خولة علي (دبي)
الصورة وسيلة لا غنى عنها كمصدر للمعرفة والتوثيق، ولكل نمط من التصوير منهجية معينة يستخدمها المصور، كي يجعل من المشهد أقرب إلى لوحة فنية ذات دلالات جوهرية عميقة، ومنها تصوير المدن والطبيعة، وهي من المواضيع التي تبهرنا بها عدسات المصورين. وهكذا هي عدسة الفنانة الفوتوغرافية، ريم علي عبدالله، التي عدا عن كونها مهندسة كمبيوتر شغوفة بعالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فإن فنها يتدفق لتترجم كل ما تراه بطريقة مختلفة، وتنقله بالمشاهد والصور عن طبيعة الإمارات وتمازجها مع سحر الهندسة المعمارية.

 

شعلة الشغف
بدأت قصة ريم مع التصوير الفوتوغرافي في عام 2015 ومازالت حتى اللحظة شغوفة باستكشاف العالم من منظورها ورؤيتها، والخوض في المغامرات الصعبة والبحث عن الزوايا الفريدة لالتقاط الصور بأسلوبها الفني المميز. وكانت شعلة ذلك الشغف مع قيامها بإخراج وتصوير فيلم قصير عن الحياة الأكاديمية في الثانوية العامة، وعُرض الفيلم في حفل التخرج، بحضور الهيئة التعليمية وأولياء الأمور والطلاب الخريجين في مسرح جامعة أبوظبي، مما ساهم في تحفيزها لاستكشاف عالم التصوير، على اختلاف أنواعه. 

معالم فريدة 
غاصت ريم في بحور التصوير الفوتوغرافي المتنوع، ومن جملة الأنماط التي وجدت نفسها فيها تقول: تصوير المدن والمناظر الطبيعية والهندسة المعمارية أكثر ما يشبع ذائقتي، كما أن شغفي في مجال التصوير ساعدني على إتقانه، فالبحث عن الزوايا الفريدة وترقب الأجواء الشتوية بصبر، من أهم العوامل بالنسبة لي لإخراج عمل مبهر، إضافة إلى تقنيات البانوراما والتعريض الطويل التي تزيد من جمالية الصورة وقوتها. وترى أن الدولة تزدهر بمعالم معمارية فريدة وناطحات سحاب ذات التصاميم المميزة، تسرد قصصاً عن التراث الإماراتي والتقدم الحضاري، مما يجذبها لالتقاط صور خارجة عن المألوف. ولريم تجربة في التصوير الجوي من زوايا نادرة يصعب الوصول إليها، إذ تعتبر أن جمال المدينة من الأعلى وشوارعها المتفرعة ومبانيها الشاهقة أشبه بلوحة فنية متناغمة. وتهوى التصوير الجوي الحر FPV، بحيث يُعتبر من المجالات الصعبة جداً التي تجمع بين مهارات الطيران وتصوير فيديوهات تعرض وتوثِّق جمال الطبيعة والنشاطات في الإمارات.

مهارات 
وتذكر ريم، أنها في كل رحلة تصوير تتعلم خبرات ومهارات حياتية جديدة، مثل الرياضة وبناء العلاقات والتنظيم وإدارة الوقت والكتابة الإبداعية، كما أن الانغماس وسط الطبيعة من الأمور التي تساعد في زيادة الوعي الفكري والصحة النفسية، لافتة إلى أن مشاركة أعمالها وعرضها على منصات التواصل الاجتماعي، ومعرفة آراء المتابعين، أمور تدفعها إلى تطوير مهارتها والسعي للأفضل. وتؤكد أن الممارسة والتغذية البصرية من أهم الأساليب لتطوير المهارات، ولاسيما مع التطور التكنولوجي الذي فتح آفاق البحث في شتى المجالات.

أخبار ذات صلة الفنان السعودي محمد الفرج لـ«الاتحاد الثقافي»: الصور الفوتوغرافية «أحافير الوقت» عفراء المرر: أوثق بالصور سعادة الأطفال بالعيد

توثيق اللحظات
تهدف الفنانة ريم عبد الله إلى توثيق اللحظات النادرة في الإمارات بطريقة فنية تجعل المشاهد ينبهر بجمال المنظر، إلى جانب توثيق الهندسة المعمارية المتماهية مع التراث المحلي والأبراج والمدن. وترى أن الصور تُعتبر جزءاً من الترويج السياحي للدولة وإظهار تطورها المعماري وازدهارها. 

رحلة إبداع 
أصدرت ريم كتاب «رحلة الإبداع» المتخصص في فن تصوير المناظر الطبيعية والمعمارية والتصوير الجوي، ويتميز بطريقة السرد والشرح المفصل لتقنيات التصوير الفوتوغرافي. ويضم أعمالاً فنية من دولة الإمارات، ويُعتبر مصدر إلهام لمتذوقي الفن والشباب المبدعين، ويهدف إلى إثراء المحتوى العربي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: العمارة الطبيعة التصوير فن التصوير التصوير الفوتوغرافي ريم عبد الله

إقرأ أيضاً:

إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف

استحضارا لما حدث قبل 20 عاما، قرر الإندونيسيون إحياء ذكرى تسونامي الذي ضرب دولا آسيوية، وراح ضحيته أكثر من 230.000 شخص. وخشية من تكرار الكارثة، باتت السلطات تهتم بالتوعية، ولا تكتفي بعرض لافتات كُتب عليها (باللغة الإندونيسية) "أنت في منطقة معرضة للتسونامي"

اعلان

شاركت مجموعة متنوعة من طلاب المدارس الثانوية في تدريبات التأهب للزلازل، ضمن الأنشطة المخلدة لذكرى واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البشرية. وخرج الطلاب والطالبات من المدارس، وكأنهم يستجيبون فعلاً لتحذير داعٍ ينذرهم بوقوع تسونامي جديد، فمثلوا الدور وكأن الحادث وقع فعلا.

فنانون يؤدون عرضا فنيا خلال عرض مسرحي يصور كارثة تسونامي خلال إحياء ذكرى مرور 20 عاما، في أتشيه في باندا أتشيه بإندونيسيا، السبت 14 ديسمبر/كانون الأول 2024.Achmad Ibrahim/AP

ويستحضر السكان هناك تلك الطامة الكبرى، حينما هاجت الأمواج العاتية في المحيط الهندي، إبان عيد الميلاد، عام 2004، ووقع زلزال تجاوز قوته 9 درجات على مقياس ريختر، ضرب سواحل جزيرة سومطرة الأندونسية، وهاجت الأمواج، وحلقت في الهواء، في ارتفاع تجاوز 17 مترا، واجتاح المد شواطئ دول عديدة في المنطقة، كان أكثرها تضررا، بعد إندونيسا: تايلاند والهند وسريلانكا.

لقطة جوية باستخدام طائرة بدون طيار، تُظهر مسجد رحمة الله في قرية لامبوك، إحدى أكثر المناطق تضررا من تسونامي 2004، في أتشيه بيسار، إندونيسيا، الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول 2024.Achmad Ibrahim/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.

وتُظهر الصور مدى تمسك السكان بأرضهم ووطنهم، واستعدادهم للعيش في تلك المناطق، رغم أن قرى بكاملها قد سُويت بالأرض جراء الأمواج العاتية التي قتلت أكثر من 150 ألفا في أندونيسيا وحدها.

Relatedزلزال بقوة 7.1 درجة يهز جنوب اليابان: تحذيرات من تسونامي وتفتيش للمفاعلات النوويةفيضانات وانهيارات أرضية في إندونيسيا.. وفاة 27 واستمرار عمليات الإنقاذتغير المناخ أحدث موجات تسونامي هزت الأرض 9 أيامإندونيسيا: عمليات إجلاء مستمرة مع استمرار ثوران بركان جبل ليوتوبي "لاكي لاكي"

كما تظهر الفيديوهات مناطق أعيد بناؤها، وصارت تتزين بعشرات آلاف المباني السكنية والتجارية والحكومية، فضلا عن بناء المدارس في المنطقة التي شهدت فعليا دمارا شاملا في 2004.

واستذكارا لذلك اليوم الأليم، تقول السيدة تريا أسناني، مدرسة ثانوية في إندونيسيا: ”عندما يسألني الناس كيف نجوت، أقول لهم: الله وحده يعلم. فأنا لا أجيد السباحة. وكان اعتمادي على الدعاء وذكر الله، لأنني آمنت بأننا إذا كنا مع الله فالله أكبر“.

ومن اللافت أن الكارثة تسببت في توحيد الناس، بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، فصار إحياؤها يشمل الصلوات عند كثير من أتباع الملل والنحل، وخصوصا: المسلمين والمسيحيين والبوذيين.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعية خلابة إل ألتو البوليفية: "المنازل الانتحارية" مهددة بالانهيار والسكان يصرون على البقاء احتفال بالريادة في مجال الاستدامة في إندونيسيا.. شركات في خدمة المجتمع والبيئة عيد الميلادإندونيسياتسوناميذكرىاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تواصل قصف غزة موقعة قتلى وجرحى والحوثيون يستهدفون تل أبيب بصاروخ باليستي يعرض الآن Next ألمانيا: الشرطة تفتش منزل المشتبه به في تنفيذ هجوم سوق الميلاد بماغديبورغ يعرض الآن Next صاروخ باليستي من اليمن يسقط في تل أبيب ويصيب 16 شخصاً بجروح طفيفة يعرض الآن Next هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار مادية يعرض الآن Next من التشويق إلى الدراما.. أفضل أفلام عام 2024 عليك أن تشاهدها قبل نهاية العام اعلانالاكثر قراءة القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل عاجل. ألمانيا: 5 قتلى على الأقل وإصابة 200 شخص بعملية دهس بسوق عيد الميلاد واعتقال مشتبه به سعودي الجنسية إصابة شاب بنيران الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرة في ريف درعا السورية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. هل تعلم أن للأسد 348 اسمًا؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحاياسورياهيئة تحرير الشام قطاع غزةبشار الأسدألمانياأبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيلقصفإسرائيلروسياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • حذيفة عبد الله: سوف تسقط قريباً الدعاوي “الزائفة” التي تسوق خطاب حكومة المنفى
  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • يسري نصر الله.. فلسفة فنية لمدرسة إخراجية خاصة
  • معاوية عوض الله: العقوبات التي تصدر تجاه قادة الجيش لن تزيدنا إلا قوة وصلابة
  • سفارة روسيا في لشبونة: الأضرار التي لحقت بالسفارة البرتغالية في كييف كانت بسبب قوات الدفاع الجوي الأوكرانية
  • مخرج “السفارة في العمارة” يكشف أزمات عادل إمام في الفيلم
  • جودة الترجمة "السمع-بصرية".. بين عين الخبير ونظرة المشاهد
  • إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف
  • جودة الترجمة السمع بصرية.. بين عين الخبير ونظرة المشاهد
  • الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا