أصحاب الإرادة الصّلبة: رسالة قوة وصمود في لبنان
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
قالها ستيفن هوكينغ مرة :"نصيحتي للآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة هي: ركزوا على الأشياء التي لا تُعيقكم إصابتكم عن فعلها بشكل جيد، ولا تشعروا بالألم في التخلي عن الأشياء التي تمنعكم الإعاقة عن فعلها. لا تجعلوا إعاقتكم تمتد إلى أرواحكم كما وصلت إلى أجسادكم".. هذه الكلمات ورغم صعوبتها لم تستعصِ على أصحاب الإرادة الصلبة في لبنان.
. فهم الذين لم يتوقفوا عند "إعاقتهم"، بل أثبتوا أن إرادتهم أصلب وأقوى من أي عائقٍ كان.. هم الذين حاربوا ورغم السلبية التي تحيط بلبنان حتى أثبتوا أنّهم يستحقون الأفضل..
اليوم، ينطلق كأس “ويلرز لكرة السلة” على الكراسي المتحركة في لبنان، بدعوة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبدعم من ألمانيا عبر "البنك الألماني للتنمية"، في قرية الرئيس ميشال سليمان الرياضية - قاعة كارلوس سليم، في جبيل، ليأتي هذا الحدث تجسيدًا لعشرات السنوات من المعاناة التي قضاها الرياضيون من أصحاب الإعاقة في لبنان، وليثبتوا من خلاله أنّهم قادرون على خلق النجاح بعد أن تلاحم صمودهم مع عزيمتهم التي لم تُكسر أبدًا. وفي رحلتهم التي تمتد إلى عشرات السنوات، لم يستطع رياضيو أصحاب الإرادة الصلبة أن يصلوا إلى هدفهم، وهو أن يكون لديهم نوادٍ متخصصة، وخدمات تناسب حالتهم الصحية. إلا أنّ هذا الأمر لم يقف حجر عثرة أمام طموحاتهم، فما كان منهم، وتماما كما العديد من اللبنانيين، إلا وأن ضحوا وحاربوا، ليحققوا النجاحات المحلية والخارجية.
فعام 2019 على سبيل المثال رفع أكثر من أربعين لاعبًا ولاعبةً اسم لبنان في الإمارات، خلال تنظيم الأولمبياد العالمي الخاص حيث فاز لبنان خلال مشاركته في هذا الحدث بتسع وعشرين ميدالية متنوعة، آنذاك كان تسع منها ذهبية، وأحد عشر فضية، وتسع برونزية، وسط منافسات شرسة كانت بين 7500 رياضيّ من 190 دولة مختلفة.
والأمر لم يقتصر على المشاركة العربية، إنما تعداه ليصل اللبنانيون من أصحاب الإرادة الصلبة إلى الصين (2007)، واليونان (2011)، ومصر (2014)، ولوس أنجلوس – أميركا (2015).
ولكن ما هو وضع الرياضة في لبنان اليوم؟
"لبنان24" تواصل مع مدرب فريق "الويلرز" إيليو أبو صالح، الذي أشار إلى أنّ هذه الرياضة في لبنان ليست وليدة اليوم إنّما هي موجودة منذ زمنٍ، حيث حارب أصحاب الإرادة الصلبة على مدى سنوات العوائق التي كان من شأنها أن تثنيهم عن تحقيق أحلامهم، التي تعتبر في البلدان الأخرى حقوقًا جوهرية وأساسية. ويسرد أبو صالح عشرات وعشرات العثرات التي تمنع التقدم والازدهار باللعبة، ويلخص العائق الأكبر بالدعم المادي واللوجيستي، الذي يفتقده اصلا عالم الرياضة في لبنان. ويقول أبو صالح إن نادي "الويلرز" هو واحد من أصل تسع فرق تقريبا موجودة في لبنان بدأ رحلته قبل 4 سنوات بثلاثة لاعبين فقط، لتكبر العائلة، وتكبر معها الطموحات والأحلام، حيث أصبح اليوم يضم حوالي 20 لاعبًا، والأمر لا يقتصر على اللعبة الأكثر شعبية وهي كرة السلة، إنما هناك كرة الطائرة جلوس (sitting volleyball) التي أبصرت النور ولأول مرة في لبنان منذ شهرين، بالإضافة إلى كرة الطاولة، وسباق الدراجات الهوائية، والسباحة.
من ناحية ثانية، يؤكد إيليو أبو صالح أنّ اللعبة تحتاج الكثير لتصل إلى ما يستحقه كل رياضيّ ورياضية يصرّون على ممارستها، ولم يرضوا الاستسلام للإعاقة، خاصةً وأنّ لا ملاعب مجهزة لهم، ولا حتى وسائل نقل خاصة تراعي ظروفهم، أو تسمح لهم بالوصول بالسرعة والآمان المطلوبين. المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان أبو صالح
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي للغة العربية.. رحلة لغة الضاد التي توجت بحروف من نور تضيء بآيات القرآن الكريم وسياسة الاعتماد الدولي بعد سنوات عجاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يوافق اليوم الأربعاء، 18 ديسمبر من كل عام، الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، تقديرًا لهذه اللغة العظيمة، "لغة الضاد"، ومكانتها الكبيرة، تحت شعار "العربية والذكاء الاصطناعي: تحفيز الابتكار وصون التراث الثقافي".
وتعد اللغة العربية هي لغتنا التي شرفها الله تعالى بأن أنزل بها القرآن الكريم من فوق سبع سماوات؛ وعلينا أن نعتز جميعا باللغة العربية وأهمية الحفاظ على هذه اللغة، وتعلمها.
ويهدف اليوم العالم للغة العربية، إلى تعزيز استخدام اللغة العربية، والاعتراف بمكانتها الثقافية، والإرثية في العالم، ويعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على أهمية اللغة العربية في التواصل العالمي، وفي الثقافة والفكر العربي.
تاريخ الاحتفال
قررت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام؛ لأنه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في ديسمبر عام 1973، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية، والمملكة العربية السعودية، خلال انعقاد الدورة 190 لـ "المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو".
وصدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 878 الدورة التاسعة المؤرخ في 4 ديسمبر 1954، والذي يجيز الترجمة التحريرية فقط إلى اللغة العربية، ويقيد عدد صفحات ذلك بأربعة آلاف صفحة في السنة، وشرط أن تدفع الدولة التي تطلبها تكاليف الترجمة، وعلى أن تكون هذه الوثائق ذات طبيعة سياسية، أو قانونية تهم الدول العربية.
هذا الأمر تطور في عام 1960؛ حيث اتخذت منظمة اليونسكو قرارًا يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية، وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية.
بينما في عام 1966، تم اعتماد قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو، وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية، ومن العربية إلى لغات أخرى، في إطار الجلسات العامة.
وفي عام 1968، تم اعتماد اللغة العربية تدريجياً كـ "لغة عمل" في منظمة اليونسكو، التابعة لـ الأمم المتحدة، مع البدء بترجمة وثائق العمل، والمحاضر الحرفية، وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى اللغة العربية.
وبعد هذا التاريخ، استمر الضغط الدبلوماسي العربي، وتحديدا من دولة المغرب الشفيفة، بالتعاون مع بعض الدول العربية الأخرى، إلى أن تمكنوا من جعل اللغة العربية تُستعمل كلغة شفوية خلال انعقاد دورات الجمعية العامة في سبتمبر 1973.
وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها الستين قرارا يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة، وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة رقم 3190 خلال الدورة 28 في ديسمبر 1973 يوصي بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها.
وفي أكتوبر من عام 2012، وعند انعقاد الدورة 190 لـ المجلس التنفيذي لليونسكو، تقرر تكريس هذا اليوم 18 ديسمبر من كل عام ليكون اليوم العالمي للغة العربية، واحتفلت اليونيسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم.
وفي 23 أكتوبر من عام 2013، قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية "آرابيا" التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية، كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة.
لغة عالمية
قالت الأمم المتحدة، في الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية 2024، إن العربية لغة عالمية ذات أهمية ثقافية جمّة، إذ يبلغ عدد الناطقين بها ما يربو عن 450 مليون شخص، وهي تتمتع بصفة لغة رسمية في نحو 25 دولة، ومع ذلك، فإن المحتوى المتاح على شبكة الإنترنت باللغة العربية لا يتجاوز نسبة 3%؛ مما يحد من إمكانية انتفاع ملايين الأشخاص به.
وتابعت المنظمة، أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسة لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى، فضلًا عن ذلك، مثَّلت اللغة العربية كذلك حافزًا إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الإفريقي.
كما قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، أن اليوم العالمي للغة العربية الذي تنظمه اليونسكو يوفر منبرًا تفاعليًا يعزز الحوار والتبادل والتفاهم، وذلك احتفاءً بأهمية اللغة العربية على الصعيد العالمي، فضلًا عن السعي إلى جمع المتحدثين من مختلف الفئات وتعزيز الروابط الثقافية.