الإمارات وكوستاريكا تدشنان حقبة جديدة في العلاقات التجارية والاستثمارية تحت مظلة الشراكة الاقتصادية الشاملة
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
استقبل فخامة الرئيس رودريغوتشافيز روبلز رئيس جمهورية كوستاريكا في العاصمة سان خوسيه معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية وذلك خلال زيارة لوفد دولة الإمارات رفيعة المستوى إلى كوستاريكا.
وخلال اللقاء نقل معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة وتمنياتهم لقيادة جمهورية كوستاريكا وشعبها الصديق المزيد من الرقي والتقدم و الرخاء.
وأكد فخامة الرئيس تشافيز ومعالي ثاني الزيودي أن الاتفاقية ستعزز التجارة الثنائية والاستثمارات المتبادلة بين البلدين بشكل كبير من خلال إلغاء التعريفات الجمركية وتقليل الحواجز التجارية وتعزيز تبادل السلع ورؤوس الأموال والأفكار بين الاقتصادين المزدهرين وتشجيع التعاون في القطاع الخاص.
وتعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة أحدث خطوة في برنامج التجارة الخارجية لدولة الإمارات والذي تم إطلاقه لرفع قيمة التجارة الخارجية غير النفطية للبلاد إلى ما يزيد عن 4 تريليونات درهم بحلول عام 2031.
وخلال الزيارة، التقى معالي الزيودي عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين لتسريع التعاون الاقتصادي بين البلدين، كما احتفى الجانبان بإبرام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين ودورها في تدشين حقبة جديدة في العلاقات بين الإمارات وكوستاريكا.
وعقد معالي ثاني الزيودي اجتماعاً مع معالي مانويل توفار، وزير التجارة الخارجية في كوستاريكا، وأشاد الوزيران بنمو التجارة غير النفطية بين الدولتين الصديقتين والتي وصلت قيمتها إلى 65 مليون دولار في عام 2023.
وأكد الجانبان أن هناك آفاقاً واعدة لتوسيع نطاق التجارة والاستثمار في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، مثل الطاقة المتجددة والسياحة والأمن الغذائي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتصنيع.
كما التقى معالي الدكتور ثاني الزيودي مع معالي فرانز تاتينباش، وزير البيئة والطاقة في جمهورية كوستاريكا واستعرض الجانبان الفرص التجارية والاستثمارية في البلدين والاستفادة منها في دفع جهود التعاون التجاري والاستثماري إلى آفاق أوسع.
واستعرض معالي الزيودي مع معالي أفرايم زيليدون ليفا، نائب وزير الأشغال العامة والنقل في كوستاريكا الفرص الكبيرة المتاحة للمستثمرين ورواد الأعمال في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية والبنية التحتية.
وقال معالي ثاني الزيودي إن كوستاريكا تعد من أبرز الاقتصادات الواعدة في أمريكا الوسطى، ويجمعها العديد من أوجه التعاون مع دولة الإمارات. ويلتزم كلا البلدان بتطوير اقتصادات مرنة ومستدامة ومواكبة للمستقبل تعتمد على الابتكار والاستثمار والتجارة. مشيرا إلى أن كوستاريكا تقع على مفترق طرق التجارة بين الأميركتين وتوفر فرصة كبيرة للتعاون في قطاعات مثل الخدمات اللوجستية والنقل، كما أن التزامها بالاقتصاد الأخضر يفتح المجال أمام مشاريع الطاقة المتجددة والسياحة البيئية التي يمكن أن يستفيد منها القطاع الخاص في كلا البلدين.
وأكد معاليه أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع كوستاريكا ستتيح لدولة الامارات نسبة نفاذ عالية للسوق الكوستاريكي تصل الى 98 % من بنود التعرفة من دون رسوم جمركية أو برسوم جمركية مخفضة وذلك يشمل الألمنيوم والبولي إيثيلين والمكائن الثقيلة والسيراميك والزجاج والنحاس ومنتجاته والحديد والفولاذ ومنتجاته، والإسمنت وغيرها.
وأضاف معاليه أن الاتفاقية تعزز وصول مزودي الخدمات في دولة الإمارات إلى سوق كوستاريكا لمجموعة واسعة من القطاعات؛ بما في ذلك قطاع الأعمال التجارية والاتصالات، والبناء والمقاولات الهندسية، والتوزيع، والتعليم، والبيئة، والخدمات المالية، والرعاية الصحة والاجتماعية، والسياحة والسفر، والخدمات الترفيهية، والثقافة والرياضة، والنقل، بالإضافة إلى قطاعات أخرى.
وضمن الزيارة، شارك معالي الدكتور ثاني الزيودي في اجتماع مائدة مستديرة رفيع المستوى ضمّ كبار مسؤولي الشركات والمستثمرين من كلا البلدين بهدف تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في الجانبين، بدءًا من تبادل الأفكار والخبرات وحتى استكشاف فرص الاستثمار والشراكة ذات الإمكانات العالية.
وخلال المائدة المستديرة، دعا معالي الدكتور ثاني الزيودي المشاركين إلى استكشاف الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة في كل دولة، وسلط الضوء على المنظومة الصديقة للأعمال في دولة الإمارات ودورها المهم كمركز عالمي للتجارة، مما يوفر للمستثمرين الدوليين عددًا كبيرًا من الفرص الفريدة في القطاعات الاقتصادية الرئيسية.
حضر اللقاءات سعادة روضة محمد العتيبة سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية كوستاريكا.. فيما ضم وفد الإمارات كلاً من سعادة راشد عبد الكريم البلوشي وكيل دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، وسعادة جمعة محمد الكيت وكيل وزارة الاقتصاد المساعد لشؤون التجارة الخارجية، وسعادة محمد جمعة المشرخ الرئيس التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة”، وسعادة أحمد خليفة القبيسي الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وسعادة سلطان جميع الهنداسي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، بالإضافة إلى مجموعة من قادة الأعمال وكبار المسؤولين التنفيذيين في شركات القطاع الخاص الرائدة بقطاعات متنوعة تشمل الأغذية والزراعة والطاقة والخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والتمويل.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي لـ«الاتحاد»: شراكة الإمارات والبرازيل قوية وتزداد قرباً
أجرى الحوار: حمد الكعبي ومحمد غزال (برازيليا)
أكد رودريغو باتشيكو، رئيس مجلس الشيوخ الفيدرالي والكونغرس الوطني في البرازيل، أن الشراكة بين الإمارات والبرازيل تشهد ازدهاراً غير مسبوق مع مرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية، مشيراً إلى أن تميز العلاقات الثنائية يعكس شراكة قوية تزداد قرباً، ويمهد الطريق لمزيد من الازدهار في السنوات المقبلة.
وقال باتشيكو خلال مقابلة حصرية مع صحيفة «الاتحاد»، أجراها الدكتور حمد الكعبي الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار وفريق الصحيفة، في مقر مجلس الشيوخ البرازيلي في برازيليا: «إن العلاقات بين الإمارات والبرازيل في أوجها، والتعاون مستمر»، واصفاً هذه العلاقة بـ «القوية وغير القابلة للتفكيك»، فيما تترسخ جذور العلاقة في الأهداف والرؤية المشتركة لمستقبل يجمع بين الازدهار والاستدامة.
المجموعة البرلمانية
وأضاف رودريغو باتشيكو: «أود أن أؤكد احترامي وإعجابي بالإمارات وبالروابط التاريخية بين الدولتين، وأشعر بالفخر الكبير لتولي المسؤولية المهمة لرئاسة مجموعة البرازيل - الإمارات البرلمانية هذا العام، وهو منصب أعتز به كثيراً».
وسلط باتشيكو الضوء أيضاً على الدور المهم الذي تلعبه مجموعة البرازيل - الإمارات البرلمانية، والتي وصفها بأنها منتدى متميز لتطوير الدبلوماسية البرلمانية، يسعى إلى تعزيز الروابط وتمتين التعاون بين الهيئات التشريعية في كلا البلدين، بالإضافة إلى تحسين التشريعات التي تنظم وتشجع العلاقات الثنائية.
زيارات مشتركة
وأشار رئيس مجلس الشيوخ الفيدرالي أن الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات بين الإمارات والبرازيل تعزز التزام الدولتين بالتصدي للتحديات العالمية معاً، لافتاً إلى أهمية الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى الإمارات في أبريل 2023، ومباحثاته البناءة مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تبعتها مشاركة البرازيل في مؤتمر COP28.
شراكة استراتيجية
وقال رودريغو باتشيكو: إن رفع العلاقات بين البرازيل والإمارات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في العام 2019، ساهم في توسيع التعاون في مجالات الأمن والطاقة والسياحة والثقافة والرياضة، كما أسفر عن نتائج إيجابية في المجال الاقتصادي، ما عزز الشراكة الاقتصادية بين الدولتين بشكل كبير، حيث تقدر الاستثمارات للصناديق السيادية الإماراتية في البرازيل بحوالي 20 مليار دولار، كما ازدهرت التجارة لترتفع الصادرات والواردات من 2.7 مليار دولار في 2019 إلى 4.3 مليار دولار في 2023، ما يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 60% خلال خمس سنوات فقط.
وأشار رئيس مجلس الشيوخ إلى أن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين الدولتين يعزز خلق فرص العمل من خلال الأعمال التجارية، مما يدعم اقتصاد دولتينا ويساهم في تحقيق تطلعات شعبينا بالتنمية والازدهار، معبراً عن احترامه وإعجابه العميقين بالإمارات، ومستوى تميز العلاقات مع البرازيل والتي بلغت ذروتها حالياً، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية.
الازدهار والاستدامة
وأضاف باتشيكو: «مع الطموحات المشتركة من أجل الازدهار والاستدامة، فإن هذا العام يمثل علامة بارزة في التعاون المستمر، حيث يتميز بتعميق الروابط الاقتصادية والالتزام بالدبلوماسية البرلمانية».
وقال رئيس مجلس الشيوخ: إن العلاقات تتطور وتكتسب زخماً متزايداً، ففي العام الماضي، وافق مجلس الشيوخ الفيدرالي على اتفاقيتين مهمتين بين البلدين: إحداهما لتسهيل الاستثمارات والأخرى للتعاون المتبادل والمساعدة في مسائل الجمارك، بالإضافة إلى ذلك، في عام 2022، أصدر مجلس الشيوخ مرسوماً أنشأ بموجبه اتفاقية لتبادل المعلومات.
بعثات برلمانية
وقال رئيس مجلس الشيوخ إنه بين عامي 2018 و2021، أرسلت البرازيل ثلاث بعثات برلمانية رسمية إلى الإمارات، مما يعكس الالتزام بالانخراط المتبادل، وبدوره قام المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي بزيارات إلى البرازيل، وقد أسفرت هذه التبادلات عن نتائج ملموسة من خلال الاتفاقيات التي أقرها البرلمان البرازيلي، وتطور التجارة والاستثمارات بين البلدين.
التطلع للمستقبل
وأضاف باتشيكو: إن الإمارات شريك استراتيجي في مجموعة البريكس، حيث تتطلع كلتا الدولتين إلى المستقبل، والبناء على إنجازاتهما خلال الخمسين عاماً القادمة، كما يمتد التعاون بينهما إلى ما هو أبعد من الاقتصاد، ليشمل أبعاداً ثقافية واجتماعية تعزز الصداقة والأخوة بين شعوبهم.
وأضاف: «هذا ما نعتزم الحفاظ عليه خلال الخمسين عاماً القادمة. إنها علاقة تتميز بروابط الصداقة بين دولنا، والتعاون بين حكوماتنا، والأخوة بين شعوبنا. بلا شك، ستكون جهود برلمانات كلا البلدين أساسية في توطيد وترجمة نوايانا للمساهمة المشتركة في تطوير دولتينا».