في مؤشر جديد على صعوبة الوضع الاقتصادي، تسعى مصر إلى مد آجال استحقاق بعض ديونها المحلية الضخمة؛ من أجل تخفيف الضغوط الكبيرة والمتزايدة على مواردها المالية رغم حصولها على استثمارات وقروض ومنح دولية بأكثر من 50 مليار دولار هذا العام.

وكشف وزير المالية المصري، محمد معيط، أن هناك محادثات مع كيانات عامة على رأسها البنك المركزي وصناديق المعاشات والتأمين الصحي الحكومي الرئيسي بهدف تمديد آجال استحقاق الالتزامات المحلية المستحقة لتلك المؤسسات.



بحسب الوزير، فإن وزارة المالية مدينة بحوالي 100 مليار دولار عبارة سندات وأذون خزانة بالعملة المحلية المستحقة حتى 31 كانون الثاني/ يناير المقبل أو ما يعادل نحو 5 تريليون جنيه، يعادل الدولار نحو 48.75 جنيها.


تنفق الحكومة المصرية نحو نصف إيراداتها على مدفوعات الفائدة وحدها، وتشكل ضغوطا على موازنة الدولة محدودة الموارد، ووصلت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي 96% في السنة المالية 2023.

باتت مصر واحدة من أكثر دول العالم النامية مديونية، وثاني أكبر مقترض من صندوق النقد الدولي بعد الأرجنتين بحوالي 15 مليار دولار.

لماذا تؤجل الحكومة مواعيد ديونها؟
بعد تراجع الجنيه لمستويات متدنية تواجه مصر ضغوطًا مالية متزايدة بسبب ارتفاع فاتورة الدين وازدياد الإنفاق الحكومي، مما يُشكل عبئًا على الموازنة العامة ويُقلّل من قدرتها على الاستثمار في مجالات أخرى ضرورية للنمو الاقتصادي.

وتهدف الحكومة المصرية إلى تخفيف حدة الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة الذي شهدته الأسواق المحلية مؤخرًا، وذلك من خلال خفض الطلب على الدين المحلي.

تقول الحكومة المصرية إنها تسعى إلى تحفيز الاستثمار ودعم القطاع الخاص من خلال توفير المزيد من السيولة في السوق، وذلك عن طريق خفض عبء الدين على الشركات.

الاقتراض المحلي حبل النجاة
يُقدر الخبير الاقتصادي، الدكتور إبراهيم نوار، حجم الاقتراض المحلي بالمرتفع والمبالغ فيه، وقال: إن "أكثر من 95% من الاقتراض الحكومي يتم بالعملة المحلية من خلال إصدار أذون الخزانة والسندات التي تدبرها البنوك المحلية عبر البنك المركزي".

ووصف ارتفاع التزامات الحكومة المصرية المالية للمؤسسات حتى نهاية العام بالكبيرة، مضيفا لـ"عربي21": أن الحكومة تقترض كل أسبوع عشرات مليارات الجنيهات من أجل أن تدفع للبنوك مستحقاتها عن ديون سابقة، وبالتالي أصبحت البنوك مكشوفة بشكل كبير على ديون الحكومة".

واعتبر نوار أن أكثر ما تواجهه مصر هو "تدوير الديون المحلية قصيرة الأجل، وطباعة مزيد من أوراق النقد مقابل احتياطي النقد الأجنبي"، مشيرا إلى أن "موازنة الدولة في حالة يرثى لها؛ كل إيرادات الضرائب لا تكفي سداد خدمة فوائد الدين والتي تقترب من ثلثي المصروفات العامة للدولة".

التزامات الحكومة المالية في موازنة عام 2024-2025:
قدرت وزارة المالية بند الفوائد في موازنة عام 2024-2025 بنحو 1.83 تريليون جنيه تمثل 70% من جملة الإيرادات العامة للدولة البالغة نحو 2.63 تريليون جنيه

تُشير التقديرات إلى أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في مصر ستصل إلى 90% في نهاية السنة المالية 2024-2025.


ارتفعت قيمة الفوائد بنحو 714.4 مليار مقارنة بالعام المالي الحالي، متأثرة برفع متوسط سعر الفائدة على السندات وأذون الخزانة الحكومية إلى حوالي 25% في العام المالي المقبل، مقارنة مع 18.5% في موازنة العام الحالي.

تقدر وزارة المالية ارتفاع العجز الكلي للموازنة العامة للدولة خلال العام ذاته إلى 7.27% من الناتج المحلي ليسجل 1.24 تريليون جنيه، مقابل 6.96% متوقعة خلال العام المالي الحالي.

تفادي مخاطر العجز في السداد
وصف الباحث الاقتصادي والسياسي، مصطفى يوسف، "بلوغ حجم الدين المحلي 100 مليار دولار حتى نهاية العام الجاري عبئا كبيرا على الاقتصاد المصري، يُؤثّر هذا الارتفاع في الدين على قدرة الحكومة على الاستثمار في مجالات أخرى ضرورية للنمو الاقتصادي".

وأضاف لـ"عربي21": أن "تمديد آجال الديون يمكن أن يخفف الضغط على خزينة الدولة ويوفر مزيدًا من السيولة النقدية في الوقت الحالي، لكن يتطلب الأمر اتخاذ خطوات جادة لمعالجة مشكلة الدين وضمان استدامة المالية العامة".

ورأى أنه "من خلال تمديد آجال الديون، يمكن تفادي مخاطر العجز في السداد وتفادي الانخفاضات المالية المفاجئة التي قد تحدث في حالة عدم قدرة البلاد على سداد الديون في الوقت المحدد، كما أن تمديد آجال الديون يمكن أن يساهم في تأمين التمويل اللازم لتغطية عجز الميزانية وتمويل النفقات الحكومية الأساسية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاقتصادي مصر مصر اقتصاد السيسي القاهرة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة المصریة تریلیون جنیه ملیار دولار تمدید آجال من خلال

إقرأ أيضاً:

قرارات الحكومة في أسبوع.. زيادة المرتبات خلال العام الجديد وحزمة حماية اجتماعية

اتخذ مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، عدة قرارات مهمة في الفترة من الخميس الموافق 30 يناير 2025 حتى الخميس الموافق 6 فبراير 2025، ومنها الإعلان عن زيادة المرتبات والمعاشات وحدوث نقلة جيدة في الزيادة مع العام المالي الجديد.

تفاصيل قرار الحكومة بزيادة المرتبات والمعاشات

وتسلط «الوطن» ضمن دورها الخدمي، الضوء على أبرز القرارات التي أعلنتها الحكومة خلال الأسبوع الماضي والتي جاء على رأسها زيادة المرتبات والمعاشات، وتأتي أبرز القرارات كالتالي:

- استعداد الحكومة لاجتماع مع وزيري المالية والتضامن لمناقشة ملامح الحزمة الاجتماعية لعام 2025، ووفقًا لرئيس الوزراء الإعلان عنها قريباً خلال الأيام القليلة القادمة.

- زيادة المرتبات والأجور والمعاشات اعتبارًا من العام المالي المُقبل، ووفقا لرئيس الوزراء ستحقق الزيادة «نقلة جيدة».

- التنسيق بين الحكومة والتحالف الوطني لإعلان حزمة مبادرات لدعم الأكثر احتياجًا.

- مشروع موازنة العام المالي 2025-2026 يتضمن زيادة في مخصصات برامج الحماية الاجتماعية تكافل وكرامة.

- صرف مبلغ 10 ملايين جنيه لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق ضمن الدعم الحكومي لها، وذلك في أثناء جولة مدبولي التفقدية في عدد من المستشفيات الأهلية مطلع الأسبوع .

- تخصيص 10 ملايين جنيه لمستشفى بهية لتوفير الأجهزة والمستلزمات اللازمة.

- تخصيص 25 مليون جنيه لمستشفى الناس لتوفير الأجهزة والمستلزمات الطبية اللازمة مطلع الأسبوع الجاري.

- تدبير المخصصات المالية لتوفير جميع السلع وإطلاق معارض السلع بجميع المحافظات قبل شهر من حلول شهر رمضان المُبارك.

- إطلاق معارض السلع على مستوى المحافظات بالتنسيق مع مجلس المحافظين بدءا من شهر فبراير الجاري.

- تخصيص نسبة من موازنة العام المالي 2025-2026 للمرحلة الثانية من مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة.

- تعديل حُدود المجتمع العمراني الجديد -مدينة القاهرة الجديدة-، التابع لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ناحية محافظة القاهرة، وما يتعلق بإضافة التجمع السابع بالمدينة، مع تدقيق الإحداثيات.

إطلاق مبادرة «الروّاد الرقميين» لتأهيل 12 ألف شاب سنويً

- إطلاق مبادرة «الروّاد الرقميين» لتأهيل 12 ألف شاب سنويًا بتكلفة تصل إلى 3 مليارات جنيه، إذ أنَّ الرئيس عبدالفتاح السيسي وجّه بتحمل «صندوق تحيا مصر» التكلفة مع وزارة الاتصالات .

- الموافقة على مشروع قرار رئيس مجلس الوزراء، بشأن تطبيق المسئولية المُمتدة للمُنتج على أكياس التسوق البلاستيكية.

- التنسيق بين صندوق «تحيا مصر» و«التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي» تم إدخال 9 قوافل مساعدات حتى الآن، بالإضافة إلى الجهد الآخر الذي تقوم به الدولة أو الحكومة.

- تخصيص مساحات مملوكة للدولة ملكية خاصة، لصالح وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، لاستخدامها في إقامة عدة مدارس، وذلك ضمن خطة الدولة لإقامة المدارس اللازمة لمواجهة ظاهرة الكثافات الطلابية.

- الموافقة على 5 مشروعات اتفاقيات التزام بترولية بين كُلٍ من الهيئة المصرية العامة للبترول، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، وشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول، وعدد من الشركات العالمية.  

مقالات مشابهة

  • لتحفيز القطاع البحري المحلي.. وزير النقل يطلق منصة اليخوت المحلية
  • رئيس جنوب أفريقيا: الحكومة ستبدأ موجة ثانية من الإصلاحات خلال العام المقبل
  • بعد الجنوب والفرات الاوسط.. صلاح الدين تشرع بتطبيق العفو العام (وثيقة)
  • قرارات الحكومة في أسبوع.. زيادة المرتبات خلال العام الجديد وحزمة حماية اجتماعية
  • الحكومة: نظام الثانوية العامة الجديد سيكون اختياريا في البداية لفترة انتقالية
  • المتر بـ 18 ألف جنيه.. كراسة شروط شقق الإسكان الجديد بنظام التمويل العقاري
  • جهاز المخابرات العامة يدفع بقوة للمشاركة في معركة الكرامة بجنوب كردفان
  • التنمية المحلية تتابع جهود برنامج تنمية الصعيد لتحسين نظم الإدارة بالمحافظات
  • الحكومة تؤكد وفرة في التموين واستقرار الأسعار خلال رمضان
  • محافظ صلاح الدين يعطل الدوام الرسمي احتجاجاً على ايقاف العفو العام