أعلنت وزارة الأوقاف المصرية، موضوع خطبة غدا الجمعة 10 شوال 1445هــ، الموافق 19 إبريل 2024 م، بعنوان: «معنى التاجر الصدوق ومنزلته».

ويستعرض «الأسبوع»خلال السطور التالية نص خطبة الجمعة غدا 19 أبريل ضمن خدمة إخبارية يقدمها لرواده ومتابعيه.

نص الخطبة

الحمدُ للهِ العليمِ الشكورِ، مقلبِ الأزمانِ والدهورِ، ومغيرِ الأيامِ والشهورِ، الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور) الملك:15، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وليُّ الصالحينَ، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ من خلقهِ وخليلُهُ، القائلُ كما في حديثِ أَبِى سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ) رَوَاهُ الترمذي، فاللهمَّ صلِّ وسلمْ على مسكِ الختامِ، وخيرِ مَن صلَّى وصام، وتابَ وأنابَ، ووقفَ بالمشعرِ، وطافَ بالبيتِ الحرامِ، وعلى آلهِ وصحبهِ الأعلامِ، مصابيحِ الظلامِ، خيرِ هذه الأمةِ على الدوامِ، وعلى التابعينَ لهم بإحسانٍ والتزام.

أمَّا بعدُ: فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوىَ العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102).

أيُّها المصلون: ( معنَي التاجرِ الصدوقِ ومنزلتُهُ )، عنوانُ خطبتِنَا

أولًا: شتانَ شتانَ بينَ تجارِ الأزماتِ وبينَ تجارِ الرحمات.

ثانيــــًا: مميزاتُ التاجرِ المسلمِ.

ثالثًا وأخيرًا: احذرْ أيُّها التاجرُ قبلَ فواتِ الأوان.

بدايةً ما أحوجَنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن التاجرِ الأمينِ وخاصةً ونحن نعيشُ في زمنِ الأزماتِ الماليةِ والاقتصاديةِ الرهيبةِ في العالمِ كلِّهِ، وخاصةً هناك تجارُ الأزماتِ يستغلونَ حاجةَ الناسِ فكثرَ الجشعُ والطمعُ والاستغلالُ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، وخاصةً وأنَّ تجارَ اليومِ إلَّا ما رحمَ اللهُ قد ماتَ إحساسُهُم، ودُفنتْ مشاعرهُم، وقلَّ إيمانُهُم، ونسُوا ربَّهُم، ولا عليهم أنْ يموتَ الناسُ جوعًا، ولا يبالونَ بغلوِّ العيشِ الذي يعصرُ الناسُ عصرًا، ولا يتألمونَ للحاجةِ التي أرهقتْ مضاجعَ الناسِ بالليلِ، وأرهقتْهُم بالنهارِ، هم تجارُ حروبٍ وأزماتِ، لا تهمُّهُم إلّا أنفسهُم ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ، وخاصةً و التجارةُ مِن الكسبِ الحلالِ الذي أمرَنَا بهِ دينُنَا الحنيفُ واعتبرَهَا مِن الأماناتِ التي أوصَي الإسلامُ بحفظِهَا لذا كان حديثُنَا عن التاجرِ الأمينِ في الإسلامِ.

أولاً: شتانَ شتانَ بينَ تجارِ الأزماتِ وبينَ تجارِ الرحماتِ.

مِن المعلومِ أنَّ طلبَ الحلالِ مِن الرزقِ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ، وأنّ ابتغاءَ المالِ الطيبِ ضرورةٌ لاستقامةِ الحياةِ الاجتماعيةِ واستقرارِهَا، وأنّ طلبَ المعيشةِ والتكسّبِ مِن أهمِّ الأمورِ التي حثَّنَا عليها دينُنَا الحنيفُ، لذا أمرَنَا بالخروجِ في طلبِ الرزقِ، قال جلَّ وعلا: {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا } النبأ:11، وقالَ جلَّ وعلا: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } المزمل:20.

ومِمَّا لا شكَّ فيهِ أنَّ التجارةَ مِن المهنِ التي يُمارِسُهَا الناسُ منذُ القدمِ، لغرضِ التكسبِ والحصولِ على الرزقِ المشروعِ، وهي مِن أفضلِ طرقِ الكسبِ وأشرفِهَا، وفي الأثرِ (تسعةُ أعشارِ الرزقِ في التجارةِ)، ولقد امتنَّ اللهُ تعالى على قريشٍ، وذكرَ رحلاتِهِم التجاريةِ التي يقومونَ بِها إلى اليمنِ والشامِ، فقالَ جلَّ في عُلاه: {لإِيلافِ قُرَيْشٍ، إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ } قريش:1، 2، ونَهَى اللهُ جلَّ وعلا المؤمنينَ عن أكلِ الأموالِ بالباطلِ، واستثنَى مالَ التجارةِ، فقالَ جلَّ وعلا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } النساء:29. فأباحَ سبحانهُ وتعالى الربحَ الحاصلَ مِن البيعِ والشراءِ الذي يتمُّ عن تراضٍ بينَ البائعِ والمُشترِي، ولأهميةِ التجارةِ فإنَّ اللهَ تعالى أذنَ بها بعدَ أداءِ صلاةِ الجمعةِ، وحثَّ على الانتشارِ لطلبِ الرزقِ، قال جلَّ وعلا: { فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ }الجمعة:10، لكنَّهَا التجارةُ الحلالُ، لكنَّها التجارةُ الرابحةُ، لكنَّها التجارةُ التي لا غشَّ فيها ولا تدليسَ ولا كذبَ ولا احتكارَ ولا طمعَ ولا استغلالَ ولا ربَا.

والتجارُ أيُّها السادةُ ينقسمونُ إلى قسمين: تجارٌ أبرارٌ وتجارٌ فجارٌ، تجارُ أزماتٍ وتجارُ رحماتٍ، تجارٌ يرقبونَ اللهَ جلَّ وعلا في تجارتِهِم، وتجارٌ يرقبونَ الشيطانَ في تجارتِهِم، تجارٌ يرحمونَ الناسَ في تجارتِهِم، وتجارةٌ يدسونَ على الناسِ بأقدامِهم في تجارتِهِم، تجارٌ يخافونَ اللهَ وتجارٌ لا يخوفونَ حتى مِن اللهِ، تجارٌ يقفونَ مع بلدِهِم، وتجارٌ يسرقونَ بلدَهُم، تجارٌ همُّهُم الوطن، وتجارٌ همهُم الجشعُ والطمعُ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ.

يا تجارَ الأزماتِ يا تجارَ الجشعِ والطمعِ والاستغلالِ والاحتكارِ والربَا هل نُزِعَتْ الرَّحمَةُ مِن قُلوبِكُم ـ لا قَدَّرَ اللهُ تعالَى؟ اعلَمُوا بأنَّ الجزاءَ مِن جِنسِ العَمَلِ، كما تَدينُ تُدانُ، ومن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ، فإذا حُرِمتَ الرَّحمَةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ فلا تَلومَنَّ إلا نَفسَكَ.

يا تجارَ الأزماتِ يا تجارَ الجشعِ والطمعِ والاستغلالِ والاحتكارِ والربَا هل صارَ الدِّينارُ والدِّرهَمُ مَعبودًا لكم مِن دونِ اللهِ تعالى ـ لا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ؟ (تعِس عبدُ الدينارِ، تعِس عبدُ الدرهمِ ) رواه البخاري.

يا تجارَ الأزماتِ يا تجارَ الجشعِ والطمعِ والاستغلالِ والاحتكارِ والربَا أقولُ لكُم كما في صحيحٍ مسلمٍ مِن حديتِ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: قالَ رسولُ الله ﷺ: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي» قَالَ: «وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ». بالله عليكُم يا تُجَّارَ الأزمَات، هل تَستَطيعونَ أنْ تأكُلُوا أكثرَ ممَّا يَأكُلُ الفُقَراءُ؟ وهل تَستَطيعونَ أنْ تَلبَسُوا أكثرَ ممَّا يَلبَسُ الفُقَراءُ؟ الطَّعامُ واحِدٌ وإنِ اختَلَفَتْ الأَصنافُ، واللِّباسُ واحِدٌ وإنِ اختَلَفَتْ الأصنافُ، والزَّائِدُ عن الطَّعامِ والشَّرابِ واللِّباسِ سَتُسألونَ عنهُ، فحلالُ المالِ حِسابٌ، وحَرامُهُ عذابٌ.

يا تجارَ الأزماتِ يا تجارَ الجشعِ والطمعِ والاستغلالِ والاحتكارِ والربَا أقولُ لكُم كما في صحيحِ الشيخانِ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ( يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ، وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ).

يا تُجَّارَ الأزمَات، لا تَغتَرُّوا بما آتاكُمُ اللهُ تعالى مِن فضلهِ، ولا تَكُونُوا كأصحابِ الجَنَّةِ التي ذَكَرَها اللهُ تعالى في كتابِهِ: ﴿إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِين * وَلا يَسْتَثْنُون * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُون * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيم﴾. فلا تخافوا من المساكينِ، فإنَّهُم لن يأخُذُوا مِن أرزاقِكُم شيئًا، لأنَّ رِزقَ الجَميعِ على اللهِ تعالَى.

يا تُجَّارَ الأزمَات، لا تَغتَرُّوا بما آتاكُمُ اللهُ تعالى مِن فضلهِ، ولا تَكُونُوا كقَارونَ الذي خَسَفَ اللهُ بهِ وبِدَارِهِ الأرضَ، عندمَا خَرَجَ على قَومِهِ في زِينَتِهِ وهوَ مَغرُورٌ مُعجَبٌ بالكُنوزِ التي آتاهُ اللهُ تعالى إيَّاها، قال تعالى في حقِّهِ: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ﴾ سلِّمْ يا ربِّ سلِّمْ.

ثانيــــًا: مميزاتُ التاجرِ المسلمِ.

كان رسولُ اللهِ ﷺ تاجرًا أمينًا صادقًا بأبِي هو وأمِّي ﷺ مسافرًا، وباعَ واشترَى حاضرًا، واشتهرَ أمرُهُ في ذلك، حيثُ قالَ المشركون: ما لهذا الرسولِ يأكلُ الطعامَ ويمشِي في الأسواقِ فأوحَى اللهُ تعالى إليهِ: ﴿ وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ﴾ الفرقان:20، فلقد اشتغلَ بالتجارةِ في مالِ أمِّنَا خديجةَ رضى اللهُ عنهَا وأرضاهَا فكان خيرَ مثالٍ للصادقِ الأمينِ في بيعهِ وشرائهِ وسائرِ أحوالهِ فعن السائبِ بنِ أبي السائبِ أتيتُ النبيَّ ﷺ فجعلُوا يثنونَ عليَّ ويذكرونِي فقال رسولُ اللهِ ﷺ:" أنَا أعلمُكُم" - يعني بهِ - قلتُ: صدقتَ بأبي أنتَ وأمِّي، كنتُ شَريكي فنعمَ الشَّريكُ، كنتُ لا تُدارِي، ولا تُمارِي) "كنتَ لا تُدارِي"، أي: لا تخالِفُ ولا تُمانِعُ في معاملاتِكَ مَعي، "ولا تُمارِي"، أي: لا تجادِلُ ولا تماطِلُ، وهذا مِن حُسنِ الخلقِ وحُسنِ مُعاملةِ الناس.

ومما يتميَّزُ بهِ التاجرُ المسلمُ عن غيرِهِ: تمسُّكُهُ بقِيمِ دينهِ، وتوكُّلُهُ الدائمُ على ربِّهِ جلَّ وعلا. ومِمَّا يتميَّزُ بهِ التاجرُ المسلمُ:حبُّهُ لوطنهِ وحرصُهُ على رفعتِهِ والعملُ لأجلهِ، ومما يتميَّزُ بهِ التاجرُ المسلمُ: ألاَّ تشغلهُ تجارتُه عن ذكرِ اللهِ تعالى، ولا عن الصلاةِ، ولا عن تلاوةِ كتابِ اللهِ تعالى، ولا عن أداءِ حقِّ اللهِ في مالهِ، فقد أثنَى اللهُ عزَّ وجلَّ على عبادهِ المؤمنين الذين لا تشغلُهُم تجارتُهُم عن طاعتهِ، فقالَ جلَّ وعلا: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ النور: 37، وحذَّرَ أولئك الذين استغرقُوا في تجارتِهِم ومصالحِهِم، وشغَلَهُم مزيدُ شفقتِهِم، وحبِّهِم لأبنائِهِم، والسعيِ مِن أجلِهِم، عن ذكرِ ربِّهِم وطاعتهِ، فاستحقُّوا بذلك كمالَ الخسارةِ لأنفسِهِم وأهليهِم يومَ القيامةِ، لأنَّهم باعُوا العظيمَ الباقِي، بالحقيرِ الفانِي، قالَ جلَّ وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ المنافقون: 9.

ومما يتميَّزُ بهِ التاجرُ المسلمُ:الأمانةُ والصدقُ، فالأمانةُ والصدقُ مِن أخلاقِ الإسلامِ أمرنَا بهمَا الدينُ وتخلقَ بهمَا سيدُ المرسلين، والتاجرُ الأمينُ بجوارِ النبيينَ في جنةِ ربِّ العالمين كما قال النبيُّ الأمينُ الصادقُ المصدوقُ ﷺ كما في حديثِ أَبِى سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ( التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ) رَوَاهُ الترمذي، والأمانةُ شرفٌ وعزٌّ وكرامةٌ والخيانةُ ذلٌّ وخزيٌ وعارٌ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ وكيف لا؟ وعن إسماعيلَ بنِ عُبيدٍ بنِ رفاعةَ عن أبيهِ عن جَدِّهِ أنَّهُ خَرَجَ مع رَسُولِ اللهِ ﷺ إلى المُصَلَّى، فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ»، فَاسْتَجَابُوا لرسولِ اللهِ ﷺ وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُم وَأَبْصَارَهُم إِلَيْهِ، فَقَالَ: «إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ القِيامَةِ فُجَّارًا إِلَّا مَن اتَّقَى اللهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ»، أَخْرَجَهُ الترمذيُّ.

ومِمَّا يتميَّزُ بهِ التاجرُ المسلمُ: السَّمَاحَةُ فِي البَيْعِ وَالشِّرَاءِ فالنَّبِيُّ ﷺ رَغَّبَ فِي السَّمَاحَةِ فِي البَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَحُسْنِ التَّقَاضِي وَالقَضَاءِ: فَعَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: « رَحِمَ اللهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى» رَوَاهُ البُخَارِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ، وَلَفْظُهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «غَفَرَ اللهُ لِرَجُلٍ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ سَهْلًا إِذَا بَاعَ، سَهْلًا إِذَا اشْتَرَى، سَهْلًا إِذَا اقْتَضَى». وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ كَانَ هَيِّنًا لَيِّنًا قَرِيبًا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» رَوَاهُ الترمذي.

ومِمَّا يتميَّزُ بهِ التاجرُ المسلمُ: النصحُ لكلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ فعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فَلَقَّنَنِي: فِيمَا اسْتَطَعْتَ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. وفي لفظِ مُجَالِد: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ) رواه أحمدُ.

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم.

الخطبةُ الثانيةُ.. .. الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلَّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يُستعانُ إلَّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. وبعدُ

ثالثًا وأخيرًا: احذرْ أيُّها التاجرُ قبلَ فواتِ الأوانِ.

أيُّها السادةُ: أيُّها التجارُ احذرُوا قبلَ فواتِ الأوانِ، احذرُوا قبلَ أنْ يأتيَ الموتُ بغتةً، والقبرُ صندوقُ العملِ، فالدنيا فانيةٌ، والدنيا إلى زوالٍ، ويبقَى الخزيُ والعارُ وغضبُ الجبارِ على كلِّ مَن أكلَ أموالِ الناسِ بالباطلِ.

احذرْ أيُّهَا التاجرُ مِن الغِشِّ في البيعِ والشراءِ، فلَقَدْ رَهَّبَ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ الغِشِّ، وَرَغَّبَ فِي النَّصِيحَةِ فِي البَيْعِ وَغَيْرِهِ. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: « مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ، فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا، فَلَيْسَ مِنَّا » رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟!» قَالَ: أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ؟ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ إذا بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ أَنْ لَا يُبَيِّنَهُ لَهُ» أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الكَبِيرِ.

احذرْ أيُّها التاجرُ مِن تَطْفِيفِ المَكَايِيلِ وَالمَوَازِين، فَمِنْ كَبائِرِ الإِثْمِ، وَعَظَائِمِ الذُّنُوبِ: تَطْفِيفُ المَكَايِيلِ وَالمَوَازِينِ. قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)﴾ [الرحمن: 7-9].

وَأَوْضَحُ آيَةٍ فِي القُرْآنِ المَجِيدِ تَجْعَلُ التَّلاعُبَ فِي المَكَايِيلِ وَالمَوَازِينِ كَبِيرَةً مُوبِقَةً مُهْلِكَةً، هِيَ قَوْلُ اللهِ جَلَّ وَعَلَا: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)﴾ [المطففين: 1-6].

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- يَمُرُّ بِالبَائِعِ، فَيَقُولُ: «اتَّقِ اللهَ، وَأَوْفِ الكَيْلَ وَالوَزْنَ، فَإِنَّ المُطَفِّفِينَ يُوقَفُونَ، حَتَّى إِنَّ العَرَقَ لَيُلْجِمُهُمْ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ». وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- لِأَصْحَابِ الكَيْلِ وَالوَزْنِ: (إِنَّكُمْ قَدْ وُلِّيتُمْ أَمْرًا فِيهِ هَلَكَتِ الأُمَمُ السَّابِقَةُ قَبْلَكُمْ(.احذرْ أيُّها التاجرُ مِنَ الِاحْتِكَار: فالِاحْتِكَارُ حَرَّمَهُ الشَّارِعُ وَنَهَى عَنْهُ، لِمَا فِيهِ مِنَ الجَشَعِ، وَالطَّمَعِ، وَسُوءِ الخُلُقِ، وَالتَّضْيِيقِ عَلَى النَّاسِ. رَوَى مُسْلِمٌ في صحيحهِ عَنْ مَعْمَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنِ احْتَكَرَ، فَهُوَ خَاطِئٌ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَفِي رِوَايَةٍ: «لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ»، وَالخَاطِئُ: الآثِمُ، وَالمَعْنَى لا يَجْتَرِئُ عَلَى هَذَا الفِعْلِ الشَّنِيعِ إِلَّا مَنِ اعْتَادَ المَعْصِيَةَ.

احذرْ أيُّها التاجرُ مِنَ الكذبِ والتدليسِ فقد رغَّبَ النبيُّ ﷺ التُّجَّارَ في الصدقِ، ورهَّبَهُم مِن الكَذِبِ ومِن الحلفِ وإنْ كانُوا صادقين، فعن حكيمِ بنِ حِزَامٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَ- أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا الْبَيِّعَانِ وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا فَعَسَى أَنْ يَرْبَحَا رِبْحًا وَيُمْحَقَا بَرَكَةَ بَيْعِهِمَا» متفقٌ عليه، وفي الحديثِ الذي رواه البخاريُّ ومسلمٌ: «اليمينُ الفاجِرَةُ مَنْفَقَةٌ للسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ للكَسْبِ»، وعن عبدِ الرحمنِ بنِ شْبْلٍ -رضي اللهُ عنه- قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ: «إِنَّ التُّجَّارَ هُم الفُجَّارُ». قالوا: يَا رَسُولَ اللهِ: أَلَيْسَ قَد أَحَلَّ اللهُ البَيْعَ؟ قالَ: «بَلَى وَلَكِنَّهُم يَحْلِفُونَ فَيَأثَمُونَ ويُحَدِّثُونَ فَيَكْذِبُونَ». أَخْرَجَهُ أحمدُ والحاكمُ. وعن أبي ذَرٍّ -رضي اللهُ عنه- عن النبيِّ ﷺ قال: «ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِم يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِم وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ». قَالَ: فَقَرَأَهَا رسولُ اللهِ ﷺ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. َقُلْتُ: خَابُوا وَخَسِرُوا، وَمَن هُم يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: «المُسْبِلُ -يَعْنِي إِزَارَهُ- وَالمَنَّانُ والمُنَفِّقُ -أي: المُرَوِّجُ- سَلْعَتَهُ بِالحَلَفِ الكَاذِبِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ في «صَحِيحِهِ». سلمْ يا ربِّ سلمْ.

احذرْ أيُّها التاجرُ مِنَ التعاملِ بالربَا فإنَّهُ بئسَ المكسب، وبئسَ المنقلب، قالَ جلَّ وعلا: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} البقرة:276، وقال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة: 275. وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ) رواه مسلمٌ.

فالربَا داءٌ عضالٌ حذَّرَ منهُ سيدُ الرجالِ، إنَّهُ مرضٌ أخطرُ مِن ستٍ وثلاثينَ زنيةً، يا ربِّ سلمْ، إنَّهُ المرضُ الوحيدُ الذي أعلنَ اللهُ عليهِ الحربَ مِن فوقِ سبعِ سماواتٍ، إنُّهُ الداءُ الوحيدُ الذي حكمَ اللهُ عليهِ بالمحقِ في القرآنِ، إنَّهُ داءٌ يسوّدُ الوجوهَ يومَ تبيضُّ وجوهٌ وتسودُّ وجوهٌ، إنَّهُ الداءُ الوحيدُ الذي تفشَّى في الأمةِ حتي أصبحَ مِن الأمورِ العاديةِ التي لا تنفرُ منها النفسُ إلّا مَا رحمَ اللهُ تعالي، إنَّهُ داءٌ لا يخلُوا منه زمانٌ ولا مكانٌ إلَّا ما رحمَ اللهُ تباركَ وتعالي. فاللهَ اللهَ في الأمانةِ، اللهَ اللهَ في التجارةِ الحلالِ، اللهَ اللهَ في الكسبِ الطيبِ، اللهَ اللهَ في الصدقِ في البيعِ والشراءِ، اللهَ اللهَ في التاجرِ الأمينِ المحبِّ لوطنهِ، اللهَ اللهَ في تجارةٍ تسعدُ الأنامَ والبلادَ.

حفظَ اللهُ مصرَ من كلِّ سوءٍ وشرٍّ وجميعَ بلادِ المسلمين، ومنَّ اللهُ عليهَا بنعمةِ الأمنِ والأمانِ والرخاءِ والتنميةِ بجميعِ صورِهَا.

اقرأ أيضاًصدقة الفطر وحق الله في المال.. موضوع خطبة الجمعة القادمة

«رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وأهمية دمجهم في المجتمع» عنوان خطبة الجمعة بـ معهد إعداد القادة

تفاصيل خطبة الجمعة لمفتي الجمهورية بمسجد «السلطان» أقدم مساجد سنغافورة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة خطبة الجمعة ا التاجر ا بالله ولا حول ولا قوة الب ی ع الأ ر ض ﷺ ق ال کما فی ى الله

إقرأ أيضاً:

ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق

يسأل العديد من الناس عن كيفية الاستعانة بالله تعالى لقضاء الديون والوفاء بالالتزامات المالية، هل هناك ذكر نبوي يمكن أن يساعد في هذا الشأن؟

 

قال  الدكتور مختار مرزوق ستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر أنه لقضاء الديون والاستعانة بتوفيق الله تعالى، يجب عليك أن تقوم بأمرين مهمين:

أن تكون صادقاً في أداء حقوق العباد:

فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله تعالى عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله". هذا الحديث يوضح أهمية النية الصادقة في سداد الديون، لأن الله سبحانه وتعالى ييسر الأمور لمن يريد أن يؤدي ما عليه من حقوق.

الاستعانة بالدعاء النبوي: 

عن أبي وائل عن علي رضي الله عنه قال: "جاءني مكاتب فقال: إني عجزت عن كتابي فأعني". فقال علي رضي الله عنه: "ألا أعلمك كلمات علمنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لو كان عليك مثل جبل صير دينا لأداه الله عنك".

 ثم علمه دعاءً عظيماً:


"اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عن من سواك".
رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب"، وحسنه في "صحيح الترغيب" رقم 1820.

"المكاتب" هو العبد الذي كان قد اتفق مع سيده على دفع مال معين مقابل عتقه.عندما أخبر العبد سيدنا علي رضي الله عنه بحاجته، علمه هذا الدعاء ليعينه الله سبحانه وتعالى على سداد دينه، حيث كان سيدنا علي يعلم أن الدعاء هو الطريق الأمثل للتيسير."جبل صير" هو جبل كان يُذكر في تلك الفترة كمثال على الديون الكبيرة التي يصعب سدادها.

 

ينبغي على كل مسلم أن يحافظ على تلاوة هذا الدعاء، سواء كان مديناً أو غير مدين، لأنه دعاء يحصن الشخص بالله تعالى ويشعره بالراحة في جميع الأحوال. كما أنه يمثل تضرعاً لله عز وجل ليفرج الهموم وييسر الأمور.

الدعاء الوارد في الحديث النبوي الشريف هو ذكر عظيم ينبغي أن يستعين به كل من يعاني من الديون أو أي نوع من الضائقات المالية، مع الإيمان الصادق بالله والإلتزام بالوفاء بالحقوق.

مقالات مشابهة

  • حكم صبر الإنسان عند الإبتلاء بالفقر أو الغنى
  • ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق
  • خطبة الجمعة من الدقهلية| خطيب الأوقاف: نريد بناء إنسان يصنع حضارة ولا يجنح إلى تطرف.. والبر وجبر خواطر الأطفال سلوك نبوي شريف
  • «الطفولة بناء وأمل».. الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة اليوم 20 ديسمبر 2024
  • موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف
  • خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف.. «الطفولة بناء وأمل»
  • نص خطبة الجمعة غدًا 19 ديسمبر كاملًا
  • لـمـاذا أنـا هـنـا؟
  • معنى الأهلة قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ﴾
  • حكم بيع السجاد المكتوب عليه لفظ الجلالة