«جهود الحماية» تسابق الزمن لمقاومة انقراض «العقعق العسيري»
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
يمثل فصل الربيع أهم أوقات العام لنشاط وتكاثر الطيور في المملكة، لما يتميز به هذا الوقت من توفر الطعام والمأوى واعتدال الأجواء المناخية، وزيادة معدل الأمطار خلال أشهر مارس وأبريل ومايو، ويرتفع نشاطها في بناء الأعشاش والتبييض حتى نهاية شهر يوليو.
ويعد أبرز الطيور النادرة على مستوى العالم طائر "العقعق العسيري"، الذي يعيش في مساحة صغيرة على سروات منطقة عسير، كما أنه يعد من الطيور المهددة بالانقراض، حيث رصدت العديد من الدراسات الميدانية الأخيرة أعداد الطائر التي لا تتجاوز الـ 100زوج، تتنقل بين غابات العرعر في المساحة الواقعة بين مركز السودة، وحتى محافظة "تنومة".
ويشير كتاب "الطيور في السعودية"، الصادر عن شركة "أرامكو" السعودية 2021م، إلى أنه في عام 1936 م اعتبر بعض الخبراء الغربيين أن طائر العقعق العسيري امتداد لسلالة العقعق الأوراسي الشهير الذي يشيع وجوده تقريباً في شتى أنحاء أوروبا، وكثير من مناطق آسيا ذات المناخ المعتدل، ومع عمليات الرصد واستمرار الدراسات العلمية تم تسجيل العقعق العسيري نوعاً مستقلاً وبناء على ذلك وفي عام 2016 أعلنت جمعية الطيور العالمية رسمياً أن العقيق العسيري نوع مستقل بحد ذاته، وتم إعطاؤه الاسم العلمي Pica pics asirements.
ويتميز "العقعق العسيري" عن نظيره " الأوراسي" بانعزاله في بيئة جغرافية هي منطقة عسير التي تبعد عن أقرب وجود لـ" الأوراسي" بأكثر من 1200 كيلومتر، كذلك يوجد اختلاف بينهما في اللون حيث يتميز بكثافة اللون الأسود في الريش، إضافة إلى كثافة في اللونين الأخضر والأرجواني في الذيل، كما أن جناحيه قصيران، وذيله أقصر وقدميه أكبر ، ومنقاره أكبر بكثير.
ومن أبرز الصفات المميزة لـ"العقعق العسيري" إصدار نداءات مختلفة تماماً، لا سيما نداء التواصل الذي يستخدمه باستمرار أثناء تنقله في أسراب للبحث عن الغذاء، كذلك يعد مختلفاً جينياً بالفعل عن سائر أنواع العقعق الأخرى.
وبحسب الباحثين المشاركين في تأليف كتاب "الطيور في السعودية"، فإن طائر العقعق العسيري يتغذى على الحشرات والنمل والنحل والجراد وبذور النباتات والفاكهة، إلى جانب توت الحبوب المتساقطة والأرز المسلوق في مواقع التنزه.
وفي مواسم التكاثر تضع أنثى "العقعق" ما بين 5 إلى 7 بيضات تقوم بحضانتها لمدة تتراوح بين 16 إلى 22 يوماً ولكن في النهاية لا يبقى على قيد الحياة سوى اثنين إلى أربعة فراخ بحسب توفر الغذاء ومناعة العش من الأخطار والمفترسات.
ولجمال هذا الطائر وندرته عالمياً، عملت عدة جهات حكومية على دراسات للحفاظ على ما تبقى من الأزواج ومساعدتها في التكاثر وحمايتها من الانقراض ، حيث أنجزت شركة "أرامكو" دراسة بحثية في 2018م لحصر أعداد "العقعق العسيري" وكثافتها، واستخدامها لبيئتها الطبيعية وتوزعها، وتم تثبيت جهاز تتبُع متطور على عدد من هذه الطيور لمعرفة سلوك العقعق والأماكن التي يعيش فيها وطرق ترحاله.
ويقدر المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أنواع الطيور المسجلة في السعودية بـ" 499 " نوعاً، منها 401 من الطيور المقيمة أو المهاجرة و11 نوعاً من الطيور النادرة التي تظهر بشكل منتظم في المملكة، في حين يزورها 87 نوعاً من الطيور الشاردة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: العقعق العسيري الحياة الفطرية الأجواء المناخية الطيور من الطیور
إقرأ أيضاً:
دبابات العدو تسابق هوكشتاين وضغط لاحتلال الخيام
تُسابق دبابات العدو الإسرائيلي التي تتوغل في عمق الجنوب المباحثات التي أجراها المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت، حيث عبَّر الأخير عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، معتبراً أن حل الصراع الدائر بين إسرائيل و"حزب الله"بات "في متناول أيدينا".
وكتبت" الشرق الاوسط": في موازاة تلك المباحثات، وسّع العدو الإسرائيلي نطاق عملياته في محاولة لقطع الطريق الساحلي جنوب مدينة صور عند نقطة البياضة، وعزل منطقة الناقورة ومحيطها بطول 9 كيلومترات في أقصى الساحل الجنوبي، عن العمق اللبناني، بموازاة محاولات التقدم على جبهة مدينة الخيام، والتحشيد في القطاع الأوسط استعداداً لتوغل إلى العمق في محيط مدينة بنت جبيل.
وشنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً جديداً انطلاقاً من بلدتي طيرحرفا وشمع الواقعتين جنوب مدينة صور، إلى الغرب، في محاولة للوصول إلى الشاطئ البحري عند نقطة البياضة، وهو مسار يصل إلى 5 كيلومترات، لكن الهجوم لم ينجح بالوصول إلى التلة المطلة على الطريق الساحلي.
وكتبت" الاخبار": كثّف العدو عدوانه على مدينة الخيام (القطاع الشرقي) ومحيطها في محاولة للتقدّم باتجاه المدينة بعد فشل محاولته الأولى قبل أكثر من 10 أيام. وبعدما فشل العدو في احتلال المدينة، رغم محاولاته الوصول إليها من الجنوب، ومن الجنوب الغربي (المشرف على مرجعيون) ومن الجنوب الشرقي (المشرف على المجيدية والغجر وغيرهما)، بدأ أمس محاولة جديدة للتوغل من الأطراف الشمالية للمدينة تحت غطاء ناري من الغارات الجوية وقصف الدبابات والقصف المدفعي، ورُصد تحرك لدباباته قرب نبع إبل السقي باتجاه الحي الشمالي للمدينة، قبل أن تتراجع وتيرة المواجهات وإعادة العدو حصر محاولات التقدم في الأطراف الشرقية والجنوبية فقط.
وفي القطاع الغربي، عمدت قوّات العدو إلى التقدّم باتجاه بلدة شمع بهدف السيطرة عليها في إطار الضغط على بلدات النسق الثاني من الجبهة لتقليص رمايات المقاومة الصاروخية على مدينة نهاريا ومنطقة حيفا المُحتلة.
وبعد فشله في احتلال حامول ورأس الناقورة، ما يعيق إسقاطه بلدة الناقورة التي تقع ضمن النسق الأول، وللتعويض، حاول العدو عزل البلدة عبر التقدم الذي قام به باتجاه بلدة شمع محاولاً إسقاطها والوصول من بعدها إلى بلدة البياضة، ليقطع بعد سيطرته على البياضة الطريق المؤدية إلى الناقورة وبالتالي قطع طرق الإمداد إليها.
وللوصول إلى شمع، لم يدخل العدو بلدة طيرحرفا، بل التفّ حولها، عابراً من وادي الضبعة - عين الزرقا. ويحاول الاحتلال عبر إسقاط شمع والوصول إلى البياضة عزل الناقورة وقطع طريق إمدادها، إضافة إلى عزل طيرحرفا. لكنّ المقاومة تتصدى للمحاولات الإسرائيلية، ما يؤدي إلى عدم قدرة العدو على تثبيت قواته المتوغلة في بلدة شمع بعد تكبيده خسائر كبيرة، ما اضطره إلى الانسحاب منها، وبالتالي سقوط هدف عزلها مع طيرحرفا. وكخيار بديل، يحاول العدو الالتفاف على شمع ليصل إلى البياضة بشكل مباشر متجاوزاً التثبيت داخل شمع لتلافي الخسائر فيها، لكنّ المقاومة استهدفت أمس تجمعات لقوات العدو جنوب بلدة البياضة.
وفي القطاع الأوسط، لم يُسجل أي نشاط برّي لجيش العدو في المنطقة بعد الكمين الذي وقعت فيه قوّة من الكتيبة 51 من لواء غولاني التابع للفرقة 36 عند مثلث عيناثا - مارون الرأس - عيترون (في 13 من الجاري) وأدى إلى مقتل ضابط و5 جنود بالإضافة إلى سقوط 4 جرحى، باعتراف جيش العدو.
وفي قطاع بنت جبيل، لا تزال مدينة جبيل صامدة أمام محاولات العدو دخولها، فيما لم تنجح قوات العدو في قطاع الحجير في تجاوز حولا وميس الجبل باتجاه شقرا ومجدل سلم. ورغم محاولات العدو التقدم من خلف مركبا باتجاه بلدة طلوسة، إلا أنه بذلك يكون لا يزال يراوح في قرى النسق الأول، إذ إن طلوسة تقع جنوب وادي الحجير وهي متصلة بمركبا.
وتعليقاً على المرحلة الثانية من العمليات البرية التي أعلن عنها العدو، أعلنت غرفة عمليات المقاومة في بيان أمس أنه بعد تراجع العمليّات الجويّة والبريّة لجيش العدو في المنطقة الحدوديّة بنسبة 40% بسبب عدم قدرة وحداته على التثبيت داخل الأراضي اللبنانيّة، سارع إلى إعلان المرحلة الثانية من العمليّة البريّة في جنوب لبنان. وأكدت أن العمليات الدفاعية المركّزة والنوعية التي نفذتها خلال «المرحلة الأولى» من العملية البرية لجيش العدو أجبرت قوّاته على الانسحاب إلى ما وراء الحدود في بعض الأماكن، وسلبتها القدرة على التثبيت في معظم البلدات الحدوديّة.
وقالت إن سلاح الجو الإسرائيلي لا يزال يعتدي يومياً على القرى الحدوديّة، التي يزعم السيطرة عليها، ما يؤكد عدم تمكنه من التثبيت داخل الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن ما يحصل من محاولة تقدم باتجاه مناطق جنوب مدينة الخيام، دليل إضافي على فشل المرحلة الأولى.