استخدمت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار يفتح الباب أمام منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

ومشروع القرار الذي قدمته الجزائر والذي « يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المت حدة » أيده 12 عضوا وعارضته الولايات المتحدة وامتنع عن التصويت عليه العضوان الباقيان.

وقدمت الجزائر، بصفتها العضو الممثل للمجموعة العربية في مجلس الأمن، مشروع قرار يوصي الجمعية العامة بـ »قبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة ».

وفي وقت سابق قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زياد أبو عمرو خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط إن « منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت حدة من شأنه أن يرفع جزءا من الظلم التاريخي الذي تعر ضت له وتتعرض له أجيال متتابعة من الشعب الفلسطيني، وأن يفتح آفاقا واسعة أمام تحقيق سلام حقيقي قائم على العدل، وسلام تنعم به دول وشعوب المنطقة كافة ».

بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمام المجلس إن « الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان. لا سلام ما بقي الاحتلال، ولا أمن ما ظل الظلم الإسرائيلي ينكر إنسانية الشعب الفلسطيني، وحق ه في الحياة والحرية والكرامة والأمن والدولة ».

وخلال الجلسة، طالب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي مجلس الأمن الدولي بأن يتحمل مسؤولياته، وأن لا يخيب آمال الشعب الفلسطيني وسعيه المشروع للاستقلال والعضوية » في المنظمة الدولية.

ويتم قبول دولة ما عضوا في الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بأغلبية الثلثين، ولكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى من مجلس الأمن الدولي.

وتصدر التوصية عن مجلس الأمن بموجب قرار لا بد أن يوافق عليه تسعة على الأقل من أعضاء المجلس الـ15 وبشرط أن لا تستخدم أي دولة دائمة العضو حق النقض (الفيتو) لوأده.

ووفقا للسلطة الفلسطينية، فإن 137 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة اعترفت حتى اليوم بدولة فلسطين.

وعلى الر غم من أن مبادرته هذه لم تثمر، إلا أن الفلسطينيين نالوا في نونبر 2012 وضع « دولة مراقبة غير عضو » في الأمم المتحدة.

وخلال جلسة مجلس الأمن، حذر غوتيريش من أن « الشرق الأوسط على شفير الهاوية، وقد شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا خطرا ، سواء بالأقوال أو بالأفعال ».

وأضاف أن « أي خطأ في التقدير، أو تواصل سي ئ، أو هفوة، يمكن أن يؤد ي إلى ما لا يمكن تصو ره، إلى صراع إقليمي واسع النطاق سيكون مدم را لجميع المعني ين »، داعيا إلى « أقصى درجات ضبط النفس ».

وأعرب الأمين العام عن إدانته في آن معا للغارة الجوية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق ونسبتها طهران إلى الدولة العبرية، وكذلك أيضا للهجوم غير المسبوق الذي شن ته إيران على إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي رد ا على تلك الغارة.

وشد د غوتيريش على أن « لحظة الخطر القصوى هذه يجب أن تكون لحظة ضبط نفس قصوى ».

وأضاف « لقد حان الوقت لإنهاء حلقة الأعمال الانتقامية الدموية… لقد حان الوقت للتوقف ».

وتابع « يتعي ن على الأسرة الدولية أن تعمل معا لمنع أي أعمال قد تدفع الشرق الأوسط برم ته إلى حافة الهاوية، مع ما يترتب على ذلك من أثر مدم ر على المدنيين. واسمحوا لي أن أكون واضحا : المخاطر تتصاعد على العديد من الجبهات ».

وأضاف الأمين العام « نحن نتحم ل سويا مسؤولية مواجهة هذه المخاطر وإبعاد المنطقة عن حافة الهاوية… بدءا من غزة ».

وأعرب الأمين العام عن إدانته الشديدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مكر را دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإطلاق سراح جميع الرهائن.

وقال « أكر ر دعوتي إلى وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية وإلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة ».

وأضاف « في غزة، أد ت ستة أشهر ونصف من العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى خلق جحيم » على الصعيد الإنساني، مؤك دا أن مليوني فلسطيني يعانون في القطاع المدم ر من « الموت والدمار والحرمان من المساعدات الإنسانية الحيوية » والجوع.

ولفت غوتيريش أيضا إلى أن « حصيلة القتلى هائلة وغير مسبوقة، من حيث الوتيرة والحجم، منذ أن أصبحت أمينا عاما  » للأمم المتحدة في 2017.

وأعرب عن أسفه لأن « كل هذا يحدث في ظل قيود كبيرة تفرضها السلطات الإسرائيلية على إيصال المساعدات إلى سكان غزة الذين يواجهون الجوع على نطاق واسع ».

وإذ نو ه الأمين العام بإحراز إسرائيل « تقد ما محدودا  » في سماحها بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع، دعاها إلى بذل مزيد من الجهود على هذا الصعيد.

وقال إن « عملياتنا الإغاثية بالكاد تعمل. لا يمكنها أن تعمل بطريقة منظ مة ومنهجية. لا يمكنها سوى اغتنام الفرص لتقديم المساعدات كل ما أتيح لها ذلك وحيثما أمكنها ذلك ».

وشد د على أن « تقديم مساعدات على نطاق واسع يتطل ب من جانب إسرائيل تسهيلا كاملا وفع الا للعمليات الإنسانية ».

كما دعا غوتيريش الدولة العبرية إلى وضع حد لعنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتل ة، بعد أن أثار مقتل فتى إسرائيلي يبلغ من العمر 14 عاما هجمات إسرائيلية طالت عشرات القرى الفلسطينية.

وقال الأمين العام مخاطبا أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15 « أدعو إسرائيل، باعتبارها قوة الاحتلال، إلى حماية السك ان الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتل ة من الهجمات والعنف والترهيب ».

وحذ ر غوتيريش من « الوضع المتفج ر في الضفة الغربية المحتلة »، داعيا إلى « وقف التصعيد ».

وقال إن ه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر ق تل في الضفة « أكثر من 450 فلسطينيا ، بينهم 112 طفلا (…) غالبيتهم على أيدي القوات الإسرائيلية خلال عملياتها وأثناء تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسل حين فلسطيني ين ».

وأضاف « ق تل آخرون على أيدي مستوطنين إسرائيليين مسل حين، وأحيانا بوجود قوات الأمن الإسرائيلية التي ز عم أن ها لم تفعل شيئا للحؤول دون سقوط » هؤلاء القتلى.

ودعا الأمين العام « إسرائيل إلى ات خاذ إجراءات فورية لإنهاء عنف المستوطنين غير المسبوق ».

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم شنته حماس في إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وخلف نحو 1160 قتيل ا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناد ا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

ورد ت إسرائيل على هجوم حماس باجتياح القطاع مم ا أد ى إلى مقتل أكثر من 33 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: مجلس الأمن الدولی فی الأمم المتحدة الأمین العام دولة فلسطین فی الضفة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: «انعدام كارثي» للأمن الغذائي في شمال غزة

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات: الالتزام بتعزيز «الدبلوماسية الرياضية» في بناء السلام «اليونيسف»: أطفال لبنان يعيشون المرحلة الأكثر دموية

أعلنت الأمم المتحدة مواجهة نحو 133 ألف شخص «انعداماً كارثياً» للأمن الغذائي شمال غزة، لافتةً إلى انهيار الأنظمة الغذائية الزراعية في القطاع وتدمير الإنتاج المحلي للغذاء. 
جاء ذلك في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول حماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة بحث خلالها مخاطر المجاعة شمال قطاع غزة. واستمع المجلس إلى إحاطة من كل من مدير مكتب الطوارئ والصمود بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» راين بولسون ومساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان إلزي كيريس. 
وقال بولسون، إن «رجالاً ونساء وفتياناً وفتيات يتضورون جوعاً بشكل فعلي فيما يستعر الصراع وتمنع المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى المحتاجين». 
واستشهد بولسون بتحذير لجنة مراجعة المجاعة بشأن وجود احتمال كبير بأن المجاعة «تحدث الآن أو أنها وشيكة الحدوث» في مناطق بشمال قطاع غزة. 
وأفاد بأن التحليلات الجغرافية المكانية تشير إلى أن ما يقرب من 70 في المئة من أراضي المحاصيل - التي أسهمت في ثلث الاستهلاك المحلي - دمرت أو لحقت بها أضرار منذ بدء تصاعد الأعمال القتالية في الحرب على غزة. 
وأوضح مدير مكتب الطوارئ لـ«الفاو» أن غزة - قبل اندلاع الحرب العام الماضي - كانت مكتفية ذاتياً إلى حد كبير بالإنتاج الحيواني والمحاصيل الزراعية. 
وحذر من أن الدمار الواسع لأنظمة الأغذية الزراعية بالقطاع فاقم الأزمة الإنسانية والجوع وزاد مخاطر المجاعة، مؤكداً أن «الوقت ما يزال متاحاً لإنقاذ الأرواح وذلك حتمية إنسانية ومسؤولية أخلاقية». 
وقال المسؤول الأممي، إنه «بحلول وقت إعلان المجاعة سيكون الناس لقوا حتفهم بالفعل من الجوع مع حدوث عواقب لا يمكن تغييرها تستمر لأجيال»، منبهاً بأن فرصة تقديم هذه المساعدة متاحة الآن وليس غداً. 
وجدد بولسون الدعوة لبذل جهود دبلوماسية عاجلة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع بما في ذلك المجاعة في قطاع غزة، مناشداً أطراف الصراع تحمل مسؤولياتها التي تحتم حماية البنية المدنية الضرورية لتوصيل المساعدات الإنسانية وضمان عمل أنظمة الأغذية أثناء الصراع المسلح. 
من جهتها، تحدثت مساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان حول التقرير الأخير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي حذر من الاحتمال القوي لحدوث مجاعة وشيكة بالقطاع، واصفة الأوضاع الإنسانية والحقوقية للفلسطينيين في أنحاء غزة بأنها «كارثية». 
وأضافت كيريس في إحاطتها أن القيود المشددة المفروضة من إسرائيل على دخول وتوزيع السلع والخدمات الضرورية لحياة المدنيين - في أبريل الماضي - أوجدت مخاطر المجاعة والتجويع في غزة. 
وشددت على «أن استخدام تجويع السكان المدنيين كوسيلة للحرب محظور تماماً بموجب القانون الدولي». 
ونبهت كيريس بأن «أعمال الاحتلال لا تهدف فقط إلى إخلاء شمال غزة من الفلسطينيين بتشريد المتبقين على قيد الحياة إلى الجنوب ولكنها تشير أيضاً إلى مخاطر جسيمة لارتكاب فظائع من أشد الأشكال ضراوة». 
وأشارت مساعدة الأمين العام مرة أخرى لدعوة لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي للعمل لمنع الوضع الكارثي في شمال غزة أو تخفيفه.

مقالات مشابهة

  • تركيا: حان وقت تعليق عضوية "إسرائيل" في الأمم المتحدة
  • قورتولموش: حان وقت تعليق عضوية "إسرائيل" في الأمم المتحدة
  • بوحبيب استقبل لاكروا : متمسكون بالقرار الـ1701
  • إسرائيل بصدد سن قانون يمنع رفع علم فلسطين في الجامعات
  • الأمم المتحدة: «انعدام كارثي» للأمن الغذائي في شمال غزة
  • مجلس الأمن يمدد نظام العقوبات في اليمن لعام آخر
  • ممثل سمو أمير البلاد سمو ولي العهد يبعث ببرقية شكر إلى الأمين العام للأمم المتحدة
  • الأمم المتحدة تشدد على ضرورة حماية المدنيين في السودان
  • الأمم المتحدة: ممارسات جيش "إسرائيل" بغزة من أخطر الجرائم الدولية
  • مجلس الأمن يناقش المجاعة في شمال غزة