الجديد برس:

أكد قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، الخميس، أن الموقف الرسمي لمعظم الدول العربية والإسلامية يتصدر دائرة المتخاذلين عن نصرة فلسطين.

وقال الحوثي، في كلمة له بشأن التطورات في فلسطين المحتلة والمستجدات الإقليمية، إن “بعض الشعوب متخاذلة، والبعض منها متواطئة في العدوان، والبعض الآخر مساهم مع العدو في عدة مجالات”، مضيفاً أن “الفرز في واقع الأمة ليس جديداً بل هو ضمن سنة الله سبحانه وتعالى على مدى التاريخ”.

وأشار إلى أن “التيار التكفيري تيار فتنوي كبير ينتمي إليه عشرات الآلاف، لكن تحركه تحت عنوان الجهاد ليس في الاتجاه الصحيح”، مضيفاً أن “التيار التكفيري تحرك من أجل نشر الفتن وقتل أبناء الأمة، في الأسواق والمساجد والمناسبات الدينية والاجتماعية”.

وأكد الحوثي أن التيار التكفيري “نفذ أكثر من 4000 عملية انتحارية في العراق تحت عنوان الجهاد”، موضحاً أن هذا التيار “قتل مئات الآلاف من المسلمين عبر دعم ضخم من أنظمة عربية، مادياً وسياسياً وإعلامياً”.

وتساءل قائلاً: “أين التيار التكفيري من مواجهة العدو الإسرائيلي، الذي يعد العدو الأول للإسلام؟”، مشيراً إلى أن “النظام السعودي، ومعه الإماراتي، قدما نفسيهما حاميين للحضن العربي، وإذا بهما يضمحلان عن أي جهد مساند لفلسطين”.

وأكد أن “العدو هو عدو لكل الأمة”، مشدداً على أنه “لولا جهاد الشعب الفلسطيني ومقاومته ومقاومة لبنان، لكان شره اتجه إلى الدول الأخرى”.

ولفت الحوثي إلى أن “ممارسات العدو تثبت أنه لا يقيم أي حساب للقوانين والقرارات الدولية، بدعمٍ غربي”.

وفي سياقٍ آخر، عزّا الحوثي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بأبنائه وأحفاده الشهداء، مؤكداً أن “العدو لم يحقق أي صورة نصر من خلال جرائمه”.

وأشار إلى أن “الاحتلال لن يتمكن من أن يفت عضد المقاومة وقياداتها وشعبها من خلال عدوانه المستمر والمدعوم أمريكياً”، مضيفاً أن “ألمانيا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية تدعم العدو في عدوانه على غزة، وتشارك فيه بريطانيا إلى جانب أمريكا”.

ولفت الحوثي إلى أن “الأمريكي لا يزال يصر على منع وقف إطلاق النار وعلى استمرار العدوان والإجرام في غزة”.

وشدد على أن “المقاومة صامدة في مواجهة العدو على الرغم من كل الجرائم”، مؤكداً أن “صمودها مع شعبها فاق توقعات الأعداء”.

وكشف الحوثي أنه “قبل الرد الايراني، كانت هناك مساعٍ حثيثة لاحتوائه”، مشيراً إلى أنه “تم تقديم إغراءات من أجل ثني طهران عن الرد”.

وأوضح أن “دولاً عربية سعت لثني طهران عن الرد الايراني تحت عنوان عدم التصعيد في المنطقة”، مشدداً على أن “لا حل أو سلام في المنطقة إلا عبر وقف الحصار والعدوان على غزة”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة قادت عمليات التصدي للرد الإيراني، ومعها دول أوروبية اعترفت بذلك، ودول عربية للأسف”، مضيفاً أن “الرد الإيراني اتسم بالقوة والزخم، وتميز بانطلاقه من الأراضي الإيرانية، عبر كمٍّ ضخم من الصواريخ والمسيّرات وقدرات عسكرية مهمة”.

ورأى الحوثي أن “الرد الإيراني كان مهماً وقوياً، وشاركت فيه جبهات مساندة، وهي ثبتت معادلة الرد على العدو الذي أراد فرض معادلة الاستباحة”.

وأكد أن “الرد الإيراني ثبت قواعد الاشتباك، ومفادها أن أي اعتداء لن يبقى من دون رد”، مشيراً إلى أن تثبيت قاعدة الاشتباك، ومفادها “الرد على أي اعتداء”، حمل أهمية استراتيجية، بعيداً عن محاولات البعض التقليل من أهميتها.

ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني شاهد، للمرة الأولى، مشهداً رائعاً بانهمار الصواريخ على قواعد عدوه، مضيفاً أن “من المؤسف أن بعض الإعلام العربي تبنّى الموقف نفسه للأمريكي والإسرائيلي بشأن الرد الإيراني”.

وأضاف أن “من المؤسف أن بعض الإعلام العربي حاول فصل الرد الإيراني عن فلسطين على الرغم من دعم طهران للشعب الفلسطيني في مختلف المستويات”.

وأشار الحوثي إلى أن “هناك من حاول تصوير القضية الفلسطينية على أنها قضية إيرانية، لا تعني العرب”، مؤكداً أن الرد الايراني “شكل دعماً مفيداً ومباشراً للشعب الفلسطيني، وللمجاهدين في غزة”.

وأكد أنه “إذا رد العدو الإسرائيلي على إيران فسترد طهران بصورة أقوى، وسيكون ذلك في مصلحة الشعب الفلسطيني”.

وفيما يخص عمليات الإسناد اليمنية، كشف أنها بلغت 14 عملية بـ36 صاروخاً باليستياً ومجنحاً ومسيّرة في الأسبوعين الماضيين.

وأوضح الحوثي أنه تم استهداف 8 سفن في الأسبوعين الماضيين، ليصل عدد السفن المستهدفة إلى 98 سفينة، وسيصل قريباً إلى 100.

وجدد قائد حركة أنصار الله التأكيد على أن “العمليات العسكرية اليمنية مستمرة، بفضل الله وتأثيرها كبير وناجح، وانسحبت هذه الأسابيع عدة قطع بحرية من البحر الأحمر وهو شيء مفيد، وكل المنسحبين يتحدثون عن فاعلية العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية”.

وقال الحوثي “نؤكد للأمريكي والبريطاني وللكل أنه لا يمكن لأحد أبداً أن يوقف عملياتنا المساندة لغزة، ولن يوقفوا عملياتنا للضغط لإيقاف الحصار لا بعمليات مضادة ضد بلدنا ولا بحشد السفن الحربية”.

وذكر عبد الملك الحوثي أنه “ليس من مصلحة أحد مجاملة الأمريكي واسترضائه بالمشاركة البحرية”، مؤكداً أنه “لا خطر على الملاحة التابعة للدول الأوروبية، التي لا تتجه للعدو الإسرائيلي ويمكنها المرور بأمان وسلام في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي”.

وخاطب الدول الأوروبية بالقول: “من مصلحتكم سحب قطعكم التي تكلفكم كثيراً وتدخلكم في مخاطر ومناوشات لصالح الأمريكي، ومن خلال التنسيق مع بلدنا تستطيع أي دولة أن تعبر في البحر من دون أي استهداف”.

وأكد أن “التأثير على أمن وسلامة الملاحة وعبور السفن هو في ازدحام القطع الحربية في البحر الأحمر”، لافتاً إلى “اعتراف العدو بالفشل، إزاء ما يقوم به في البحر وخسائره الاقتصادية كبيرة وفي تزايد”.

وتابع الحوثي “الخسائر الإسرائيلية مستمرة في التصاعد نتيجة منع سفنه من العبور والسفن المرتبطة به، وكذا الخسائر الأمريكية والبريطانية والدول التي تورّط نفسها في هذه الأعباء تتصاعد في التأمين وارتفاع الأسعار”.

وشدد على أنه “ليس هناك أي حل يسهم في استقرار المنطقة بشكل صحيح إلا وقف العدوان والحصار على غزة”، مضيفاً “لا يمكن أن يكون هناك استقرار والعدو الإسرائيلي محتل لفلسطين ومرتكب لجرائم الإبادة في قطاع غزة”.

ورأى قائد حركة أنصار الله “أن الحل لمصلحة الجميع يتمثل مجدداً في إيقاف العدوان الصهيوني ورفع حصاره على غزة ووصول الغذاء والدواء والسماح بدخوله لسكان القطاع”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الرد الإیرانی أنصار الله الحوثی أن فی البحر على غزة وأکد أن إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

خارجية فلسطين تطالب بإجبار إسرائيل على إدخال المساعدات لغزة

فلسطين – حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، امس الأحد، من مخاطر إيقاف إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وطالبت بضغط دولي لإجبار تل أبيب على إدخال المساعدات إلى القطاع “بشكل مستدام”.

جاء ذلك في بيان، تعليقا على قرار الحكومة الإسرائيلية، وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، عقب ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة الفصائل الفلسطينية وتل أبيب، وعرقلة الأخيرة الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

وقالت الخارجية الفلسطينية إنها “تنظر بخطورة بالغة لقرار الحكومة الإسرائيلية، منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتحذر من مخاطر هذا القرار ونتائجه الكارثية في ظل المعاناة المستفحلة في القطاع، خاصة في شهر رمضان المبارك”.

وأكدت “رفضها تسييس المساعدات واستخدامها كورقة ابتزاز، من شأنها أن تُعمق من معاناة أكثر من 2 مليون فلسطيني فوق معاناتهم العميقة أصلا، بسبب حرب الإبادة والتهجير”.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والأطراف كافة “بتحمل مسؤولياتهم لإجبار الحكومة الإسرائيلية على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل مستدام، ومنعها من استخدام آلام الفلسطينيين وتوظيفها للجوع كسلاح لفرض شروطها السياسية”.

وفي وقت سابق الأحد، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، إن “رئيس الوزراء قرر أنه ابتداء من صباح امس (الأحد) سيتوقف دخول كل البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة”.

وقوبل موقف نتنياهو بانتقاد شديد وهجوم من قبل أهالي الأسرى وسياسيين حيث قال زعيم حزب “الديمقراطيين” الإسرائيلي المعارض يائير غولان، إن حكومة نتنياهو تهربت من المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة.

وعقب قرار إيقاف المساعدات، قالت حركة الفصائل إن وقف المساعدات الإنسانية يعد “ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق”.

ودعت الوسطاء والمجتمع الدولي إلى “التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة”.

وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

ويعرقل نتنياهو ذلك، إذ كان يريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.

فيما ترفض حركة الفصائل ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حركة الفصائل وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • من يوقف حرب الاستنزاف الإسرائيلية ضد حزب الله؟
  • الوجه المزدوج لأمريكا: دعم الإرهاب وتزييف الحقائق في فلسطين واليمن
  • العزي: تصنيف واشنطن يعكس عمى سياسياً وكراهية لقيم السلام
  • رد ناري لقيادي في أنصار الله على قرار التصنيف الأمريكي
  • الحوثي: مستعدون لاستئناف عملياتنا لمواجهة خروقات إسرائيل بغزة
  • سياسي أنصار الله: إغلاق العدو الإسرائيلي معابر غزة تصعيد خطير
  • بن مبارك يدفع بهذه المحافظة لبدء أول مواجهة مع صنعاء
  • الخارجية تحذر من استئناف اليمن عملياته المساندة لغزة
  • تبون يعتذر عن المشاركة في قمة القاهرة حول غزة “بسبب إشراك دول وإقصاء أخرى في نصرة فلسطين”
  • خارجية فلسطين تطالب بإجبار إسرائيل على إدخال المساعدات لغزة