هيا بنا نفهم.. أهم أسباب وعوامل استمرار الوضع المزري ..
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
تزعجني جدا الاستجابات العاطفية للأحداث من الكثيرين الذين يظنون أنهم يعلمون ويفهمون وهم أبعد ما يكونوا عن ذلك ، ليس كل ما تسمعه حقيقي ، وليس كل ما تراه حدث ، ولا تصلح رواية واحدة لتحديد صادق للواقعة ، فالمجتمعات والشعوب والأمم تؤسس وعي مواطنيها وهوية شعبها وبناء دولتها على ثوابت وبديهيات فكرية وقيمية عليا ، فإذا ذهبت تلك الثوابت إنفرط عقد المجتمع وتداعت الدولة وامتسخت الهوية.
لهذا لا يكفي المعرفة الأكاديمية ولا الشهادات العليا، ولا مناصب الاحتواء، ولا الانضباط الصوري ، ولا حتى النضال الصوتي ، لاختيار القيادي التقدمي للمجتمع ، فقد تعلمنا من النخب اليمنية خلال العشرة الأعوام الماضية والحرب والعدوان على اليمن تلك التجربة المؤلمة ، وكيف أنحرف من كانوا أكثر الناس معرفة وثقافة عن الحق ، وكيف خان من كانوا يبدون أكثر الناس إخلاصا ووطنية وأصبحوا أكثر الناس خيانة وعمالة وإرتزاقاً..
لأن عمل كل الذين انحرفوا وسقطوا في الخيانة والعمالة والارتزاق هو تحييد أكبر قدر ممكن من الجماهير التي حولك عن قضاياهم الرئيسية ، أو أن يصبح أكثر قدراً ممكناً من الناس محايدين سلبيا ، و المحايد مع القضايا الكبرى يعني انه يخدم عدوه بنفسه ، وهذا الحياد نفسه يعمل على تنشيط قوى الصراع الاجتماعي الثلاث ، أو ما يسمى بـ(صراع الشلل) وهم ثلاثة أنواع : النوع الأول : هم الذين يدركون ويعون ان الحل هو بناء وعي وهوية المجتمع والدولة ويلتزمونه ويناضلون من أجل هذا وهؤلاء هم (التقدميون) ، أما النوع الثاني : هم الذين لا يدركون ولا يعون إلا الحل الذي يرعى (مصالحهم الخاصة)، فيدافعون عن مصالحهم فقط ، وإذا حصل ما يمس مصالحهم يعملون على تثبيت الواقع المزري للعمل ضد تطور بناء وعي وهوية المجتمع والدولة وهؤلاء هم (الرجعيون)..
وفيما بين النوع الأول والثاني ومن حولهما تتذبذب فئة لهم مصلحتهم في الابقاء على الواقع المزري ، وهنا هم مع الرجعيين ، وتطلعهم إلى المزيد من التغيير وهم هنا مع التقدميين ، عملهم هو تثبيت الواقع المزري ولكن مع تغيير أسلوب التغيير نفسه لصالح مصالح الرجعيين ، وفي ذات الوقت يقومون باستغلال التقدميين ويحالفونهم ولكنهم ضد أي حركة تغيير جادة لبناء الدولة والمجتمع وهذا هو النوع الثالث وهم (الانتهازيون)..
إذا نجح تحالف الرجعي والانتهازي فإنهما يخلقان قطاعاً عريضاً من الناس داخل المجتمع ضد التقدميين ، يجهلوا الناس حتى لايعون ولا يدركون مصالحهم (كما هي محددة بثوابتها ـ الدينية والأخلاقية والاجتماعية والوطنية والقومية والإنسانية والموضوعية) ، أو أين تقع مصالحهم من الحق ومن الهوية ومن القضايا الكبرى ، لهذا تجد فجأة أن الأغلبية من الناس يستجيبون للأحداث العاطفية الصغرى ولا يستجيبون لدعوات النضال والتحرر والاستقلال ، بل تجدهم أحيانا يقفون موقف الأبله خارج الصراع ولا يسهمون في أي تأثير لنصرة الحق والقضايا الكبرى ..
هنا يكون كل عدو وخصم لك قد نجح في التغلغل إلى عقل وضمير جماهيرك لتجنيد أكبر قدر ممكن منهم لنصرة الباطل ، وخاصة إذا ما نجح في تحويل خواء النفوس إلى فعل أو هدف مُحدد ، كأن يقدم لهم ما أنت عاجز عنه ويشبعهم بما لا يمكنك تقديمه لهم ، رغم علمنا ان العدو في الحقيقة لا يقوم بإشباع من يتبعه إلا بالعبودية والارتهان ، وهذا الاشباع بسفاسف الأمور يبني في الناس البناء المعادل الموضوعي والمنطقي لإسقاط مسئولياتهم و واجباتهم ، وأداة عدوك الأولى لفعل كل ذلك بك من حيث لا تعلم هم التافهون والجهلة والمطبلون المعشعشون تحت تمويل و حماية واحتواء (مصالح الرجعيين و مناصب الانتهازيين) الذين لديك ..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف مخاطر جديدة لحمية اليويو على المرضى بالسكري
قال باحثون إن المرضى بالسكري من النوع الأول الذين تخلصوا الوزن واستعادوه بشكل متكرر، معرضون إلى انخفاض وظائف الكلى بـ 40%.
وقال الدكتور ماريون كاموين من مركز مستشفى جامعة بوردو في فرنسا: "لقد أظهرنا أن التقلبات العالية في وزن الجسم مرتبطة بزيادة خطر النتائج المختلفة لتطور مرض الكلى السكري لدى المصابين بالسكري من النوع الأول، بغض النظر عن عوامل خطر مرض الكلى التقليدية".وبحسب "هيلث داي"، يمكن أن يؤدي تغيير وزن الجسم إلى الضغط على القلب والكلى، ويؤدي اتباع حمية اليويو بين مرضى السكري من النوع الأول إلى ضرر يعيق الكلى عن تصفية السموم في الدم.
ظاهرة السمنةوقال الباحثون إن مرض السكري من النوع الأول كان يُعتبر منذ فترة طويلة مرضاً للأشخاص النحيفين، لكن السمنة أصبحت أكثر شيوعاً في هذه المجموعة وكذلك عامة الناس.
وفي للدراسة، فحص الباحثون 6 سنوات من بيانات وزن الجسم لأكثر من 1400 شخص شاركوا في دراسة صحية طويلة الأمد لمرض السكري.
وقارن الفريق تقلب الوزن بـ 6 معايير توضح مدى عمل كلى الشخص.
وتبين أن وظائف الكلى انخفضت بين متبعي حمية اليويو، وكانوا أيضاً أكثر عرضة لزيادة مستويات ألبومين البروتين في البول.
فرضيتانوقال الباحثون إنه ليس من الواضح بالضبط لماذا يؤدي فقدان الوزن المتكرر واستعادته إلى الإضرار بصحة الكلى، لكن طرحوا فرضيتين.
فقد لاحظوا أن الأنسولين المستخدم لعلاج مرض السكري من النوع الأول يمكن أن يساهم في دورة وزن الجسم بين النقص والزيادة.
بينما افترض باحثون آخرون أن اتباع حمية اليويو قد يفرض ضغطاً على القلب، يساهم في تلف الكلى والأوعية الدموية.