أصدر مصرف لبنان بياناً شجع فيه على العودة إلى إستعمال وسائل الدفع الالكترونية، وتخفيف استعمال الدفع النقدي-الكاش في السوق اللبناني، وذلك بالتوافق مع المعايير الدولية لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب.

فقد بادر مصرف لبنان الى اعادة تشجيع استعمال بطاقات الدفع وذلك بالتنسيق مع المعنيين لا سيما شركتي (MasterCard
و(VISA)والمصارف والمؤسسات المالية المعنية بإدارة وإصدار البطاقات.

ومن بين هذه الاجراءات العمل على تخفيض كلفة استعمال بطاقات الدفع محليا خاصة البطاقات الصادرة خارج لبنان والمستعملة في السوق اللبناني، أملاً أن يبدأ ظهور نتائج هذه المبادرات قريبا. ويدعو المصارف والمؤسسات المالية لاعتماد كافة التسهيلات لتامين خدمات الدفع الالكتروني لا سيما تلك المتعلقة ببطاقات الدفع باقل كلفة ممكنة. ويأمل من كافة التجار عدم وضع أي رسوم أو أعباء إضافية على المستهلك عند استعماله بطاقات الدفع، كون ذلك مخالفا للقانون ويلحق ضررا بالاقتصاد.

ليست المرة الأولى التي يشجع فيها مصرف لبنان على العودة لإستعمال البطاقات المصرفية خاصةً وأن مصرف لبنان في عام 2023، عدل سابقاً التعميم رقم 69 المتعلق بالمدفوعات الالكترونية، وأعطى تراخيصا لعدد من المحافظ الالكترونية (Mobile Wallets) المستوفية للشروط .

إن هذه المحافظ الالكترونية تسمح لمستخدميها بتحويل الأموال في ما بينهم تجاراً وافراد، بشكل فوري وآمن وفقاً للقوانين والأنظمة ذات الصلة. وكان تعديل التعميم 69 يهدف أيضاً إلى التشجيع على تفعيل التحويلات والدفع الإلكتروني والتخلي عن تنفيذ العمليات بواسطة النقد الكاش الذي لطالما شكل، بحسب أستاذ الاقتصاد والخبير المالي بلال علامة، خطراً على سلامة التعاملات المالية وعلى سلامة الوضع النقدي لما يمكن أن يتضمنه من مخاطر تتعلق بتبييض الأموال وتسديد قيمة العمليات القذرة والمشبوهة.

وتجدر الاشارة إلى أن مصرف لبنان أيضا ً أصدر قبل عدة أشهر التعميم 165 المتعلق بإنشاء مقاصة جديدة لتسوية الشيكات والتحاويل النقدية بالدولار الفريش والليرة اللبنانية عبر مصرف لبنان ويكون مكان المقاصة في لبنان وليس في الخارج.

مجمل هذه التعاميم، بحسب ما يؤكد علامة لـ"لبنان24" حركت السوق قليلاً وبدأت التحاويل الإلكترونية وشيكات الفريش بالارتفاع بعد أن عادت شيكات الفريش وسيلة دفع أساسية وأمنة وبديلة عن الدفع النقدي (الكاش).

خلال سنتين حاول مصرف لبنان من خلال تعميمين وبيان تشجيعي الدفع باتجاه استعمال وسائل الدفع الإلكترونية ولكن من دون القدرة على معالجة المشكلة الأساسية المتعلقة بالخسائر المحققة في القطاع المصرفي ومشكلة الودائع المحتجزة لدى المصارف، فهاتان المشكلتان أعمق وأكبر من أن يستطيع تعميم هامشي وبيان تشجيعي شكلي من أن يتخطى مفاعيلهما التي أصابت مقتلاً من الأنظمة الإقتصادية والمالية والنقدية والمصرفية في لبنان، يقول علامة.

ويسأل علامة كيف يمكن أن يكون الحل بالتحول من الكاش إلى التشجيع على استعمال البطاقات المصرفية حتى ولو تم التنسيق مع الشركات العالمية التي تصدر البطاقات، في وقت ما زالت بعض المصارف في لبنان تقلص أعمالها وتتهرب من تنفيذ الإصلاحات المطلوبة منها وعاجزة عن المشاركة في الحياة الإقتصادية والمالية من خلال لعب دورها في تقديم التسليفات لتنشيط القطاعات الإنتاجية.

بالنسبة إلى علامة، فإن المصارف غير قادرة على القيام بهذا الدور وغير قادرة على تطبيق سياسة الأموال المشتقة التي قد تتسبب بها العمليات المالية التي تنفذ بواسطة البطاقات المصرفية ووسائل الدفع الإلكترونية, والمشكلة الأكبر أيضا تتعلق بالمدفوعات على المستوى الدولي لا سيما وأن تسوية هذا الأمر يتطلب تسوية مع مصارف عالمية مراسلة.
ولذلك يرى علامة أن الثقة بالقطاع المصرفي وبالشركات التي تصدر بطاقات الدفع المصرفية لن تعود إلا بعد هيكلة المصارف وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة بالقطاع المصرفي.

أما الخبير الاقتصادي نديم السبع فيعتبر من جهته لـ"لبنان24" أن خطوة "المركزي" مطلوبة، لكنها ليست جديدة فمصرف لبنان أصدر تعميما في هذا الشأن في وقت سابق، وما يحصل اليوم لا يتعدى فتح كوة في جدار أزمة كبيرة، فإصدار البطاقات سيكون عبر المصارف التي لا تزال عاجزة عن إعطاء زبائنها ودائعهم، وبالتالي الخدمة المصرفية اليوم لم تعد كما كانت عليه في السنوات التي سبقت العام 2019، وهناك مصارف تمتنع عن فتح حسابات بالفريش دولار، وبعضها حصر ذلك فقط بالموظفين.

وليس خافياً أن جميع اللبنانيين يستخدمون بطاقات الفريش والمراكز التجارية لديها pos للفريش دولار، وهذا الأمر ليس بجديد، ولذلك يمكن القول إن قرار مصرف لبنان ليس خطوة أساسية يمكن الرهان على أن تحدث فرقا في القطاع المصرفي أو الاقتصاد الكاش، فاقتصاد الكاش تبلغ قيمته10 مليار دولار ولا تحل مشكلته ببطاقة إلكترونية، مع إشارة السبع، إلى أن هناك عددا كبيرا من اللبنانيين لا يريد التخلص من الاقتصاد الكاش لاعتبارات عدة تتصل بالتهرب الضريبي ولذلك لا يهم هؤلاء العودة إلى التعامل مع المصارف. أما في ماخص معالجة تبييض الأموال فهذه المعضلة تحتاج إلى خطوات مختلفة ولا تحل باتفاق مع فيزا وماستر كرد. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بطاقات الدفع مصرف لبنان لا سیما

إقرأ أيضاً:

"اقتصادية الشورى" تُناقش مسؤولي "البنك المركزي" حول رسوم خدمات الدفع الإلكترونية

 

مسقط- الرؤية

التقت اللجنة الاقتصادية والمالية بمجلس الشورى صباح أمس الثلاثاء، مع عددٍ من المعنيين بالبنك المركزي العُماني؛ وذلك لمناقشتهم حول الرسوم المفروضة من البنك على أصحاب المحال التجارية بشأن خدمات الدفع الإلكتروني.

وعقد اللقاء ضمن أعمال الاجتماع الثاني من دور الانعقاد السنوي الثاني (2024- 2025)، برئاسة سعادة أحمد بن سعيد الشرقي رئيس اللجنة الاقتصادية وبحضور أعضاء اللجنة أعضاء اللجنة. وبدأ اللقاء بعرض مرئي، قدَّمه المختصون بالبنك المركزي، تحدثوا خلاله عن نظام المدفوعات المعمول به في سلطنة عُمان، طيلة العشرين عامًا الماضية. وأبرز العرض المرئي دور البنك المركزي العُماني في نظم وخدمات المدفوعات، وأبرز الخدمات والأنظمة التي تم إطلاقها في العام الجاري 2024.

واشتمل العرض على الحديث عن رحلة تطوُّر نظام المدفوعات الرقمية منذ بداية نشأته، والتوسع في خدمات الدفع الإلكترونية، إضافة إلى منافع استخدام خدمات الدفع الإلكترونية للزبائن وأهدافه. كما تم التعريف بنظام "IBAN" العالمي المعمول به سلطنة عُمان، وجرى استعراض أهميته وفوائده في العمليات الائتمانية.

وشهد اللقاء التطرق إلى نظام التفويض الإلكتروني الحديث ودوره في تسريع وسلاسة عمليات الدفع بالتقسيط. إلى جانب استعراض دور الخدمات الإلكترونية في مكافحة غسيل الأموال، وعمليات التهرب الضريبي ومكافحة التجارة المستترة.

وفي ختام العراض المرئي، جرى استعراض مجموعة من الاحصائيات والأرقام حول أنظمة الدفع خلال الفترة من (2022- أكتوبر 2024)، بيَّنت حجم المعاملات أنظمة الدفع بالتجزئة، ونظام الدفع ذات القيمة العالمية "RTGS"، إضافة إلى المعاملات السارية ضمن قنوات شبكة عُمان المحلية.

وبعدها، انطلقت سلسلة من المناقشات المُستفيضة بين أصحاب السعادة الأعضاء باللجنة مع المعنيين بالبنك المركزي، تركز النقاش حول نسب رسوم استخدام الخدمات المصرفية ضمن عملية الدفع الإلكتروني، ومبررات فرضها. كما جرى استعراض طريقة احتساب رسوم خدمات الدفع الإلكتروني ورسوم التبادل ورسوم البنك المركزي العُماني من تلك الخدمات.

وأكد أصحاب السعادة أعضاء اللجنة ضرورة تطبيق الشفافية فيما يتعلق بنسب الرسوم المفروضة على معاملات الدفع الإلكترونية، كما أشاروا إلى ضرورة تطوير منظومة الدفع الإلكترونية بصورة مستمرة لتسهيل العمليات التجارية؛ الأمر الذي ينعكس إيجابًا على تطور الأنشطة التجارية المختلفة وتحقيق الازدهار الاقتصادي في سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • المركزي ينشر آخر بيانات «طلبات فتح الاعتمادات المستندية»
  • تنزانيا تلغي رسوم مدفوعات البطاقات الالكترونية لتعزيز المعاملات الرقمية
  • "اقتصادية الشورى" تُناقش مسؤولي "البنك المركزي" حول رسوم خدمات الدفع الإلكترونية
  • ليبيا المركزي: النقد الأجنبي متاح للجميع من 1 يناير
  • البنك المركزي يوجه باستمرار عمل المصارف ليوم غد الأربعاء
  • المركزي للأحرار: نستعد لاستئناف بيع النقد الأجنبي بداية يناير
  • سوريا.. قرار هام من المصرف المركزي بخصوص الدولار
  • 12 مصرفا مصريا ضمن لائحة أقوى 100 مصرف عربي لعام 2023
  • 12 بنكا مصريا ضمن لائحة أقوى 100 مصرف عربي لعام 2023
  • حصاد البنك المركزي في 2024 ومحاور استراتيجيته في 2025