فيتو أمريكي في مجلس الأمن يمنع منح فلسطين عضوية كاملة في الامم المتحدة
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
استخدمت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار يفتح الباب أمام منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ومشروع القرار الذي قدمته الجزائر والذي « يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المت حدة » أيده 12 عضوا وعارضته الولايات المتحدة وامتنع عن التصويت عليه العضوان الباقيان.
وقدمت الجزائر، بصفتها العضو الممثل للمجموعة العربية في مجلس الأمن، مشروع قرار يوصي الجمعية العامة بـ »قبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة ».
وفي وقت سابق قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زياد أبو عمرو خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط إن « منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت حدة من شأنه أن يرفع جزءا من الظلم التاريخي الذي تعر ضت له وتتعرض له أجيال متتابعة من الشعب الفلسطيني، وأن يفتح آفاقا واسعة أمام تحقيق سلام حقيقي قائم على العدل، وسلام تنعم به دول وشعوب المنطقة كافة ».
بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمام المجلس إن « الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان. لا سلام ما بقي الاحتلال، ولا أمن ما ظل الظلم الإسرائيلي ينكر إنسانية الشعب الفلسطيني، وحق ه في الحياة والحرية والكرامة والأمن والدولة ».
وخلال الجلسة، طالب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي مجلس الأمن الدولي بأن يتحمل مسؤولياته، وأن لا يخيب آمال الشعب الفلسطيني وسعيه المشروع للاستقلال والعضوية » في المنظمة الدولية.
ويتم قبول دولة ما عضوا في الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بأغلبية الثلثين، ولكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى من مجلس الأمن الدولي.
وتصدر التوصية عن مجلس الأمن بموجب قرار لا بد أن يوافق عليه تسعة على الأقل من أعضاء المجلس الـ15 وبشرط أن لا تستخدم أي دولة دائمة العضو حق النقض (الفيتو) لوأده.
ووفقا للسلطة الفلسطينية، فإن 137 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة اعترفت حتى اليوم بدولة فلسطين.
وعلى الر غم من أن مبادرته هذه لم تثمر، إلا أن الفلسطينيين نالوا في نونبر 2012 وضع « دولة مراقبة غير عضو » في الأمم المتحدة.
وخلال جلسة مجلس الأمن، حذر غوتيريش من أن « الشرق الأوسط على شفير الهاوية، وقد شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا خطرا ، سواء بالأقوال أو بالأفعال ».
وأضاف أن « أي خطأ في التقدير، أو تواصل سي ئ، أو هفوة، يمكن أن يؤد ي إلى ما لا يمكن تصو ره، إلى صراع إقليمي واسع النطاق سيكون مدم را لجميع المعني ين »، داعيا إلى « أقصى درجات ضبط النفس ».
وأعرب الأمين العام عن إدانته في آن معا للغارة الجوية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق ونسبتها طهران إلى الدولة العبرية، وكذلك أيضا للهجوم غير المسبوق الذي شن ته إيران على إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي رد ا على تلك الغارة.
وشد د غوتيريش على أن « لحظة الخطر القصوى هذه يجب أن تكون لحظة ضبط نفس قصوى ».
وأضاف « لقد حان الوقت لإنهاء حلقة الأعمال الانتقامية الدموية… لقد حان الوقت للتوقف ».
وتابع « يتعي ن على الأسرة الدولية أن تعمل معا لمنع أي أعمال قد تدفع الشرق الأوسط برم ته إلى حافة الهاوية، مع ما يترتب على ذلك من أثر مدم ر على المدنيين. واسمحوا لي أن أكون واضحا : المخاطر تتصاعد على العديد من الجبهات ».
وأضاف الأمين العام « نحن نتحم ل سويا مسؤولية مواجهة هذه المخاطر وإبعاد المنطقة عن حافة الهاوية… بدءا من غزة ».
وأعرب الأمين العام عن إدانته الشديدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مكر را دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وقال « أكر ر دعوتي إلى وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية وإلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة ».
وأضاف « في غزة، أد ت ستة أشهر ونصف من العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى خلق جحيم » على الصعيد الإنساني، مؤك دا أن مليوني فلسطيني يعانون في القطاع المدم ر من « الموت والدمار والحرمان من المساعدات الإنسانية الحيوية » والجوع.
ولفت غوتيريش أيضا إلى أن « حصيلة القتلى هائلة وغير مسبوقة، من حيث الوتيرة والحجم، منذ أن أصبحت أمينا عاما » للأمم المتحدة في 2017.
وأعرب عن أسفه لأن « كل هذا يحدث في ظل قيود كبيرة تفرضها السلطات الإسرائيلية على إيصال المساعدات إلى سكان غزة الذين يواجهون الجوع على نطاق واسع ».
وإذ نو ه الأمين العام بإحراز إسرائيل « تقد ما محدودا » في سماحها بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع، دعاها إلى بذل مزيد من الجهود على هذا الصعيد.
وقال إن « عملياتنا الإغاثية بالكاد تعمل. لا يمكنها أن تعمل بطريقة منظ مة ومنهجية. لا يمكنها سوى اغتنام الفرص لتقديم المساعدات كل ما أتيح لها ذلك وحيثما أمكنها ذلك ».
وشد د على أن « تقديم مساعدات على نطاق واسع يتطل ب من جانب إسرائيل تسهيلا كاملا وفع الا للعمليات الإنسانية ».
كما دعا غوتيريش الدولة العبرية إلى وضع حد لعنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتل ة، بعد أن أثار مقتل فتى إسرائيلي يبلغ من العمر 14 عاما هجمات إسرائيلية طالت عشرات القرى الفلسطينية.
وقال الأمين العام مخاطبا أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15 « أدعو إسرائيل، باعتبارها قوة الاحتلال، إلى حماية السك ان الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتل ة من الهجمات والعنف والترهيب ».
وحذ ر غوتيريش من « الوضع المتفج ر في الضفة الغربية المحتلة »، داعيا إلى « وقف التصعيد ».
وقال إن ه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر ق تل في الضفة « أكثر من 450 فلسطينيا ، بينهم 112 طفلا (…) غالبيتهم على أيدي القوات الإسرائيلية خلال عملياتها وأثناء تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسل حين فلسطيني ين ».
وأضاف « ق تل آخرون على أيدي مستوطنين إسرائيليين مسل حين، وأحيانا بوجود قوات الأمن الإسرائيلية التي ز عم أن ها لم تفعل شيئا للحؤول دون سقوط » هؤلاء القتلى.
ودعا الأمين العام « إسرائيل إلى ات خاذ إجراءات فورية لإنهاء عنف المستوطنين غير المسبوق ».
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم شنته حماس في إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وخلف نحو 1160 قتيل ا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناد ا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
ورد ت إسرائيل على هجوم حماس باجتياح القطاع مم ا أد ى إلى مقتل أكثر من 33 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: مجلس الأمن الدولی فی الأمم المتحدة الأمین العام دولة فلسطین فی الضفة
إقرأ أيضاً:
المغرب يؤكد على أحقيته في تمثيل إفريقيا كعضو دائم في مجلس الأمن
أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بنيويورك، عمر هلال، أمس الجمعة بالرباط، أن المغرب يعد البلد المؤهل أكثر من غيره، والذي يتوفر على أكبر « شرعية » لتمثيل القارة الإفريقية كعضو دائم في مجلس الأمن.
وأشار هلال، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الدورة الـ 13 للمؤتمر الدولي السنوي « الحوارات الأطلسية »، الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إلى أن للمملكة، بقيادة الملك محمد السادس، هذه القدرة على تمثيل القارة والدفاع عن قضايا ومصالح إفريقيا.
وأوضح السفير أن « المملكة مؤهلة لأن تصبح عضوا في مجال الأمن، لأنه وبكل بساطة، فإن المعيار الأساسي للحصول على العضوية يتمثل في المساهمة في السلم والأمن في العالم، ولاسيما من خلال المساهمة في قوات حفظ السلام ». وذكر، في هذا الصدد، بأن المغرب ظل منذ الستينات من القرن الماضي، من أكثر البلدان نشرا لجنوده في إطار مهام حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في جهات العالم الأربع.
وأشار إلى أن القوات المسلحة الملكية اضطلعت بدور أساسي، وخاصة في إفريقيا، بفضل معرفتها بالثقافة الإفريقية، واللغة، وكذا العمل الاجتماعي الذي توفره للساكنة والنهوض بالحوار بين مختلف المجتمعات، وذلك تنفيذا للتوجيهات الملكية، وتابع هلال أن هناك معيارا آخر للمساهمة في الأمن الدولي ويتعلق بالديمقراطية، حيث ظلت المملكة المغربية، دولة الحق والقانون، متشبثة بالقيم الكونية واحترام ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أن الأمر يتعلق أيضا بقدرة المملكة على تمثيل القارة الإفريقية والدفاع عن قضايا ومصالح إفريقيا وبلدانها، مشيرا إلى التضامن الفاعل للمغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، مع الدول الإفريقية.
وسجل أن المغرب منخرط بشكل كبير في التعاون الثنائي والثلاثي الأطراف، إلى جانب جهوده ومبادراته في مجال الوساطة، مبرزا أن دور وعمل المملكة في مجال التعاون والدعم الإنساني يحظى باعتراف الأمم المتحدة.
وأكد هلال « من هنا، فإن للمغرب مؤهلات تخول له بشكل شرعي أن يحظى، في الوقت المناسب، بمقعد دائم في مجلس الأمن ».
يشار إلى أن الدورة الحالية من « الحوارات الأطلسية » (12 إلى 14 دجنبر) تتناول مجموعة من القضايا الاقتصادية والجيو-سياسية التي تعكس التغيرات التي يشهدها الأطلسي الموسع والأكثر اندماجا، وذلك من خلال حلقات نقاش وموائد مستديرة وغيرها من الجلسات.
وتتمحور النقاشات، بالأساس، حول الدبلوماسية الثقافية، ونموذج الأمن الإقليمي، والبنيات التحتية الذكية، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الرهانات العالمية الرئيسية.