أظهرت دراسة جديدة أن الاختلافات الجينية، أو التغيرات في تسلسل الجينات، تؤثر على خطر إصابة الفرد بمرض السكري وثلاثة أنواع من السرطان، وتم نشر نتائج هذه الدراسة على موقع The Sun.

كشفت الدراسة أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني في بريطانيا قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي والأمعاء والبنكرياس.

ووفقًا للدراسة، فإن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث، وكذلك بسرطان الأمعاء والبنكرياس.

استخدم الباحثون بيانات الحمض النووي لأكثر من 36 ألف شخص، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني والسرطان. وتم تحديد متغيرين جينيين محددين يسهمان بشكل رئيسي في إصابة الأشخاص بمرض السكري من النوع الثاني والسرطان لأول مرة.

كما حدد الباحثون 17 متغيرًا يزيد بشكل مباشر من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وذلك خلال العمليات البيولوجية المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني.

يقدّر أن أكثر من 5 ملايين شخص في بريطانيا يعانون من مرض السكري، وقد شهدت حالات الإصابة تضاعفًا خلال الـ 15 عامًا الماضية، حيث يعاني حوالي 90% منهم من مرض السكري النوع الثاني. يسبب هذا النوع من المرض ارتفاعًا ملحوظًا في مستويات السكر في الدم بسبب مشاكل في إنتاج الجسم لهرمون الأنسولين، الذي يساعد في تحليل الجلوكوز.

أكدت الدكتورة إليزابيث روبرتسون، من منظمة مرض السكري في المملكة المتحدة، أن مرض السكري النوع الثاني والسرطان يعتبران حالات معقدة، حيث يشارك العديد من العوامل في زيادة احتمالية إصابة الأفراد بهما.

وأضافت: يسلط هذا البحث الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه العوامل الوراثية في تعرض بعض الأشخاص المصابين بمرض السكري النوع الثاني لخطر الإصابة بسرطان الثدي والقولون والمستقيم والبنكرياس.

القاهرة 24

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: مرض السکری من النوع الثانی بمرض السکری

إقرأ أيضاً:

مرضى السرطان بالسودان بين نيران الحرب ومرارة العلاج

الخرطوم ـ "من ينجو من الرصاص.. يفتك به المرض"، بهذه الكلمات اختصر الشاب السوداني عمار مأساته مع السرطان والحرب، وهو يروي للجزيرة نت تفاصيل رحلته من أعالي ريف الفاشر إلى أقصى شمال السودان، بحثا عن جرعة أمل في مستشفى لم تطله نيران النزاع.

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لم يعد الموت في السودان يخيم فقط على جبهات القتال، ويطارد الآلاف في أجسادهم التي أنهكها المرض، وفي مقدمتها السرطان الذي أضحى تحديا مضاعفا للنازحين في بلد ممزق.

اضطر عمار لركوب طريق التهريب متجاوزا أكثر من 1300 كيلومتر من ريف الفاشر، هربا من حصار الدعم السريع للمدينة، لينتهي به المطاف في مستشفى مروي، قبل أن يحال إلى مركز علاج الأورام بشندي، قاطعا مسافة تجاوزت 1800 كيلومتر.

وفي كل نقطة تفتيش، كان يدفع عمار مالا ليسمح له الجنود بالعبور، وهو يحمل أوراقا طبية تثبت مرضه، يقول عمار "الطريق كان مظلما، لكن الأصعب أني لا أستطيع العودة لأسرتي ما لم تتوقف الحرب".

مرضى يتلقون العلاج في قسم العلاج الكيميائي بالمركز (الجزيرة) رحلة قاسية

قصة فاطمة عبد الكريم إسحق (60 عاما) من الجنينة لا تقل مأساوية، إذ غادرت إلى تشاد بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة، وأقامت في معسكر لاجئين، قبل أن يطلب منها العودة إلى السودان لاستكمال العلاج.

فكانت رحلتها مع زوجها إلى الدبة في شمال السودان شاقة، امتدت لأكثر من 3 آلاف كيلومتر على مدى 15 يوما، عبر طرق محفوفة بالمخاطر، وتقول "نجونا من الموت أكثر من مرة بأعجوبة"، وتواصل فاطمة علاجها بمركز شندي، وقد تركت أبناءها في معسكرات اللجوء بتشاد، على أمل الشفاء والعودة إليهم.

أما عادل أحمد عمر فيقول للجزيرة نت إن إصابته بالمرض تزامنت مع اندلاع المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور، مما اضطره للانتقال إلى قرية "عمار جديد" بضواحي مدينة الفاشر، ضمن محلية كتم.

ومع تدهور حالته الصحية، اتخذ قرارا بمغادرة المنطقة نحو شمال السودان، في رحلة شاقة عبر طرق صحراوية وعرة استغرقت أكثر من 10 أيام.

إعلان

كانت السيارة التي تقله تتحرك ليلا فقط لتفادي نقاط التفتيش، ومع ذلك، اضطر إلى المرور بعدة حواجز تابعة لقوات الدعم السريع، حيث كان يجبر على دفع مبالغ مالية في كل نقطة مقابل السماح له بمواصلة الطريق حاملا أوراقه الثبوتية وتقاريره الطبية.

مركز شندي للعلاج النووي وعلاج الأورام يعاني من ارتفاع عدد المترددين عليه (الجزيرة) منقذ المرضى

يشهد مركز الطب النووي وعلاج الأورام بشندي تدفقا غير مسبوق، بعد أن أصبح الملاذ شبه الوحيد لمرضى السرطان من مختلف ولايات السودان، وفق ما يؤكده مدير المركز المكلف الدكتور الهادي حسن المقدم.

ويقول الهادي للجزيرة نت إن المركز كان يستقبل 500 حالة سنويا قبل الحرب، لكنه اليوم يتعامل مع أكثر من 900 حالة شهريا، معظمها من الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة.

ورغم أن الطاقة الاستيعابية لا تتجاوز 70 سريرا، منها 25 فقط مخصصة للجرعات الكيميائية، فإن الأطباء يضطرون لاستقبال المرضى على كراسي أو حتى مشاركة السرير الواحد.

يعاني المركز من مديونية بلغت 87 مليون جنيه سوداني (نحو 34 ألف دولار) لتغطية نفقات الكهرباء والتشغيل، إلى جانب نقص كبير في الكوادر، إذ يعمل ممرض واحد مقابل 20 مريضا، كما يفتقر المركز للعديد من الأدوية الأساسية، ويعاني من بطء إجراءات التعاقد لاستجلاب أدوية من الخارج عبر صندوق الإمدادات الطبية الاتحادي.

مبنى استراحة مرضى السرطان المتوقف عن العمل منذ عام 2018 (الجزيرة) معضلة الإقامة

رغم ذلك، نجح المركز في تلقي دعم من دول كقطر والسعودية والهند، لتوفير بعض جرعات العلاج الكيميائي مجانا، حسب رئيسة قسم الصيدلة سوزان أبو القاسم، التي أوضحت أن المركز يحضر 900 جرعة شهريا مقارنة بـ1600 جرعة سنويا قبل الحرب.

ويواجه المرضى القادمون من مناطق بعيدة معضلة الإقامة خلال فترات العلاج الطويلة، وتدير جمعية "سلفا الخيرية" استراحة للمرضى تضم 4 غرف فقط، لكنها تستقبل أكثر من 80 مريضا، في حين يقيم مرافقيهم في الفناء. وتقول الطبيبة هبة صلاح للجزيرة نت إنها تعاين يوميا نحو 30 مريضا من مختلف أنحاء البلاد.

ويوضح المشرف على الاستراحة يوسف أحمد أن بعض المرضى يضطرون للبقاء في الاستراحة طوال فترة العلاج بسبب صعوبة العودة إلى مناطقهم.

الجمعية الخيرية نجحت في شراء قطعة أرض مجاورة للمركز لبناء استراحة جديدة، لكن المشروع توقف منذ 2018 بسبب غياب التمويل.

توفير الطعام والدواء بات أحد أكبر التحديات في السودان (غيتي) أمل يتآكل

ومع تدهور الوضع الإنساني واستمرار الحرب، يزداد الضغط على المرضى وذويهم، وتقول سوزان إن الجمعية تساعد المحتاجين بتوفير وجبات وسفر العودة، لكنها تؤكد أن الحاجة توسعت كثيرا بعد الحرب، وأصبح توفير الطعام والدواء أحد أكبر التحديات.

في السودان اليوم، لا يواجه السرطان فقط بالدواء، بل بالإرادة والأمل، وربما بقليل من الحظ في الإفلات من جحيم الحرب، وفي ظل كل هذا، تبقى مبادرات الخير وتكاتف المجتمع طوق نجاة للكثيرين الذين أنهكهم الألم وأضناهم طريق العلاج.

مقالات مشابهة

  • مرضى السرطان بالسودان بين نيران الحرب ومرارة العلاج
  • «حسام موافي»: الشيشة قد تصيبك بمرض أخطر من السرطان
  • مرضى السكري والأمراض المزمنة بمستوصف تمصلوحت يشتكون من انقطاع الأدوية وغياب البدائل: وضع صحي كارثي يستدعي التدخل العاجل
  • دراسة تحذر: لا توجد “كمية آمنة” لتناول اللحوم المصنعة
  • لا توجد كمية آمنة.. تحذير من تناول هذا النوع من اللحوم والمشروبات
  • “علاج واعد” يقي المرأة من أحد أخطر أنواع سرطانات الثدي
  • النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل لا يواجهن مخاطر للإصابة بسرطان الكبد
  • حل جديد .. اكتشاف قدرة دواء شهير على علاج السكرى النوع الأول
  • دراسة صادمة.. ارتفاع عدد المصابين غير المدخنين بسرطان الرئة
  • تلوث الهواء يسبب طفرات جينية مرتبطة بسرطان الرئة حتى لدى غير المدخنين