ، وهو شهيد المشروع القرآني المقدس، القرآن في مقام العمل والإتباع ومقام الموقف الذي يرشد إليه ويدل عليه ويوجه إليه.
وهو شهيد الأمة لأنه حمل الهم والمسؤولية تجاه الأمة وهي تُستهدف في كل شيء وهي تُستضام وتقهر وتستذل وتضطهد وتعاني من هجمة أعدائها وفي طليعتهم أمريكا وإسرائيل ومن معها في حلفها.
وحمل هم الأمة وتبنى نصرة قضايا الأمة الكبرى في المرحلة التي كان السائد فيها هو التخاذل والتراجع والصمت والاستسلام والروح الانهزامية، فكان أن تحرك وهو يحمل الهمّ ويناصر القضية بأعلى الصوت وفي الواقع العملي، وهو شهيد كلمة الحق في وجه السلطان الجائر والطغيان العالمي المستكبر، فلم يصمت حين صمت وسكت الكثير، ولم يهزم حين انهزم الكثير، على العكس، تحرك بكل إباء ومن واقع الشعور بالمسؤولية في المرحلة ذاتها التي حاول أولئك فيها فرض حالة الصمت وتكميم الأفواه وإجبار الناس على الخنوع والاستسلام، فكان أن صرخ صرخة الحق والإباء في وجه المستكبرين، وبهتاف الحرية الذي نادى به وأعلى به صوته وقدمه كموقف مهم، هتاف الحرية المتمثل بالشعار المعروف الذي رفعه عالياً ونادى به ليكون موقفاً حكيماً صحيحاً محتاجاً إليه ومطلوباً في ظرفٍ عصيبٍ ومرحلةٍ خطيرةٍ وحساسة، فواجه به كل مساعي فرض حالة الصمت، ونجح في ذلك نجاحاً كبيراً.
وتابعت الذاري تقول: سنذكر في هذه الذكرى المؤلمة مظلومية الشهيد القائد، التي كانت مظلومية أمة وقضية، وجريمةٌ كبيرةٌ ارتكبها الطغاة الظالمون بحقه دون أي حق وذنبٍ، لأنه دعا إلى القرآن وتحرك على أساسه ونهجه وتحرك يستنهض الأمة في إطار الموقف الحق والقضية العادلة، أمر بالقسط وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر الأكبر المتمثل بالطغيان الأمريكي والإسرائيلي وما في إطاره من قوى الشر والظلام.
كانت عملية الاستهداف له وجريمة العدوان عليه مأساةً لشعب ونكبةً لوطن وخسارةً للأمة بأكلها، ونستذكر أيضاً في هذه الذكرى عدالة القضية ليستنهض الأمة، التي تحرك فيها ومن أجلها، هذا الرجل العظيم الذي حاولوا أن يقضوا عليه ويقضوا على مشروعه بكل وسيلة ممكنة وتحركوا ضده عسكرياً وإعلامياً وفكرياً وبكل الوسائل والإمكانات.
الارتباط بكتاب الله
سمية مثنى – ناشطة ثقافية: أوضحت أن ذكرى استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي محطة هامة يتوقف عندها الشعب اليمني سنويا ليستلهم الدروس والعبر ويستذكر المواقف الخالدة التي سطرها أمام أكبر إمبراطورية عصرية وهي دولة الإرهاب (أمريكا)، حيث نستلهم من هذه الشخصية الفذة الطرق والوسائل التي يجب أن نمارسها تجاه العدو الإسرائيلي والأمريكي وفضح صورتهما كونهما قشة أمام قوة الله وجند الله، ونستلهم أيضا الثبات على القيم والتوكل على الله والثقة بالله في كل المواقف التي نمر بها خلال الصراع مع العدو الإسرائيلي، إلى جانب ذلك أننا نستلهم من هذه الذكرى كيف يكون الارتباط بكتاب الله وأعلام الهدى وأخيرا الوفاء والولاء لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله، وكما قال الله سبحانه وتعالى” إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” وكما نستلهم اليقين بنصر دين الله وخذلان أعداء الله كسنّة إلهية وعد الله المؤمنين بها.
استنهاض الأمة بمسؤولياتها
تقول إيمان الحنظلي – ناشطة وإعلامية: هذه المناسبة تمثل إحياء للأمة واستنهاض لمسؤولياتها وواجباتها التي ارتبطت بالتكليف الإلهي المتمثل في خير وشرف هذه الأمة التي انحرفت عنه نتيجة البعد عن كتاب الله وعدم تولي آل بيت سيد المرسلين وخاتم النبيين عليه وعلى آل بيته الأطهار أزكى الصلاة والتسليم واتجهت نحو المسارعة إلى تولي أعداء الله من اليهود والنصارى والوقوف في صف الباطل وضيعوا مقدسات وشرف الأمة التي أرادها الله أن تكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله، ومن هنا كانت انطلاقة الشهيد القائد رضوان ربي وسلامه عليه، أن استشعر الخطر ولم يدعه كتاب الله أن يسكت على حال هذه الأمة التي تعطلت من مضامينها وواجباتها الإلهية وهو ما يمثله لنا إحياء هذه المناسبة التي تأتي في خضم ثمار مشروع هذا الإنسان العظيم الذي أحيا بجهاده أمة عظيمة وأرواحا انطلقت ملبية لداعي الله هزت عروش وأركان المستكبرين واقتلعتهم من جذورهم.
وأوضحت الحنظلي أن الشهيد القائد علم الهدى أعاد مسار الأمة إلى طريقها الصحيح، وها هو السيد عبد الملك الحوثي يحمل الراية من بعده ويحمي دين الله الذي اجتمع عليه الأعراب والمنافقون واليهود والمشركون، وصنع أمة هي من دافعت وقاومت جرائم اليهود ومنافقيهم وشاهد الأحداث التي ارتعدت لها الدنيا اليوم من جرائم الكيان الصهيوني وانحطاط المنافقين الأعراب والمتأسلمين، الذين باعوا الدين وباعوا الأمة وتحكموا على رقابها خدمة لليهود وسوطا في ظهر الإسلام، وهو ما استدعى آل البيت على مسار التاريخ أن يقارعوا الباطل ويعيدوا الإسلام إلى مساره الصحيح والقوي، وقد تجلت هذه الآيات في هذا الزمان بقيادة علم الهدى السيد عبد الملك الذي أيده الله بنصره ومعجزاته، وخط أعلام الهدى سلام الله عليهم مسارا يقودنا إلى رضا الله والعزة والكرامة والنصر الإلهي.
مشروع هز عروش الطغاة
من جهتها أكدت هديل صلاح – إعلامية في مديرية السبعين أن إحياء هذه الذكرى مؤلمة جداً، إلا أن دماءه الطاهرة جرفت عروش الطغاة والمتكبرين والمفسدين وهذه الذكرى تحيي فينا الروح الجهادية وتذكرّ العالم وتعرفة: من هو مؤسس المشروع القرآني الذي نهض بالأمة وجعلها تستعيد ذاكرتها التي فقدتها بسبب الثقافة الوهابية التي تغلغلت في عقول أبنائنا.
وقالت: إن أهمية إحياء ذكرى الشهيد القائد جعلتنا أقوياء ومنتصرين بتوكلنا على الله ورجوعنا إلى القرآن الكريم، وعلمنا الصمود والثبات في مواجهة أعداء الله، وربطنا بالقضية الفلسطينية وجعلها قضيتنا الأولى، كذلك علمنا كيف نكون عيناً على القرآن وعيناً على الأحداث، علمنا العزة والإباء وعلمنا كيف ننتصر لدين الله ونصرة المستضعفين.
التحرك ضد أعداء المشروع القرآني
وبدأت حسيبة الفصيح – من مدرسة جيل القرآن حديثها عن الشهيد القائد قائلة: في الذكرى السنوية لاستشهاده حديث ذو شجون لأنه من الأشخاص القلائل الذين اهتموا بأمر الأمة الإسلامية في هذا العصر، لم تغره المناصب أو الشهائد العلمية أو تلهه عن أداء واجبه الجهادي في نصرة هذا الدين، ويعتبر من مؤسسي حزب الحق وكان عضو مجلس النواب وكان قاب قوسين أو أدنى من تحضير رسالة الماجستير والدكتوراة.. ولكن ترك كل ذلك عندما رأى تغلغل الأعداء في الأمة العربية والإسلامية، هذا العدو متمثل في (أمريكا وإسرائيل).
وتابعت حسيبة القول: يعتبر الشهيد القائد أول من ربط بين أحداث الواقع مع القرآن في إطار (عين على القرآن .. وعين على الأحداث)، فخط بذلك مساراً جديداً لمفهوم التحرك ضد الأعداء، هذه المسيرة القرآنية التي وضع أساسها الشهيد القائد فكان تحركها مستمداً من القرآن الكريم، ومن خلال ارتباطه بالقرآن الكريم حدد منذ وقت طويل الأعداء الرئيسيين للأمة العربية الإسلامية وهم (أمريكا وإسرائيل) فجعل الصرخة أساس التحرك، فقد ركز عليها الشهيد القائد في ملازم (الصرخة في وجه المستكبرين) و (الصرخة .. سلاح وموقف).
وأكدت أن استشهاد الشهيد القائد خسارة كبيرة في طريق المسيرة القرآنية فقد كان أعداء المسيرة يتوقعون أن باستشهاده سوف تنتهي المسيرة القرآنية، ولكن هيهات ذلك فقد ظهر عَلَم جديد من أعلام الهدى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي قاد المسيرة وشق غمار البحر حتى وصلت المسيرة إلى ماهي عليه اليوم.
مشروع الحرية والعزة
في هذه الأيام نمر بذكرى مهمة خاصة في ظل الظروف التي تمر بها الأمة من حاجتها للقدوات العظيمة التي تربطها بالحرية والعزة والكرامة وبكتاب الله تعالى هكذا بدأت أمةالإله حجر – ناشطة ثقافية- حديثها وقالت: إن ذكرى استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي تلهمنا الدروس والعبر، حيث تقف بنا على مظلومية لم يشهد لها التاريخ مثيلا إلا مظلومية كربلاء الحسين، فهذه كربلاء مران تتجدد والأحزان تتجدد ومازالت في ظلمات الجهالة حتى أنقذها الله بسليل النبوة الكرام من العترة الأطهار المصطفين، فالأمة بحاجة ماسة لهذه الذكرى لكي تستشعر الخطر المحدق بنا من أعداء الله تعالى كما أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) فلابد للأمة من العودة لهذه الذكرى الأليمة لكي تحذر وتعي وتفهم وتعرف ماهي الطرق والأساليب التي تتخذها لعدم الدخول في الظلمات والجهالة.
وأشارت حجر إلى أن الشهيد القائد ذكّر الناس بكتاب الله وأرجع الأمة إلى رشدها وصوابها بعد أن كانت متماهية مع دول الطواغيت والكفر، وبخطوات وحلول عملية، وهي أن تتبرأ من أعداء الله بشعار الصرخة والهتاف به، كذلك مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وأن تكون الأمة معتمدة على الله تعالى متوكلة عليه واثقة به حتى تتحرر من الظلم والجبروت، مستوحية بذلك النصر ومعية الله تعالى وأن الله تعالى هو من ينصر عباده المستضعفين الواعين المنطلقين والمتحركين بحركة رسول الله وفق القرآن الكريم وآل البيت الغر الميامين حركة منظمة، وأن هذا المشروع العظيم ليس موجها لفئة ولا لحزب ولا منطقة ولا لدولة معينة وإنما للناس كل الناس، موجهين بوصلة العداء لمن قال لنا الله عنهم اليهود والذين أشركوا ومن كان معهم من المنافقين والعملاء والخائنين لدين الله تعالى.
التمسك بهدى الله
وأكدت حجر: لن تتأثر الأمة ولن تحيد عن موقفها الصادق والمخلص لله تعالى، فقد زاد الله تعالى من قوة هذه الأمة في كل المجالات العسكرية والاقتصادية والأمنية والثقافية، والفكرية وتحررت من الأفكار الظلامية، وتمسكت بهدى الله تعالى وجاهدت في سبيله وانطلقت انطلاقة عملية وواعية متحررة مستقلة متأثرة بهذا المشروع القرآني العظيم، وقد لمست ذلك في واقعها اليوم الذي جعل من اليمن دولة عظمى تخافها وترهبها دول الضلال والباطل وتعمل لها ألف حساب، حتى وصلت إلى أرقى مستوى من الإيمان والتمسك والثقة بالله تعالى واثقة بنصر الله ومعيته، فالسلام على سليل بيت النبوة الأطهار شهيد القرآن المجاهد الصابر المحتسب السيد حسين بدرالدين الحوثي ورحمة الله عليه.