يتصدر القلق اللبناني حيال قيام إسرائيل في ردّها على الهجوم الإيراني الذي استهدفها، بتوسعته ليشمل جنوب لبنان، جدول أعمال اللقاء المقرر اليوم في باريس بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ضوء ارتفاع منسوب المخاوف لدى عدد من الدول الأوروبية، التي حذّرت بلسان سفرائها في لبنان من اتساع رقعة المواجهة التي تصاعدت بين «حزب الله» وإسرائيل في الساعات الأخيرة، بشكل غير مسبوق، يمكن أن يصعب السيطرة عليه في حال شمول الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الحدود اللبنانية - الإسرائيلية.


وكشفت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، أنه يجب أن يوضع في الحسبان احتمال توسيع إسرائيل ردّها على إيران ليشمل جنوب لبنان، وقالت إن هذا الاحتمال لم يأتِ من فراغ، وإن مصدره أكثر من سفير أوروبي في لبنان يواكبون المواجهة المشتعلة بين إسرائيل و«حزب الله»، التي أخذت تتجاوز حدود إسناده لحركة «حماس» في غزة إلى فتح الباب أمام التهديد بالخروج عن قواعد الاشتباك، ويمكن أن تكون عيّنة مما ستؤول إليه المواجهة امتداداً لرد تل أبيب على الهجوم الإيراني.

ورأت مصادر سياسية أن لا مصلحة لبايدن في لجوء إسرائيل إلى شنّ هجوم على طهران يمكن أن يؤدي إلى توسعة المواجهة العسكرية في المنطقة، وأن هناك ضرورة إلى ضبطه ليبقى محدوداً وتحت السيطرة، وأن انقطاع التواصل بين الإدارة الأميركية والقيادة الإيرانية لا يعني، مهما كانت الاعتبارات، أنهما على أهبة الدخول في مواجهة عسكرية، طالما أن السفارة السويسرية هي من تتولى التواصل بينهما إلى جانب الدور الذي تتولاه سلطنة عمان.
وقالت المصادر نفسها إن إيران، لا تسقِط من حسابها أن يتمكن بايدن من الضغط على إسرائيل للتعامل معها بالمثل في ردّها على الهجوم الذي استهدفها، أي أن يبقى محدوداً تحت سقف التعادل في تبادلهما للهجوم. وأكدت أن إيران ليست في وارد الانقطاع عن التواصل بالواسطة مع الإدارة الأميركية الحالية، وهي تتعاطى في ملف العلاقات الشائكة بينهما من زاوية قراءتها للمسار العام للتحضيرات للانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ولم تستبعد مصادر سياسية محسوبة على محور الممانعة وجود رغبة لدى بايدن في الدخول في مهادنة مع إيران، وهذا ما يفسّر، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»، جنوحه نحو تدوير الزوايا ودعوته إسرائيل إلى ضرورة الاكتفاء برد محدود يمكنه توظيفه في استرداد تأييده من قبل الجاليات العربية والإسلامية في معركته الرئاسية ضد ترمب.
وبكلام آخر، فإن إيران، كما تقول المصادر السياسية، تواكب تصاعد المنافسة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والحالي بايدن، ولن تجد حرجاً مع تصاعد المواجهة بينهما في تفضيلها التجديد للأخير لولاية رئاسية ثانية، انطلاقاً من تقويمها بأن علاقتها معه تبقى أقل سوءاً مما هي مع ترمب.

وفي هذا السياق، تصنّف المصادر نفسها تشدُّد بايدن في الضغط على إسرائيل لمنعها من التفلُّت بلا قيود في ردّها على إيران، في خانة استمالتها لانتزاع تأييدها له ضد منافسه ترمب، لكنها لا تسقِط من حسابها إمكانية قيام إسرائيل باستهداف مواقع لإيران و«حزب الله» في سورية لاختبار رد فعلها؛ استباقاً للرد الذي تعد له في عقر دارها، على ألا تترتب عليه تداعيات تدفع باتجاه تصعيد المواجهة لتشمل المنطقة، وهذا يبقى الشغل الشاغل لدى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في ضغطها على إسرائيل لضبط إيقاع ردها بما يضمن استيعابه.
وعليه، تبقى الأنظار شاخصة إلى لقاء ميقاتي - ماكرون لعله يؤدي إلى تحييد جنوب لبنان عن الرد الإسرائيلي على إيران، رغم أن تصاعد المواجهة في الساعات الأخيرة يأتي في إطار تبادل الرسائل النارية بين «حزب الله» وإسرائيل، المحكومة حتى إشعار آخر بتوازن الرعب، على ألا تخرج عن السيطرة، وهذا ما يُقلق اللبنانيين الذين يواكبون الضغط الأميركي لمنع توسعة الحرب، وهذا ما تنقله المصادر السياسية عن السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، التي غادرت بيروت أمس لقضاء إجازة قصيرة، على أمل تجاوب الحزب مع ضبط النفس وعدم استدراجه لتوسعة الحرب، وهي تراهن على الدور الذي يضطلع به رئيس المجلس النيابي نبيه بري لدى الحزب الذي كان أوكل إليه التفاوض لتطبيق القرار 1701.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على الهجوم رد ها على حزب الله

إقرأ أيضاً:

الخارجية الإيرانية: واثقون من سلمية برنامجنا النووي وسنرد على المواجهة بالمواجهة

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، أن الأمن ليس شيئًا يمكن استيراده وعلى دول المنطقة ألا تعتمد على أطراف ثالثة لتوفير أمنها، مؤكدا سلمية البرنامج النووي لبلاده.

وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، وفي تعليق له على المحادثات المهينة بين ترامب وزيلينسكي، بالإضافة إلى نهج السياسة الأمريكية، اعتبر بقائي أن سلوك ترامب مع زيلنسكي تحذير للجميع بأن لا يصبح الاستعلاء هو المحدّد للعلاقات.

وقال: لكن المهم هو أن الأمن مسألة نابعة من الداخل، ويجب على دول المنطقة أن تعتمد على نفسها لضمان الاستقرار الإقليمي، دون تعليق الآمال على أي طرف ثالث.”

فلسطين

وفي الشأن الفلسطيني، أوضحت الخارجية الإيرانية أن الضفة الغربية جزء من فلسطين ولا يمكن التشكيك بمليكتها للشعب الفلسطيني ومحاولة تغيير اسم الضفة الغربية لن يلغي الحقائق على الأرض، في إشارة إلى قرار لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي تغيير اسم الضفة الغربية.

وأشارت إلى أنه لا جدال في أن الضفة الغربية وغزة جزء لا يتجزأ من فلسطين التاريخية، ولا يمكن إنكار ذلك أو تغييره، مضيفة أن هذا القرار يكشف عن نوايا الساسة الأمريكيين في المشاركة في جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لكنه أكد أن مثل هذه المؤامرات لن تنجح أبدًا.

لبنان

وفيما يخص الملف اللبناني، شدد بقائي، على أن عدم انسحاب الصهاينة من جنوب لبنان هو احتلال واستمرار للعدوان وانتهاك لسيادة لبنان.

وبشأن الاعتداءات المتواصلة على لبنان، قال بقائي “نكث العهود من قبل الكيان الصهيوني ليس أمرًا جديدًا، وفي هذه القضية تحديدًا، ينبغي تذكير الجهات الضامنة لهذه العملية بمسؤولياتها، فهي ملزمة بمحاسبة الاحتلال وإجباره على الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة. كما أن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية واضحة في هذا الشأن. ما يحدث الآن ليس سوى استمرار لنهج العدوان والاحتلال، ويجب احترام سيادة لبنان.”

 وأشار إلى أن العلاقة بين إيران ولبنان تاريخية وقائمة على الاحترام المتبادل، حيث تتمتع إيران بعلاقات جيدة مع مختلف المكونات اللبنانية.

وأوضح أن علاقة إيران مع المقاومة اللبنانية وثيقة، مؤكدًا أنها جزء لا يتجزأ من لبنان وتساهم في دعمه، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين لا تزال قوية، وإذا صدرت بعض التصريحات، فإن الطرفين يمتلكان القدرة على الحوار بانفتاح، كما أكد أن اللقاءات التي عُقدت مع المسؤولين اللبنانيين كانت إيجابية وبنّاءة.

الملف النووي

وردًا على الادعاءات المتعلقة بالقضايا النووية الإيرانية، صرّح بقائي قائلاً: “لقد طُرح مرارًا خلال المفاوضات خيار الدبلوماسية مقابل البدائل الأخرى.

وأضاف إن إيران التزمت دائمًا بالنهج الدبلوماسي ولم تتبع أبدًا سياسة المواجهة في هذا الصدد، لأنها على يقين بالطبيعة السلمية لبرنامجها النووي.”

وفي تعليق على تصريحات رافائيل غروسي ضد إيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية “نتوقع من مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يلتزم بمهامه الرسمية.

وأضاف أن “إبداء الرأي بناءً على التخمينات لا يندرج ضمن صلاحياته ولا يساعد في حل القضايا. هذه الادعاءات لا تستند إلى أي حقائق واقعية.”

وتابع “البرنامج النووي الإيراني أثبت مرارًا التزامه بالإطار الدولي وبالاتفاقيات الخاصة بالضمانات ومعاهدة عدم الانتشار النووي (NPT).

وأشار إلى “أن الوكالة لديها جميع الوسائل اللازمة لمراقبته، واستخدام مثل هذه التصريحات غير البنّاءة لا يخدم أي غرض، مضيفا نحن ندرك أن هذه التحركات تأتي في سياق رغبات بعض الدول الغربية، مما يدل على أن مصدر هذه التقارير هو دوافع سياسية، سننتظر لنرى ما سيحدث في الاجتماع القادم لمجلس المحافظين وسنتخذ موقفًا بناءً عليه.”

وفيما يتعلق بخطط الكيان الصهيوني لتقسيم سوريا، شدد بقائي على أن “إيران ترفض بشكل قاطع أي محاولة للمساس بوحدة الأراضي السورية، مضيفا يجب على جميع دول المنطقة أن تكون يقظة تجاه هذه المؤامرات، وألا تسمح للكيان الصهيوني بالمضي قدمًا في مخططاته لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار.”

مقالات مشابهة

  • رونالدو يغيب رسمياً عن لقاء النصر في إيران.. ما قصة الـ99 جلدة؟
  • الخارجية الإيرانية: واثقون من سلمية برنامجنا النووي وسنرد على المواجهة بالمواجهة
  • هل عزل همتي بداية المواجهة بين الحكومة والبرلمان في إيران؟
  • بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية
  • تنديد عربي وتحذير أوروبي من وقف المساعدات لغزة
  • صحف عالمية: آمال وقف دائم للحرب تراجعت وعلى إسرائيل التعلم مما حدث لزيلينسكي
  • ماكرون: ما لم يلجم بوتين سيهاجم مولدافيا وربما رومانيا
  • عن التطبيع بين لبنان وإسرائيل.. ماذا يُقال في تل أبيب؟
  • عبدالملك الحوثي يهدد إسرائيل ويتوعد باستهداف تل أبيب...في حال عودتها للحرب في غزة
  • الحوثي يهدد إسرائيل بحرب على كل الأصعدة في حال عودتها للحرب في غزة