قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن سلامة الصدر أحد أهم أسباب رضا الإنسان عن نفسه ورضا الله (عز وجل) عنه، ذلك أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) قال لأصحابه يومًا: "يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ "، فدخل رجل فتبعه سيدنا  عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) ليقف على ما أوصله إلى هذه المكانة الرفيعة، فنزل عليه ضيفًا ليرقب أعماله ومدى اجتهاده في عبادته، فما وجد مزيد صلاة أو صيام أو صدقة، فحدث ابن عمر (رضي الله عنهما) مضيفه عن سر نزوله عنده وأخبره بما كان في شأنه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسر نزوله عليه، فقال يا ابن عمر: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ".

وأضاف وزير الأوقاف، منشور له، أن سلامة الصدر لا يمكن أن تبنى على التوجس والتربص والتحسس وسوء الظن، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"، كما لا يمكن أن تُبنَى على عدم التسامح، إنما تبنى على الصفح الجميل، وحتى الهجر الجميل، ولين الجانب، ومقابلة السيئة بالحسنة، فالصفح الجميل: هو الذي لا مَنَّ معه، حيث يقول الحق سبحانه: "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ", والهجـر الجميـل هو الذي لا أذى معـه، حيث يقول سبحانه وتعـالى: "وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا".

وكذلك تبنى سلامة الصدر على لين الجانب، حيث يقول الحق سبحانه مخاطبًا حبيبنا (صلى الله عليه وسلم): "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ". 

كما تقوم سلامة الصدر على العفو والصفح ومقابلة السيئة بالحسنة، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".

كما أن على الإنسان أن يدرك أن ثمة فرقًا واسعًا بين قلب يحمل العداوة والبغضاء، وقلب يحمل الحب والتسامح مع الناس جميعًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ: فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْـدَأُ بِالسَّـلاَمِ". 

وأكد على أن سلامة الصدر ترتبط غاية الارتباط بالرضا بما قسم الله، وإدراك الإنسان أن الأمر كله بيد الله (عز وجل) وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"، وحيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بشيء لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيء قَدْ كَتَبَهُ الله لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بشيء لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بشيء قَدْ كَتَبَهُ الله عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ". 

ومن الأمور التي تعين على سلامة الصدر : الكلمة الحلـوة الرقيقـة والقـول الحسن: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا", وإفشاء السلام: "أفشوا السلام بينكم تحابوا"، وإطعام الطعام، وإكرام الصغير، وقد قالوا: أكرم صغير القوم يكرمك كبيرهم وينشأ على محبتك صغيرهم، ومما يورث سلامة الصدر: التواضع والبعد عن الكبر والاستعلاء على الناس، ومن أهم ما يورث سلامة الصدر ويؤلف بين القلوب احترام إنسانية الإنسان وآدميته، وعدم إحراجه أو تنقيصه، بل العمل على رفع الحرج وإزالته عنه، والتماس الأعذار له، وقد قالوا: التمس لأخيك عذرًا إلى سبعين عذرٍ، فإن لم تجد له عذرًا فقل: لعله كذا، لعله كذا، فخير الناس أعذرهم للناس، وأسلمهم صدرًا وأرضاهم نفسًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير الاوقاف سلامة الصدر الحب العداوة حیث یقول الحق سبحانه صلى الله علیه وسلم سلامة الصدر

إقرأ أيضاً:

بتطاردني والجواز مش بالعافية.. طبيب الجيزة يكشف تفاصيل اعتداء فتاة عليه داخل عيادته

كشف طبيب أسنان تعرض للاعتداء على يد فتاة داخل عيادته في الجيزة، عن تفاصيل الواقعة خلال الإدلاء بأقواله أمام النيابة، مؤكدًا أن الفتاة كانت تسعى لتشويه سمعته بسبب هوسها به عقب فشل مشروع زواجهما منذ أكثر من عام. 

وأوضح الطبيب في أقواله أنه كان دخل مع الفتاة في "مشروع جواز" بعدما تعرف عليها عن طريق أصدقاء مشتركين قبل 3 أعوام، ومنذ عام جلست أسرته وأسرتها في "قعدة تعارف" تلاها قراءة الفاتحة قائلا: "قرينا الفاتحة بس وموصلناش للخطوبة" وعقب قراءة الفاتحة مباشرة لم يكتمل مشروع الزواج وانفصلت عنها.

أضاف الطيبي في أقوله أنه محصلش نصيب إلا أنها ظلت طوال ذلك العام تطارده وتصر على الزواج منه لدرجة أنها ذهبت إليه في مكان عمله الحكومي وكانت تحاول الإساءة لسمعته وتضره في عيادته الخاصة ومكان عمله الحكومي رافضة نهائيا الاعتراف أن "كل شيء قسمة ونصيب" قائلا لها: "الجواز مش بالعافية". 

وأضاف الطبيب أنه في التوقيت الذي وقعت فيه الواقعة، كان قد رفض محاولات الفتاة لتجديد العلاقة، وأكد أن الحادث الذي وقع في العيادة كان نتيجة لغيرة غير مبررة منها ومحاولة انتقام لانفصاله عنها، حيث فوجئ بها تقتحم وتتعدى عليه بالضرب.

وأشار الطبيب في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أن النيابة وجهت للفتاة عدة تهم منها التعدي عليه أثناء تأدية عمله والتشهير والتصوير بدون علمه وأوضح أنه رغم محاولات أسرتها معه لاقناعه بالتنازل، إلا أنه رفض التخلي عن حقوقه، مؤكدًا أن ما حدث كان نتيجة لهوس الفتاة به ومحاولاتها تشويه سمعته في المجتمع.

ونفى الطبيب ما تردد حول أن الفتاة كانت تعمل معه ممرضة مؤكدا أن الأمر كان بداية فقط لمشروع زواج ولم يكتمل إلا أنها لم تقتنع وظلت تطارده لأكثر من عام مؤكدا وجود بلاغ آخر حرره في مباحث الانترنت ضدها. 

مقالات مشابهة

  • دعاء انشراح الصدر.. ردده الآن وتخلص من الهم والحزن
  • هل يجوز صيام يوم أو اثنين فقط من الأيام البيض.. ماذا يقول الفقهاء؟
  • انطلاق قافلة دعوية للواعظات إلى إدارة بندر أول بالفيوم بعنوان" فضل عمارة الدين وعمارة الكون “
  • وزير الأوقاف ينعي والد رئيس جامعة الأزهر
  • مش هتنازل.. الطبيب المصفوع يكشف قصة تـعدي فتاة عليه
  • لحظة دعاء رئيس جامعة الأزهر لوالده بعد صلاة الجنازة عليه.. فيديو
  • وزير الأوقاف ينعى والد رئيس جامعة الأزهر
  • مصطفى بكري يكشف أهمية ودلالات زيارة ماكرون لمصر
  • ما علاج قسوة القلب؟.. علي جمعة يقدم الروشتة الشرعية
  • بتطاردني والجواز مش بالعافية.. طبيب الجيزة يكشف تفاصيل اعتداء فتاة عليه داخل عيادته