واقعية الهجوم الإيراني ضد إسرائيل
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
كان العالم خلال الأيام الأخيرة على وشك الدخول في مجرى جديد من الأحداث السياسية التي تدور حول العالم منذ اندلاع الصراع على غزة في السابع من أكتوبر الماضي بعد عملية "طوفان الأقصى"، وتشكل ذلك في الهجوم الإيراني الذي شغل العالم رداً على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في الأول من إبريل الجاري بالعاصمة السورية دمشق.
بمتابعة مجريات السياسة الإيرانية منذ اندلاع العدوان على غزة في السابع من أكتوبر الماضي سندرك أنه رغم أن إيران تشكل عنصرا خطيرا يؤثر على سياسة العالم وعلى الرغم من امتلاكها جماعات مسلحة تسيطر على دول بأكملها، إلا أنها أكبر وأكثر تعقلا من أن تفتح باب الصراع على أكثر من جهة من إسرائيل وحلفائها وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا في وقت واحد، خاصة مع السعي الغربي الأمريكي في الوقت الحالي لتحقيق أي مكاسب وانتصارات فقد يقود هذا لتشكيل جبهة صد وردع ضد إيران في أسرع وقت.
بالمتابعة والتدقيق في سيناريو ما حدث والأحداث التي شهدتها المنطقة في السبت الماضي الموافق ١٣ من إبريل الجاري تنكشف لنا الصورة أن تلك العملية العسكرية التي أطلقتها إيران كانت محدودة للغاية وكانت الضربة التي وجهتها إيران هي لهدف واضح وصريح وهو بمثابة الرد والإشهار بتلك الصورة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بأن الأذرع الإيرانية والقوة الإيرانية بالمنطقة قادرة على أن تمتد وتضر داخل العمق الإسرائيلي مهما كانت التحديات، فكان تخلي إيران عن حق الرد على الهجمة الصهيونية على القنصلية الإيرانية في دمشق بمثابة بعث رسالة ضعف إلى إسرائيل.
فرغم إعلان إيران عداءها الواضح ضد دولة الاحتلال على مدار عقود من الزمان إلا أنها اكتفت خلالها على الدفع بأذرعها بالمنطقة ضدها وبشكل منضبط ومحدود دون التورط في قتال مباشر.
لا يخفى عن العالم أجمع أن حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والميليشيات المسلحة في العراق وسوريا جميعا تابعة لإيران وتشكل الأذرع الإيرانية بالمنطقة، وهذا مكن إيران من المشاركة في الحرب بشكل غير رسمي دون تورطها علناً أمام مرأى دول العالم.
بداية من تدخل حزب الله في لبنان بقيادة حسن نصر الله وقصف العديد من الأهداف الإسرائيلية مروراً بتدخل الحوثيين في اليمن وتوجيه طائرات مسيرة ضد إسرائيل عده مرات، والسعي نحو استهداف سفن الشحن في البحر الأحمر التي تملكها إسرائيل وتنقل البضائع منها وإليها.
كانت تلك الضربة بمثابة السيناريو الذي يؤكد ثبات الوضع كما هو عليه فكانت أمريكا هي من حثت الاحتلال الصهيوني على عدم الرد في سبيل حفظ ماء الوجه لإيران واستبقاء الوضع كما هو عليه دون نشوب النيران بالمنطقة، فكانت تلك المرة الأولى التي تتدخل فيها إيران نفسها بشكل مباشر ضد إسرائيل، وكانت الضربة بمثابة تهدئة للوضع دون نشوب نزاع كبير لا يعرف العالم ولا الولايات المتحدة الأمريكية عواقبه، فالعالم أصبح لا يعرف سوى مفهوم القوى.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الحوثيين حزب الله غيران الضربة الإيرانية لإسرائيل
إقرأ أيضاً:
ماذا فعل القضاء الإيراني مع الطالبة التي خلعت ملابسها بجامعة طهران؟
أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، الثلاثاء، أنها لم توجه أي تهم للطالبة التي خلعت ملابسها في إحدى جامعات طهران في مطلع الشهر الحالي. وقال المتحدث باسم السلطة القضائية، أصغر جهانغير، في مؤتمر صحفي، إن الطالبة تم تسليمها إلى عائلتها بعد نقلها إلى المستشفى، حيث تبين أنها مريضة، ولم يتم رفع أي دعوى قضائية ضدها.
وفي مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع، شوهدت الطالبة وهي تسير بملابسها الداخلية أمام جامعة آزاد في طهران قبل أن يقتادها رجال بالزي المدني بعنف إلى سيارة.
ووصف وزير العلوم الإيراني، حسين سيمائي، الأربعاء الماضي، خلع الطالبة لثيابها بأنه عمل "غير أخلاقي وغير مألوف". وأوضح سيمائي، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، أن الطالبة "خالفت الأعراف، ولم يكن سلوكها متوافقاً مع الشريعة الإسلامية، وكان غير أخلاقي وغير مألوف"، مشيراً إلى أنها لم تُطرد من جامعتها.
وأكدت السفارة الإيرانية في فرنسا أن الطالبة تعاني من مشاكل عائلية وحالة نفسية هشة. وكانت الخارجية الفرنسية قد وجهت في الأربعاء الماضي رسائل أعربت فيها عن القلق والصدمة بعد اعتقال الطالبة.
ويذكر أنه في 30 نيسان/ابريل الماضي أرسلت لجنة برلمانية إيرانية نسخة منقحة من مشروع قانون خاص بالحجاب لمجلس صيانة الدستور، وهو كيان إشرافي محافظ غير منتخب، لمراجعته، وفقاً لوكالة أنباء تسنيم الإيرانية.
وفي حال تمت الموافقة على المسودة، يمكن فرض عقوبات قاسية على انتهاك قواعد الزي في البلاد، بما في ذلك إلزام النساء بتغطية شعورهن في الأماكن العامة.
وفي 16 أيلول/سبتمبر الماضي٬ تعهد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بمنع "مضايقة" شرطة الأخلاق للنساء فيما يتعلق بلباسهن، خصوصاً الحجاب الإلزامي في الجمهورية الإسلامية.
وأكد بزشكيان في مؤتمر صحفي عقده في طهران، وهو الأول منذ توليه منصبه مطلع آب/أغسطس الماضي، أن "شرطة الأخلاق ليست مكلفة بمواجهة النساء، وسأحرص على ألا تقوم بمضايقتهن".
منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979، تفرض إيران قواعد صارمة على النساء تشمل ارتداء الحجاب وملابس فضفاضة.