المرأة العُمانية.. قوة تغيير في المجتمع
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
المناطق_واس
“تقرير وكالة الأنباء العمانية ضمن ملف الخدمة الإعلامية النسوية لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)”
لطالما حظيت المرأة العُمانية منذ فجر النهضة وإلى يومنا هذا بالاهتمام الكبير لمشاركتها في التنمية الوطنية وتمكينها في مختلف المجالات، حيث أولى جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان اهتمامًا كبيرًا بدورها المحوري في المجتمع كونها شريكًا أساسيًّا في التنمية المستدامة فأسند إليها جملة من المناصب العُليا لبناء حاضر الوطن ومستقبله.
وإيمانًا بدور المرأة العُمانية فقد خُصّص يوم للاحتفاء بها في سلطنة عُمان في يوم الـ 17 من أكتوبر من كل عام ليكون يومًا للمرأة العُمانية تتويجًا لمساهماتها ودورها الريادي في دفع عجلة التقدم بمختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والسياسية، بناءً على التوجيهات السامية للسلطان الراحل قابوس بن سعيد .
أخبار قد تهمك عمان: نتابع تطورات التصعيد العسكري بالمنطقة.. ونؤكد أهمية ضبط النفس 14 أبريل 2024 - 11:30 صباحًا تصفيات المونديال: عمان تجتاز ماليزيا وقرغيزستان تعبر تايوان 26 مارس 2024 - 8:58 مساءًوتشير آخر الإحصاءات وفقًا للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات في الإصدار الخاص للعام 2023م فيما يخص سوق العمل إلى أن معدل المشاركة الاقتصادية في القوى العاملة للمرأة العُمانية في عام 2022 من سن (15 سنة فأعلى) بلغ 32.1 % مقارنة بـ 27.7 % من العام السابق، وأن 82 % من إجمالي العُمانيات الناشطات اقتصاديًّا في عام 2022م من سن (15 سنة فأعلى) هن عاملات، كما أشارت الإحصاءات في الإصدار إلى أن التوزيع النسبي للعُمانيات العاملات من سن (15 سنة فأعلى) حسب القطاع لعام 2022م بلغ 95 ألفًا و652 امرأة أي ما نسبته 41 % في القطاع الحكومي، و 136 ألفًا و93 امرأة أي ما نسبته 59 % في القطاعات الخاصة والأهلية.
أما إجمالي صاحبات الأعمال العُمانيات في عام 2022م فبلغ 14 ألفًا و194 امرأة وتركّز ما نسبته 46 % من سن (15 سنة فأعلى) في تجارة الجملة والتجزئة والصناعات التحويلية.
وفي مؤشرات الحماية الاجتماعية بلغ عدد المنتفعات من الضمان الاجتماعي 86 ألفًا و989 امرأة. أما في مؤشرات التعليم فبلغ إجمالي العُمانيات (من سن 10 سنوات فأعلى) الملتحقات بالتعليم المدرسي للعام الدراسي 2023/ 2022 نحو 208 آلاف و796 طالبة، فيما بلغ إجمالي العُمانيات الدارسات بالتعليم لكبار السن ومحو الأمية 4 آلاف و568 طالبة، وبلغ إجمالي العُمانيات الملتحقات بالتعليم العالي للعام الأكاديمي 2022/2021م نحو 70 ألفًا و252، في حين بلغ معدل الأمية للعُمانيات (10 سنوات فأعلى) 5.8 مقارنة بـ 6.3 بالعام السابق.
وعن مشاركتها في العمل البرلماني فقد بلغت نسبة تواجدها في مجلس الدولة 6ر17 %، وفي مجلس الشورى للفترة التاسعة (2023-2019) بلغت 3ر2 %.
وقالت وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار ابتسام بنت أحمد الفروجية: إنه من التحديات التي تواجه المرأة في سلطنة عُمان كغيرها من المجتمعات الشرقية هي الثقافة وبعض قيود العادات والتقاليد في المجتمع التي قد تحد من حريتها وقدرتها على اتخاذ القرارات والمشاركة في المجتمع بشكل أكثر فاعلية، مؤكدة على الإيمان المطلق بالمرأة العُمانية ودورها المحوري في مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها، وأن التوعية بحقوق المرأة في المجتمع عززت من تواجدها في مراكز صنع القرار وثقتها بنفسها وقدرتها على الصعود بالمجتمع.
وعن مشاركة المرأة العُمانية في العملية التنموية ومدى تمكينها؛ أشارت إلى خطابات جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظة الله- التي تناولت دور المرأة الفاعل في تحقيق رؤية عُمان ٢٠٤٠ والتي تضمنت توجهات إستراتيجية واضحة للاهتمام بالمرأة والأسرة، وذلك من خلال وضع العديد من السياسات التي تعزز من مشاركة ومناصفة المرأة في فرص العمل مع الرجال، وعلى الرغم مما نلامسه اليوم في أرض الواقع إلا أننا نسعى للمزيد من مشاركات المرأة وتواجدها ومساهمتها في التنمية.
وذكرت أن قانون العمل الجديد ميّز المرأة بشكل إيجابي وملحوظ، حيث أتاح لها الإجازات المتعلقة بالأمومة والحمل والرضاعة وغيرها، الأمر الذي يعد إنجازًا لسلطنة عُمان في هذا الجانب الذي يمكنها من ممارسة دورها الطبيعي في المجتمع سواءً كامرأة عاملة أو ربة منزل.
وبيّنت أن سلطنة عُمان تشهد تطورًا في مجال تمكين المرأة منذ سنوات طويلة، ولعل أبرز مثال على ذلك ما يتعلق بالشأن السياسي حيث تمثل المرأة ما نسبته 18 % في مجلس الدولة وهي نسبه تزيد عن النسبة التي كانت موجودة في الدورات الماضية، وإصدار المراسيم السلطانية بشأنها لتشغل مناصب قيادية كوزيرة ووكيلة وسفيرة.
وأشارت إلى الإنجاز الكبير الذي حصدته سلطنة عُمان في مجال الاهتمام بالمرأة من مجلس حقوق الإنسان ممثلة بلجنة الخبراء في متابعة اتفاقية سيداو بشأن تمكين المرأة والاهتمام بها وبحقوقها.
وفيما يخص الجانب الاقتصادي أكدت على أن المرأة أثبتت جدارتها في هذا الجانب، وذلك من خلال ظهور رائدات الأعمال في مختلف المجالات، وأيضًا حصول المرأة على مناصب قيادية في المؤسسات الحكومية والخاصة.
واختتمت وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار حديثها بالإشارة إلى ما حققته سلطنة عُمان من تطورات تتعلق بالمرأة العُمانية ومكانتها وضمان حقوقها الاقتصادية، حيث لا يوجد تمييز بين المرأة والرجل في المخصصات المالية والرواتب بخلاف بعض الدول، إضافة إلى عدم فرض قيود لممارسة العمل الاقتصادي، وبالتالي فإن للمرأة حق فتح الشركات والاعتمادات وممارسة الأنشطة التجارية، كما أن قانون الحماية الاجتماعية أولى اهتمامًا كبيرًا بالمرأة، وذلك من خلال توفير الحماية القانونية لها سواءً كانت غير متزوجة أو أرملة أو ربة منزل أو حتى كبيرة في السن، كل هذه المميزات والحقوق كفلها القانون للمرأة لكي يعزز من دورها ويؤكد على أهمية تمكينها في المجتمع.
من جانبها قالت نائبة رئيس مجلس الدولة سابقًا الدكتورة بدرية بنت إبراهيم الشحية: إن التحدي الأكبر للمرأة هو نفسها، فالمرأة نصف المجتمع وهي التي تربي أبناءها فإذا ربتهم ضد المرأة ستجعل من التحديات أكثر صعوبة أمامها في المستقبل، ولا ننكر دور المرأة الأساسي في الأسرة والتربية وتنشئة الأجيال ولكننا نطمح في عدم حكرها على هذا الدور فقط وإنما فتح المجالات على اختلافها أمام إمكاناتها وطموحها خاصة مع ما تواجه المجتمعات من تحديات اقتصادية واجتماعية وتعليمية وغيرها ليس في سلطنة عُمان فحسب وإنما في جميع أنحاء العالم.
وأضافت أن المرأة العُمانية صنعت لنفسها حدودًا في المجتمع فهي واعية بما يتوافق مع معتقداتها ودينها وعاداتها وتقاليدها، وقد أصبح المجتمع أكثر ثقة بها، فالمرأة تشغل اليوم أغلب الوظائف الحكومية وهذا دليل على فاعليتها وتمكينها وقدرتها على الإبداع والتميز وإنجاز المرأة العُمانية واضح ومخرجاتها محل تقدير واهتمام، وهذا ما يؤكده النظام الأساسي للدولة فليس فيه ما يحد المرأة من العمل والمشاركة في العملية التنموية في المجتمع ومساواتها أيضًا في الحقوق الوظائفية والصحية وغيرها مع الرجل، واليوم في سلطنة عُمان نشهد انخراط المرأة العُمانية في العمل بمجالات جديدة سنويًا وهذا ما يؤكد تمكينها الكلي ويعزز ثقتها بنفسها وبقدراتها.
وبيّنت أن المرأة العُمانية استطاعت أن تثبت جدارتها وقدرتها فشغلت العديد من مراكز صُنع القرار وبجدارة ما يجعلها في مستوى تستطيع من خلاله أن تدافع عن حقوقها وحقوق النساء الأخريات وأن تكون قدوة لهن، ونؤكد على أهمية ذلك لأن المرأة وحدها من تستطيع أن تتعامل مع قضاياها وتفهمها وتفهم حقوق وقضايا غيرها من النساء.
وأكدت على ضرورة تواجد المرأة العُمانية في مجلس عُمان، فهناك قوانين تمر على مجلس عُمان تؤثر قراراتها على حقوق المرأة والمجتمع ككل ووجود المرأة ضروري؛ لأنها تملك نظرة مختلفة وأكثر عمقًا لاحتياجات المجتمع فيما يخص المرأة نفسها والطفل وما يخصها من قوانين توائم هذه القضايا، إذ لا يمكن أن يخلو مجلس عُمان من المرأة على اختلاف تخصصاتها ومجالاتها، فالمجلس به الكثير من القوانين العلمية والأدبية وعليه فإن تعدد مجالاتها وخبراتها سيسهم مساهمة كبيرة في المجتمع فهي امرأة طموحة وقادرة كما نراها اليوم على الجمع بين الأسرة وإسهاماتها في المجتمع.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: المرأة العمانية عمان المرأة الع مانیة الع مانیة فی فی المجتمع أن المرأة مانیات ا فی العمل فی مجلس
إقرأ أيضاً:
مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني يستحضر رحلة المرأة الكويتية في العمل التطوعي
صدر حديثًا كتاب بعنوان "العمل التطوعي النسائي الكويتي تاريخ وإنجازات" من تأليف الدكتور خالد يوسف الشطي، رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني "فنار"، وبرعاية كريمة من جمعية قوافل للإغاثة والتنمية. يقع الكتاب في 480 صفحة من القطع المتوسط، ويعكس بعمق تاريخ وإنجازات المرأة الكويتية في مجال العمل التطوعي.
يتناول الكتاب بشكل موسوعي دور المرأة الكويتية في مجالات العمل الإنساني والتطوعي على مدار أكثر من أربعة قرون، وهو يمثل مرجعاً أكاديمياً وثقافياً، حيث يبرز إسهامات النساء الكويتيات في هذا المجال الذي يزداد تأثيره يوماً بعد يوم في المجتمع الكويتي والعالمي.
محاور الكتابيبدأ الكتاب بتقديم لمحة تاريخية شاملة عن تاريخ المرأة الكويتية عبر العصور، مشيراً إلى دورها الفاعل في مجالات خيرية كثيرة منذ نشأة المجتمع الكويتي، ويتتبَّع المؤلف كيفية تفاعل المرأة الكويتية مع التحديات الاجتماعية والمعيشية في كل فترة من تاريخ الكويت، ويبرز تطور دورها في مختلف مجالات الحياة، وكيف عُرفت المرأة الكويتية بالتزامها بدينها الإسلامي الحنيف الذي يحفِّزها لعمل الصالحات، إضافة إلى ذلك أداءها لأدوارها المجتمعية والعائلية بكفاءة، وخصوصاً أثناء غياب الزوج في الأعمال التي كانت تبعده عن البيت أشهراً طويلة، وقد أورد المؤلف شهادات على ذلك لعددٍ من الرحَّالة والزوَّار الذي زاروا الكويت في فترات متفاوتة، حتى تقول الممرضة التركية "بلكة كونور" التي حضرت إلى الكويت عام 1952م، تقول في كتابها (أنا عائدة من الكويت): "أنا مستعدة أن أعطي نصف عمري إذا شاء الحظ أن يتيح لي الاجتماع بصديقاتي الكويتيات ثانية، فإني بذلك أكتسب سعادة أشعر بها الآن".
ويتناول الكتاب - كذلك - تاريخ العمل التطوعي النسائي في الكويت منذ بداياته وصولاً إلى العصر الحديث، ويُفصِّل تطور هذه الأنشطة من المبادرات الفردية إلى الأعمال الجماعية المنظمة، مشيراً إلى بداية العمل التطوعي النسائي في الكويت بشكل عام، وكيف تطور ليشمل الأنشطة الخيرية والاجتماعية والثقافية.
وفيه استعرض المؤلف دور المرأة الكويتية إزاء قضايا عديدة في مختلف المراحل التاريخية، مثل دورها في جمع التبرعات نصرة للأقصى والقضية الفلسطينية، ودورها أثناء الحرب ضد اعتداء اليهود عام 1948م، وتأسيسها جمعية المرشدات عام 1960م عقب استقلال دولة الكويت، وتأسيسها لجان المرأة في الاتحادات والنقابات في الثمانينيات، ودورها الفاعل أثناء الغزو العراقي، ومشاركتها في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والدولية المتعلقة بالمرأة والعمل الخيري، ثم استمرارها مع مطلع القرن الواحد والعشرين في عطائها وتطوعها من خلال تأسيس منظمات أهلية وتطوعية ومشاركتها فيها بالبذل والعمل، وبناء على ذلك نالت العديد من الأوسمة والجوائز وشهادات التقدير نظير عملها الإنساني المتميز.
ويستعرض الكتاب بداية مساهمة المرأة الكويتية بشكل فردي في الأعمال الخيرية والإنسانية، حيث لم تكن آنذاك مؤسسات نظراً لصِغر المجتمع وقلة إمكاناته، ومع ذلك شاركت في العديد من أعمال الخير، مثل (بناء المساجد، بناء المدارس والكتاتيب الأهلية، التبرع بالأثلاث والوصايا، التبرع بالأوقاف الخيرية، التبرع ببناء المراكز الصحية، التبرع ببناء دور القرآن الكريم، التبرع بتسيير حملات حج نسائية، التطوع لنشر الثقافة والعلوم، التطوع للعلاج، التطوع لمساعدة المحتاجين).
كما يتوقف عند العمل التطوعي النسائي الجماعي: يتناول تكوين الفرق الجماعية وتشكيل الكيانات النسائية التي تعمل معاً لخدمة المجتمع، حيث ظهر العمل التطوعي الجماعي لنساء الكويت بشكل أوسع في مطلع القرن العشرين مع بداية ظهور المؤسسات التطوعية الكويتية، فشاركت المرأة الكويتية في دعم تلك المؤسسات والتبرع لها، مثل: إسهامها في التبرع للمدرسة المباركية عام 1912م، والتي تبرعت لها السيدة سبيكة الخالد بأرض للبناء عليها، وتبرعت السيدة شاهة الحمد الصقر بدكان تجاري ليكون مقراً للمكتبة الأهلية التي تأسست عام 1922م، إضافة لمشاركة نساء الكويت وتبرعاتهن في أعمال جماعية خيرية أخرى عديدة.
العمل التطوعي النسائي المؤسسيويُبرز الكتاب تطور العمل التطوعي ليصبح جزءاً من مؤسسات رسمية تُعنى بتطوير وتوجيه العمل التطوعي على نطاق واسع، حيث ظهرت بوادر المؤسسات التطوعية النسائية في دولة الكويت نهاية الخمسينيات، وكانت النواة الأولى هي النشاط المدرسي لطالبات المدارس عام 1957م، ثم تأسست جمعية النهضة الأسرية عام 1962م، تلتها الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية عام 1963م، ثم توالى تأسيس اللجان والجمعيات النسائية، وشاركت المرأة الكويتية في كثير من الأعمال المؤسسية في هذا الإطار.
ويُخصص الكتاب جزءاً كبيراً من صفحاته، للحديث عن المؤسسات النسائية التي تسهم في العمل التطوعي في الكويت، وتشمل هذه المؤسسات: جمعيات النفع العام النسائية: والتي تؤدي دوراً كبيراً في تنفيذ المشاريع الاجتماعية والخيرية، وتأسست بعد استقلال دولة الكويت عام 1961م، ومنها: جمعية المرأة الكويتية، والاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية، وجمعية بيادر السلام النسائية.
الجمعيات الخيرية النسائية
وأشار الكتاب إلى الجمعيات الخيرية النسائية الكويتية، التي تهدف إلى تقديم الدعم للأسر المحتاجة وتوفير الخدمات الاجتماعية، والتي ساهمت المرأة الكويتية بتأسيسها بعد صدور قرار وزارة الشؤون الاجتماعية في عام 2002م، بفصل الجمعيات الأهلية المهنية عن الجمعيات الخيرية، وأبرز الكتاب دور تلك الجمعيات، مثل جمعية الرعاية الإسلامية، وجمعية قوافل للإغاثة والتنمية.
وانتقل بنا مؤلف الكتاب للحديث عن المبرات الخيرية النسائية، والتي تُعد رافداً من أهم روافد العمل التطوعي والخيري في دولة الكويت، وكان لنساء الكويت دور بارز بالمشاركة في تأسيس عدد من المبرات، كما استطاعت نساء من تأسيس مبرات خيرية نسائية، منها: مبرة رقية عبد الوهاب القطامي لمرضى السرطان.
وكذلك، المبادرات النسائية لإنشاء مؤسسات تطوعية لتلبية حاجات المجتمع وتطوِّر من خدماته، ومن تلك المبادرات النسائية: تأسيس الجمعية الكويتية لرعاية المعاقين، تأسيس الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى، جمعية التوحد الكويتية، جمعية السدرة للرعاية النفسية لمرضى السرطان.
واستعرض الكتاب، دور الفرق التطوعية النسائية في دولة الكويت، والتي شاركت المرأة الكويتية فيها بفاعلية منذ ثلاثينيات القرن العشرين، حين تشكل فريق تطوعي لجمع التبرعات لفلسطين، وفي 1948م أسست المحسنة موضي السلطان فريقاً تطوعياً لذات الغرض، ومن الفرق التطوعية النسائية: فريق عطاء المرأة الكويتية، وفريق السلام الداخلي التطوعي، وفريق نسائم الخير التطوعي.
الشركات النسائية غير الهادفة للربحولفت الكتاب، إلى الشركات النسائية غير الهادفة للربح، والتي ساهمت نساء كويتيات بتأسيس مثل هذه الشركات بعد صدور القرار 2017م بالسماح بتأسيس شركات تجارية غير هادفة للربح، ومن تلك الشركات النسائية غير الهادفة للربح، مثل شركة سنايا، شركة لوياك، شركة أمهات حاضنات.
وكذا اللجان النسائية في جمعيات النفع العام، واللجان النسائية في الجمعيات الخيرية، والتي شاركت المرأة الكويتية في تأسيسها، منذ انطلاقها وإلى اليوم، ولا تكاد اليوم جمعية خيرية في الكويت خالية من لجنة أو مشاركة نسائية، بل تُعد أهم أركان عملها الخيري والإنساني في كل المجتمعات.
واستحضر الكتاب، دور نساء الكويت في المبرات الخيرية، واللجان النسائية في الاتحادات والروابط والنقابات، وكيف كان للمرأة الكويتية السبق في تأسيس عدد من هذه الكيانات، والحضور الفاعل في مختلف أعمالها وأنشطتها.
وتوقف الكتاب عند حرص المرأة الكويتية على التطوع لإنشاء نوادٍ وتجمعات نسائية كمبادرات لخدمة مجتمعها وتطويره، ومن ذلك: لجنة المرأة الدولية الدبلوماسية (فرع الكويت)، لجنة سيدات الأعمال الكويتية، مبادرة تُرى.
والمشاركة النسائية في المؤسسات التطوعية المحلية والدولية: تشارك المرأة الكويتية بفاعلية في المؤسسات التطوعية والخيرية والإغاثية في مجالات عديدة، وقد تقلدت نساء كويتيات رئاسة العديد من المؤسسات التطوعية.
ويختتم تأليف الدكتور خالد يوسف الشطي كتابه، بتسليط الضوء على الجهود التي يبذلها مركز "فنار" لتوثيق تاريخ العمل التطوعي النسائي في الكويت، إذْ يُعد المركز بمثابة منصة مهمة في جمع وتحليل وتوثيق هذه الجهود الرائدة التي تبذلها النساء الكويتيات في مختلف المجالات الإنسانية، كما يسهم في تقديم هذه التجارب للأجيال القادمة.
ويُعد كتاب "العمل التطوعي النسائي الكويتي تاريخ وإنجازات" عملاً موسوعياً مهماً، يعكس إيمان الدكتور خالد يوسف الشطي بأهمية العمل التطوعي في بناء المجتمعات، ويؤكد الدور البارز الذي تؤديه المرأة الكويتية في هذا السياق، ليكون مرجعاً لا غنى عنه للباحثين والمهتمين في مجال العمل الخيري والإنساني بشكل خاص والمجتمع الكويتي بشكل عام.