هل يجوز صيام يوم الجمعة منفردا؟

يعد صيام يوم الجمعة منفرد من الأمور التي نهى عنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ أجمع جمهور الفقهاء على ذلك الأمر، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: “لَا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ، إِلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَه”، ليتردد سؤال حول هل يجوز صيام يوم الجمعة منفردا للقضاء؟.

 

هل يجوز صيام يوم الجمعة للقضاء؟

وحول الجواب عن سؤال هل يجوز صيام يوم الجمعة للقضاء، قال الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق في الأزهر الشريف، إنه يجوز صيام يوم الجمعة منفرد في قضاء أيام الفطر في رمضان، ويجوز صيام يوم السبت منفردا للقضاء، ويجوز أيضا صيام يومي الجمعة والسبت معا في القضاء، ولا شيء في ذلك إن شاء الله.

وتابع: «صوم يوم الجمعة منفردًا مكروهٌ عند جمهور الفقهاء من الحنفية في معتمد المذهب والشافعية والحنابلة، إلا لمن يتخذ ذلك عادةً له؛ كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو إذا وافق يوم الجمعة صوم نافلة كيوم عاشوراء، وغير ذلك من صوم النافلة».

حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام

ولفت رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إلى أنّ إفراد يوم الجمعة بالصوم تطوعًا فهذا هو المنهي عنه نهيًا تنزيهيا أي أنه مكروه وليس تحريمًا، أما إفراده بالصوم للتعويض عن رمضان أي الصوم يكون فيه قضاء فلا مانع من هذا.

صوم يوم الجمعة منفردًا مكروهٌ عند جمهور الفقهاء من الحنفية -في معتمد المذهب- والشافعية والحنابلة، إلا لمن يتخذ ذلك عادةً له؛ كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو إذا وافق يوم الجمعة صوم نافلة كيوم عاشوراء، وغير ذلك من صوم النافلة.

قال الإمام الشُّرُنْبُلَالِي الحنفي في "مراقي الفلاح" (ص: 237، ط. المكتبة العصرية): [(وكره إفراد يوم الجمعة) بالصوم.. (إلا أن يوافق "ذلك اليوم" عادته)؛ لفوات علة الكراهة بصوم معتاده] اهـ.

وقال العلامة ابن عابدين الحنفي في "حاشيته على الدر المختار" (2/ 164، ط. دار الفكر) في خصوص كراهة إفراد يوم الجمعة بالصوم: [(قوله ويكره إفراده بالصوم) هو المعتمد وقد أمر به أولًا ثم نهى عنه] اهـ.

وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (6/ 437، ط. دار الفكر): [قال أصحابنا: يكره إفراد يوم الجمعة بالصوم؛ فإن وصله بصوم قبله أو بعده، أو وافق عادة له بأن نذر صوم يوم شفاء مريضه، أو قدوم زيد أبدًا فوافق الجمعة لم يُكره] اهـ.

وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (3/ 170، ط. مكتبة القاهرة): [فصل: ويكره إفراد يوم الجمعة بالصوم، إلا أن يوافق ذلك صومًا كان يصومه، مثل مَن يصوم يومًا ويفطر يومًا فيوافق صومه يوم الجمعة، ومَن عادته صوم أول يوم من الشهر، أو آخره، أو يوم نصفه، ونحو ذلك] اهـ.

وذهب المالكية إلى القول بجواز إفراد يوم الجمعة بالصيام.

قال العلامة ابن عرفة المالكي في "المختصر الفقهي" (2/ 97، ط. مؤسسة خلف الحبتور): [وأجاز مالك صوم الجمعة منفردًا] اهـ.

المصدر: بوابة الفجر