الثورة نت:
2024-10-05@13:39:41 GMT

فلسطين والسقوط العربي

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

وضع العلامة عبدالرحمن بن خلدون- رائد علم الاجتماع- إحدى نظرياته السياسية والاجتماعية بناءً على تأثير ما يأكله الإنسان على سلوكه وأفعاله وسرد جملة من الشواهد كما يلي: اكل الأتراك لحم الخيول فأخذوا منها القوة والشراسة ، واكل العرب لحوم الابل فأخذوا الصبر والحقد، واكل الأفارقة لحوم القردة فأخذوا منها اللهو والطرب، وأكل الأوروبيون لحوم الخنزير فأخذوا منها الدياثة، وهكذا كل إنسان يتأثر سلوكه بما يداوم على أكله، واذا كانت الابل هي رفيقة العرب في الجاهلية والإسلام والخيل، فإنه لم يؤثر على العرب في جاهليتهم والإسلام انهم اعتمدوا في مطاعمهم على لحوم القردة والخنازير التي حرمتها الشريعة الإسلامية وهو تحريم معلوم بالضرورة ولا يعذر أحد بجهله.


وبعيداً عن التعميم وجدنا من المفارقات العجيبة أن هناك أصواتاً ارتفعت ومسيرات في دول الغرب والشرق تضامنت مع الأشقاء في ارض غزة، منددة بجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية والحصار والتهجير، تحركات بدوافع إنسانية، فقد تكون رأي عام عالمي أثر على صناع القرار الإجرامي المساند للصهاينة في إجرامهم واحتلالهم، حتى أن الرأي العام الأمريكي الجديد الذي يمثله الجيل الصاعد، يرى أن إزالة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هي الحل وليس التوطين البديل للفلسطينيين بنسبة 95% منهم، وهذا التحرك رغم أن معظم أبناء تلك المجتمعات مسموح لهم تناول لحوم الخنازير، وفي المقابل وجدنا من الحكومات والأنظمة والنخب السياسية والإعلامية العربية من ذهب لدعم الاحتلال الصهيوني بكل أشكال الدعم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي، بما في ذلك كفالة أطفال اليهود الذين قتلوا النساء والأطفال وأبادوا الأخضر واليابس على أرض غزة، حتى أن الموائد الرمضانية احتفت بهم ضيوفاً عليها إضافة إلى الهندوس وغيرهم، رغم أن العرب يتميزون بالشهامة والنجدة والحمية، وحماية الأعراض والأنساب وأغلب أكلهم لحوم الابل والأنعام التي أباح الله أكلها، ولذلك فقد استغربت كثيراً من حديث الصحفية اليهودية لوسائل الإعلام بأن هناك دولاً عربية لا تريد وقف الحرب بجرائمها وبشاعتها وقذارتها على غزة، وانها تضغط على الكيان الصهيوني للاستمرار فيها وأن ذلك يشكل أداة مساومة للصهاينة للمساهمة في تقاسم تكاليف الحرب الإجرامية إلى جانب بقية الحلفاء أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأستراليا وغيرها من الدول الداعمة، وأشارت إلى اهم هذه الدول وهي الإمارات والسعودية وطبعاً إضافة إلى دول الطوق التي لم تستطع السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، واكتفت بالإنزال الجوي لها في عرض البحر حتى لا تخالف تعليمات وتوجيهات الصهاينة والحلف الصليبي المساند لهم.
وبناءً على النظرية الخلدونية سالفة الذكر، فقد طالعت تقريرا اخباريا نشرته الجزيرة الاقتصادية عن الدول المستوردة للخنازير (لحوما ودهوناً) أثناء أزمة (انفلونزا الخنازير) في العام 2009م، فقد استوردت الإمارات في غضون شهر (54 طناً مترياً لحوم) ومصر والبحرين وفقا لبيان وزارة الزراعة الأمريكية، مع العلم أن أمريكا ليست المصدر الوحيد، فهناك أكثر من مصدر من دول الشرق والغرب)، وتأتي ثلاث دول عربية من بين أوائل الدول المستوردة وهي (الإمارات ومصر والسعودية) على الترتيب وفقا لإحصائيات 2023م، ومن بينها لحوم وشحوم الخنازير، وهو ما يؤكد أن الخطوات الانفتاحية بتحليل المحرمات وإباحتها وسن القوانين المنظمة، تؤكد صحة النظرية السابقة، حتى أن التحول نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني ودعم جرائم الإبادة، والجرائم ضد الإنسانية بحق أشقائنا في أرض غزة وفلسطين، هو أحد التأثيرات لتناول لحوم الخنازير وشحومها التي أصبحت اليوم تستورد بالأطنان ويتم إدماجها في كافة المنتجات الصناعية من البسكويت والشكولاته، والأدوية ومعجون الأسنان، وغيرها من المنتجات، ولم يبق سوى إصدار الفتوى بالتحليل، أسوة ببقية المحرمات- كالخمر والمثلية والدعارة والدياثة وغيرها.
وإذا كانت الإمارات والبحرين قد سبقتانا في هذا المجال فإن السعودية وغيرها في الاتجاه ذاته، فقد تمت إباحة الخمر بدعوى أنه ممزوج بماء زمزم وسن القوانين لإتاحة المجال أمام المرأة لتفعل ما تشاء وبذلك يتم هدم بنيان الأسر والمجتمعات.
لقد تحولت تلك الدول العربية والإسلامية إلى النقيض في توجهاتها السياسية والاقتصادية والدينية وفي كافة المجالات – تحت ذرائع شتى، منها محاربة الإسلام السياسي، ومكافحة التطرف الديني، ووصل الأمر بوزير الخارجية الإماراتي إلى التحريض العلني على الجاليات والمسلمين في دول الغرب- ودعوته قادة تلك الدول لطردهم من بلدانهم واتهامهم بالإرهاب والتطرف، ولم يكتف بذلك بل إنه عمل على إلصاق اقذر وأحط الجرائم بها، فهي -حسب زعمه -أصوات تنادي بالقتل وسفك الدماء واستحلال ثروات الناس، نراها في (لندن وألمانيا واسبانيا وإيطاليا)، متناسيا أن أمريكا دمرت العراق وأفغانستان وغيرهما من البلدان العربية والإسلامية وأن الضحايا يتجاوزون الملايين، أما عن الثروات فهي تسيطر على نفط الخليج العربي، والآن ضمت إلى ذلك نفط العراق وسوريا.
وسواء كان هذا الانحدار السياسي والأخلاقي ناتجاً عن التأثير الذي أشار إليه العلامة ابن خلدون أنه أم ناتج عن نظرية أن المهزوم مولع بتقليد الدول المتحضرة، فإن اتجاه دول منظومة الخليج وغيرها من الدول العربية إلى إباحة المحرمات وإلغاء الأخلاق والقيم والمبادئ التي جاءت بها الشريعة الإسلامية وحفظت الإنسان ورفعته من السقوط إلى مراتع البهيمية واستبدال ذلك بالمنهج الغربي الذي يبيح كل شيء بدعوى الحرية، فإن كل ذلك لا يعني إعانة الكيان الصهيوني على إبادة الأشقاء في أرض فلسطين وتهجيرهم من أرضهم وبيوتهم ومزارعهم وتنفيذ أجندات الحركة الصهيونية العالمية، وخدمة التحالف الصليبي الصهيوني الذي يعمل على إطالة الفرقة والشتات بين أجزاء الوطن العربي من خلال السيطرة على أرض فلسطين وتوطين اليهود بها.. فهل يعي صهاينة العرب هذه الأسس والمبادئ والقيم ويعملون على تدارك أخطائهم قبل فوات الأوان؟، لأن المكر مهما كان فإن مصيره إلى زوال، فالله سبحانه وتعالى تكفل بإبطاله وهو القادر على كل شيء ” وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ».

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تركيا بعد فلسطين ولبنان.. «أردوغان» يحذر الكيان الصهيوني من عواقب التوغل البري (تفاصيل)

علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على آخر التطورات والأوضاع الواقعة في فلسطين ولبنان وخاصة المدن الإسرائيلية بعدما شهدت سمائها خلال الساعات الماضية إطلاق أكثر من 200 صاروخ باليستي من قبل الحرس الثوري الإيراني.

أردوغان يحذر إسرائيل من تنفيذ هجوم بري في أنقرة

وقال أردوغان، خلال افتتاح الدورة التشريعية الـ28 للبرلمان التركي في العاصمة أنقرة: «أحذر دولة الاحتلال الإسرائيلية من عواقب التوغل البري في الأراضي اللبنانية الذي يعد عدوانًا عنيفًا تجاه المدنيين»، مشيرًا إلى أن تركيا تقع بعد فلسطين ولبنان من حيث تنفيذ عمليات برية واقتحام سيادة البلاد.

وأكد أن إسرائيل ترتكب هجمات إرهابية ضد المدنيين اللبنانيين وتنفذ عمليات إبادة جماعية في غزة، إذ تعمل على استفزاز المنطقة وجرها إلى محرقتها»، مصيفًا أن الاحتلال الذي يعمل تحت إدارة المدعو نتنياهو ارتكب في الـ51 أسابيع الماضية كافة الجرائم ضد المنافية للإنسانية والقوانين الدولية.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أردوغان يعلق على الاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان

وتابع أن كافة الجرائم والانتهاكات والاعتداءات التي نفذها الاحتلال ضد المدنيين فهي ضد الإنسانية بما فيها الإبادة الجماعية والمجازر والعنصرية والتمييز والتحرش والاغتصاب والتعذيب والتطهير العرقي وقتل الصحفيين والقضاء على حرية التعبير وقصف المقدسات الدينية والمستشفيات والمدارس، لقد تم ارتكاب كل ذلك عدة مرات وليس مرة واحدة.

وأكد أن الكيان الإسرائيلي المحتل سيتم إيقافة عاجًلا أم آجلاً مهما فعل، فكما تم إيقاف زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر الذي ظن أنه الأقوى، سيتم إيقاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنفس الطريقة»، وفقًا للصحيفة التركية «الأناضول».

وبحسب تعبيره، فإن الإدارة الإسرائيلية التي تتحرك من منطلق هذيان الأرض الموعودة، تضع الأراضي التركية نصب عينيها بعد فلسطين ولبنان، لافتًا إلى أن العدوان يشمل تركيا أيضا لذلك ستقف البلاد ضد تلك التهديدات هذا بكل الوسائل المتاحة من أجل وطننا وشعبنا واستقلالنا.

قصف الاحتلال المنازل في غزة

واختتم الرئيس التركي حديثه خلال افتتاح الدورة التشريعية: «أن الاحتلال الإسرائيلي والإرهاب والقصف العدواني بجوارنا ولسنا أمام دولة تلتزم بالقوانين بل قطيع من القتلة يتغذون على الدم والاحتلال».

الاحتلال يخترق أمن لبنان.. ويقتل مدنيين

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي المحتل شن عمليات اختراق أمنية كبيرة داخل الأراضي اللبنانية لأجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يحملها عناصر حزب الله، مما تسبب في انفجار تلك الأجهزة من نوعي «بيجر» و «آي كوم»، يوم الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر، والأربعاء الموافق 18 سبتمبر 2024، وأدى إلى سقوط العشرات بل المئات من القتلى والجرحى.

ولم تنتهِ انتهاكات الكيان الصهيوني المستمرة منذ 7 أكتوبر 2024 في غزة، بل اتجهت نحو الجهة الشمالية، وشن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة استهدفت مباني سكنية لاغتيال قادة حزب الله و13 عنصر آخرين، مما أسفر عن استشهاد القائدين إبراهيم عقيل، وأحمد وهبي.

الاحتلال الإسرائييلي يغتال حسن نصرالله وقادة حزب الله

واستمر الاحتلال الإسرائيلي في شن الغارات العنيفة والكثيفة بالمناطق المكتظة بالناس، حتى أعلن يوم السبت الموافق 28 سبتمبر 2024، اغتيال كل من قائد جبهة الجنوب في حزب الله، علي كركي، واغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله، بعد شن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية بالعاصمة «بيروت».

حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني

وبعد ساعات من تداول هذا النبأ، أعلن حزب الله، رسميًا، استشهاد الأمين العام للحزب، حسن نصرالله وذلك جراء 140 غارة إسرائيلية كثيفة استهدفت المقر المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت.

اقرأ أيضاًأردوغان: المقاومة حق مشروع لـ الفلسطينيين

أردوغان: ندعم موقف مصر كوسيط للتوصل إلى وقف إطلاق النار على غزة

مصطفى بكري: تركيا اتخذت إجراءات ضد الإخوان.. والسيسي وأردوغان اتفقا على حل الأزمة الليبية

وفي اليوم التالي من خبر استشهاد الأمين العام لحزب الله نصر الله، وعلي كركي خلال اجتماعهم بالمقر المركزي المتواجد في الضاحية الجنوبية بالعصامة بيروت، أكد جيش الاحتلال، يوم الأحد الموافق 29 سبتمبر 2024، اغتيال رئيس وحدة أمن نصر الله إبراهيم حسين جزيني في غارة الجمعة.

مقالات مشابهة

  • دون إجلاء عسكري.. الدول التي تحركت لإخراج مواطنيها من لبنان
  • مقررة أممية تطالب الجامعات بـ مراجعة السياسات القمعية التي تستهدف التضامن مع فلسطين
  • المقاومة العراقية تضرب 3 أهداف للعدو الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة
  • مسيرة تضامنية في الأردن تندد بالعدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان
  • الرئيس الإيراني: العدوان الصهيوني سينال عقابه وسنواصل دعم المقاومة حتى تحرير فلسطين
  • معرض الرياض الدولي للكتاب يناقش إشكالات "الكتاب العربي والحضور العالمي"
  • معرض الرياض الدولي يناقش إشكالات "الكتاب العربي والحضور العالمي"
  • ما هي مواصفات الصواريخ الإيرانية التي استهدفت الكيان الصهيوني؟
  • ”استحلفكم بالله هذا شكل صاروخ”؟.. الإعلامي الحربي ”محمد العرب” يعلق على صواريخ إيران التي ضربت اسرائيل!
  • تركيا بعد فلسطين ولبنان.. «أردوغان» يحذر الكيان الصهيوني من عواقب التوغل البري (تفاصيل)